قبل سنوات أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب على الإسلام بإسم
الإرهاب ، ووصفت الذين تحاربهم بأنهم إرهابيون ، وحدث تتداخل بين مصطلح الإرهاب ومصطلح
الجهاد ، وانقسم الناس وقئذ فيما بينهم يتسائلون من هو الذي يطلق عليه مصطلح
الإرهابي ومن هوالمجاهد.
ونفس الأمر يتكرر الآن بعد هذه الأحداث الأخيرة والمشاهد المروعة والمناظر
الدامية والخراب الذي هبط طائره ليعشش في مصر .
فثمة تساؤل يطرح نفسه من هم الثوار ؟ ومن هم البلطجية ؟
إذ في كل أزمة تمر بها البلاد أرى مباشرة أن أصابع الإتهام دائماً وأبداً
تشير إلى المجلس العسكري ، بيد أنهم يبررون دائماً تدخلاتهم المباشرة التي تفتقد
للحكمة تارة وتتميز بالرعونة والغباء تارة أخرى بأنهم يريدون مواجهة البلطجية ، ثم
تجد بعد ذلك وقت تشييع الجنائز أن الضحايا أطباء وشيوخ وطلبة وأطفال في عمر الصبا .
فما هي الرسالة التي يريد المجلس العسكري أن تصل بعلم الوصول إلى كل فرد في
الشعب المصري ، هل يريد أن يقول لنا أن الإنتخابات التي تؤتي أكلها الآن لن تأت
بشرعية غيره؟
هل المفروض أن نفهم أن ما فعله الجيش أيام يناير2011 هو معروف منه يجب أن
يشكر عليه طول العمر لا أن نطالب برحيله ؟
هل خروج قادته ليعلنوا أن مصر لن تسقط ، أنهم يقصدون أنفسهم بأنهم لن
يسقطون ؟
**********
لا أستطيع أن أخفي مشاعر الغضب التي شعرت بها وأنا أرى الجنود البواسل (!!)
الذين كانوا يغضون الطرف عن قتلاهم على الحدود المصرية الإسرائيلية ويضبطون أنفسهم
هناك لأقصى درجة ، ثم أجدهم واقفين على أسطح المنازل يقذفون الناس بالحجارة والماء
ومنهم من يشير لهم بحركة بذيئة وأخر يتبول عليهم ، ثم أراهم على الأرض يجرون
كالقطيع يساقون على جموع الثائرين ويسقطوهم بالهروات وينهالون على رؤوسهم ضرباً
حتى أكاد أشعر أن رؤوسهم ستنفجر من شدة الضرب ، وهذا الوغد الذي ضرب الفتاة فخلع
عباءتها وهي ساقطة على الأرض لا حول لها ولا قوة وأصحابه من حولها يتفنون في سحلها
وركلها بالهروات وبالأقدام ويركزون كل ضربهم على رأسها وبطنها وفجأة ومن كثرة
الضرب وشدته تنخلع عباءتها وتصبح عارية ، فهل كان هذا رادعاً لهم لكي يتركوها تستر
نفسها أو يسترها أحد ، لا (!!) لم يستح هذا الجندي المجرم وظل على غباءه بالضرب في
بطنها وصدرها حتى تركها وهي جثة هامدة تجر زاحفة عسى أن ينقذها أحد ، ثم يتركها هذا
المجرم ليذهب إلى غيرها وهو يمارس نفس طريقته السادية الغبية في تعذيب البشر ، وبعد
كل هذا العار يفاجأ بجنرالات العسكر يقولون إن مصر لن تسقط ، سيكتب ما قالوا
وسيسئلون عن هذه المشاهد المخزية التي رأها العالم أجمع وتصدرت إفتتاحيات صحفها
الكبرى صورة الفتاة العفيفة وهي عارية بفضل جنودنا البواسل !!!
نعم وصلت الرسالة يا مجلسنا الموقر ، فأنتم تسترون عوراتكم بفضيحة بنات مصر
!!
أنتم تسوقون للمتظاهرين جنود نزعت القلوب منهم ولا رحمة عندهم !!
أنتم تقومون بإنقلاب على الثورة عكس ما يقوله الجنزوري !!
فهل يشعر المجلس العسكري - مثلنا - أنه أصبح عبئاً ثقيلاً جاثماً على أنفاس
المصريين !!
ونحن إذ نطالبكم بالكشف عن مكان مبارك الآن ، لأن الثقة فيكم فقدناها !!
نسألكم هل تشعرون - مثلنا - بالخزي والعار من غباء جنودكم !!
فقد فعلها من قبل المغاوير وقاموا بكشف العذرية على البنات المعتصمات كذبوا
وقتها وأنكروا فقامت إحداهن وحركت دعوى قضائية لتفضح ممارستهم المخزية وأنهم
أجبروها وغيرها كثيرات على خلع ملابسهن أمام الجنود والضباط الذين وقفوا مشدوهين
وهم يرون البنات عرايا ولم يستجيبوا لصراخ العفيفات بأن يستروهن عن أعين الرجال.
وها هم جنودك يا سيادة المشير مرة أخرى يمارسون نفس الطريقة الوقحة بتعرية
البنات من شدة الضرب والتعذيب .
يا سيادة المشير !!
لقد حكت لنا سيرة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام ، أنه قام بغزوة بني
القينقاع لأن اليهود ربطوا طرف ثوب إمراة مسلمة فكشف وجهها لمّا قامت فضحك عليها
اليهود فاستشاط رجل مسلم غيرة على بنت دينه فقام إلى اليهودي فقتله ، فاجتمع عليه
اليهود فقتلوه ، فخرج إليهم الرسول عليه الصلاة والسلام فحاصرهم وأجلاهم عن
المدينة.
فلماذا لم تغار على بنات وطنك !! وتحاسب وتحاكم من أذلوا هذه الفتاة !!
والتاريخ الإسلامي لم ينضب من مثل هذه القصص المشرقة لحكام محترمين ، غيورين
على العرض والشرف ، ففي عهد الخليفة المعتصم العباسي قصة المرأة العربية التي جيّش من أجلها جيوش
المسلمين لمحاربة الروم ثأراً لها لما اُهينت من قبل الرومان في العموريّة .
فجاء رجل الى المعتصم فقال : يا أمير المؤمنين … كنت بعمورية فرأيت بسوقها امرأة عربية مهيبة
جليلة تساوم روميا في سلعة ، فأغلظ لها ، فردت عدوانه بمثله ، فلطمها على وجهها لطمة فصاحت في لهفة : واااااااااامعتصماه
فقال الرومي : وماذا يقدر عليه المعتصم وأنى له بي ؟
فانظر ماذا فعل المعتصم يا سيادة المشير ..
أمر المعتصم بأن يستعد الجيش لمحاصرة عموريّة فمضى إليها وجعل النار في
المجانيق ورموا الحصون رميا متتابعا حتى استسلمت
المدينة ودخل المعتصم عمورية فبحث عن المرأة فلما حضرت قال لها المعتصم – اسمع يا سيادة المشير - :هل أجابك المعتصم ؟
فقالت المرأة بكل فخر : نعم
.
فأمر المعتصم بإحضار الرجل الذي لطمها .
فقالت المرأة له بكل عزة : هذا هو المعتصم قد جاء وأخزاك .
فقال لها المعتصم : قولي فيه قولك ، أي احكمي فيه ماذا تريدنا أن نفعل به
وهو رهن إشارتنا .
فقالت : أعز الله ملك أمير المؤمنين بحسبي من المجد أنك ثأرت لي .
بحسبي من الفخر أنك انتصرت فهل يأذن لي أمير المؤمنين في أن أعفو عنه وأدع مالي له .
فأعجب المعتصم بمقالها وقال لها
: لأنتِ جديرة حقا بأن حاربتُ الروم ثأراً لكِ . ولتعلم الروم أننا نعفو
حينما نقدر.
فهل رأيت يا سيادة المشير ماذا يفعل من استراعهم الله على الرعية والشعوب ،
هل رأيت ماذا فعل من هم أفضل منك ، وهل رأيت ماذا فعلت أنت ، والله لقد أخزيتنا
والله إننا لنشعر بالعار من صنيعك.
فهل تتصور أنت أو جنرالات المجلس العسكري أن سقوطكم مستبعد ، آآآآآآه لو
تقرأ القرآن وتعرف كيف صنع الله بالظالمين ، ولماذا نذهب بعيداً وقد أسقط الله عز
وجل رئيسك وحكومته ووضعهم خلف القضبان ، فما أشبه الليلة بالبارحة .
فيا آلهة الحكم في مصر .. إنّا بكم كافرون
وإنّا ربنا على نصرنا لقدير