حازم .. يتكلم عن الأدب .. فأين عديمو التربية
حازم .. يتكلم عن الشرف .. فأين فاقدو النخوة !!
حازم .. يتكلم عن الرجولة .. فأين أشباه الرجال !!
حازم .. يتكلم عن العزة .. فأين هم الأذلاء !!
حازم.. يتكلم عن الشرعية .. فأين عشاق الفوضى !!
لم يتوقع أحد ما فعله الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل أمام مدينة الإنتاج الإعلامي ، لم يدر بخلد أحد من المتابعين للمشهد السياسي هذه الخطوة المفاجئة التي أربكت حسابات الطرف الثاني ، فقد كانت بحق نقلة نوعية في استراتيجية المواجهة على طاولة الصراع السياسي المصري.
فقبيل إصدار الإعلان الرئاسي في ٢١ نوفمبر المنصرم ، شهدت الأيام التي سبقتها إحياء بعض الناشطين لذكرى محمد محمود ، ولم تلبث هذه الفعالية أن تتطورت إلى إحتجاجات وتظاهرات واشتباكات بالحجارة فضلاً عن السب والشتم ، وواصلت هذه التظاهرات تصعيداتها مما أدى إلى حرق المدرسة الفرنسية .
ووصلت هذه الأحداث المؤسفة إلى ذروتها بعد الإعلان الرئاسي المذكور أعلاه ، فتم حشد الجماهير لرفضه ، وفقد الجميع السيطرة على الموقف بعد الإستعانة بالبلطجية ، الذين ضربوا وحرقوا ودمروا مقرات حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين ،وفي غضون عشرة أيام احترق لهذا الحزب الإسلامي ثمانية وعشرين مقراً ، ثم أخيراً جاء الدور على المقر العام للجماعة ، فأتوا على الأخضر واليابس فيه .
في هذه الأثناء ارتفعت الروح المعنوية للمعارضين نتيجة هذه الغلبة ، وعلت هتافتهم بسقوط الاعلان الرئاسي ، بل وتمادى بعضهم فطالب بإسقاط النظام ، ويوم بعد يوم يكسب المعارضون أرضية في المشهد السياسي وازدادوا في غيهم نتيجة هدوء أعصاب مؤسسة الرئاسة ، ورغم صدور تطمينات رئاسية بأهمية الإعلان الصادر وضرورته في فرض حالة من الإستقرار العام لمؤسسات الدولة وحمايتها من المتربصين ، إلا أن كل هذا ذهب أدراج الرياح ، وتطاول النشطاء والمعارضون والسياسيون والإعلاميون على الرئيس ونزعوا عنه الشرعية التي يتمتع بها - زعموا -.
واستغل الإعلاميون في الصحف والفضائيات هذا الصعود الواضح في المشهد السياسي للمعارضين ، وبدأ الإعلام المصري يفقد احترامه لنفسه بعد أن فقد شرفه المهني فنافقوا المعترضين وتطاولوا على الإسلاميين بصفة عامة والرئيس بصفة خاصة.
وقامت المعارضة بحشد حشودها وتكوين جبهاتها وأعلنت عن مليونيتها فحضر أكثر من مائتي ألف مؤيد للمعارضة ، واحتسى المعارضون من كأس النصر ونشوته بعد رؤية هذه الألوف ، وواصلت الفضائيات والصحف فواصل ردحها العلني دون خشية من أحد ، وأصبحت المطالبة بسقوط الرئيس أمراً مألوفاً في هذه الدكاكين الصحفية والمراحيض الإعلامية.
فاستشعر الإسلاميون الخطر على شرعية الرئيس ، فنظموا مليونية حاشدة ، فاجأت الجميع وقذفت في قلوبهم الرعب ، إذ جاء من كل فج عميق كل مؤيد للرئيس ، وأعادت التوازن للمشهد واطفأت جذوة الثورة المصطنعة في بدايتها ، الأمر الذي جنّ جنون المعارضة وجبهاتها ، فقاموا بحصار قصر الإتحادية وهددوا بإقتحامه.
زخم سياسي ، وتصعيد إرهابي ، عنف ، وبلطجة ، ودماء ، وضحايا ، وحرق ، وتدمير ، هي ملخص صغير للأحداث الفائتة ، وبينما كان الجميع يترقبون الأنباء بالاقتحام .. فاجأ الأسد حازم صلاح الجميع حتى الإسلاميين ، بخطوة غير مسبوقة قلبت المائدة رأساً على عقب ، وأعادت ميزان القوة إلى نصابه الطبيعي ، وحاصر الأسد وأشباله مدينة الأنتاج الإعلامي .. مدينة السحرة والدجالين .
وألجمهم بلجام من نار ، وأفحهم بلسان من حكمة ، وطأطأت رؤوس ، ظنت أن الدنيا دانت لهم ، واسودت الدنيا في عيون فرحت بنصر مزيف.
زأر الأسد وهو يتحدث إلى أشباله .. فدخلت الفئران الجحور .. وطارت البوم .. وقذف الرعب في قلوب الذين زيفوا الحقيقة وكذبوا علينا وشوهوا الدين والشريعة ..
حازم جاء لكي يخرس الإعلاميون المرجفون الذين يكسبون رزقهم بالكذب .. وصدق الله تعالى ((وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ)).
حازم جاء ليتعلم السياسيون أصول السياسة وشرفها الذي فقده الكثيرين بعد أن انفضوا من حول رئيسهم في أزمته ، وقد كان هو منافسه .
فاللهم ارزق عبدك حازم القوة ليقذف باطلهم ويدك حصونهم ويزلزل قلاعهم .. قال تعالى : ((بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ))..
