قال الله تعالى
في محكم تنزيله: {يأهل الكتاب لِمَ تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم
تعلمون}.
وقال تعالى:
{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتُبيِّننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء
ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون}، ومن تأمل هاتين الآيتين سيجد أن
كتاب الله تعالى أنكر على علماء أهل الكتاب في خصلتين هما:
· اللبس.
· الكتمان
فكان حقاً واجباً
على علماء الإسلام الحذر من الوقوع في هاتين المهلَكتين ، وإلا كان فيهم شبهاً من علماء
أهل الكتاب الذين استحقوا قوله تعالى: ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ
منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض
واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث(
ولهذا قال بعض
السلف: (من ضل من علماء المسلمين ففيه شبه اليهود ومن ضل من عُبَّاد المسلمين ففيه
شبه النصارى).
ولكن ما نراه اليوم من
حزب النور في قراءته للمشهد المصري واختيار قادته أن ينقلبوا مع المنقلبين إذ
رأوهم كثرة هو التدليس والتلبيس على الناس باستعمال مصطلحات شرعية في غير ما وضعت
له مع ما يتبع ذلك من تنزيل كل لوازم وموجبات هذه المصطلحات على المسمى الباطل.
حتى كادت بعض هذه
المصطلحات الشرعية تفقد مدلولها الشرعي وتصبح فارغة لا قيمة لها ولا أثر في حياة المسلمين
إلا التستر على الباطل والترويج له حتى يتبلد حس المسلم السوي فلا يعود ينكره - أي
الباطل - بل وربما سعى في تمكين هذا الباطل لما توهمه من صحة نسبة المصطلح الشرعي
إليه
قال الإمام أحمد
رحمه الله : (إذا سكت العالم تقيةً وتكلم الجاهل بجهله ، فمتى يظهر الحق؟( .
فلبسوا على
الناس كذباً ولاية المتغلب ، حقناً للدماء ، مصلحة مصر
وليس أدل على
هذا من قولهم ومن يبررون لهم ، أن موقفهم انقذ دماء المصريين إذ كانت أكبر من ذلك
لولا أن ايدوا الانقلاب ، والحق أنهم وقفوا مع الباطل خوفاً على دمائهم.
إن حزب النور
كان أكبر تجمع سياسي منظم ساهم في سقوط الشرعية ، رغم أنهم عند سقوط شرعية مبارك
كانوا في غاية الإنكار واستخدموا أيضا مصطلحات شرعية ، كعدم جواز الخروج على
الحكام ، اليوم يقولون هل مرسي ولي أمر أم رئيس جمهورية ، فهل نسي هؤلاء أنه حاكم
شرعي له حقوق يجب أن تصان .
كذبوا على الناس
وسمموا أفكارهم بأخونة الدولة ، أما عسكرة الدولة فإن عيونهم لا تراها وأذانهم لا
تسمعها ، ثم فوجئنا حتى بكذب هذه المقولة وأنه لا يوجد أخونة ولا يحزنون.
استخرجوا من كتب
التاريخ كل الوقائع التي يروا فيها نصرة لمذهبهم الباطل ، واستدلوا بكل القواعد
الشرعية التي يرون فيها نجاتهم ، لكن الباطل لا يستطيع أن يقف في وجه الحق البين ،
فانهارت صروحهم العلمية أمام طوفان الحق الذي يسمع صوت هديره في كل مكان الآن.
ومن الأثار السيئة لموقف هذا الحزب المخزي أن الشارع
المصري سيشهد أزمة ثقة بينه وبين التيار الاسلامي .
والعجيب أن تجد مسئولو
هذا الحزب لا يخجلون من وقوفهم مع جبهة الإنقاذ وتبنيهم لمبادرتهم ، ولا يخجلون من
وقوفهم مع الانقلابيين .
ولكن تقشعر جلودهم فقط ويشمئزون عند الحديث عن الإخوان ، وكأن
الجرب قد أصابهم .
نسي هؤلاء أن
اخطاء الإخوان لا تعني أن ارميهم في المعتقلات والسجون وأن اقتلهم وأبيدهم من أجل
أخطاءهم الفكرية .
يا أعوان الظلمة :
سلم منكم النصارى وأصبحوا إخوة وطن واختلفتم على تهنئتهم في أعيادهم لكنكم لم
تختلفوا في الهجوم على الاخوان .
سلم منكم
العلمانيين والليبراليين وأصبحوا شركاء الوطن ووافقتم على أن الإخوان إرهابيين
ويعاملون بالحديد والنار.
فما هي هذه
المدرسة التي تنتمون لها غير البلادة الحسية والفكرية ؟
· وقفتهم
مع الظالم ضد المظلوم
· لم
تنكروا منكراً ولم تأمروا بمعروف
· أسقطتم
شرعية حاكم وخرجتم عليه
· لبستم
ودلستم على الناس بإخفاء الحقيقة الشرعية.
مما أأسف له أنني كنت أرى قمماً كانت عالية بالعلم فهوت إلى الأرض بالعمل ، ووجدنا الكل يتطاول ويسب ويشتم بسبب مواقفكم ، وكان كل همكم الدفاع عن مشايخكم ، ونسيتم ( ومن يهن الله ، فما له من مكرم )
أما الإخوان على اخطائهم فهذا ليس وقت تنظير ولا فذلكة بل وقت النصرة
فوالله الذي لا إله إلا هو .. لن أكون عوناً للظالم عليهم
ولن اسلمهم ولن
اخذلهم ، بل سأدافع عنهم وعن دمائهم واعراضهم قدر استطاعتي ولن أكون يوماً من هذه
المدرسة الجديدة التي شعارها أنا مع الظالم حقناً للدماء .. أنا مع الظالم حفاظاً
على مصر !
بل أدعو الله
تعالى (رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ. )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق