اكتشف المجلس العسكري فجأة أن المرشح الرئاسي
حازم صلاح يمثل خطراً شديداً على قبضة العسكر على مقاليد الحكم ، رغم أن الرجل قد
أعلن مراراً وتكراراً منذ ما يقارب العام وأكثر نيته على الترشح.
وتعامل معه على طريقة المخلوع للمجلس الموازي
" سيبوهم يتسلوا" الذي انقلب عليه الوضع وأصبح متهماً هو نظامه خلف
القضبان ، فإن المجلس العسكري قد ترك الوضع يتفاقم وفي ذهنه أن كل عوامل الرفض
الشعبي متوفرة في الرجل فهو إسلامي متطرف متشدد ملتح ، وأن الشعب نفسه هو الذي
سيلفظه وهو يُمني نفسه " فلما العجلة إذن" .
لكن الله عز وجل قدّر شيئاً أخراً ، وكتب
لعبده حازم صلاح القبول في الأرض ، والتف الجميع حوله من جميع الطبقات والفئات
وحتى الديانات رغم أنف مذيع قناة الجزيرة مصر الذي يرفض في كل حلقة الاعتراف بذلك
.
وأصبح الرجل فعلاً شوكة في حلق النظام
العسكري الحاكم ، وشعبيته الطاغية أصبحت خانقة لهم في الليل والنهار ، بل لعله
أصبح في منامهم كابوساً لا يعرفون التخلص منه ، فليس هو بالشيطان الذي يستعيذون
منه فيذهب ، وليسوا هم بالملائكة الذين يفر الشيطان من أمامهم.
فماذا يفعل نظام يظن نفسه بالقوي الجند
والعتاد والسلطة والنفوذ كلها أدوات في يده يلجأ إليها لحين الحاجة إليها.
فقد كان مع الشعب أيام الثورة حتى يمن عليه ويذله
في كل وقت ، وكلما يستعرض أفراد الشرطة العسكرية عضلاتهم ، تخرج رسالة الإعتذار
" رصيدنا يسمح لديكم " .
وفي كل مرة يتحرش فيها بالشعب في الميدان
وغيره ، ويطلق المسعورون من جنده يتبولون ويسبون وبالحركات البذيئة يشيرون ، تجد
من يلتمس لهم العذر ، ويخرج علينا من يقول الجيش حمى الثورة ، أو أن الجيش بشر
أستفز ممن يسبه أو أو أو ، حتى تفرعن العسكر وأحكموا قبضتهم على الشعب حتى بعد أن
أصبح للشعب قوته البرلمانية فإذا به يلوح بحل البرلمان إن لم ينته الحديث عن سحب
الثقة من حكومة الجنزوري.
واليوم يكتشف الشعب المصري أن ورقة التوت
التي تواري سوأة العسكر قد سقطت ويدفع الشعب مرة أخرى ثمن غباءه السياسي حين يوافق
على ذبح مرشح اجتمع عليه معظم القوى الشعبية ، لكن العسكر الذين هربوا الأمريكان
من قبضة القضاء ، يريدون الآن أن يزيفوا إرادة القضاء بأمثال بجاتو وسلطان ، بعد
أن فصل القضاء الإداري وقال أن المستندات التي تستند إليها اللجنة والمرسلة من
الداخلية كلها أوراق لا قيمة لها قانوناً ولا يعول عليها كدليل معتبر ، فيخرج
هؤلاء القضاة يستفزون الجموع العائدة من مليونية التحرير بأن لديها مستندات أصلية
وهي عبارة عن صورة ملونة كما صرح بذلك من رآها.
ولأن الجميع يشعر بالمكيدة والظلم والمؤامرة
، فقد قرروا الوقوف مع مرشحهم حتى أخر لحظة في المنافسة ، فإذا بالدعارة الإعلامية
بعد الفُجر القضائي تشوه صورتهم.
ويخرج أمثال بلال فضل من كتبة السيناريوهات
والأفلام الهابطة ليدلو بدلوه هو الآخر ، ولما لا والحمقى يسمعون له ويعتبرونه
ثورياً ومناضلاً بأفلام العري والعهر ، وبأرائه التي ملأ بها الدنيا ضجيجاً وتناقض
الدين وافتقرت للأدب مع الله عز وجل، فيقول يجب أن تخرج فتوى من الشيخ حازم بأنه
ليس مرشح الإسلام .
فعن من سيرشح نفسه إذن عن الكنيسة أو
العلمانية أو الليبرالية ، أليس هو المرشح الذي أعلن منذ أول يوم أنه سيحكم مصر
بالحلال والحرام وسيطبق شرع الله فما الذي يغضبك يا بلال فضل ، ويستثير حنقك ،
لماذا لا تفكر في فيلم هابط أخر وترحمنا من أرائك المستفزة .
ثم يغضب مني أصدقائي لما أقول عنه إنه حاقد
وجاهل ، فيقولون لي لا تسبه ولا تشتمه فالمسلم ليس سباباً ، يا أخي أنا أوصفه وليس
أسبه ، هو جاهل لأنه يتكلم في الدين بما لا يعرف ، وليس معنى هذا أن الدين حكراً
على أحد بل يجب أن تتعلم العلوم الشرعية أولاً قبل أن يتكلم فيما لا يعلم ، ويجب
أن يتخلص ويتوب من أفلامه القذرة التي يروج فيها للحرام ويشيع فيها الفاحشة قبل أن
ينصحنا بأرائه الدينية.
وقد أخطأت فعلاً إذ قلت عنه أنه جاهل ، والحق
أنه جاهل جهلاً مركباً ، وهو ما يعني أنه يعرف الشيء على غير حقيقته .
ومنهم من يقول أن أخته حاصلة على الجنسية
الأمريكية فكيف يتحدث هو عن مؤامرة أمريكية ؟
يا أخي ما علاقة هذا بذاك ، هو رجل سياسي
يحاسب على تصرفاته وأقواله ، وعدائه لأمريكا هو عداء سياسي لأنها تتدخل في الشئون
الداخلية وتسيطر عليها من خلال عرائسها الذين تحركهم من الداخل ، هو يتحدث عن
تطبيق الشرع وأثره في العلاقات الخارجية وأنه لن يكون هناك ولاء وبراء مع أحد إلا
بضوابط الشرع ، أما أخته التي سافرت وهي مصرية مع زوجها وهو مصري ، ثم حصل هو هناك
بعد سنوات نظراً لتفوقه العلمي على الجنسية ومن ثم هي ، فما دخله هو أصلاً بها وهل
يستطيع أن يأمرها الطلاق لهذا السبب ، بالطبع لا لأن ولي أمرها هو زوجها ، وهم
أدرى بمصالحهم هل تتعارض مع دينهم ووطنهم أم لا ، وإلا لما يستقبل فاروق الباز
وأحمد زويل وغيرهم على أنهم أكبر العلماء وفخر لمصر ومعروف من هم.
ثم هل هذا يعني أن مثلاً قوم نوح لا يؤمنون
به لأن ابنه كفر بدعوته ، والحقيقة أن هذه الأزمة قد كشفت عن شخصيات يجب أن تحترم
وعن أخرى يجب أن تضرب بالنعال ، وأخرى يجب أن تسكت فضلاً أن يكون لها رأي أو تهاجم
الإسلاميين .
ويا أيها المصريون ..
ويا أيتها النخبة !!
ويا أيها الصفوة !!
هل ترحمونا قليلاً ، ولا تسلموا أخيكم حازم
للظلمة ، هل تنصروا الحق بعد أن حكمت لصالحه المحكمة .
فقط نريد أن تكفوا أنتم وأصحابكم ألسنتكم عنه
، ولا تروجوا للباطل وأنتم تعلمون ، واختاروا من تريدون هذا شأنكم ، واتركوا
الصناديق تتحدث عن إرادة الأغلبية ، والتي سيقبل بها الجميع .
