إذا الشعــب يومــاً
مـا أراد الحيــــــاة
فلابـد أن يتقي الله
فليس لدي شك أن رحيل النظام الحالي هو الخطوة الأولى في طريق الإصلاح الحقيقي .
وليس لدي شك أن إنهيار الإقتصاد الوطني ، وهروب المستثمرين من مصر وخسارة البورصة الفادحة ، وعمليات السلب والنهب والقتل والخراب لم تكن إلا محاولة حقيرة من نظام حقير أراد أن يفسد في البلاد ويشيع الفتنة بين العباد من أجل مصالح شخصية لرجال أعماله ووزرائه الرابحون من استمرار النظام ، وليس لتظاهرة هؤلاء الشباب أي دخل فيها .
وليس لدي شك أن هذا الرئيس صاحب الدكتوراة في العناد هو الذي يشيع الفوضى بتمسكه المريب بكرسيه ، وكأنه يخشى على نفسه من كشف المستور إذا فقد حصانة منصبه.
وليس لدي شك أن ما يحدث الآن في مصر من خوف وهلع ورعب جراء الإنفلات الأمني وإطلاق البلطجية واللصوص والمساجين على الأهالي ، أو ما يحدث من تأخر صرف الرواتب والأجور ، وقلة ذات اليد ، وفقد الآف الوظائف وارتفاع معدلات البطالة ، ونفاد السلع الإستراتيجية من الأسواق أو استغلال التجار للأزمة ورفع اسعارها ، أو ما تم تشكيله من لجان شعبية لحماية البيوت والمحال والأعراض.
ليس لدي شك - ولا استطيع الجزم به - أن كل هذا يحدث لأن الله تعالى يهيئ مصر قيادة وشعباً لمرحلة جديدة من مراحل العزة والمجد والجهاد والتي لن تكون إلا بتهيئة أسبابها من تغيير للنظام الحالي الموالي لأمريكا وإسرائيل ، وتدريب الشعب على إدارة الأزمات ومواجهة المشكلات والصبر على المصائب من جوع وفقر وموت ، وصدق الله إذ يقول : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) {البقرة / 157:155}
وحتى لا يفقد الشعب ما اكتسبه من هذه الثورة ، يجب أن يعلم أنه لن يبارك له في عيشه وحريته إذا ابتعد عن سبيل المؤمنين وطريق الحق المبين ، ولن يكون لهم أي عزة إذا لم يعتزوا بدينهم ، ورحم الله فاروق الأمة حين قال : (إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله) {رواه الحاكم ، وصححه الألباني}
فالشعب يجب أن يريد إصلاح النظام الحالي ، وإختيار قائد رباني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق