الاسلام سؤال وجواب

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

الله يرحمك يا مصر !!


الله يرحمك يا مصر !!



أتابع عن كثب ما يحدث في بلدي الحبيبة مصر، وكم يؤرقني ما آلت إليه الأوضاع هناك ، وكم يحزنني ما أقراه من خسائر إقتصادية هائلة في البورصة المصرية وتوقف لعجلة الإنتاج ومعدلات البطالة التي ترتفع والنمو التي تنخفض والعائلات التي تضيع والجرائم التي انتشرت والبلطجية الذين اعتصموا بحبل الشيطان، وكم أصابني اليأس من إضطرابات الأساتذة واعتصامات العمال ، ومظاهرات الناشطين ، كم هالني حجم الفرقة والتشرذم التي اتفقت عليها جميع الحركات السياسية والأحزاب الوطنية ، كم أتعستني الحكومة ببطئها في إتخاذ القرارت الحاسمة ، وكم أزعجني المجلس العسكري بجموده الفكري وحلوله القديمة التي تمرس عليها منذ أيام مبارك .

وجلست أفكر واتسائل .. أين المخرج لهذه الأزمة ؟

إن الأساس الذي ينبغي أن نبني عليه تصوراتنا لحل الأزمة الداخلية المصرية قبل أن تنهار أكثر من هذا ، يكمن أولاً في وحدة الصف لا وحدة الرأي ، فمن الغريب أن ترى شعباً بأكمله قد انقسم على نفسه انقساماً خطيراً في محاولة لإفساد نجاح ثورته ، والمصريين هم أنفسهم الذين يجهضون الأفكار الحُبلى بالمستقبل المشرق ، فتراهم قد صنفوا بعضهم البعض تصنيفاً رئيسياً "ثوار ، فلول ، أبناء مبارك ، أغلبية صامتة" وتصنيفات فرعية بعد ذلك مثل لائحة "العار" والقوائم "السوداء" ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، فهناك التصنيفات السياسية مثل " الليبرالية ، العلمانية ، الديمقراطية ، الإخوان ، السلفيين".

1. توحيد الصف المصري :

والحل من وجهة نظري أن نوحد صفوفنا ونقوي جبهتنا الداخلية بالحوارت النابعة من المسئولية ، وأننا جميعاً على سطح سفينة واحدة تسير في إتجاه واحد ، ونبتعد عن لغة التخوين ، ونجتمع على أرضية مشتركة ، نقف من خلالها في مربع واحد ننطلق منه للخطوة الأخرى ، ولا شك أن هذه الأرضية المشتركة هو أننا نتقاسم - شئنا أم أبينا - وطناً واحداً هو مصر ، فكلنا مصريين ولا ينبغي أن يحتكر أحدنا الحل ، ولا بد أن نتخلص من الطريقة الفرعونية : (مَآ أُرِيكُمْ إِلاّ مَآ أَرَىَ وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاّ سَبِيلَ الرّشَادِ) ، ويظن أنه فقط الذي يملك مصباح علاء الدين أو أنه هو المتحدث الرسمي بإسم الدين ، فيفرض على الجميع آليته هو وفكره هو وحلوله هو دون النظر بعين الإعتبار إلى الوجهات الأخرى والأراء التي تقال حوله والأفكار التي تطرح من هنا وهناك ، فيدب الشقاق ويبدأ التشرذم ويقف الخلاف.

2. حكومة جديدة :

من أسباب إنهيار الجبهة الداخلية في مصر الآن ، هو عدم اقتناع الأغلبية بمجهودات الحكومة ، وهي بالفعل لم تُحسن استغلال الفرص التي جاءتها فأدارت الأزمات السابقة بطريقة غير مقنعة ولم تجذب أحداً في صفها ، بل ظهر جلياً ضعفها في إتخاذ القرارات الإستراتيجية لاسيما تلك التي تتعلق بالأمن القومي الخارجي كالتي وقعت على الحدود ، كما أن حالة الإنفلات الأمني الذي تعيشه مصر واقعاً مراً ما زال حتى اللحظة ولم يستطع أحد من وزراء الداخلية السابقيين أن يكسر شوكة البلطجية ، الذين يستجيبون لإغراءات المال التي تعودوا عليها من النظام السابق وعاثوا في مصر فساداً حصلت بعده وزارة الداخلية على وسام الفشل الذريع من الطبقة الأولى ، فالحكومة الجديدة نريدها قوية حازمة حاسمة لا تأخذها بالخارجين عن القانون رحمة ولا شفقة ( دون اللجوء إلى قانون الطوارئ) ، ولا تترك البلد مرتعاً فسيحاً للبلطجية والهمجية يروعون الآمنين ويسرقون وينهبون ويعتدون على الناس في غيبة القانون والشرطة.

3. مشروع قومي:

إن الآف وملايين المصريين تشرأب أعناقهم يريدون أن يشاهدوا مشروعاً قومياً يجتمعون عليه ، يعملون على نجاحه مثلما اجتمعوا بالملايين على نجاح ثورة 25 يناير ، فتدور عجلة الإنتاج وفرص العمل ويرتفع الدخل الفردي والقومي ، وتنخفض معدلات البطالة ، ويقل عدد قضايا الإجرام التي نشأت من الفراغ والبطالة.

4. مشروع عربي:

فالعلاقات الخارجية المصرية يجب أن يتغير أسلوبها ولا تعتمد فقط على توازنات المنطقة الإقليمية بقدر ما يعتمد على تقوية الجبهة الداخلية ، مثل تحسين العلاقات مع دول الجوار ، ويلتقي وزراء الإقتصاد والتجارة والأعمال والمالية والبترول والدفاع العرب ، فيعكفون على دراسة مشاريع مشتركة توحد الأمة وتجمع شتات شملها ، مثل : إنشاء سوق عربي موحد ، وعملة عربية موحدة ، جيش عربي موحد ، فيأتي ويذهب المستثمرون والتجار هنا وهناك ، وتفتح أبواب الرزق والعمل على مصراعيه للعمال المصريين وتزيد فرصهم في الخارج وبالتالي ينعكس على التحويلات والعملة الصعبة والإحتياطي العام ، ويتفقون على تكوين جيشاً عربياً ومصانع حربية تهدف إلى حماية مصالحنا الإستراتيجية المشتركة وأوطاننا ، ولا شك في إنعكاس ذلك على زيادة أعداد المجندين في الداخل والخارج وتبادل الخبرات العسكرية وتمويل الصناعات الحربية فيما بيننا دون الحاجة إلى أمريكا وروسيا وأوروبا ، بل سيكون من الأهداف الإستراتيجية رحيل القوات الأجنبية في منطقة الخليج والبحر المتوسط وإحلال الجيش العربي بدلاً منها .

الاثنين، 12 سبتمبر 2011

جمعة (سوق الخضار) !!


جمعة (سوق الخضار)
لن تقف أحداث الجمعة الماضية عند حد سقوط هيبة الدولة ، وارتعاش أيد مسئوليها عند كل أزمة ، بل أثارها أمتدت للبورصة التي هوت ، والمستثمر الذي هرب ، والعمل الذي توقف ، والأمن الذي استبدل بالخوف ، إذ فقدت مصر أمنها الذي قال عنه القرآن العظيم في سورة يوسف " ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ
آمِنِينَ". فأين الأمان (؟!!) والبلطجية يعيثون ويرتعونفي مصر فساداً دون أن يحاسبهم أحد أو يخافوا من أحد .
ومن أين يأتي الأمن ورجاله خائفون من نزول الشارع ؟ وهل عذرهم أن لا أحد يثق فيهم مبرراً لكي نقبل تخاذلهم.

هل هي رسالة من الشرطة أن اقبلوا تكبرنا وإذلالنا لكم ، أو اقبلوا الخوف والرعب من البلطجية.
مصر تحتاج إلى حكومة قوية تمسك بزمام الأمور وتقود بإقتدار مرحلة مهمة من أخطر مراحل مصر ، مرحلة الفوضى .فهذه الفوضى أمر لا يستطيع أحد أن ينكره ، بل نحن نعيش في فوضى منقطعة النظير ، أثبتتها جمعة ( تصحيح المسار ) أو بالأحرى كانت جمعة (سوق الخضار) ، فالدولة بجلالة قدرها اختارت أن تجلس على كرسي المشاهدين ، وتشاهد الأحداث وهي تتصاعد ، والأزمات وهي تتعقد ، وبعد " الهنا بسنة " خرجت علينا بقرارات مستعينة بأرشيف مبارك لحل الأزمات . ولا أدري بالضبط نوع الثلاجة التي كانت يجلس فيها مسئولو مصر وقت الأزمة التي جعلت أعصابهم هادئة ، ولا يستشيطوا غيظاً من الأحداث إلا بعد استنجاد نتنياهو بأوباما . لماذا لم يتحرك المجلس العسكري إلا بعد توجيهات أمريكا ؟هل كان الأمر يستحق كل هذا العناء لكي تكون هناك إجراءات رادعة لمنع تكرار هذه الفوضى ؟

الجمعة، 9 سبتمبر 2011

عفـــــواً يــا داخليـة.. هذا زمن الشرفاء !!


عفـــــواً يــا داخليـة.. 
هذا زمن الشرفاء !!



 صفعة قوية من يد شريفة وجهها المقدم عصام شوقي واللواء حسن عبد المجيد الشاهدين الثامن والتاسع في قضية مبارك والعادلي ، للنظام البائد بشهادتهم الحق ، وقيمة الشهادة أنها من رجال خرجوا من وزارة كنّا قد كبرنا وصلينا صلاة الجنازة عليها .
فوزارة الداخلية التي ينتمي لها رجال الشرطة هي الوزارة الأكثر جدلاً في حياة المصريين ، فقد تربينا على عادات وتقاليد وموروثات قديمة حول هذا المكان ، بعد أن ظن أولياء الأمور لحظة حلمهم بالتحاق أبنائهم في هذا المكان ، وسعيهم بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة مثل الواسطات والرشاوي ليكون ابنائهم أحد رجالات الشرطة في المستقبل وأن يفتخر به لحظة ارتداء ولده زي الضابط الذي كان يراه في الأفلام على أنها الواجهة الإجتماعية الأكثر رقياً في هذا المجتمع ، كان ولي الأمر يحلم أن يكون نجله ذا نفوذ وسلطة ويأتمر بأمره الجنود والحراس ، فإذ ببعض هؤلاء المنتسبين للشرطة بمرضهم النفسي يحول هذا الحلم إلى كابوس مخيف، تماما كما تحول هذا الجهاز على أيديهم إلى قطعة من جهنم ، فقد كان جهاز تفنن في إذلال الشعب والتكبر عليه وإحتقاره ، ورجاله كانوا يسوموننا سوء العذاب ، من ضرب وسجن واعتقال وتعذيب وسب وشتم وقذف وهتك عرض وسحل واغتصاب ، وسائل تعذيب يستغفر من بشاعتها وحقارتها إبليس نفسه .
ووسط هذا الظلام الحالك يخرج علينا شرفاء من هذا الجهاز الخبيث ، خرجوا ليقولوا لنا أن هذا الجهاز ليس كله سيئاً ، بل هناك بارقة أمل في إصلاحه ، إن تبوء الصالحون منه المناصب التي يستحقونها لكي يعيدوا لنا الثقة في وزارة ماتت في قلوبنا.

شارة فيسبوك

post

احدث مواضيعنا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة