لماذا الدنية في الدين .. يا دكتورة !!!
الدكتورة سعاد صالح
عميدة كلية الدراسات الإسلامية للبنات ،
أستاذ الفقه بجامعة الأزهر ،
عضو الاتحاد العالمي للمسلمين ،
وأخيراً القيادية باللجنة الدينية بحزب الوفد المعارض،
منذ أيام قلائل حركت المذكورة أعلاه المياه الساكنة بفتواها التي منعت فيها المسيحي من تولي رئاسة الحكم في مصر ، معللة ذلك بأن دينها يمنع ذلك ، وأكدت خلال إحدى حلقات برنامج "مانشيت" على فضائية "أون تي في" الأحد الماضي، "رفضها وصول مسيحي إلى الرئاسة، وأنها لن تنضم لأي حزب يتنافى مع مبادئها الدينية، وأن الولاية من المسلم على الكافر وليس العكس، لذلك أباح الله زواج المسلم بغير المسلمة وليس العكس، وأن شهادة غير المسلم على المسلم غير جائزة بالإجماع لأنه أقل ديناً".
وأردفت قائلة : " أي مبادئ تخالف ثوابت ديني لن أتبعها ولن يجبرني أحد على مخالفة ديني إرضاء لمطالب بشرية " في ردها على الاتهامات التي وجهت إليها بتناقض فكرها مع مبادئ حزب الوفد الذي يتبع مبادئ علمانية والذي انضمت اليه منذ أيام قليلة".
رفضت أستاذة الفقه المقارن خلال الحوار "تولي المسيحيين منصب رئيس الجمهورية مع إعطائهم الحق في تولي كل المناصب القيادية، مبررة ذلك بأن الاقباط لا يعترفون برسالة الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، في الوقت الذي يعترف المسلمون بكل الأديان السماوية".
وبررت ذلك بأن البابا شنودة يتفهم جيدا الوضع السياسي والديني لعدم مشروعية وصول مسيحي للرئاسة، موضحة أن البابا رفض تنفيذ قرار المحكمة الإدارية العليا لحكم الزواج الثاني الخاص بالأقباط لتمسكه بكلام الإنجيل وأنا أيضا متمسكة بكلام ديني وهو أنه لا يجوز ولاية للكافرين علي المسلمين وفق الآية الكريمة.
ثم تصاعدت ذروة الأحداث بعد أن هاجمها المتصلون بالبرنامج وكان أبرزها مكالمة رجل الاعمال نجيب ساويرس مالك القناة الذي رفض ما قالته الدكتورة ، وقال لها: "يا دكتورة سعاد أنا علماني ولست فقيه لا في ديني ولا في دين الآخرين .. لكن إحنا المسيحيين منقبلش أبدا الكلام ده، ولا يمكن أن يكون إنسان مؤمن بالله واحد ويكون كافر، أو أي حد يقول عليه كدة، غير كدة إحنا كمان منقبلش عدم المساواة في الحقوق كلها ومن حق المسيحيين أن أي منهم حد يترشح للرئاسة وينجح ويبقى الرئيس، لأننا كلنا بنحمل جواز سفر واحد مكتوب عليه مصري، وكلام حضرتك مستحيل نقبله أو نعمل بيه أو حتى نعترف بيه".
وردت سعاد صالح علي اتصال المهندس نجيب ساويرس قائلة "متقبلوش بس الدين بيقول كدة".
ثم عادت وأكدت الدكتورة سعاد صالح لصحيفة "الشروق" المستقلة الثلاثاء الماضي، أنها متمسكة برأيها الفقهي الذي أعلنته في البرنامج والخاص بعدم جواز ترشيح المسيحي نفسه لرئاسة الجمهورية، وأن على من يريد أن يسأل في هذا الأمر مرة أخرى عليه التوجه لدار الإفتاء وتلقي الفتوى المناسبة من علماءها.
فما الذي حدث بعد ذلك !!!!!!!!!
نقلت صحيفة "الدستور" المستقلة عن الدكتورة قولها فى تصريحات صحفية أمس الإثنين : " لا يمكن أن أفتى بتكفير أى قبطي، وإن محاولة الزج بى فى مثل هذه الأمور استهدفت حزب الوفد والمستفيد الوحيد منها هم المعارضون للحزب ولرئيسه الدكتور السيد البدوي".
وشددت الدكتورة سعاد أن خبر مقاضاتها استهدف الحزب كما استهدف توجه الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد فى ضم أعضاء جدد من العلماء ورموز الفكر والسياسة.
وحول موقفها من تولى المسيحي رئاسة الدولة أوضحت إن ما قالته كان فى معرض تولى الخلافة، وان نظام الخلافة انقرض وتحول الأمر إلى دولة مؤسسات وعليه يصبح للمسيحي حق تولى رئاسة الدولة بينما يظل التحريم متعلقا بالخلافة، مؤكدة أنها لا تعترض مطلقا على مبادئ حزب الوفد، وأنها لو كانت تعترض لما اتخذت قرار الانضمام إليه.
لقد فضحت الدكتورة كل الهيئات التي تتبعها ، بعد أن تنصلت في لمح البصر من فتواها ،
يا دكتورة سعاد لقد خيبت كل آمال الذين دافعوا عنك وناصروك ، لقد خذلتي كل من قال في حقك كلمة حق بسبب هذا الموقف الذي كان عظيماً وأصبح حقيراً .
فلماذا تراجعت عما قولتيه ؟
ولماذا هان عليك الدين لهذه الدرجة ، فقررت الدفاع عن مبادئ حزب علماني لن يغني عنك من الله شيئاً؟
لماذا علت مصالح الحزب ومبادئه على ثوابت الدين والعقيدة ؟
ما هي الحسابات التي دارت في خاطرك وأنت تتنازلين بكل سهولة عن موقفك ؟
لست حزيناً على ما حدث لك ، فأمثالك تستريح منهم الشريعة ، ويستريح منهم الناس بعد أن سقطت من أعينهم وسقطت معها كل كلمة ستتفوهين بها مرة أخرى ، فأنت التي كنت تحاربين النقاب وتشمئزين من المنقبات الأن جاء دور المنقبات لكي يشمئزون منك ، ولا يهمنا رأيك في عدم تكفير المسيحي ، بعد أن كفرهم الله عز وجل يا دكتورة فقة ( المقالب ).
لكن رجاء لا تصدعي رؤوسنا مرة أخرى بفتاويك الشاذة واراءك السقيمة ، وراجعي ما كنت تدرسيه فأنت أحوج الناس بطلب العلم من الصفر بعد أن اختلطت الأمور لديك وتسيست ماواقفك السيئة وما أكثرها .
وليد يوسف
الاسلام سؤال وجواب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
شارة فيسبوك
post
احدث مواضيعنا
-
ما زالت دعوات المظلومين من المسلمين وغيرهم تستجاب من جبار السموات والأرض ، وها هو رأس الأفعى سيدخل السجن الذي أذاق منه خلقاً كثيراً ، وقد سب...
-
أصبحت السلفية بين عشية وضحاها حديث الساعة في كل مكان ، ولا تكاد وسيلة إعلامية تخلو من استخدام هذا المصطلح ومشتقاته ( السلف ، السلفيون ) ، إذ...
-
لا أدري لماذا يظن البعض أن رئيس مصر المرتقب يجب أن يكلمه الله تكليماً، أو أن يشق القمر إلى نصفين ، أو يضرب الحجر فتنفجر إلى إثنى عشر عيناً. ...
-
عزائي لأمهات وأسر الضحايا ودعائي لهم أن يلهمهم الله تعالى الصبر والسكينة ، وأن يقتص الله تعالى ممن ظلم أولادهم وأبناءنا . لأول وهلة ستشعر با...
-
ومن يريد دراسة الفقه وتعلمه ، سيجد نفسه واقعاً في حيرة شديدة ، فهناك من ينصحه بدراسة الفقه على مذهب من المذاهب الفقهية ، وهناك من يقنعه بضرو...
-
10 همسات لمستخدمي مجتمع “الفيس بوك” عبد الرحمن بن محمد السيد بسم الله الرحمن الرحيم “الفيس بوك” : هو موقع التعارف والعلاقات الاجتماعية ، و...
-
السلفيون وحفظ الأوطان: المنهج والتطبيق كتبه/ علاء الدين عبد الهادي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ قال رسول الله -صلى الل...
-
كلمة عن الأسانيد ومكانتها .. فاعتبروا يا أولي الأبصار! وليد يوسف يقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا...
هناك تعليق واحد:
إنا لله و إنا إليه راجعون
إرسال تعليق