الاسلام سؤال وجواب

السبت، 21 يناير 2012

البنزين والغاز .. الأزمة والحل !!

ما زالت أزمة البنزين والغاز تلقي بظلالها على المشهد المصري ، والحلول المؤقتة لها هي بمثابة تناول المسكنات لعلاج الأمراض التي تحتاج إلى تدخل جراحي .

وخطورة الأزمة أنها من النوع الإستراتيجي وتحتاج إلى عقلية محترفة في إدارة الأزمات ، فقد يتسبب نقص البنزين في توقف وسائل الموصلات التي ستنقل التلاميذ والطلاب إلى المدارس والجامعات ، أو المرضى إلى المستشفيات ، أو الموظفين لمقار أعمالهم ، والعمال إلى مصانعهم ، أو صعوبة التوصل إلى أصحاب الحوادث على الطريق وإسعافهم لصعوبة الإنتقال إليهم.

ونتيجة لهذه الأزمة الإستراتيجية نشأت بعض الظواهر السلبية ، مثل جشع التجار الذي تمثل في الإحتفاظ بمخزونهم وعدم بيعه طمعاً في غلاء سعره عند ازدياد الطلب عليه .

والتكدس المروري نتيجة الازدحام الشديد حول محطات الوقود ، وانتشرت أكاذيب مروجي الشائعات حول زيادة الأسعار.

ثم يأتي دور المواطن المستهلك الذي يأخذ أكبر من حصته ليضمن لنفسه توفير قدراً أكبر من الطمأنينة ويترك غيره في حيرة.

هذه هي الأزمة وهذه هي تداعياتها .. لكن ما هي أسبابها الحقيقية ؟

لاشك أن الإنفلات الأمني الموجود وانتشار قنابل المولوتوف الحارقة وتزايد معدلات الجريمة ، غلق الطرق الصحرواية ، وقطع خطوط السكك الحديدية ، والإعتصامات والإحتجاجات الفئوية التي تعطل العمل ، كلها مفترقة أو مجتمعة جعلت المؤسسات المانحة للتصنيف الإئتماني تخفض من درجات الإئتمان لمصر ، فانعكس هذا التصنيف على قرارات الشركات الدولية التي تعوض منها مصر جزء كبيراً من إحتياجاتها السوقية ، وتغيرت السياسات الآجلة وشروط الدفع ، وبعد أن كانت وزارة البترول تستورد من الأخرين ثم تدفع بعد فترة مثل شهر أو شهرين حسب شروط التعاقد ، أصبحت هذه الشركات لا تورد لمصر إحتياجاتها إلا أذا دفعت مقدماً قيمة الفواتير المشتراة ، وبالتالي عجزت مصر عن السداد فتعطل الإستيراد فظهر العجز في السوق.

وللخروج من هذه الأزمة :

في اعتقادي لابد من عمل لجنة وزارية تتشكل من وزارات البترول والداخلية والتجارة الداخلية مهمتها :

1. الإتفاق مع البلاد العربية النفطية لتوريد حصص إضافية .

2. ضبط السوق المحلي من خلال عدالة توزيع الحصص .

3. مراقبة محطات الوقود لمنع حصول البعض عن كمية تزيد عن إحتياجاته ، ومنع أصحاب هذه المحطات من التلاعب في الأسعار أو تخزين ما وصل إليها لتزيد من معدلات الطلب عليه وبالتالي رفع سعره.

4. تسيير حركة المرور ، ومنع الإزدحام.

5. التضييق على محطات الوقود لمنع صانعي المولوتوف .

6. عودة الأمن بسرعة شديدة لتجنب الكثير من المخاطر التي بدأت نذرها تلوح في الأفق بسبب هذا الإنفلات.

أما أصحاب المحطات فاحذرهم من الإحتكار فمن احتكر سلعة فهو آثم ، واستغلال ظروف الناس واكتساب الأموال من السحت ، وأن يبتعدوا عن الطمع والجشع في تحقيق الثروات السريعة على حساب شعب لا يملك حولاً ولا قوة.

الثلاثاء، 17 يناير 2012

يحدث في مصر الآن ..!!

المتابع لما يحدث في مصر الآن ، سيلاحظ أن ثمة تغيرات محورية ونقلات نوعية عند المصريين أدى إلى تنوعهم في الأفكار الهجومية والأساليب الدفاعية في نقد الشخصيات العامة أو الكيانات السياسية الجديدة ، هذا التنوع يراه البعض تناقضاً ويراه الكثيرون مرونة تطلبها ظروف المستجدات الجديدة .
ولاشك أن هذه التغيرات أصابت الفقة السياسي وجعلت الكثيرين ينزلون من عليائهم إلى أرض الشارع ليتلاقوا مع العامة والخاصة.
وأزهر اليوم ليس هو أزهر الأمس ، وسلفيو اليوم ليسوا سلفيين الأمس ، وإخوان اليوم ليسوا أخوان اليوم ، وليبراليو اليوم ليسوا ليبراليين الأمس.
فالأزهر الذي أصدر فتوى تمنع المتظاهرين يوم 25 يناير 2011 ويحرمها شرعاً على لسان شيخه الأكبر ، هو نفسه الأزهر ونفس الشيخ الذي أصدر فتوى تجيز الخروج سلمياً على الحكام الظالمين.
وسلفيون اليوم تغير فقههم ونضج فكرهم السياسي وقد تخلصوا من جلباب التقليد الذي يجيد أي طالب علم فضلاً عن عامي ارتداؤه ، ونظروا إلى الواقع نظرة شرعية عالية الجودة تتميز بالقوة العلمية في التمسك بالثوابت المجمع عليها والمرونة الفقهية في المتغيرات الحديثة.
وإخوان اليوم خرجوا من ظلمات العمل السري إلى نور المقرات المعنونة بإسمهم ونوابهم ملأوا البرلمان ، وحركوا الحياة  السياسية الراكدة ولله الحمد.
أما الليبراليون فقد فاجأنا استاذ العلوم السياسية عمرو حمزاوي على الهواء مباشرة وهو يقول أنه لن يصوت لصالح أي قانون يخالف الشريعة.
هذا الحراك المثمر في الشأن المصري الداخلي ، يتطلب منّا كإسلاميين – المصطلح الذي يحب الإعلام أن يطلقه علينا - أن نتعامل مع بعضنا البعض بأسلوب يفرضه علينا ديننا أولاً وثانياً ظروف المرحلة الراهنة ، فينبغي علينا أن تتغير لغة الحوار بيننا ونحذف من قواميسنا كلمات التخوين والنفاق والعمالة وغيرها من المصطلحات التي تفرق بين المصريين ولا تجمعهم.
ينبغي علينا أن نجيد الإستماع إلى الآخرين ولا نمل من سماع أفكارهم ومقترحاتهم ونعمل على إقصاءهم من أجل الإستئثار بالقرار.
ينبغي علينا أن ننضم إلى كيانات تنظيمية أخرى مثل النقابات العمالية والمهنية وإلى الحركات السياسية الأخرى ليس بغرض النقد والتجريح بل بغرض الإستفادة من تجاربهم السياسية ونصحهم إذا اقتضى أمر ما أنه يخالف الشريعة ، أو علم أن فيه مصلحة راجحة ستفوت لو تخلفنا عنها.
ينبغي أن يكون التركيز الآن في الحديث والكلام والمداخلات التلفزيونية والحوارات الصحفية عن طرق عملية لتحسين أحوال التعليم وإخراج طلبة علم قادرون على مواجهة سوق العمل المتغير كل لحظة ، وطرق تحسين إنتاج العامل وكيفية رفع كفاءته ومهاراته من أجل زيادة الإنتاج وجودته.
ينبغي أن نفكر كيف يمكن لمجتمع ان يعيش مواطنوه وهم فاقدو الأمن والأمان لغياب الشرطة أو إحتقار جهودها ، وهذا يتطلب تغيير نوعي في رجال الشرطة وقيادتها ومجنديها ، وكسب ثقة المواطن واطمئنانه أنه سيكون آمنا في بيته لو عادت المياه إلى مجاريها.
ينبغي أن نتحدث عن سياسات مصر الخارجية وملفاتها المتشعبة في أفريقيا ومياه النيل وإسرائيل وأمريكا ومعوناتها .
ينبغي أن نذيب الجليد بين الجميع .. فهل من مدكر !!



الثلاثاء، 10 يناير 2012

العريان .. والسلفيين !!


الحوار الذي أدلى به عصام العريان نائب مجلس الشعب الجديد ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة لصحيفة نيويورك تايمز وقال فيه : " يستهدف الخطاب السلفى الطبقات الدنيا من المواطنين المهمشين المعزولين دائما عن المشهد الدائر فى مصر، لذا فأنه حال تمكنت الحكومة الجديدة من معالجة مشاكل الفقر فذلك من شأنه أن يحد من وطأة الخطاب السلفى " يعني أن الإخوان المسلمين صورة كربونية في الأساليب الإنتهازية القمعية من الحزب الوطني المنحل ، فرغم اختلاف الإيدلوجيات والعقائد إلا أنهم يتفقون على استخدام اسلوب واحد لا يتغير وهو تشويه السلفيين.
الحمدلله .. فاكل يعلم جيداً أن أتباع الرسل دائماً ما يكونون من الفقراء والمهمشين، وهي نفس الكلمة التي قالتها قوم نوح لنبيها (وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا) [هود:27] .
لذا فليس من العيب إذن أن يكون أتباع المنهج السلفي من هذه النوعية ، بل نحن نفخر بذلك ونحمد الله عليه ، لأن الذين وثقوا في دعوتنا وجدوا صدقاً في القول وثباتاً على الحق وقوة في الحجة والبرهان ، وهو الذي دعاهم لمعاودة الكرّة مرة أخرى في دنيا السياسة .
ولم يجدوا عندنا نفاقاً سياسياً مبتذلاً ..
لم يجدوا مواقف رخيصة مبنية على موازنات وحسابات دنيوية ..
لم يجدوا وجوهاً متلونة بلون كل فصل سياسي ..
لم يجدوا فينا ولا منا من يبيع دينه بعرض زائل ولا منصب فان..
وجدونا واضحين منذ البداية ولا نذهب لنحصل على البركات الكنسية من أجل أغراض أخرى..
وجدونا محددين لا نريد البرلمان ولا السياسة إلا لتطبيق شرع نزل من السماء .. وليس شرعاً لهم فيه مآرب أخرى ليخادعون به الناس..
كما أن الفقراء والمهمشين ليست سبة ولا عاراً لكي يتهم السلفيين بأنهم يدعمونه ..

شارة فيسبوك

post

احدث مواضيعنا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة