حقوق القنوات الفضائية
من القواعد المقررة شرعاً أنه لا يجوز أخذ مال أحد إلا بإذنه، ويدل على ذلك قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ) سورة النساء الآية 29 .
ويدل على ذلك أيضاً قول الرسول صلى الله عليه وسلم:( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) رواه مسلم،
وقوله صلى الله عليه وسلم:( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ) رواه البخاري ومسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم:( لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس) رواه أحمد والبيهقي والطبراني والحاكم وابن حبان وصححاه،وقال العلامة الألباني صحيح، إرواء الغليل 5/279 .
وقوله صلى الله عليه وسلم:( لا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس) رواه البيهقي بإسناد صحيح.
فإذا علم هذا فلا أدري كيف استباح لنفسه العالم الأزهري الجليل سعد الدين الهلالي أن يصدر فتواه بإباحة سرقة حقوق قناة الجزيرة الرياضية عبر الوسائل غير المشروعة.
أوردها سعد ، وسعد مشتمل ، ما هكذا يا سعد تورد الإبل ، إذ كيف ارتضيت لنفسك أن تسبح مع التيار الأزهري السائد في مصر في مساندة الحكومة أي كان نوع هذه المساندة حتى ولو بإصدار فتاوى بالتفصيل على مقاس من يطلبها مثل فتوى بناء الجدار الفولاذي على حدود غزة ، أو تلك الفتوى بإزالة جدار الحياء من وجه الفتيات المنتقبات الطاهرات.
كيف صورت هذه المسألة الفقهية على أنها نوع من الأحتكار ، وهل لو كان التلفزيون المصري هو صاحب هذه الحقوق كانت هذه الفتوى سترى النور ، هل لأن الجزيرة الرياضية هي صاحبة هذا الحق فيشرع للغير نهبها وسرقتها ، لأن شقيقتها السياسية تتعمد إحراج الحكومة المصرية ، وربنا عز وجل يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) المائدة آية(8).
ومنذ متى أصبحت الكرة سلعة تحتكر ، ويباح سرقتها للضرورة ، فأي ضرورة في مشاهدة مبارة كرة قدم حصريا ، مع العلم أن التلفزيون المصري نفسه هو الذي احتكر مباريات المنتخب المصري ولما أرادات القنوات المصرية وأيضاً الجزيرة الرياضية شراءها رفض التلفزيون المصري وجعلها حصريا عنده ، فلماذا كانت فتواكم حبيسة الأدراج يا فضيلة الدكتور ولم تشهرها إلا في وجه الجزيرة الرياضية .
--------------------------------------------------------
رابط الفتوى
http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/12/97047.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق