المنافق يرتكب جريمة كبرى في حق المجتمع ، فهو يظهر لمجتمعه الإسلام ويحاول أن يزين صورته دائماً بما يفيد إسلامه ، ولكنه يحارب الإسلام في الباطن تأييداً لكفره .
وهو أخطر على المجتمع المسلم من الكافر الذي يعلن كفره ، لذلك كانت عقوبته أشد من عقوبة الكافر ، إذ جعل الله المنافقين في أسفل النار كما قال سبحانه : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ) {النساء :145}.
والمنافق يخدع مجتمعه ولا يخجل من ذلك ، فتارة هو مع الإسلاميين ويطالب بحقهم في المشاركة السياسية ، وتارة مع غيرهم إذا رأوا خطرهم التصويتي على مصالحهم لإستراتيجية التي يؤمنون بها ، وصدق الله إذ يقول : ( مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ) {النساء :143}
فإذا ما نادى مناد بأننا في مجتمع مسلم لا يجب على أفراده أن يكون دستورهم وقانوينهم تخالف الأحكام التي أنزلها الله تعالى ، رأيت وجوههم قد اسودت وقلوبهم امتلأت غلاً وحقداً ، ويقودون حملاتهم المسعورة في الصحف والمجلات وعلى الفضائيات يزهدون الناس في شرع الله ، ويخوفونهم من أحكام الله تعالى ، يصدونهم عن تحكيم في أمور الحياة ، وصدق الله تعالى إذ يقول : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ) {النساء :61}
والمنافق يأمر الناس بالباطل وينهاهم عن الحق ، يأمرهم بالمنكر وينهاهم عن المعروف والأمثلة في ذلك كثيرة ، قال تعالى : (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) {التوبة :67}.
وهو يظن في نفسه أنه مع الحق ، ويظن الآخرين مع الباطل بل ويصفهم بالسفهاء الذي يترفع أن يكون منهم أو معهم ، قال تعالى : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ) {البقرة :13}.
ولخطورتهم على المجتمع أمر الله بجهادهم ، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) {التحريم :9}.
فيا لجنة إعداد الدستور : قال تعالى : (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُون) [سورة الجاثية : 18] ،
فلا تتبعوا أهواء العلمانيين والليبراليين واليساريين والاشتراكيين ، واحكموا بشرع الله تعالى ولا تترددوا ، فالله غالب على أمره ولو كرهتم
اللهم إنا نبرأ إليك من كل حكم يخالف حكمك ، ومن كل قانون يتجاهلون فيه شرعك .
---------------------------------
ملحوظة :
تم الإلتزام عند إعداد المقال بضوابط عقيدة أهل السنة والجماعة في مسألة تكفير المعين أو اتهامه بالنفاق ، فالكلام غير مقصود به شخص معين بإسمه بل بوصفه . فتأمل !