الاسلام سؤال وجواب

الثلاثاء، 29 مارس 2011

السلفيون السياسيون ..!!

بعد أن كانت السياسة خطاً أحمراً لا يجوز تجاوزه فضلاً عن الاقتراب منه ، اختار السلفيون بمحض إرادتهم أن يكونوا رقماً في المعادلة السياسية المحفوفة بالمخاطر ، وأراد قادة الدعوة المباركة أن يتحولوا للاعبين جدد في الملعب السياسي ، بل وأصبح بعضهم وجهاً مألوفاً في المشهد المصري من خلال عقد المؤتمرات هنا وهناك ، والحقيقة أن السلفيين تأخروا كثيراً في مخاطبة الشعب وتركوا الباب على مصراعيه للأفكار السياسية المتأخرة مثل الليبرالية والعفنة مثل العلمانية ، بل وتركوا الحبل على الغارب للإخوان المسلمين ليحصدوا النقاط وترتفع الأرصدة الشعبية في حساباتهم البرلمانية وفي الشارع المصري بصفة عامة.

ولكن ما يقلقني في الموضوع هو الإستراتيجية التي فضّل شيوخ السلفيين أن ينتهجوها لمعالجة التأخرالسياسي في المشروع السلفي لنضهة مصر فليس لهم خطة واضحة للمنهج الذي يريدون أن يقدموه للناس .

وليس بعقد المؤتمرات في كل المحافظات يكون التواجد في الشارع المصري ، فهذه المؤتمرات لا يحضرها إلاّ أتباع الدعوة ممن سمحت لهم ظروفهم الحياتية وقدّر لهم الله عز وجل الحضور.

وليس بصفحات الفيس بوك سيكون التأثير في الناس إذ أن الحضور غالباً ما يكون أيضاً لنفس الفئة.

كنت أتمنى أن يظل شيوخ السلفيين على نهجهم الدعوي في توسيع دائرة الوعي الديني للناس واستغلال حالة الحرية الحالية في إقامة المراكز العلمية التي تعمل على نشر المنهج السلفي في كل المحافظات.

كنت أتمنى أن لا يندفع السلفيون بكل هذا الحماس في الملعب السياسي ، وأن يهتموا بتوسيع قاعدتهم الشعبية قبل أن يقرروا التواجد في الشارع السياسي والإحتكام إلى صندوق الأصوات ، وحتى لا يأتي اليوم الذي يقيس الناس نجاح الدعوة السلفية بنجاح مرشحيها ورسوبها بفشل مرشحيها ، فيعملوا على مساعدة الناس من خلال إنشاء المؤسسات الخيرية التي تخاطب وجدان الناس وتقف بجوارهم في أزماتهم النفسية والصحية والمادية ، وبالطبع سيكون هذا تطبيقاً عملياً لما يدرسوه ويدعون الناس إليه ، بشرط أن لا يكون الهدف هو كسب أصوات الناس في الإنتخابات بقدر ما هو إرضاء لله عز وجل وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام ) صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)

كنت أتمنى قبل أن يقرر شيوخ السلفيين الدخول في المعتركات السياسية أن يدركوا حقيقة قلة خبراتهم السياسية والتي يحتاج بنائها إلى سنوات وأن يعملوا على استقطاب الخبراء والمؤهلين المؤمنين بهذا المنهج المبارك لا أن يفكروا في خوضها هم ، بل يتفرغوا للدعوة وخلف الخطوط للدعم والتزكية والإرشاد والنصح والتوجيه والتنظيم والفتوى وغيرها من الأمور اللوجستية المطلوبة في الوقت الحالي .

الأربعاء، 23 مارس 2011

غزوة الصناديق ..!!

أظن أن الشيخ يعقوب بارك الله فيه لم يكن موفقاً في استخدامه لمصطلحات لا تناسب الظرف والمكان والزمان ، فعملية الاستفتاء على تعديلات الدستور ليست غزوة الصناديق كما قيل ، وأثارت النفوس الممتلئة حقداً وبغضاً ضد السلفية ، فالتعديلات الدستورية هي وجهة نظر الفقهاء الدستوريين ومن يوافق أو يرفض يفعل ذلك من منطلق فكره وفهمه وشعوره أن صوته هو الذي يستطيع أن يخدم به البلد في المرحلة الراهنة ، ورغم أنني لو كنت حاضراً لاخترت نعم لكني وبغض النظر عن القلة الطائفية التي ترفض فأنا أعلم أن الرافضين للتعديلات ، كانوا يريدون نقض الدستور بأكمله وعمل أخر جديد، بالمواصفات التي يريدها الأغلبية ، ولا شك أن الشارع المصري الآن يدرك تمام قوة واهمية الصوت الإسلامي ، ولكن الشيخ يعقوب بما قاله عن غزوة الصناديق قد فتح الباب على مصراعيه لكي يفتري أي أحد على السلفية واتهامها أنها تريد إقصاء الآخرين كما فعل الحزب الوطني من قبل ، صحيح الفارق كبير بين من يحشد الناس بالباطل وبين من يحشده للحق ، لكن ينبغي التدقيق جيدا في هذه المرحلة في كلامنا وتصرفاتنا حتى لا نفسد ونيتنا الإصلاح ، ونهدم ونحن نريد البناء ، ونصرف الناس عنا ونحن نريد أن نركب سوياً سفينة النجاة ، كما أريد من إخوتي السلفيين أن لا يكون دفاعهم عن المشايخ من باب أنهم دائما على الحق فالعصمة دفنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وأساس البدع هو تقديس المشايخ والتسليم لقولهم كأنه وحي ،

فينبغي أن تسمع للشيخ وأنت واثق في صدقه ونيته وعلمه لكن من منطلق " كل يؤخذ منه ويرد عليه إلاّ النبي صلى الله عليه وسلم "

شارة فيسبوك

post

احدث مواضيعنا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة