لست من المتشائمين الذين يرون الصورة قاتمة وحالكة الظلام ، ولست من المتفائلين بأن فجراً جديداً يلوح في الأفق وسينثر الورود ويحقق الأحلام، فما يحدث يحدث لمصر لا يسر حبيب ولكنه يفرح عدواً ، وأخطر ما في الأزمة المصرية أن الشعب أنقسم على نفسه وهدفه فرقاً وشيعاً وأحزاباً ، وكل حزب بما لديه فرحون .
وليت الأمر ينتهي عند الإنقسام والتشرذم والتحزب ، فهناك إسلامي وعلماني وليبرالي واشتراكي ، وهناك مؤيد للمجلس العسكري وهناك رافض له وهناك من يريد السلطة مدنية وهناك من يريدها عسكرية ، هناك ثوار وفلول ، هناك بلطجية ومرتزقة وشعب غلبان ، هناك فضائيات مثيرة للفتنة ومحرضة على الشغب ، وهناك ما هو أخطر من ذلك لقد ظهرت لغة جديدة تنتشر بين الناس انتشار النار في الهشيم ، كلغة التخوين والعمالة وقلة الأدب والإستهزاء والسخرية من أي شيء .
وليس هناك سبباً واحداً لكل ما يحدث غير انعدام المسئولية واللا مبالة التي ارتفعت أسهما هذه الأيام ، وياليتهم قبل الثرثرة الفارغة ينظروا لهذه الصورة ويروا كيف ( يثور) الكلب ويتحمل المسئولية ، وكيف هم ((يثرثرون).

فمتى سننتهي من هذه الثرثرة !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق