عزائي لأمهات وأسر الضحايا ودعائي لهم أن يلهمهم الله تعالى الصبر والسكينة ، وأن يقتص الله تعالى ممن ظلم أولادهم وأبناءنا .
لأول وهلة ستشعر بالغضب الشديد والحزن المرير عند سماعك لأخبار القتلى والمصابين ، وستلاحقك علامات العجب والدهشة حين تجد أن هؤلاء الضحايا لشباب وصبية ذهبوا لمشاهدة مباراة كرة قدم فعادوا إلى أهليهم في أكفانهم.
لكنك بعد فترة ربما ستتسائل .. هل التعصب الكروي هو السبب في هذه الأحداث ؟
هل وجد المجلس العسكري أخيراً الطرف الثالث الذي ظل يبحث عنه في شوارع مصر غير الآمنة .. والقتلى والمصابين الذين يوجدون في كل حدث سياسي جلل .. والمجمع العلمي الذي حُرق .. والبنوك والمحلات التي تسرق جهاراً نهاراً ..
هل وجد المجلس العسكري الأصابع الخفية التي تدير مصر من وراء ظهره .. وتحولها إلى مرتع للفاسدين ووكراً للبلطجية والسارقين .. وهي التي قال عنها رب العالمين " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ".
إن من السذاجة التي وقعت فيها أني اعتقدت هذه الأحداث نتيجة للتعصب الكروي ولكني تساءلت لقد فاز المصري بنتيجة كبيرة وثقيلة على الأهلي ، ولم تكن هذه الأحداث تصل لهذه الدرجة من البشاعة لو أن المصري نفسه خسر.
وليست هذه اللافتة التي يزعم الزاعمون أنها الشرارة التي أحرقت قلوب أسر وأمهات الضحايا.
فمن يحلل الأحداث وينظر لها بطريقة أخرى من زاوية فتش عن المستفيد .. سيتضح لك بعض الحقائق .
أولاً : استمرار الفوضى في الشارع المصري والإنفلات الأمني الموجود تستشعر معه أنه مبرر لإستمرار وجود القبضة العسكرية على البلاد.
ثانياً : وجود هذه الأحداث الدامية بعد أيام قليلة من رفع حالة الطوارئ يعيد المشهد السابق في نظام مبارك لما كانت الأصوات تتعالى برفع قانون الطوارئ فتفاجأنا الأحداث بمصائب وكوارث تسوغ استمرارها وكأنهم على مضض وغير رغبة مضرين لإستمرار الطوارئ.
ثالثاً: دخول المتفرجين دون تفتيش أمني دقيق ووجود أسلحة بيضاء وصواريخ نارية وهروات استخدمها المقتحمون ، بل نزول الجماهير من ناحية الحاجز البشري الأمني دون منعهم ، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الأمن متورط متورط متورط .
رابعاً : إقالة مدير الأمن البورسعيدي لم تكن على مستوى الحدث وأهميته فقد تم نقله وليس إقالته ، ولماذا يخرج محافظ بورسعيد على الفضائيات ليتسفز الناس ببرود أعصابه وأن أحداً لم يوجه له أي اتهام.
خامساً: على مجلس الشعب الحالي أن يدرك أن ولادته كانت قيصرية وأن الشعب الذي جاء به إلى كراسي البرلمان ينتظر منه أن يكشر عن انيابه ويقيل حكومة الجنزوري بما فيها وزير الدفاع ، وهو المنصب الذي من يضع المشير رئيساً للمجلس العسكري.
سادساً : المجلس العسكري يجب أن يعلم أنه أصبح عبئاً على البلد .. وأنه يجثم على صدرها .. وأنه يخيب دائماً آمالها .. وأنه ليس الحاكم المناسب الآن.
سابعاً : إلى الإعلاميين الذين يأكلون رزقهم على حساب كرامتهم .. قديماً كانوا يقولون تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها .. أما أنتم فتشبعون من هتك عرض الإعلام المصري وتشربون حتى الثمالة من كأس النميمة والكذب .. وتترنحون على الشاشات لطماً على الخدود وصراخاً ووعيلاً والكل يعلم إنكم لكاذبون !!
وأخيراً: إلى الطرف الثالث والأصابع الخفية .. ارحمونا .. واتركوا مصر في حالها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق