
ينتظر الليبراليون محمد البرادعي ، كما ينتظر الشيعة الوهمي المختفي في السرداب ، يتلقفون أخباره ولو نشرتها الصحف الأميريكة ، ويلقونها بفخر على صفحات التواصل الإجتماعي ، والبرادعي الذي صرح في برنامج " معتز الدمرداش" أن الثورة قامت لأن 15 مليون مصري رفضوا أن يرمى بالماء ، فخرجوا عن بكرة أبيهم ليسقطوا النظام ، وهي عبارة سرعان ما سيتهمني عشاق البرادعي أنها كاذبة ، ولكن للأسف سيخيب ظنهم إذ سيجدون المقطع المرئي لهذه العبارة موثقة في هامش المقال .
والبرادعي الذي انفض من حوله الكثيرون هذه الأونة كلما اكتشفوا حقيقته مثل حمدي قنديل الذي قال مؤخراً أنني اعتذر عن تأييد البرادعي إذ شاركت في تضليل الرأي العام .
والبرادعي الذي تستهويه فكرة السفر دائماً لإجراء الحوارات الصحفية والتلفزيونية مع الصحف الخارجية والفضائيات العالمية ، رغم وجود مكاتب تمثيل لها في مصر ، لكن عشقه للهروب من مصر تجعله هو الطالب للحوار وليس المطلوب.
والبرادعي الذي هبط على الحياة السياسية المصرية ببراشوت في نوفمبر 2009 وقال وقتئذ في مقابلة تليفزيونية أجراها مع شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية: "سأدرس إمكانية الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية قي مصر إذا وجدت ضمانات مكتوبة بأن العملية الانتخابية ستكون حرة ونزيهة" ، وعاد بعدها إلى مصر يوم الجمعة الموافق 19 فبراير 2010 ، ليجد في المطار العشرات ينتظرونه ومن وقتها بدأت قصة البرادعي مع السياسة المصرية.
والآن يفاجأنا زعيم الليبرالية المصرية ، أن هذه الإنتخابات لا تمثل الشعب المصري ، بعد ظهور نتائج المرحلة الأولى في إنتخابات الشرعية البرلمانية والتي حصد فيها التيار الإسلامي على نسبة 60% من أصوات الناخبين كما زعمت جريدة أسوشيتد برس وحصول الإخوان على 40% و20% للسلفيين ، فالبرادعي وغيره من التيارات السياسية الأخرى التي شغلت مصر بالديمقراطية ، وصدعت رؤوسنا بحرية الرأي والتعبير ، تسقط سقوط مدوياً عند أول إختبار حقيقي للديمقراطية التي كانت تتشدق بها ، لأنها لا تعترف إلا بنظريتها الخاصة عن الديمقراطية التي تعبر هي عنه فقط ، واستثقلت مزاحمة الإسلاميين للشارع . وهذه النتائج الأولية يجب أن يتوقف عندها البرادعي وغيره لأنها تعني ضمنياً اعتراف الشعب المصري بأهمية وجود القوى الإسلامية في الحياة البرلمانية ، وأن محاولات التيارات العلمانية والليبرالية والكنيسة لتخويف وإرهاب البسطاء من الشعب المصري بخطورة الإسلاميين على الأمن القومي والإجتماعي وتفاقم الأوضاع الإقتصادية إن تولوا مقاليد الحكم ، قد باءت بالفشل الذريع إذ وثق المصريون في قلوبهم الممتلئة بالفطرة الإيمانية وفي عقولهم التي اقتنعت ببرامج هذه الأحزاب ذات المرجعية الدينية ، وخرجوا عن بكرة أبيهم يقولون نعم للإسلاميين داخل البرلمان ، وهم بذلك يضعون القوى السياسية الأخرى التي تتلاعب بمعتقداتهم وتقفز على عقولهم في حجمها الطبيعي ومكانها الملائم ، وقالوا نرضى بالإسلام برلماناً وقد رضيه الله تعالى ديناً .
فالثورة يا استاذ يا دكتور لم تقم بفضل شاب ليبرالي كما تكذب ، لأنهم خرجوا من قبل ولم يحدث شيء والإسلاميين أيضاً سجنوا واعتقلوا وسحلوا وقتلوا من قبل ولم يحدث شيء ، لكن الله تعالى أراد توحيد هذه الأمة على هدف غال ، فحصل الإتحاد والتضحية من الجميع ، من الجميع يا دكتور وليس فصيل على حساب فصيل ، فمتى ستفيق من هذه الأوهام ؟ ومتى ستكف عن بث السموم وإشعال الفتن ، متى سيدرك المؤمنون بك أنك حصان خاسر في سباق يحتاج لرجال صادقون أكثر من إحتياجهم لرجل هبط عليهم من فيينا ليقول لهم إلى الإمام .. ثورة.. ثورة .. ثورة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق