
إذ لا يختلف قرض صندوق النقد الدولي بفائدة 1.16% وفترة سماحه 39 شهر ، عن ودائع السعودية وقطر في البنك المركزي بفائدة 1% وفترة سماحه 36 شهر ، فكلاهما في الربا سواء.
وفي صحيفة الراية القطرية بتاريخ 13 أغسطس 2012 صرّح وزير المالية ممتاز السعيد أن الفائدة على وديعتي قطر والسعودية قدرها 1% وهي نفس نسبة فائدة الاقتراض في البنوك العالمية.
ولا أدري لماذا اهتم الناس بالقرض الربوي ولم يهتم أحد بالوديعة الربوية , وكذلك لا أعلم سر الجرأة العجيبة من رجالات الإخوان في تحديهم للقرض حتى أن الحسيني قال ولو كان ربا فليست مشكلة فالضرورات تبيح المحظورات !!!!!
وبالنسبة للأخوة السلفيين في حزب النور أو غيره أقول لهم : نحن لا نقدس أشخاصاً ، ولا يجب ذلك ، بل علينا النصح والإرشاد إذا ما رأينا بأعيننا خطأ ما يفعلونه ولدينا من الأدلة الشرعية والبحثية والفنية ما يتيح لنا ذلك، أما أن نكون قطيعاً نساق وراء فتاوى الشيوخ حتى لو خاطئة فهذا ما لا أحبه لي ولا لكم ، ونصيحتي لكم كونوا مع الحق أين ما كان وحيث ما وجد.
والوديعة السعودية والقطرية بفائدة هي عين الربا .. وجاء في قرار مجمع الفقة الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن الودائع التي يدفع لها فوائد هي قروض ربوية محرمة.
وحتى تتضح الصورة ، وتتبين الحقيقة أقول :
الوديعة لها صورتان جائزة ومحرمة .
- أما الجائزة أن توضع بصفة أمانة عند الجهة المستلمة للوديعة ، ويستردها متى شاء بنفس المبلغ الذي أودعه وقتها.
أو أن يتفق المودع والمودع عنده على استغلال الطرف الثاني للوديعة في مشاريع استثمارية مباحة شرعاً .
- وفي حالة الربح يكون من حق الطرف الأول نسبة من الأرباح المحققة وليس من رأس المال كما هو شائع.
- وفي حالة الخسارة فإن الطرف الأول صاحب الوديعة ليس من حقه المطالبة برأس المال لأنه تحول من وديعة إلى عقد مضاربة والطرف الثاني لم يصبح ضامناً لماله بل شريكاً في المشروع بعمله ، ويتحمل مبلغ الإستثمار في حال ثبوت الخسارة بسببه من جراء تقصيره واهماله وفشله في الإدارة.
- أما الصورة المحرمة ، أن يودع المودع مبلغاً عند الطرف الثاني ويتفق على فوائد محددة أو غير محددة ، وأن يكون المبلغ مضموناً من الطرف الثاني ، فهذا هو الشكل المعروف من القروض الربوية ولكن بطريقة عكسية.
ولو نظرنا بعد هذا التصوير الشرعي والتكييف الفقهي للوديعة وطبقناها على الوديعة السعودية والقطرية ، لوجدنا أنهما لا يختلفان عن قرض الصندوق الدولي في ربوبيته وعدم مشروعيته.
وختاماً أهيب بالسادة المسئولين في حزبي التيار الإسلامي الإخواني والسلفي ، أن يتقوا الله في شعب سألتم أصواته وطلبتم تأييده تحت شعارات دينية عاطفية تدغدغ القلوب ، مثل الإسلام هو الحل ، وتطبيق الشريعة .
فأي حل هذا الذي يحل مشكلاته بالربا.
وعن أي شريعة تتحدثون !!
عن شريعة بني إسرائيل الذين يحتالون على الدين من أجل أهوائهم ، أم تتحدثون عن شريعة رب العالمين التي حرمت الربا قولاً واحداً.
استقيموا يرحكم الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق