الاسلام سؤال وجواب

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

الشعب يريد .. البرادعي يسكت !!

ينتظر الليبراليون محمد البرادعي ، كما ينتظر الشيعة الوهمي المختفي في السرداب ، يتلقفون أخباره ولو نشرتها الصحف الأميريكة ، ويلقونها بفخر على صفحات التواصل الإجتماعي ، والبرادعي الذي صرح في برنامج " معتز الدمرداش" أن الثورة قامت لأن 15 مليون مصري رفضوا أن يرمى بالماء ، فخرجوا عن بكرة أبيهم ليسقطوا النظام ، وهي عبارة سرعان ما سيتهمني عشاق البرادعي أنها كاذبة ، ولكن للأسف سيخيب ظنهم إذ سيجدون المقطع المرئي لهذه العبارة موثقة في هامش المقال .

والبرادعي الذي انفض من حوله الكثيرون هذه الأونة كلما اكتشفوا حقيقته مثل حمدي قنديل الذي قال مؤخراً أنني اعتذر عن تأييد البرادعي إذ شاركت في تضليل الرأي العام .

والبرادعي الذي تستهويه فكرة السفر دائماً لإجراء الحوارات الصحفية والتلفزيونية مع الصحف الخارجية والفضائيات العالمية ، رغم وجود مكاتب تمثيل لها في مصر ، لكن عشقه للهروب من مصر تجعله هو الطالب للحوار وليس المطلوب.

والبرادعي الذي هبط على الحياة السياسية المصرية ببراشوت في نوفمبر 2009 وقال وقتئذ في مقابلة تليفزيونية أجراها مع شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية: "سأدرس إمكانية الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية قي مصر إذا وجدت ضمانات مكتوبة بأن العملية الانتخابية ستكون حرة ونزيهة" ، وعاد بعدها إلى مصر يوم الجمعة الموافق 19 فبراير 2010 ، ليجد في المطار العشرات ينتظرونه ومن وقتها بدأت قصة البرادعي مع السياسة المصرية.

والآن يفاجأنا زعيم الليبرالية المصرية ، أن هذه الإنتخابات لا تمثل الشعب المصري ، بعد ظهور نتائج المرحلة الأولى في إنتخابات الشرعية البرلمانية والتي حصد فيها التيار الإسلامي على نسبة 60% من أصوات الناخبين كما زعمت جريدة أسوشيتد برس وحصول الإخوان على 40% و20% للسلفيين ، فالبرادعي وغيره من التيارات السياسية الأخرى التي شغلت مصر بالديمقراطية ، وصدعت رؤوسنا بحرية الرأي والتعبير ، تسقط سقوط مدوياً عند أول إختبار حقيقي للديمقراطية التي كانت تتشدق بها ، لأنها لا تعترف إلا بنظريتها الخاصة عن الديمقراطية التي تعبر هي عنه فقط ، واستثقلت مزاحمة الإسلاميين للشارع . وهذه النتائج الأولية يجب أن يتوقف عندها البرادعي وغيره لأنها تعني ضمنياً اعتراف الشعب المصري بأهمية وجود القوى الإسلامية في الحياة البرلمانية ، وأن محاولات التيارات العلمانية والليبرالية والكنيسة لتخويف وإرهاب البسطاء من الشعب المصري بخطورة الإسلاميين على الأمن القومي والإجتماعي وتفاقم الأوضاع الإقتصادية إن تولوا مقاليد الحكم ، قد باءت بالفشل الذريع إذ وثق المصريون في قلوبهم الممتلئة بالفطرة الإيمانية وفي عقولهم التي اقتنعت ببرامج هذه الأحزاب ذات المرجعية الدينية ، وخرجوا عن بكرة أبيهم يقولون نعم للإسلاميين داخل البرلمان ، وهم بذلك يضعون القوى السياسية الأخرى التي تتلاعب بمعتقداتهم وتقفز على عقولهم في حجمها الطبيعي ومكانها الملائم ، وقالوا نرضى بالإسلام برلماناً وقد رضيه الله تعالى ديناً .

ومن المؤسف أن يتحدث البرادعي عن التيارات الإسلامية وهو لا يعرف عنها شيئاً ، وأتحداه أن ينقل مصدره الذي كذب فيه على السلفيين بخصوص قيادة المرأة للسيارة ، لأنه يريد أن يصدر للناس خصوصاً عشاقه ومريديه فكرة أن النموذج السعودي هو الذي سيطبق في مصر ثم ينصحنا بالنموذج التركي ، لا يا أستاذ يا دكتور ، مصر لن تكون السعودية أو تركيا أو إيران ، مصر ستكون مصر ، فقط لو تفرغت أنت قليلاً لقراءة المشهد الجديد للسياسة المصرية في وجود قوى إسلامية هي البطل الحقيقي الذي اختاره الشعب ، فقط لو رضيت بالمتغيرات الحقيقية التي تحدث على أرض الواقع بدلاً من تصريحاتك ودعواتك لثورة غضب ثالثة لأن الصناديق لم تأت على هواك ، لا سيما وأنت تشعل نيران الفتنة من خارج مصر حيث تقضي أكثر وقتك ، ويدفع ثمنها للأسف من اقتنع بك بسذاجة داخل مصر ، والعجيب أن هناك من بيننا من لا يزال مقتنعاً أنك تستطيع أن تكون رقماً مهماً في المعادلة المصرية ، رغم أن كرسي حكم مصر ليس بسهولة لعبة الكراسي الموسيقية كما يظنون !

أما اعتراضك على أن نتيجة الإنتخابات وخيبة أملك في تصدر الإسلاميين للمراكز الأولى في نتائجها ، وأن هذا ليس ما دفع ثمنه الشاب الليبرالي الذي قام بالثورة ، ولأن هذا الهراء الذي اسمعه منك ومن غيرك يحتاج إلى توجيه لطمة قوية على وجه من يتفوه بها حتى يستيقظ من غيبوبته ، ويدعه من أوهامه التي ملأ بها صندوقه الفارغ .

فالثورة يا استاذ يا دكتور لم تقم بفضل شاب ليبرالي كما تكذب ، لأنهم خرجوا من قبل ولم يحدث شيء والإسلاميين أيضاً سجنوا واعتقلوا وسحلوا وقتلوا من قبل ولم يحدث شيء ، لكن الله تعالى أراد توحيد هذه الأمة على هدف غال ، فحصل الإتحاد والتضحية من الجميع ، من الجميع يا دكتور وليس فصيل على حساب فصيل ، فمتى ستفيق من هذه الأوهام ؟ ومتى ستكف عن بث السموم وإشعال الفتن ، متى سيدرك المؤمنون بك أنك حصان خاسر في سباق يحتاج لرجال صادقون أكثر من إحتياجهم لرجل هبط عليهم من فيينا ليقول لهم إلى الإمام .. ثورة.. ثورة .. ثورة .

-----------------------------------------------

- رابط البرادعي هو سبب ثورة يناير

- رابط تصريح حمدي قنديل

ليست هناك تعليقات:

شارة فيسبوك

post

احدث مواضيعنا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة