الاسلام سؤال وجواب

الخميس، 1 نوفمبر 2012

رداً على إفتراءات فهمي هويدي !!

بصفة شخصية لم يفاجأني ما كتبه الكاتب الكبير فهمي هويدي اليوم عن السلفيين في مقال بعنوان " السلفيون وما يفعلون " ، بل لعلي أكون قد اندهشت من تأخره في التعبير عن رأيه في السلفيين كل هذا الوقت ، الذي ربما قد يكون في صالحه الآن بعد أن هبطت بشدة أسهم السلفيين في بورصة الرأي العام في مصر والعالم العربي ، إذ نجح الإعلام في نزع لباس التقوى عن السلفيين الذين يتدثرون به ، من خلال فبركة القصص التي تثير حنق الشعب ، واستغلال الأخطاء السياسية التي قد وقع فيها بعضهم وسلطوا عليها الأضواء وضخموا صغائر الأمور ، بحيث أصبح نقد السلفيين بحق أو بغير حق هي ظاهرة إعلامية يحاول الجميع استغلالها لكسب ثقة الطرف الآخر الذين لا يريدون ما يريده السلفيون .

ومن هؤلاء القوم الأستاذ فهمي هويدي ، وهو كاتب كبير لاشك في ذلك وله مقالات كثيرة مثيرة للإعجاب، ومقالات أخرى قد تندم على ضياع الوقت في قراءتها ، وهذا هو الفرق بين الكاتب الذي يكتب عن شيء يعلمه وآخر يكتب عن شيء يجهله .

والكاتب الكبير يذكرني بالشيخ حسني في الكيت كات حين دخل السينما مع صديق أعمى مثله لكي يشاهدا فيلماً ، فحكى له شيئاً آخراً غير الذي يشاهده الجميع.

وهو بالضبط ما يعنيه الحافظ ابن عساكر أحد كبراء السلف بقوله: " من تحدث في غير فنه أتى بالعجائب " ، وما قاله الكاتب الكبير عجيبة كبيرة من عجائبه فضحت جهله الشديد بالسلفية ، وتربصه المريب ببعض الحوادث المفتعلة هنا وهناك لكي يمرر مخططه في تشويه السلفيين .

والكاتب الكبير يخشى أن يتحول السلفيون إلى عبء ليس فقط على الثورة المصرية، ولكن على الإسلام ذاته أيضا.
لأن في زعمه الخاطئ ، منهم أناس يزايدون على غيرهم من المسلمين ويحسبون أنهم الفرقة الناجية الأكثر تدينا وتطهرا. ويتصورون أن ذلك يؤهلهم لأن يصبحوا أوصياء على المجتمع.

ويمن عليهم فهمي هويدي بما فعلته الثورة فيهم فيقول : وهم بذلك يسحبون من رصيد الثورة التي رفعت عنهم الإصر والحظر، ويشوهون الإسلام الذي ينسبون أنفسهم إليه، إذ باسمه يروجون للكآبة ويشيعون بين الناس القلق والخوف.
ولو أنك بحثت في القاموس عن الفرق بين (الهراءات والترهات) ، فلن تعرف معناهما أوالفارق بينهما من أول وهلة ، لكنك بقراءة مقال فهمي هويدي عن السلفيين ستعرف أن الهراء هو الـمَنْطِق الفاسد، بينما الترهات هي الأباطيل .

ونعم نقول بكل حق وفخر ، أن الفرقة الناجية التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح هم الذين يعتقدون ما يعتقده عليه الصلاة والسلام وأتباعه من الصحابة رضوان الله عليهم ، وهذه هي السلفية في أبسط واعمق تعريف لها .

لكنها وصف ليس حكراً على أحد بل هي صفة للمتبعين للمنهج ، ولم يقل أحد أنهم أوصياء على المجتمع بل هم شريك أصلي فيه ومن يريد أن يسفه مطالبهم أو يهمشهم فلا يلومن إلا نفسه يوم يجد النتيجة رافعة للضغط وجالبة للسكر ومسببة لأزمات القلب.

كما أن الثورة لم ترفع عنهم إصراً أو كسرت طوقاً ، بل هو الله عز وجل الذي نجاهم من القوم الظالمين ، والثورة هم شاركوا فيها وهم الذين تحملوا عبئها ولم يكونوا يوماً عبئا عليهم ..

ولم تقل لنا كيف يشوه السلفيون الاسلام ، وينشرون باسمه الكآبة ، أم أنك تلمح لمطالبهم بتطبيق الشريعة وتحكيم شرع الله عز وجل ، فهل هذه هي الكآبة التي لا تريد سماع صوتهم فيه ، أم أنك تقصد القصص والحواديت التي ذكرتها في مقالك وهي من قبيل أبو رجل مسلوخة وأمنا الغولة ، ولا تمت للحقيقة بصلة ، ومن تربصك ، لم تصدق أن السلفيين تبرأوا منها ولا يعرفون عنها شيئاً لكنك عن ماذا ستكتب وموسم جلد السلفيين بدأ .

ومن جملة ما يخشاه فهمي هويدي أن يكون منطق اختزال التدين في اللحية والجلباب القصير والمسواك والنقاب، هو نفسه الذي يكمن وراء اختزال تطبيق الشريعة في كلمة أو عبارة توضع في الدستور. ذلك أن الذي يختزل التدين في مظهر لا يستغرب من أن يختزل تطبيق الشريعة في نص مكتوب.

وفهمي هويدي الذي يتحفظ على «قولبته» في إطار «الكاتب الإسلامي» بل ويتساءل في عدد من الحوارات التي اجريت معه عن معنى هذا الـ«ختم» في حقيقته؟ ويصرح هويدي بإعتزازه بكونه صحفيا أولا وأخيراً ، هو الذي يتكلم عن السواك والجلباب القصير واللحية ، ونحن يا فهمي بيك لا تختزل الدين فيهم ، ولكننا لسنا ممن يقسمون الدين لقشور ولب ، ولا ننظر إليه على أنه مظهر وجوهر ، بل نراه كيان واحد يجب علينا قبوله ، وتطبيق الشريعة مطلب كل مسلم غيور على دينه يرفض أن يموت وفي عنقه دين لم يؤده تجاه شرعه ، ولا نخجل من ذلك ، والنص المكتوب الذي نبحث عنه لن يكون مكتوباً بعد ذلك ، بل سيتحول إلى آلة رادعة لكل من يخالف أمراً أو يرتكب منكراً تم تجريمه في القانون ، هذا النص المكتوب سيحفظ للمجتمع هيبته وسيفرض نفوذه وسطوته ، وقد رأيت ماذا فعلت القوانين التي خرجت من عباءة المبادئ لم تسمن ولم تغن من جوع .

ومن مفاجأتك أيها الكاتب الكبير أن تحذر من هوس أغلب السلفيين بالصراع ضد الشيعة.
ثم تذكرنا بأن القضية ليست مثارة في مصر من الأساس، رغم ما يقال عن انتساب بضع عشرات إلى المذهب الجعفري.
وتذكرنا بأن أعداء الأمة يستهدفون الجميع ولا يفرقون بين السنة والشيعة، وأن معركة الأمة الحقيقية هي ضد الاحتلال الإسرائيلي والهيمنة الأمريكية وليست ضد الشيعة أو إيران، أيا كانت خلافاتنا معهما.

في الواقع لا أصدق ما كتبته ، وإما أنك جاهل بحقيقة الشيعة أو جاهل بحقيقة دينك ، وما تكتبه أمر نخجل أن يُنسب لكاتب إسلامي  ، لكن الحمدلله أنك تخجل من هذا الوصف وتتهرب من هذا اللقب.

أما آن لك أيها الكاتب الكبير أن تقرأ من كتب السلفيين وتسمع من علماءهم بدلاً من قراءة قصص الصحف المفبركة واخبارهم المشوهة .. أما  آن لك أن تكون منصفاً وتكف عن لي عنق الحقيقة ، أما آن لك أن تكون بحق كاتباً كبيراً وليس على غرار ما يطلبه القارئون !!



ليست هناك تعليقات:

شارة فيسبوك

post

احدث مواضيعنا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة