ويبقى السؤال الأهم الذي يطرح نفسه بقوة ، ويظل حديث الساعة في كل مكان ، كيف نطبق شرع الله عز وجل ؟
إن الشريعة الإسلامية التي يطالب بها قطاع عريض من الشعب المصري لتكون مادة فوق دستورية ، وجدت نفسها في مأزق حرج بين طرفين على النقيض ، أحدهما يطالب بها لكن بعض متحدثيه أخطأوا الطريق في استخدام لغة حوار بسيطة وسهلة وتدخل إلى القلب مباشرة ، وبين طرف ثان يقاومها بشتى الطرق تارة باستغلال أخطاء من يطالب بها ، وتارة في تخويف البسطاء والعوام وغير المسلمين منها ، وتارة بالتعلل بمدنية الدولة وطريقها نحو التقدم والتحضر وأن الشريعة في ظل الظروف الراهنة لن تستطيع أن تواكب العصر .
لكن في البداية أحب أن أعلق على كلمة صديقي Mohmed Abd Alalim الذي عاتبني بأدب جم مستنكراً مني تشبيه الصحابة بهؤلاء الذين يطالبون بها ، ووجهة نظره أنهم كانوا أتباعاً للنبي عليه الصلاة والسلام ورأوه وسمعوه وكانوا أكثر منّا تصديقاً به لأنهم رأوا المعجزات تحدث أمامهم على مرأى ومسمع من الجميع .
ومن حيث أنتهيت أخي محمد سأبدأ ، فالمعجزات التي كانت في عهد الصحابة كانت لكي تثبت نبوة محمد عليه الصلاة والسلام ، وكانت لتثبت المؤمنين أنهم اختاروا طريق الحق ، أما وقد أخترنا ما اختاروه وصدقنا ما صدقوه ، فلم يعد باقياً الآن إلا أن نستجيب كما استجابوا، لذلك حين نزل قول الله تعالى : (وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ) [البقرة :٢٨٤] ، فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم بركوا على الركب . فقالوا : أي رسول الله ! كلفنا من الأعمال ما نطيق . الصلاة والصيام والجهاد والصدقة . وقد أنزلت عليك هذه الآية . ولا نطيقها . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم : سمعنا وعصينا ؟ بل قولوا : سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير .
فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى . وأنزل : (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) ، والحديث أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
والشاهد منه أننا نريد أن نلعب دورهم في الحياة ، ونستجيب لله وللرسول عليه الصلاة والسلام ، فإن فعلنا التكليف جاءنا التخفيف.
لكن هل شرع الله عز وجل يعني أن تكون هناك إجابة عن أسئلة مثل :
هل ستطبق الجزيه على غير المسلمين ؟
هل ستغلق الفنادق أو ستدار بطريق مختلفه؟ وما هي؟
ما الموقف من المسلمات غير المحجبات؟
قنوات التليفزيون والسينما هل سيكون عليها رقابه؟ وممن؟ وعلي اى أساس؟
تطبيق الحدود؟
هذا ما سألني عنه صديقي Ashraf Saber وأستكمله معكم في مقال قادم إن شاء الله عز وجل حتى لا أطيل عليكم .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق