كما قلت من قبل فإننا نعيش اليوم مرحلة كشف العورات السياسية ، التي حاول رجالها (مع الإعتذار للرجال) منع ورقة التوت التي تواري سوأتهم من السقوط ، لكن الحماقة في التصريحات والغباوة في الممارسات السياسية فضحت مخططاتهم وأخرجت ألاعيبهم .
لقد أثبتت الأيام الماضية أننا أمام حواة لا يملون من إخراج الألعيب الواحدة تلو الأخرى من جرابهم ، وأمام سحرة يسحرون أعين الناس ويسترهبوهم ليس فقط من خلال الدكاكين الفضائية التي يستغلونها اسوأ استغلال ، بل هم يدبرون بالليل والنهار خططهم ومكائدهم لا من أجل تثبيت أقدامهم وتوفيق أوضاعهم في الشارع المصري بدلاً من الجعجعة دون عمل سياسي حقيقي في الشارع ، لا يريدون أن يكونوا رقماً مهماً في الحياة السياسية من خلال توضيح رؤيتهم وبرامجهم التنموية والإجتماعية بما يعود على المجتمع بالإيجاب فأحبوا رقم الصفر على شمال الأحزاب السياسية ، لأن هدفهم الاستيلاء على الحكم بأي طريقة حتى لو أدت شهوتهم في السلطة إلى إنهيار المعبد على أصحابه.
فلم يجدوا حرجاً في توجيه المتظاهرين إلى معارك وهمية مع الداخلية كما حدث في ذكرى محمد محمود قبل إصدار الإعلان الدستوري ، وفي التحرير إعتراضاً عليه.
لقد أخطأ مدمنو الإعتراض والشجب على أي شيء ، في نظرتهم لهذه القرارت الرئاسية من خلال مشهدها الأخير الذي خرج فيه الرئيس أمام المؤيدين عند قصر الإتحادية .
فصانعو الفوضى وكاتبو الأزمة يريدون كتابة سيناريو آخر غير الحقيقة يبررون به حالة عدم الاتزان السياسي وانعدام الثقة المتبادلة بين طرفي اللعبة .
فحمدين صباحي الذي يفرح بالتقاط الصور التذكارية مع أهالي الشهداء ، هو أول من تخلى عنهم ، لأنها بحساباته لا تضيف له شيئاً في صراعه من أجل إعادة الانتخابات الرئاسية ، ولقد كانت ردة فعل أهالي الشهداء رائعة وغير متوقعة ، فبعدما طرد من أسيوط حينما شعر الأهالي هناك بمحاولاته للمتاجرة بدماء أبناءهم ، كذلك تلقى صفعة قوية على وجهه لما ذهبت أم مينا دانيال إلى قصر الاتحادية فرحاً بقرارات الرئيس ، وكذلك أم خالد سعيد التي قالت أن قرار الرئيس أعاد ابني إلى الحياة ، هؤلاء هم من تتاجر بهم يا حمدين وهؤلاء هم من خذلوك لأنك لم تفعل شيئاً من أجلهم غير التصوير معهم.
والبرادعي الذي لا يتحرك كثيراً من تويتر يتابع البلد من هناك لم يجد فرصة أفضل من هذه لكي ينزل إلى التحرير معترضاً ، ويا ليته توقف عند هذا ، بل فاجأ البرادعي مؤيدوه قبل من لا يهتمون به أصلاً ، في ذهابه باكياً إلى المجتمع الدولي يتوسل إليه التدخل لكي يسحب مرسي قراراته ، ولم يجبنا أحد من أتباعه ، لماذا يهرول البرادعي إلى أوروبا وأمريكا يطلب مساعدتها وتدخلها في الشئون الداخلية لمصر ؟
لماذا يريد البرادعي لمصر أن تبقى أسيرة القرارات الأمريكية والإملاءت الغربية ؟
ماذا دهاك يا برادعي لكي تجرم هذا الجرم الكبير في حق بلد لم يسمع عنك شيئا طوال حياتك إلا عندما أستبعدت من وكالة الطاقة فجئتنا على عجل تبحث عن أي دور؟
ما خطبك يا برادعي .. هل أصبحت السامري الجديد الذي يصنع عجل الديمقراطية لكي يعبده قومك دون تفكير؟
ولأن الأمر عند البرادعي ليست مصر ولا استقرارها ، فلم يخجل من نفسه ولم يستح وهو الذي بلغ من العمر أرذله أن يطلب من الجيش الانقلاب على الحاكم الشرعي والرئيس المنتخب !!
ألم أقل لكم إنها مرحلة كشف العورات .. هؤلاء الذين يتشدقون بالديمقراطية هم أول الكافرين بها لأنها لم تأتي بهم ، لا يؤمنون بها إلا إذا وافقت هواهم ، ولأن الديمقراطية والعسكرة ضدان لا يتقابلان ، فإنك لا تجد شيئاً تقوله للبرادعي تفسيراً لحالة الشيزوفرينا التي أصابته سوى " شفاك الله ".
وأبوالفتوح مع تقديري واحترامي لخلفيته الاسلامية ، إلا أن اعتراضه على القرارات من باب إرضاْ جميع الإطراف ، ومن خلال قبول بعضها ورفض الأخرى أمر غير مقنع ، وهو يريد كذلك فرض وجهة نظره ، فمثلاً هو غير مقتنع بوجود مجلس الشورى ولايجد له فائدة لذلك هو معترض على تحصينه .
وأيمن نور انسحب من التأسيسية لأنه لا يريد تحصينها بقرار إداري ، وعمرو موسى وأحمد شفيق وغيرهم من كدابي الزفة ، عدم الحديث عنهم هو السبيل الوحيد لإظهار وضعهم وحجمهم الطبيعي في الحياة السياسية.
لم يع هؤلاء الدجالين أن مرسي لم يكن يملك رفاهية الاختيار بين البدائل والخيارات ، حاول مرات أن يغلب الطباع الهادئة والأساليب المرنة في الوصول إلى بر الأمان بإتخاذ قرارات تناسب حالة البلد وتطفئ نيران الغضب .
لم يدركوا أن حالة الاحتقان التي وصل إليها الشارع المصري أصبحت قنبلة موقوتة لا يُعلم متى وأين تنفجر ؟ إرث ضخم ورصيد هائل من المشكلات التي تولدت قبل وأثناء وبعد الثورة ، وهو مكبل بالاعلان الدستوري نسخة العسكر ، ويقرأ مثلنا أحكام البراءة التي ينالها قتلة المتظاهرين ، ويجد أهالي الضحايا والمصابين يثيرون القلاقل من أجل حقوق أبنائهم.
ثم وجدنا أنفسنا بلا سلطة تشريعية حاول إرجاعها من أجل استقرار مؤسسات الدولة ، لكن هيهات هيهات أن يحدث هذا الاستقرار ورجال ومبارك وحريمه في المحكمة الدستورية يؤرقون مضجعه ، بخلق حالة من الفوضى السياسية في البلد ، ولأن الشورى هو الغرفة الشرعية المنتخبة المتبقية حاول تحصينها حتى تكون بديلاً مؤقتاً للبرلمان.
ولأن التأسيسية منوط بها العمل والنتهاء من وضع الدستور ، فإذا بالقضاء يزيد الوضع صعوبة بحلها في المرة الأولى وتهديدها في المرة الثانية، فماذا يريدون منه أن يفعل يقف مثلهم موقف المتفرج ، هم أنفسهم لا يتفرجون بل يمكرون من أجل إغراق البلد في معاناة دستورية لا تستطيع اللجنة بعدها أن تلد الدستور ولادة طبيعة ، فكان لابد من التدخل الجراحي في كل شيء.
لن يترك البلد تضيع بسبب نخبة فاسدة لا تفكر فقط إلا في مصلحتها وشهوتها في الحكم.
وليضرب أي قاض لا يرضى بهذا الوضع رأسه في أقرب حائط ، وهل كنتم إلا مطية يمتطيها مبارك وزبانيته من أجل الاستمرار في اعتقال البلد ؟
أنسيتم تعديل الدستور من أجل كسر المدد الرئاسية !
أنسيتم تعديل الدستور في مادته ٧٦ من أجل توريث الحكم !
أنسيتم فضحية التمويل الاجنبي وتهريبكم للمتهمين ملوثين بذلك سمعة القضاء ، وواضعين رأس البلد في الأرض !
أنسيتم الاعلان الدستوري العسكري الذي اختص العسكر أنفسهم فيه بالتشريع وتحصين لجنة الانتخابات !
الان تبكون على سمعة القضاء !
الآن تبكون على هيبة القضاء !
الآن تبكون على استقلال القضاء !
أنسيتم تزوير الانتخابات البرلمانية ٢٠٠٥ .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق