الاسلام سؤال وجواب

السبت، 20 مارس 2010

قضية مهمة ..!!


إلى المحاسبين والماليين أولاً !!!

وإلى عامة الناس ثانياً !!!

انتبه قبل .. أن يكون لك بنك !!!

امتلأت الفضائيات المصرية بإعلانات إتحاد البنوك المصرية التي تحث المصريين على ضرورة التفاعل مع البنوك وفتح حسابات شخصية بها ، وقد برر إتحاد البنوك السبب في حث المشاهدين على التجاوب الإيجابي مع هذه الحملة الإعلانية بأنها لإيجاد فرصة عمل للعاطلين ، وبناء المصانع وتشغيل الماكينات ، ورفع الناتج القومي وغير ذلك من الأسباب الإقتصادية القيمة والجديرة بالاهتمام وهي التي يسيل لها اللعاب ، وتتحمس لها العقول .

ولكن هل فكر أحدكم في الأسباب الشرعية التي تجعله يصرف نظره عن مثل هذا التجاوب مع البنوك ؟ هل تصور أحدكم عاقبة مخالفة شرع الله عز وجل في عدم الامتثال لنواهيه ؟ هل بحث أحدكم عن البدائل الشرعية للخدمات المصرفية التي يحتاجها ؟

إنني أتوجه بهذا السؤال إلى رجال الأعمال والتجار المسلمين بصفتهم الإعتبارية وبما يمثلونه من كيانات تجارية عملاقة أو صغيرة ، وأتوجه بهذا السؤال أيضاً إلى الأفراد بصفتهم الطبيعية من الرجال والنساء الذين يريدون فتح حسابات مصرفية في البنوك الربوية ؟

ما هي الأسباب التي تجعلكم تفكرون في الإستفادة من الخدمات المصرفية ؟ وهل أنتم في حاجة لها أم لا ؟

لا شك أن الصنف الإعتباري سيقول أنني أحتاج إلى تمويل صفقاتي وإدارة مشروعاتي دون أي تعثر مالي مع الموردين والموظفين ، وبما يضمن لي تنفيذ خططي الاستثمارية في أوقاتها المحددة ، وهذا الاحتياج المصرفي يكمن في :

1. الحصول على قروض مالية

2. فتح اعتمادات مستندية

3. إصدار خطابات ضمان بنكية

4. الحصول على دفاتر شيكات بنكية

وكل هذا لن يتأت إلا بفتح حسابات بنكية ، حتى يتم تفعيل هذه الخدمات المصرفية ، ولكن الصنف الطبيعي سيبرر موقفه في فتح حسابات بنكية لأنه يريد عيشة هنية من خلال :

1. شراء سيارة بالتقسيط

2. قرض عقاري للحصول على سكن لائق

3. شراء الأجهزة المنزلية الحديثة بالتقسيط

4. الحصول على دفاتر شيكات بنكية

5. الحصول على قروض مالية لمواجهة الأعباء المدرسية

6. بطاقات إئتمانية

وطبعاً كل هذا لابد من فتح حسابات بنكية لها ، حتى يتم تفعيل هذه الخدمات المصرفية .

إذا كانت هذه الأجابات على السؤال المطروح آنفاً ، فاعلم أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد ، إذ ليس كل ما تقدر عليه ، يجوز لك شرعاً ، فقد تتهيأ لك الفرصة مثلاً لكي تقابل فتاة جميلة تراودك عن نفسها فهل خلافاتك الزوجية مبرراً لكي ترتكب الفحشاء أم أنه يحرم عليك هذا الفعل وإن كنت قادراً عليه ، هذا المثال للتشبيه في موضوعنا، قصدت منه التوضيح أن رغبتك قد تكون قادراً على تحقيقها لكنك ينبغي عليك التريث أولاً وأن تسأل أهل الذكر هل يجوز لي ذلك أم لا ؟

وبعد هذه المقدمة ، أقول لك أن معظم المنتجات التي يقدمها البنوك الآن محرمة شرعاً ، لأنها من باب الربا ، وحتى لا تدخل في مغارة الفتاوى التي تميع الدين ، اعلم أن الربا واضح وبين في هذه الخدمات المصرفية التي تريد الحصول عليها من البنك فمثلاً :

الحصول على قرض :

هذا القرض التي تحصل عليه ثم يضاف عليك فائدة المبلغ بنسبة الشهور والسنين التي تريد التقسيط عليها هي من باب الربا المنهي عنه .

فتح الاعتمادات المستندية :

إن لم يكن لشركتك رصيد في البنك وأردت أن تفتح اعتماداً مستندياً ، فكل تحويل للمورد الخارجي يدفعه البنك نيابة عنك ثم يضيف عليك بعد ذلك في نهاية الشهر عمولة أعلى رصيد ، فهوصورة من صور الربا المنهي عنه .

إصدار خطابات ضمان بنكية :

إصدار البنك لخطاب ضمان رغم عدم وجود رصيد في حسابك البنكي يعني أن البنك قد يدفع للمستفيد من خطاب الضمان قيمته في حالة عدم تنفيذك للغرض الذي أصدرمن أجله هذا الخطاب ومن ثم يتحول إلى دين عليك سيضيف عليه البنك عمولته وفوائده وتحولت إلى صورة أخرى من صور الربا المنهي عنه .

البطاقات الائتمانية :

إصدار البنك للبطاقات الإئتمانية غير المغطاة التي لا رصيد لها ، وإمهالك فترة من الأيام تختلف من بنك إلى أخر ، ثم يطبق بعدها غرامة التأخير على المبلغ الذي لم تسدده ، هو صورة أخرى من صور الربا المنهي عنه .

والربا يا أخي محرم في جميع الرسالات السماوية, والله تبارك وتعالى لا يحرم إلا خبيثاً, وقد استباحه اليهود وحدهم في معاملة غيرهم كما قال تعالى : ( فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً، وَأَخْذِهِمُ الرِّبا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ) ]النساء 161,160[. .

والربا أمره في ديننا عظيم والتحذير منه شديد ، فقد روى ابن أبي الدنيا في كتابه ذم الغيبة وصححه الألباني من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أمر الربا وعظم شأنه ، وقال : إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل ).



وحرمه الله عز وجل كما في سورة البقرة : (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) .



وعدّ النبي صلى الله عليه وسلم الربا من الموبقات وهي المهلكات ، فأخرج الإمام البخاري في صحيحه من أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى عليه وسلم ، قال : اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا : يا رسول الله وما هن ، قال : الشرك بالله ، السحر ، قتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق ، أكل الربا ، أكل مال اليتيم ، التولي يوم الزحف ، قذف المحصنات المؤمنات الغافلات .



والله سبحانه وتعالى قد بين في القرآن أن ترك الربا وما بقي منه من التقوى والإيمان ، يدل على ذلك قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )



وأن عدم أكل الربا من التقوى والفلاح ، وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )



ولقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من أكل الربا ونهانا عن أكل الربا : فأخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث عون بن أبي جحيفة قال :( نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب وثمن الدم والواشمة والموشومة وفي لفظ المستوشمة ، وآكل الربا وموكله ولعن المصور )



ولقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم أكل الربا:فأخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث عون بن أبي جحيفة عن أبيه : فقال :( النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ ثَمَنِ الدَّمِ وَثَمَنِ الْكَلْبِ وَكَسْبِ الْبَغِيِّ وَلَعَنَ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ وَالْمُصَوِّرَ ) .

وفي صحيح الإمام مسلم من حديث جَابِرٍ قَالَ : ( لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَقَالَ هُمْ سَوَاءٌ )



وبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عاقبة أولئك الذين يأكلونه فجعلهم أولئك السابحين في نهر الدم ويتلقفون الحجارة في أفواههم كلما أرادوا الخروج من النهر : فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث سمرة بن جندب قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : رأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فَأَخْرَجَانِي إِلَى أَرْضٍ مُقَدَّسَةٍ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ وَعَلَى وَسَطِ النَّهَرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ فَإِذَا أَرَادَ الرَّجُلُ أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ فِي فِيهِ فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِي فِيهِ بِحَجَرٍ فَيَرْجِعُ كَمَا كَانَ فَقُلْتُ مَا هَذَا فَقَالَ الَّذِي رَأَيْتَهُ فِي النَّهَرِ آكِلُ الرِّبَا ) .



ومن يأكل الربا سيبعث مجنوناً يوم القيامة : أخرج الإمام الطبراني في المعجم الأوسط وحسنه لغيره الألباني من حديث عَوْفِ بن مَالِكٍ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"إِيَّاك وَالذُّنُوبَ الَّتِي لا تُغْفَرُ: الْغُلُولُ، فَمَنْ غَلَّ شَيْئًا أَتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَآكِلُ الرِّبَا فَمَنْ أَكَلَ الرِّبَا بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَجْنُونًا يَتَخَبَّطُ", ثُمَّ قَرَأَ: ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ )



واعلم أنه ما من آكل للربا إلا وأمره سيؤول إلى القلة :أخرج الإمام ابن ماجة في سننه وصححه الألباني من حديث عبد الله ابْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَا أَحَدٌ أَكْثَرَ مِنْ الرِّبَا إِلَّا كَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهِ إِلَى قِلَّةٍ )



آكل الربا يعرض نفسه للمسخ فيكون من القردة والخنازير : فقد روى عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل في زوائد المسند وحسنه لغيره الألباني من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( والذي نفسي بيده ليبيتن أناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم واتخاذهم القينات وشربهم الخمر وبأكلهم الربا ولبسهم الحرير )



آكل الربا أحل بنفسه عذاب الله عز وجل :أخرج الإمام أبي يعلى والإمام أحمد في مسنديهما ، وقال الحافظ المنذري إسناده جيد ووحسنه الألباني من حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الرِّبَا وَالزِّنَا إِلَّا أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عِقَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ )



والآن كيف ستوفق بين بين الخدمات المصرفية التي تتطلع إلى الاستفادة منها وبين اجتناب ما حرم الله عز وجل من الربا ؟



والجواب على ذلك :



أن الشركات والمؤسسات أي كان نشاطها المهني ينبغي عليها أن تضيف إلى أهدافها الاستراتيجية هدفاً مهماً جداً ألا وهو تقوى الله عز وجل وهذا يعني إعادة هيكلها التنظيمي لكي تتضمن إدارة الرقابة الشرعية ، ويندرج تحتها وظيفة محاسب ومدقق شرعي ، ويكون هدف الوظيفة هو مراجعة العقود المبرمة مع العملاء والموردين من أجل القضاء على البنود المحرمة شرعاً وتحول مالك من طيب وحلال إلى خبيث وحرام ، مثل غرامات التأخير في بيوع التقسيط والأعمال التجارية غير المقاولات والمصنعيات فلها حكم آخر ليس هذا وقته ، وكذلك يهدف المحاسب الشرعي إلى تحرير المسائل التجارية والمصرفية شرعاً وعمل تصور فقهي للخدمات المقدمة أو العقود المبرمة مع المؤسسات الإقتصادية والمصرفية بهدف وأد فكرة اللجوء إلى الربا كحل سهل من حلول التمويل الاستثماري ، فإن لزم الأمر اللجوء إلى الخيار المصرفي ليكن تفكيرك الأول هو إختيار البديل الشرعي المتمثل في المصارف الإسلامية وهي تخطو بثبات نحو قمة عالم المصارف العالمية لأنها تملك المنتجات المصرفية في قوالب فقهية وتملك أيضاً أدوات مشروعة ومهمة في عالم الإقتصاد الإسلامي مثل المرابحة والمساومة والاستصناع كما تملك البطاقات الائتمانية المغطاة التي تكفل لك إمكانية الشراء عبر الانترنت ودفع فواتيرك الاستهلاكية وغيرها من الخدمات المقبولة ، أقول لك هذا وأنا أعلم أنه ليست كل المنتجات المقدمة المصارف الإسلامية مقبولة شرعاً لكن الاختلاف فيها راجع إلى المعايير المحاسبية الشرعية مع اجتهادات الفقهاء واختلاف المذاهب ، لكنها ليست مثل البنوك الأخرى ذات الصورة الربوية على أعلى مستوى لها .

كما أنه من المهم لك ألا تلجأ إلى البنوك وتستدين بالربا من أجل شراء سيارة أو تغيير موديلها أو شراء سكن أفخم كل هذا لا يكون مقبولا من البنوك الربوية لأنها ستنقض عليك وتنتهش رزقك وتستحل مالك عن طريق الربا ، أما البنوك الإسلامية فهي ستلجأ إلى الوسائل المشروعة التي لا ربا فيها من أجل سلامة ونقاوة مالك من الحرام .

وأخيراً ارفض دعوة إتحاد بنوك مصر وقل لهم مع الشكر ، ولا تتعامل مع البنوك إلا إذا كنت مضطراً لها مثل تحويل راتب أو صرف معاش.

شارة فيسبوك

post

احدث مواضيعنا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة