ليس ثمة حرج أن يتناول أحد بالنقد الشيخ محمد حسان ، فالشيخ بارك الله فيه بشر يخطئ ويصيب ، وطالما أنه بشر فهو إذن غير معصوم ، ورأيه صواب يحتمل الخطأ ورأي غيره خطأ يحتمل الصواب ، لاسيما لو كان النقد في أمور سياسية وليست علمية ترجع إلى الدليل والبرهان .
ومن هذا المنطلق فأرجو أن يتقبل مني الشيخ حسان هذا النقد وأن يتسع صدره لرأي مخالف لما صرح به على الأراضي المقدسة .
لأن المكان ليس مناسباً لمثل هذه الخطب السياسية ولا الزمان ملائم لها ، فالحجيج في حاجة لأن يذكرهم أحد بالله تعالى وأن يستقيموا على الطريق بعد العودة إلى بلادهم ولا يرتدوا على أدبارهم بعد أن غفر الله لهم ذنوبهم ، لكن الشيخ حسان استغل هذه المناسبة بصدق نية أحسبه كذلك وأخذ يحذر الناس من مغبة إنكسار الجيش وأننا لا يجوز لنا أن نجعله كما فعلنا بالشرطة وكسرناها.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يدعو الشيخ حسان لمثل هذه الفكرة إذ قالها من قبل على فضاءيته وفي برنامج التفسير الخاص به.
والمتأمل لمواقف الشيخ حسان السابقة من قبل الثورة وبعدها سيجد أنه يتبوأ مكانة عالية عند جموع المصريين فقد رزقه الله تعالى القبول ووضع له المحبه ولا يبغضه إلا كاره للسنّة أو جاحد للحق فيما يدعو إليه من آيات بينات أو ما يقتبسه من نور النبوة ليقدمه لنا بأسلوبه الرائع.
وأيدنا الشيخ قبل الثورة في دعوته لعدم الخروج في مظاهرات يناير الأخيرة لأننا كغيرنا كنا نراها عديمة الجدوى وضررها أكبر من نفعها ولم يكن فيها جديد ، ثم تغير الموقف بعد أن وجدنا الشعب بكل فئاته وفي كل المحافظات يخرج عن بكرة أبيه ليقول للنظام كفى لا نريدك بعد اليوم ، وتغيرت الفتوى إلى التأييد بعد أن لمسنا الأثر البليغ لها في تحريك الصخور المستحيلة للنظام السابق وبمرونة العلماء وفقههم للمواقف والنوازل أيدنا الشيخ حسان مرة أخرى وأثنينا على مواقفه في ضبط مشاعر الثوار ، بل ازددنا إعجاباً بتحركاته وهو يأد نيران الفتنة الطائفية ويبين الأحكام الشرعية هنا وهناك.
لكن !!!!!
الوحيد الذي يتكلم في مسألة الجيش هو الشيخ حسان فقط ، وأظن أن خوفه الشديد على مصير البلد هو الذي يدفعه لمثل هذه التصريحات ، ومقارنة الجيش بالشرطة مقارنة ظالمة للجيش لأن الشعب ما كسر الشرطة إلا لظلمها وجبروتها وتكبرها ، الشعب ما عاد يقبل الشرطة لأنها التي أرقت مضاجعه في الليل والنهار وأكلت حقوقه جهاراً نهاراً ( بالطبع يوجد إستثناءات ، ونماذج مشرفة ) ، أما الجيش فرصيده كاف في قلوب الشعب ، وهو محل ثقة وتقدير وما نراه في اليمن وسوريا وليبيا يجعلنا نحمد الله تعالى أن وقف جيشنا لمثل هذه المواقف البطولية.
لذلك كان عجيباً من الشيخ حسان أن يعقد هذه المقارنة بينهما وأن يدعونا لعدم كسر الجيش ، ومن قال هذا يا فضيلة الشيخ ، فالجميع يدرك الفارق جيداً بين المجلس العسكري وبين الجيش ، ويعلم أن المجلس العسكري مجموعة من القادة يجتمعون لممارسة العمل السياسي في إدارة البلد وليس حكمها ، وهم يعلمون منذ اليوم الأول أن هناك فترة إنتقالية يديرونها ، ونخشى أن تطول هذه الفترة وتظل البلد في حالة الفوضى وعدم الاستقرار بسبب طول هذه الفترة ، فما الذي يضير في تنبيههم وتذكيرهم بما ألزموا به أنفسهم من جدول زمني لنقل السلطة للمدنيين.
خلاصة القول إذن أن الشيخ حسان كان يتحدث عن الفكرة الخطأ في المكان الخطأ والتوقيت الخاطئ
وبالمناسبة فأنا أشد على يد الشيخ حازم أبو إسماعيل ، ففي كل يوم يمر يثبت فيه الرجل من وجهة نظري أنه أهل لهذا الترشح وأنه جدير به ، فمواقفه التي يعلنها ولم يخش فيها أحد تنم على رؤية ثاقبة للأمور وأنه يعي متطلبات المرحلة ، فزاده الله توفيقا ورشدا وكان معه نصيرا.

هناك تعليق واحد:
بوركت
إرسال تعليق