الاسلام سؤال وجواب

الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

بنت الخليفة وأخت الخلفاء وزوجة خليفة .. وتطيع الزوج وتزهد في الحياة


فاطمة بنت أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان كان لأبيها - يوم تزوجت - السلطان الأعظم على الشام والعراق والحجاز واليمن وإيران والسند وقفقاسيا والقرم وما وراء النهر إلى نجارا وجنوة شرقا وعلى مصر والسودان وليبيا وتونس والجزائر والمغرب الأقصى وإسبانيا غربا . ولم تكن فاطمة هذه بنت الخليفة الأعظم وحسب بل كانت كذلك أخت أربعة من خلفاء الإسلام وهم :
الوليد بن عبد الملك
وسليمان بن عبد الملك
ويزيد بن عبد الملك
وهشام بن عبد الملك
وكانت فيما بين ذلك زوجة أعظم خليفة عرفه الإسلام بعد خلفاء الصدر الأول وهو أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز 
 وهذه السيدة التي كانت بنت خليفة وزوجة خليفة وأخت أربعة من الخلفاء خرجت من بيت أبيها إلى بيت زوجها يوم زفت إليه وهي مثقلة بأثمن ما تملكه امرأة على وجه الأرض من الحلي والمجوهرات ويقال : إن من هذه الحلي قرطي مارية اللذين اشتهرا في التاريخ وتغنى بهما الشعراء وكانا وحدهما يساويان كنزا . 
ومن فضول القول أن أشير إلى أن عروس عمر بن عبد العزيز كانت في بيت أبيها تعيش في نعمة لا تعلوا عليها عيشة امرأة أخرى في الدنيا لذلك العهد ولو أنها استمرت في بيت زوجها تعيش كما كانت تعيش قبل ذلك وتنعم نفسها بكل أنواع النعيم الذي عرفه البشر لاستطاعت ذلك .  
ولذلك اختار الخليفة الأعظم عمر بن عبد العزيز - في الوقت الذي كان فيه أعظم ملوك الأرض - أن تكون نفقة بيته بضعة دراهم في اليوم ورضيت بذلك زوجة الخليفة  فكانت مغتبطة بذلك لأنها تذوقت لذة القناعة وتمتعت بحلاوة الاعتدال فصارت هذه اللذة وهذه الحلاوة أطيب لها وأرضى لنفسها من كل ما كانت تعرفه قبل ذلك من صنوف البذخ وألوان الترف .
بل اقترح عليها زوجها أن تترفع عن عقلية الطفولة فتخرج عن هذه الألاعيب والسفاسف التي كانت تبهرج بها أذنيها وعنقها وشعرها ومعصميها مما لا يسمن ولا يغني من جوع ولو بيع لأشبع ثمنه بطون شعب برجاله ونسائه وأطفاله فاستجابت له واستراحت من أثقال الحلي والمجوهرات واللآلىء والدرر التي حملتها معها من بيت أبيها فبعثت بذلك كله إلى بيت مال المسلمين .
وتوفي عقب ذلك أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ولم يخلف لزوجته وأولاده شيئا فجاءها أمين بيت المال وقال لها : إن مجوهراتك يا سيدتي لا تزال كما هي وإني اعتبرتها أمانة لك وحفظتها لهذا اليوم وقد جئت أستأذنك في إحضارها . فأجابته بأنها وهبتها لبيت مال المسلمين طاعة لأمير المؤمنين ثم قالت : [ وما كنت لأطيعه حيا وأعصيه ميتا . ) وأبت أن تسترد من مالها الحلال الموروث ما يساوي الملايين الكثيرة في الوقت الذي كانت محتاجة فيه إلى دريهمات وبذلك كتب الله لها الخلود وها نحن نتحدث عن شرف معدنها ورفيع منزلتها بعد عصور وعصور رحمها الله وأعلى مقامهما في جنات النعيم 
 إن أهنأ العيش هو العيش المعتدل في كل شيء وكل عيش مهما خشن أو نعم إذا اعتاده أهله ألفوه وارتاحوا إليه والسعادة هي الرضا والحر هو الذي يتحرر من كل ما يستطيع الاستغناء عنه وذلك هو الغنى بالمعنى الإسلامي والمعنى الإنساني جعلنا الله من أهله ..
من كلمات الشيخ محب الدين الخطيب في تقديمه لكتاب آداب الزفاف للعلامة الألباني رحم الله الجميع

الاثنين، 19 ديسمبر 2011

يا جيش مصر .. وافضيحتااااه



قبل سنوات أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب على الإسلام بإسم الإرهاب ، ووصفت الذين تحاربهم بأنهم إرهابيون ، وحدث تتداخل بين مصطلح الإرهاب ومصطلح الجهاد ، وانقسم الناس وقئذ فيما بينهم يتسائلون من هو الذي يطلق عليه مصطلح الإرهابي ومن هوالمجاهد.

ونفس الأمر يتكرر الآن بعد هذه الأحداث الأخيرة والمشاهد المروعة والمناظر الدامية والخراب الذي هبط طائره ليعشش في مصر .

فثمة تساؤل يطرح نفسه من هم الثوار ؟ ومن هم البلطجية ؟

إذ في كل أزمة تمر بها البلاد أرى مباشرة أن أصابع الإتهام دائماً وأبداً تشير إلى المجلس العسكري ، بيد أنهم يبررون دائماً تدخلاتهم المباشرة التي تفتقد للحكمة تارة وتتميز بالرعونة والغباء تارة أخرى بأنهم يريدون مواجهة البلطجية ، ثم تجد بعد ذلك وقت تشييع الجنائز أن الضحايا أطباء وشيوخ وطلبة وأطفال في عمر الصبا .
فما هي الرسالة التي يريد المجلس العسكري أن تصل بعلم الوصول إلى كل فرد في الشعب المصري ، هل يريد أن يقول لنا أن الإنتخابات التي تؤتي أكلها الآن لن تأت بشرعية غيره؟
هل المفروض أن نفهم أن ما فعله الجيش أيام يناير2011 هو معروف منه يجب أن يشكر عليه طول العمر لا أن نطالب برحيله ؟
هل خروج قادته ليعلنوا أن مصر لن تسقط ، أنهم يقصدون أنفسهم بأنهم لن يسقطون ؟

**********                                                               
لا أستطيع أن أخفي مشاعر الغضب التي شعرت بها وأنا أرى الجنود البواسل (!!) الذين كانوا يغضون الطرف عن قتلاهم على الحدود المصرية الإسرائيلية ويضبطون أنفسهم هناك لأقصى درجة ، ثم أجدهم واقفين على أسطح المنازل يقذفون الناس بالحجارة والماء ومنهم من يشير لهم بحركة بذيئة وأخر يتبول عليهم ، ثم أراهم على الأرض يجرون كالقطيع يساقون على جموع الثائرين ويسقطوهم بالهروات وينهالون على رؤوسهم ضرباً حتى أكاد أشعر أن رؤوسهم ستنفجر من شدة الضرب ، وهذا الوغد الذي ضرب الفتاة فخلع عباءتها وهي ساقطة على الأرض لا حول لها ولا قوة وأصحابه من حولها يتفنون في سحلها وركلها بالهروات وبالأقدام ويركزون كل ضربهم على رأسها وبطنها وفجأة ومن كثرة الضرب وشدته تنخلع عباءتها وتصبح عارية ، فهل كان هذا رادعاً لهم لكي يتركوها تستر نفسها أو يسترها أحد ، لا (!!) لم يستح هذا الجندي المجرم وظل على غباءه بالضرب في بطنها وصدرها حتى تركها وهي جثة هامدة تجر زاحفة عسى أن ينقذها أحد ، ثم يتركها هذا المجرم ليذهب إلى غيرها وهو يمارس نفس طريقته السادية الغبية في تعذيب البشر ، وبعد كل هذا العار يفاجأ بجنرالات العسكر يقولون إن مصر لن تسقط ، سيكتب ما قالوا وسيسئلون عن هذه المشاهد المخزية التي رأها العالم أجمع وتصدرت إفتتاحيات صحفها الكبرى صورة الفتاة العفيفة وهي عارية بفضل جنودنا البواسل !!!

نعم وصلت الرسالة يا مجلسنا الموقر ، فأنتم تسترون عوراتكم بفضيحة بنات مصر !!
أنتم تسوقون للمتظاهرين جنود نزعت القلوب منهم ولا رحمة عندهم !!
أنتم تقومون بإنقلاب على الثورة عكس ما يقوله الجنزوري !!
فهل يشعر المجلس العسكري - مثلنا - أنه أصبح عبئاً ثقيلاً جاثماً على أنفاس المصريين !!
ونحن إذ نطالبكم بالكشف عن مكان مبارك الآن ، لأن الثقة فيكم فقدناها !!
نسألكم هل تشعرون - مثلنا - بالخزي والعار من غباء جنودكم !!
فقد فعلها من قبل المغاوير وقاموا بكشف العذرية على البنات المعتصمات كذبوا وقتها وأنكروا فقامت إحداهن وحركت دعوى قضائية لتفضح ممارستهم المخزية وأنهم أجبروها وغيرها كثيرات على خلع ملابسهن أمام الجنود والضباط الذين وقفوا مشدوهين وهم يرون البنات عرايا ولم يستجيبوا لصراخ العفيفات بأن يستروهن عن أعين الرجال.

وها هم جنودك يا سيادة المشير مرة أخرى يمارسون نفس الطريقة الوقحة بتعرية البنات من شدة الضرب والتعذيب .

يا سيادة المشير !!

لقد حكت لنا سيرة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام ، أنه قام بغزوة بني القينقاع لأن اليهود ربطوا طرف ثوب إمراة مسلمة فكشف وجهها لمّا قامت فضحك عليها اليهود فاستشاط رجل مسلم غيرة على بنت دينه فقام إلى اليهودي فقتله ، فاجتمع عليه اليهود فقتلوه ، فخرج إليهم الرسول عليه الصلاة والسلام فحاصرهم وأجلاهم عن المدينة.

فلماذا لم تغار على بنات وطنك !! وتحاسب وتحاكم من أذلوا هذه الفتاة !!

والتاريخ الإسلامي لم ينضب من مثل هذه القصص المشرقة لحكام محترمين ، غيورين على العرض والشرف ، ففي عهد الخليفة المعتصم العباسي قصة المرأة العربية التي جيّش من أجلها جيوش المسلمين لمحاربة الروم ثأراً لها لما اُهينت من قبل الرومان في العموريّة .
فجاء رجل الى المعتصم فقال : يا أمير المؤمنين … كنت بعمورية فرأيت بسوقها امرأة عربية مهيبة جليلة تساوم روميا في سلعة ، فأغلظ لها ، فردت عدوانه بمثله ، فلطمها على وجهها لطمة فصاحت في لهفة : واااااااااامعتصماه
فقال الرومي : وماذا يقدر عليه المعتصم وأنى له بي ؟
فانظر ماذا فعل المعتصم يا سيادة المشير ..
أمر المعتصم بأن يستعد الجيش لمحاصرة عموريّة فمضى إليها وجعل النار في المجانيق ورموا الحصون رميا متتابعا حتى استسلمت المدينة ودخل المعتصم عمورية فبحث عن المرأة فلما حضرت قال لها المعتصم – اسمع يا سيادة المشير -  :هل أجابك المعتصم ؟
فقالت المرأة بكل فخر : نعم .
فأمر المعتصم بإحضار الرجل الذي لطمها .
فقالت المرأة له بكل عزة : هذا هو المعتصم قد جاء وأخزاك .
فقال لها المعتصم : قولي فيه قولك ، أي احكمي فيه ماذا تريدنا أن نفعل به وهو رهن إشارتنا .
فقالت : أعز الله ملك أمير المؤمنين بحسبي من المجد أنك ثأرت لي .
بحسبي من الفخر أنك انتصرت فهل يأذن لي أمير المؤمنين في أن أعفو عنه وأدع مالي له .
فأعجب المعتصم بمقالها وقال لها : لأنتِ جديرة حقا بأن حاربتُ الروم ثأراً لكِ . ولتعلم الروم أننا نعفو حينما نقدر.

فهل رأيت يا سيادة المشير ماذا يفعل من استراعهم الله على الرعية والشعوب ، هل رأيت ماذا فعل من هم أفضل منك ، وهل رأيت ماذا فعلت أنت ، والله لقد أخزيتنا والله إننا لنشعر بالعار من صنيعك.
فهل تتصور أنت أو جنرالات المجلس العسكري أن سقوطكم مستبعد ، آآآآآآه لو تقرأ القرآن وتعرف كيف صنع الله بالظالمين ، ولماذا نذهب بعيداً وقد أسقط الله عز وجل رئيسك وحكومته ووضعهم خلف القضبان ، فما أشبه الليلة بالبارحة .

فيا آلهة الحكم في مصر .. إنّا بكم كافرون
وإنّا ربنا على نصرنا لقدير

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

الشعب يريد .. البرادعي يسكت !!

ينتظر الليبراليون محمد البرادعي ، كما ينتظر الشيعة الوهمي المختفي في السرداب ، يتلقفون أخباره ولو نشرتها الصحف الأميريكة ، ويلقونها بفخر على صفحات التواصل الإجتماعي ، والبرادعي الذي صرح في برنامج " معتز الدمرداش" أن الثورة قامت لأن 15 مليون مصري رفضوا أن يرمى بالماء ، فخرجوا عن بكرة أبيهم ليسقطوا النظام ، وهي عبارة سرعان ما سيتهمني عشاق البرادعي أنها كاذبة ، ولكن للأسف سيخيب ظنهم إذ سيجدون المقطع المرئي لهذه العبارة موثقة في هامش المقال .

والبرادعي الذي انفض من حوله الكثيرون هذه الأونة كلما اكتشفوا حقيقته مثل حمدي قنديل الذي قال مؤخراً أنني اعتذر عن تأييد البرادعي إذ شاركت في تضليل الرأي العام .

والبرادعي الذي تستهويه فكرة السفر دائماً لإجراء الحوارات الصحفية والتلفزيونية مع الصحف الخارجية والفضائيات العالمية ، رغم وجود مكاتب تمثيل لها في مصر ، لكن عشقه للهروب من مصر تجعله هو الطالب للحوار وليس المطلوب.

والبرادعي الذي هبط على الحياة السياسية المصرية ببراشوت في نوفمبر 2009 وقال وقتئذ في مقابلة تليفزيونية أجراها مع شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية: "سأدرس إمكانية الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية قي مصر إذا وجدت ضمانات مكتوبة بأن العملية الانتخابية ستكون حرة ونزيهة" ، وعاد بعدها إلى مصر يوم الجمعة الموافق 19 فبراير 2010 ، ليجد في المطار العشرات ينتظرونه ومن وقتها بدأت قصة البرادعي مع السياسة المصرية.

والآن يفاجأنا زعيم الليبرالية المصرية ، أن هذه الإنتخابات لا تمثل الشعب المصري ، بعد ظهور نتائج المرحلة الأولى في إنتخابات الشرعية البرلمانية والتي حصد فيها التيار الإسلامي على نسبة 60% من أصوات الناخبين كما زعمت جريدة أسوشيتد برس وحصول الإخوان على 40% و20% للسلفيين ، فالبرادعي وغيره من التيارات السياسية الأخرى التي شغلت مصر بالديمقراطية ، وصدعت رؤوسنا بحرية الرأي والتعبير ، تسقط سقوط مدوياً عند أول إختبار حقيقي للديمقراطية التي كانت تتشدق بها ، لأنها لا تعترف إلا بنظريتها الخاصة عن الديمقراطية التي تعبر هي عنه فقط ، واستثقلت مزاحمة الإسلاميين للشارع . وهذه النتائج الأولية يجب أن يتوقف عندها البرادعي وغيره لأنها تعني ضمنياً اعتراف الشعب المصري بأهمية وجود القوى الإسلامية في الحياة البرلمانية ، وأن محاولات التيارات العلمانية والليبرالية والكنيسة لتخويف وإرهاب البسطاء من الشعب المصري بخطورة الإسلاميين على الأمن القومي والإجتماعي وتفاقم الأوضاع الإقتصادية إن تولوا مقاليد الحكم ، قد باءت بالفشل الذريع إذ وثق المصريون في قلوبهم الممتلئة بالفطرة الإيمانية وفي عقولهم التي اقتنعت ببرامج هذه الأحزاب ذات المرجعية الدينية ، وخرجوا عن بكرة أبيهم يقولون نعم للإسلاميين داخل البرلمان ، وهم بذلك يضعون القوى السياسية الأخرى التي تتلاعب بمعتقداتهم وتقفز على عقولهم في حجمها الطبيعي ومكانها الملائم ، وقالوا نرضى بالإسلام برلماناً وقد رضيه الله تعالى ديناً .

ومن المؤسف أن يتحدث البرادعي عن التيارات الإسلامية وهو لا يعرف عنها شيئاً ، وأتحداه أن ينقل مصدره الذي كذب فيه على السلفيين بخصوص قيادة المرأة للسيارة ، لأنه يريد أن يصدر للناس خصوصاً عشاقه ومريديه فكرة أن النموذج السعودي هو الذي سيطبق في مصر ثم ينصحنا بالنموذج التركي ، لا يا أستاذ يا دكتور ، مصر لن تكون السعودية أو تركيا أو إيران ، مصر ستكون مصر ، فقط لو تفرغت أنت قليلاً لقراءة المشهد الجديد للسياسة المصرية في وجود قوى إسلامية هي البطل الحقيقي الذي اختاره الشعب ، فقط لو رضيت بالمتغيرات الحقيقية التي تحدث على أرض الواقع بدلاً من تصريحاتك ودعواتك لثورة غضب ثالثة لأن الصناديق لم تأت على هواك ، لا سيما وأنت تشعل نيران الفتنة من خارج مصر حيث تقضي أكثر وقتك ، ويدفع ثمنها للأسف من اقتنع بك بسذاجة داخل مصر ، والعجيب أن هناك من بيننا من لا يزال مقتنعاً أنك تستطيع أن تكون رقماً مهماً في المعادلة المصرية ، رغم أن كرسي حكم مصر ليس بسهولة لعبة الكراسي الموسيقية كما يظنون !

أما اعتراضك على أن نتيجة الإنتخابات وخيبة أملك في تصدر الإسلاميين للمراكز الأولى في نتائجها ، وأن هذا ليس ما دفع ثمنه الشاب الليبرالي الذي قام بالثورة ، ولأن هذا الهراء الذي اسمعه منك ومن غيرك يحتاج إلى توجيه لطمة قوية على وجه من يتفوه بها حتى يستيقظ من غيبوبته ، ويدعه من أوهامه التي ملأ بها صندوقه الفارغ .

فالثورة يا استاذ يا دكتور لم تقم بفضل شاب ليبرالي كما تكذب ، لأنهم خرجوا من قبل ولم يحدث شيء والإسلاميين أيضاً سجنوا واعتقلوا وسحلوا وقتلوا من قبل ولم يحدث شيء ، لكن الله تعالى أراد توحيد هذه الأمة على هدف غال ، فحصل الإتحاد والتضحية من الجميع ، من الجميع يا دكتور وليس فصيل على حساب فصيل ، فمتى ستفيق من هذه الأوهام ؟ ومتى ستكف عن بث السموم وإشعال الفتن ، متى سيدرك المؤمنون بك أنك حصان خاسر في سباق يحتاج لرجال صادقون أكثر من إحتياجهم لرجل هبط عليهم من فيينا ليقول لهم إلى الإمام .. ثورة.. ثورة .. ثورة .

-----------------------------------------------

- رابط البرادعي هو سبب ثورة يناير

- رابط تصريح حمدي قنديل

الأحد، 4 ديسمبر 2011

أيها المصريون .. تعالوا إلى كلمة سواء !!





يدهشني أن أجد بعض المسلمين وغيرهم يرفضون الكلام عن تطبيق شرع الله عز وجل ، ويثير إشمئزازهم أن يصل الإسلاميون إلى سدة الحكم المصري أو يستحوذوا على مقاعد الأغلبية في البرلمان ، وكأن من اختارهم ليس هو الشعب المصري ، وكأن الديمقراطية التي يتشدقون بها هي حكمهم هم فقط ولو لم تكن أصوات الناخبين معهم ، فهل كفروا الآن بهذه الديمقراطية التي طالما صدعوا رؤوسنا بها أيام استبداد مبارك ؟ هل آمنوا الآن أن الرأي الأوحد الذي يمثلهم هو الحكم المثالي من وجهة نظرهم ؟



هذه الدهشة التي تعتريني ربما أجد لها مبرراً إذا كان غير المسلم هو الخائف من الإسلام الرافض لتطبيق أحكامه لأنها ببساطة تختلف مع دينه ، ولأنه تأثر بالإعلام الموجه مدوفوع الأجر لكي يشوه الإسلام في حملته الممنهجة والمنظمة ضده والتي يشارك فيها بوقاحة منقطعة النظير بعض المسلمين الذين يخوضوا مع الخائضين دون أن تكون لهم هوية واضحة المعالم ، وهذا النوع من الذين لا يعرفون عن الإسلام شيئاً غير أكاذيب الإعلام الغربي والأمريكي والإعلام الساويرسي ، ولم يقرأوا ولم يسمعوا شيئاً عن سماحته وعدله ، هم أول من سيطالبون به بعد أن يعيشوا في كنفه ويتمتعوا بآدميتهم ويأمنوا على أنفسهم وأهلهم وعرضهم ومالهم من غدر أي مجرم تسول له نفسه أن يعتدي عليهم من خلال القوانين الإلهية الصارمة التي ما جاء بها الشرع إلا حماية للمجتمع من مجرميه.



لكن الذي لم أصدقه أن أجد من بني جلدتنا ويتكلمون بألستنا ويدينون بديننا من يبث سمومه على الإسلام ، هؤلاء الرافضون لتطبيق الشرع لمجرد خوفهم على أعمالهم المحرمة ونذواتهم المنكرة وشهواتهم القذرة ، ألا يستحون من أنفسهم وهم يقودون حملاتهم الشعواء على الإسلاميين لمجرد أنهم يقولون لا لبيع الخمور ولا للزنا ولا للتبرج ولا للربا ، هل يعترضون عليهم أم يعترضون على الخالق الذي أمر بهذه الأوامر ؟



ولعل من الحكمة أن اسألهم ، لو أن الله عز وجل جاء بهم في زمن النبوة ، وخرج فيهم رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال لهم أنا النبي المنتظر أرسلني ربي لهدايتكم ، هل كانوا وقتها سيقبلون دعوته أم سيشاركون القوم في عنادهم وكفرهم وهل سيكتفون بالرفض الشفهي أم سيمارسون معه شتى أنواع المقاومة لهذا الدين الجديد الذي حرم عليهم الزنا وحجاب النساء وأكل الربا والسرقة وغيرها ، إذا اختاروا أن يكونوا مع ثلة المؤمنين الذين صدقوا بنبوته ورسالته واستحملوا الأذى والعذاب من أجل الإيمان بالإسلام ، فلماذا بعد أكثر من أربعة عشر قرن من هجرة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام نجدهم يرفضون شرع الله تعالى ، هل هؤلاء الإسلاميون جاءوا بدين جديد ولهم نبي جديد ووحي جديد وقرآن جديد ، أم أن هذه الأحكام موجودة في ديينا لكن أكثر الناس لا يعلمون، ألم يقل ربي وربك (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) الأنفال



أليس ما يهم الإسلاميون هو نفس ما أهم شعيب عليه السلام من قومه لما قال لهم (لا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ ) ، فلا تكونوا إذن كقوم شعيب لما رفضوا منهج نبيهم واستهزأوا به (أصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) هود



واسأل نفسك ما الذي يضيرك لو أن حياتك الإقتصادية انضبطت بضوابط شرعية تمنع الحرام أن يختلط بمالك ، أليس هذا الحرام هو الذي يمنع قبول صدقاتك وزكواتك وأن يستجاب لدعاءك لو رفعت يديك لله – إن كنت ترفعها أصلاً ، وحقاً ما أجرأك على الله تستحي من تطبيق شرعه ولا تستحي من طلبك – وما الذي يضيرك لو أن حياتك الإجتماعية أيضا تنضبط بالحلال والحرام ، أليس الخوف على شرفك وعرضك هو الدافع لذلك ، ألا تخشى نظرة الفساق والفجار لبنتك وزوجتك ، أيرضيك أن تجد امرأتك في أحضان صديق وابنتك في بيت زميل بحجة التقدم والتحضر ، هذا في ديننا يا هذا محرم لأنه إن لم يكن زنا فهو بابه فخف على عرضك وصن شرفك.



وأخيراً اللهم إن بشائر النصر تلوح في الأفق ورايات الحق تعلو في كل مكان ، فافتح قلوب المسلمين لها ولا تبعدهم عنها وارحمنا وارحمهم واقبلنا واقبلهم ولا تواخذا بما فعل السفهاء منا



الجمعة، 2 ديسمبر 2011

رضينا بالإسلام برلماناً .. إذ رضيه الله تعالى لنا ديناً !!

الآن حصص الحق وظهر ، الآن وبعد المرحلة الأولى في إنتخابات الشرعية البرلمانية ، أعترف المصريون ضمنياً أنهم إسلاميون ، وأن الإسلاميين ليس المقصود لكي تعرفهم أن يطلقوا اللحى وأن تتنقب نسائهم ، بل هناك الملايين من البسطاء قالوا كلمتهم بفطرتهم ، ملايين المصريين وضعوا القوى السياسية الأخرى التي تتلاعب بمعتقداتهم وتقفز على عقولهم في حجهم الطبيعي ومكانهم الملائم ، فلا يستأسد علينا ظالم بزبانيته وملأءه ، وقالوا نرضى بالإسلام برلماناً إذ رضيه الله تعالى ديناً ، فقال تعالى : ( ورضيت لكم الإسلام دينا).

الكثيرون خرجوا ليقولوا لهؤلاء الرافضين لأسلمة البرلمان التشريعي خوفاً على شهواتهم وملذاتهم ، لكم حياتكم الخاصة التي سيحاسبكم عليها الله تعالى ، ولنا حياتنا العامة التي نريد فيها أن نرضي ربنا بإتباع شرعه والسير على منهجه ، فليست هذه الإنتخابات لكي نقول لا للزنا ولا للربا ولا للمنكرات والمحرمات ، فهذه أمور معلومة للجميع لكن القليل من يتبعها ، فقط أردنا أن نقول : ( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تولَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ( *) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) المائدة

فهل يخرس إبراهيم عيسى وخالد منتصر ونجيب ساويرس ، هل يعرفون أن مئات المقالات الصحفية والحلقات الفضائية لن تكف لغسيل مخ الشعب المتدين بفطرته ، وأن قوتهم الإعلامية لا تساوي خطبة جمعة تخرج من القلب صادقة مخلصة فتدخل في قلوب الصادقين.

ملحوظة أخيرة : ستتغير نسبة التمثيل النسبي في البرلمان فيما يخص التيارات الإسلامية ، ولن يحصل الإخوان على 40% كما تزعم جريدة أسوشيتد برس : 40% مقاعد للإخوان و20% للسلفيين ، بعد أن يتخلى بعض السلفيين عن حذرهم من فكرة التحزب السياسي.


--------------------------------------------------------------

اضغط على الآية لتتعرف على تفسيرها


الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

يا مصر... قومي !!!

متى سيتحررون من ذل الحكم العسكري ؟
متى سيكفرون بعبودية آلهة الحكم العسكري ؟
متى سيفهمون ؟
متى سيفيقون ؟
متى سيعلمون ؟
متى سيتوقف الطبالون عن نفاق الحكم العسكري ؟
متى سيعلن حملة المباخر وكذابو الذفة السياسية توبتهم من الحكم العسكري .

لقد سقطت ورقة التوت أخيراً التي كان يغطي بها المجلس العسكري عورته السياسية .
سقطت هذه الورقة يوم أن سقط القتلى والجرحى وافترشوا أرض التحرير.
سقطت هذه الورقة يوم سقط المجلس من عيون شعبه وفقد ثقته بهم .

فالذي يحدث في مصر الآن أيها السادة نوع من أنواع الدعارة السياسية تسبب فيها دون داع حضرات الأفاضل قادة المجلس العسكري ، الذين يظنون أن هذا الإنفلات الأمني والرعونة السياسية لبعض التيارات وقسوة العيش التي تدفع البسطاء للشكوى هي أسباب قوية لإستمرارهم وبسط نفوذهم ، ومماطلتهم في تسليم السلطة للمدنيين التي وصلت إلى حد التسويف أبلغ دليل على أنهم غير جادين في هذا الأمر ، فما قيل في فبراير أنهم سيسلمونها بعد ستة أشهر ، وبعد مرور ما يزيد عن تسعة شهور يصرح المجلس العسكري أنهم سيتركون السلطة ويعودون لثكناتهم قبل نهاية 2012 إذا استقرت الأمور ، فهل هذا الشرط المذكور يعني أن الشرطة بتستضعف نفسها أو بتستهبلنا حتى تظهر في صورة المسكينة ، وكذلك لحظة استخدامها المفرط للقوى تجاه المتظاهرين لكي ينطبع في ذهننا أنها مفترية ومن ثم نثور ونتبع سياسة الكر والفر، وتأجيل اتخاذ القرارات الحيوية التي تهم قطاعات عريضة من الشعب مما يدفعها دفعاً نحو الإعتصامات والمظاهرات ، فيتعطل الإنتاج وتتوقف الرواتب فيثور الناس ويسخطون على الثورة ، ثم تخسر البورصة وتتوالى تصريحات المحللين عن ضعف الإقتصاد المصري إلى غير ذلك من العناوين الرئيسية الجاهزة للصحافة القومية ، فتكون الصورة العامة للبلاد في أسوأ حالاتها ، مما يتطلب وجود درع قوي لحماية البلاد من هذه الفوضى ، وبالطبع هذا الدرع هو العسكر.
ببساطة شديدة نريد ما يلي :
1. تحديد موعد نهائي لتسليم السلطة غير قبل 2012.
2. انتخابات برلمانية نزيهة.
3. تأسيس جمعية وطنية لعمل دستور جديد.
4. سن قوانين جديدة.
5. انتخاب رئيس جمهورية.
6. تشكيل حكومة وطنية.
لقد انتهى شهر العسل بين المجلس العسكري وبين الشعب ، ولابد أن يعرف الجميع لاسيما أولئك السفهاء الذين يلوثون الحياة السياسية في مصر بأفكارهم الغبية ، أن المجلس العسكري انتهى دوره ويجب عليه فوراً أن يعود لثكناته ، وليصمت قليلاً المتحدث الرسمي بإسم الإخوان المسلمين ، لأن ما يقوله عن بقاء المشير في السلطة ومطالبته للمتظاهرين بعدم الحديث عن رحيله ، هو من باب قل خيراً أو اصمت ، فاصمت يا أخ ، وكف عن هذه الأحاديث الباطلة فكرا وعقلا ونظراً ، ودع الناس تجتمع على هدف واحد ، قبيل الإنتخابات.

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

رسالة إلى الشيخ حسان

ليس ثمة حرج أن يتناول أحد بالنقد الشيخ محمد حسان ، فالشيخ بارك الله فيه بشر يخطئ ويصيب ، وطالما أنه بشر فهو إذن غير معصوم ، ورأيه صواب يحتمل الخطأ ورأي غيره خطأ يحتمل الصواب ، لاسيما لو كان النقد في أمور سياسية وليست علمية ترجع إلى الدليل والبرهان .

ومن هذا المنطلق فأرجو أن يتقبل مني الشيخ حسان هذا النقد وأن يتسع صدره لرأي مخالف لما صرح به على الأراضي المقدسة .

لأن المكان ليس مناسباً لمثل هذه الخطب السياسية ولا الزمان ملائم لها ، فالحجيج في حاجة لأن يذكرهم أحد بالله تعالى وأن يستقيموا على الطريق بعد العودة إلى بلادهم ولا يرتدوا على أدبارهم بعد أن غفر الله لهم ذنوبهم ، لكن الشيخ حسان استغل هذه المناسبة بصدق نية أحسبه كذلك وأخذ يحذر الناس من مغبة إنكسار الجيش وأننا لا يجوز لنا أن نجعله كما فعلنا بالشرطة وكسرناها.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يدعو الشيخ حسان لمثل هذه الفكرة إذ قالها من قبل على فضاءيته وفي برنامج التفسير الخاص به.

والمتأمل لمواقف الشيخ حسان السابقة من قبل الثورة وبعدها سيجد أنه يتبوأ مكانة عالية عند جموع المصريين فقد رزقه الله تعالى القبول ووضع له المحبه ولا يبغضه إلا كاره للسنّة أو جاحد للحق فيما يدعو إليه من آيات بينات أو ما يقتبسه من نور النبوة ليقدمه لنا بأسلوبه الرائع.

وأيدنا الشيخ قبل الثورة في دعوته لعدم الخروج في مظاهرات يناير الأخيرة لأننا كغيرنا كنا نراها عديمة الجدوى وضررها أكبر من نفعها ولم يكن فيها جديد ، ثم تغير الموقف بعد أن وجدنا الشعب بكل فئاته وفي كل المحافظات يخرج عن بكرة أبيه ليقول للنظام كفى لا نريدك بعد اليوم ، وتغيرت الفتوى إلى التأييد بعد أن لمسنا الأثر البليغ لها في تحريك الصخور المستحيلة للنظام السابق وبمرونة العلماء وفقههم للمواقف والنوازل أيدنا الشيخ حسان مرة أخرى وأثنينا على مواقفه في ضبط مشاعر الثوار ، بل ازددنا إعجاباً بتحركاته وهو يأد نيران الفتنة الطائفية ويبين الأحكام الشرعية هنا وهناك.

لكن !!!!!

الوحيد الذي يتكلم في مسألة الجيش هو الشيخ حسان فقط ، وأظن أن خوفه الشديد على مصير البلد هو الذي يدفعه لمثل هذه التصريحات ، ومقارنة الجيش بالشرطة مقارنة ظالمة للجيش لأن الشعب ما كسر الشرطة إلا لظلمها وجبروتها وتكبرها ، الشعب ما عاد يقبل الشرطة لأنها التي أرقت مضاجعه في الليل والنهار وأكلت حقوقه جهاراً نهاراً ( بالطبع يوجد إستثناءات ، ونماذج مشرفة ) ، أما الجيش فرصيده كاف في قلوب الشعب ، وهو محل ثقة وتقدير وما نراه في اليمن وسوريا وليبيا يجعلنا نحمد الله تعالى أن وقف جيشنا لمثل هذه المواقف البطولية.

لذلك كان عجيباً من الشيخ حسان أن يعقد هذه المقارنة بينهما وأن يدعونا لعدم كسر الجيش ، ومن قال هذا يا فضيلة الشيخ ، فالجميع يدرك الفارق جيداً بين المجلس العسكري وبين الجيش ، ويعلم أن المجلس العسكري مجموعة من القادة يجتمعون لممارسة العمل السياسي في إدارة البلد وليس حكمها ، وهم يعلمون منذ اليوم الأول أن هناك فترة إنتقالية يديرونها ، ونخشى أن تطول هذه الفترة وتظل البلد في حالة الفوضى وعدم الاستقرار بسبب طول هذه الفترة ، فما الذي يضير في تنبيههم وتذكيرهم بما ألزموا به أنفسهم من جدول زمني لنقل السلطة للمدنيين.

خلاصة القول إذن أن الشيخ حسان كان يتحدث عن الفكرة الخطأ في المكان الخطأ والتوقيت الخاطئ

وبالمناسبة فأنا أشد على يد الشيخ حازم أبو إسماعيل ، ففي كل يوم يمر يثبت فيه الرجل من وجهة نظري أنه أهل لهذا الترشح وأنه جدير به ، فمواقفه التي يعلنها ولم يخش فيها أحد تنم على رؤية ثاقبة للأمور وأنه يعي متطلبات المرحلة ، فزاده الله توفيقا ورشدا وكان معه نصيرا.


الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

شبهات حول المشاركة السياسية للسلفيين .. والرد عليها !!

لا يزال الكثيرون يجدون متعتهم في استفزاز السلفيين واستنفارهم من خلال توجيه سهامهم الكاذبة إلى صدر السلفية ، وما زالت أغلب التعليقات والمناقشات تدور حول انتقاد مشاركة السلفيين للمظاهرات وقد كانوا يمنعونها ، وإنشاء الأحزاب السياسية وقد كانوا يحرمونها ، وربما يظن البعض أنهم بهذه الإتهامات قد وجدوا ضالتهم المنشودة في النيل من هذا الصرح الرباني العظيم ، ولكن ليسمح لي أولئك المنتقدين أن أفند إدعاءتهم وأبين لهم خطأ نظرتهم القاصرة إلى السلفية ، وقبلها أود لو أننا ألقينا نظرة خاطفة على المنتقدين ، وهل كان انتقادهم لوجه الله تعالى ، أم أنهم يدبرون بليل خططهم للنيل من السلفية بسبب صعود الإسلاميين - كما يقول الإعلام - في الآونة الأخيرة وخوفاً من الفشل المتوقع في الدوائر الإنتخابية في الإنتخابات القادمة.
ومن ينظر إلى منتقدي السلفية سيجد ومن خلال مشاركتهم وتعليقاتهم وتصريحاتهم ومداخلاتهم أنهم إما يجهلون السلفية ولا يعرفون عنها شيئاً ، بل فقط انتبهوا لهذا التيار الديني نتيجة تردد هذا المصطلح كثيرا بعد الثورة وتخويف اعلام ساويرس منهم عن طريق إلصاق أي ظاهرة سلبية تحدث في المجتمع المصري بهم مثل هدم الأضرحة وقطع الأذن وحرق الكنائس وأحداث ماسبيرو وغيرها مما يسهل قوله دون دليل ، فتحامل الكثيرون منهم بعد هذا التشويه المتعمد وانتقدوا هذه التصرفات والسلوكيات التي لا تمت للحقيقة بصلة وعارية تماما عن الصحة ، وأثبتت التحقيقات الرسمية بل وأصحاب الشأن في هذه الأحداث المختلفة والمختلقة أن السلفيين من هذه الإتهامات براء.
وهناك فريق آخر لا يألوا جهداً ولا يترك سبيلاً ولا منفذاً إعلامياً أو قضائياً إلا وطرقه لكي يشغل السلفيون عن دورهم الحقيقي ، بعد أن أفزعهم هذا الرصيد الشعبي لهذا التيار السياسي الوليد ، وهذا الفريق يعلم جيداً أنه لا يستطيع مقارعتهم الحجة بالحجة والدليل بالدليل ، فيلجأ إلى الوسائل الرخيصة محاولاً بشتى الطرق قطع كل خطوط الصلة التي تصلهم بالشعب من خلال تشويه صورتهم وتخويف الناس منهم ، ومنهم من لجأ إلى طريقة أخرى في النقد حيث فطن نتيجة ظهور السلفيين في المظاهرات وتصدرهم للمشهد السياسي أنهم قد انقلبوا على نظرياتهم السياسية ومبادئهم التي كثيراً ما كانوا يتفاخرون بها.
وهذا الفريق هو ما أوجه لهم كلامي ناصحاً لنفسي أولا وإياهم أن نكون صادقين مع أنفسنا في الطرح العلمي ونقبل الرأي الآخر المدعوم بقوة الدليل دون تسويف في الإعتراف بالخطأ .
والحقيقة أن السلفية نظرية علمية خاضعة لمعايير البحث العلمي وليست فكراً جامداً لا يُتصور أن أصحابها موجودن داخل توابيت علمية تحد من تطلعاتهم وطموحاتهم العلمية المقترنة بالواقع الذي نعيشه المليء بالمتغيرات الإقتصادية والعلمية والإجتماعية ، وأيضاً السياسية ، فلن يستطيع أحد أن يتجاهل نمو المؤسسات الإقتصادية والتجارية وظهور منتجات إقتصادية جديدة تحتاج إلى تصوير علمي دقيق وتكييف فقهي مستمد من القواعد العلمية مثل البطاقات الإئتمانية وعقود التأجير التمويلي وأدوات التمويل الإسلامي مثل المساومة والمرابحة والمضاربة وظهور مؤسسات إقتصادية لم يعرفها صدر الإسلام مثل البنوك وشركات التمويل والتأمين ، وكيف ينظر لها الفقهاء فيحرمون بعضها ويجيزون بعضها ، هذا على سبيل ضرب المثال وليس حصراً لها.
ولن يستطيع أحد أن ينكر تغير نظر المفسرين لآيات القرآن وأحاديث سيد المرسلين التي تحدثت عن الظواهر الكونية والعلمية الدقيقة .
وكذلك الحال في الناحية الإجتماعية التي تأثرت بتغير العادات والقيم فرأينا أحكام عمليات التجميل ، الإجهاض ، وأنواع النكاح ، ونقل الدم ، وزراعة الأجنة ، ونقل الأعضاء ، وغيرها أيضاً كثير.
أما في السياسة فهم يلومون السلفيين على المظاهرات وإنشاء الأحزاب .


ولا شك أن النظريات السياسية اختلفت ووسائل التعبير والتغيير تنوعت ولكن أي اختلاف وتنوع ينبغي أن يقيد بالضوابط الشرعية التي تضبط مسائله وتضمن عدم شذوذه التطبيقي ، وإذا سألت نفسك ماذا ينقمون من السلفيين ؟ يقولون أنهم كانوا يحرمون المظاهرات ثم وجدناهم يشاركون فيها .
وهذه الشبهة بل أقصد الفرية ، لا ريب عندي في خلط صاحبها بين أمرين درج الباحثون المعاصرون على ذكرها وهي القاعدة والتطبيق ، فلا شك أن المظاهرات أمر مستحدث ولم يعرف في القرون المفضلة ، وليس هناك نص صريح في التحريم ، بل هو اجتهادات أهل العلم كل حسب ظروف بلده وقوانينها التي تنظم الحياة السياسية ، وجل العلماء تقريباً كانوا يمنعون المظاهرات ولا يحرمونها وشتان بين اللفظين المنع والتحريم ، والمنع يراه البعض على أنه ظاهرة جديدة في التعبير عن الرأي وافدة إلينا من الدول الكافرة فتحفظوا عليها ، ومنهم من رأى أن مخاطرها أكبر من منافعها نظراً لإنعقاد فعاليات كثيرة من المظاهرات كلها تقريباً تنتهي بالضرب والسب والإعتقال لا سيما وأن الفوضى لا تؤتمن عليها إذا اندس بينهم من يقوم بالإفساد ، ولذلك هم يستدلون على ذلك بأن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع خصوصا أن من يقوم بها غالباً ما يكون حركة سياسية أو مجموعة فئوية معينة ، ومنهم من رأى أنها خروج على الحاكم الممنوع شرعاً وذلك لأن القوانين منعت ذلك خرقها يعد افتئات على الحكم ، وبعضهم رأى خروج على الحاكم الممنوع شرعاً لو كانت من جماعات مسلحة تريد إنقلاباً عسكرياً ودفع البلد إلى حالة من الفوضى والهرج والمرج.
والسلفيون كانوا يرون عدم جدوى هذه المظاهرات فهي من وجهة نظرهم وسيلة تعبير وليس تغيير، بيد أن هذه القناعة تجاه المظاهرات تغيرت إذ وجدوها لا تعبر عن فئة أو حركة أو حزب بل هي مظاهرات شعبية في كل مكان ، وقوانين البلد تسمح بالتظاهر ، فحدث التغيير الفكري في التطبيق العملي وكان لمرونة الدور السلفي في نجاح مثل هذه التظاهرات وجني ثمارها ، ولا أزعم ولا أدعي أن السلفيين هم السبب في نجاح الثورة ، بل أولاً هي إرادة الله عز وجل ثم التوافق الشعبي على التغيير السلمي ، ولو انفرد كل حزب بما لديه من أتباع في فترات زمنية متباعدة ما حدث هذا التغيير ، لكن الإتحاد قوة كما يقولون.
أما المشاركة السياسية وإنشاء الأحزاب فهي محل نظر لكثير من أهل العلم ، والكل مجمع على المشاركة السياسية والتصويت الإنتخابي أو الترشح في حالة الكفاءة والأمانة ، لكنهم مختلفون في إنشاء الأحزاب السياسية على خلفية سلفية فمنهم من تحمس للإنخراط المجتمعي بواسطتها ، ومنهم من تحرس من الوقوع في براثن شباك السياسة من ولاية المرأة والقبطي وسن قوانين تخالف الشريعة والتنابذ والتشرذم والوقيعة بينهم بسببها .

فهل نتوقف عن ترديد الإفتراءات دون التثبت منها أو التحقق من صحتها. (يارب)


الخميس، 27 أكتوبر 2011

لماذا اخطأ المفتي ؟

اكتب على مضض وأتمنى أن تكون الأخيرة ، في موضوع الشيخين علي جمعة والحويني ، لكن ماذا أفعل والأيام تأتي حبلى بالأخبار حول هذا الموضوع ، والأخبار التي أقصدها على نوعين ، أحدهما ملابسات القضية وجديدها من الناحية الرسمية وآخرها ضم رئيس قناة الحكمة لملف القضية، والثاني تناول الصحف وأصحاب الرأي والمقالات لها ، ومن خلالها – أي الأخبار- أرى مؤامرة ممنهجة على السلفية ، يتولى كبرها وينفخ في كيرها أصحاب العمائم الحمراء (القلنسوة الأزهرية) ، واستغلوا هذه الأزمة التي أقل ما توصف أنها صغيرة ولا ترتقي لمستوى الحدث الهام والجلل ، واتخذوها لجة لكي ينالوا من الفكر والمنهج السلفي ويهاجموه بضراوة وشراسة منقطعة النظير ويا ليتهم وجهوا حماستهم للأفكار المنحلة والهدامة ، والحقيقة أن تفاهة هذه الأزمة هي التي جعلتي أسد الثغرة فيها وأترك جسام الأمور لعلمائنا ودعاتنا ، إذ أرجو أن لا يضيع وقتهم في مثل هذه الأمور التافهة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

لماذا أخطأ المفتي ؟
أولا
لأن اتهام المفتي للحويني فيه نوع من سوء القصد ، إذ أن الحلقة التي انتقد فيها الشيخ الحويني للمفتي كانت في أول اسبوع من يوليو الماضي ، فلماذا بعد مرور أربعة أشهر تقريباً يتذكر المفتي هذه الإهانة إن جاز تسميتها بالإهانة ، هل لم يستطع النوم بعدها مثلاً ؟ هل شتت تركيزه العلمي ولم يعد هناك مساحة ذهنية تساعده على التفكير وصوت الحويني يرن في أذنه " ولد ميتاً .. ولد ميتاً .. ولد ميتاً ".
وإذا كان المفتي يعتبر عبارة " ولد ميتاً " إهانة شخصية له وجرح لكبريائه ، فبماذا يسمي لنا اتهامه الكاذب للحافظ ابن حجر بأنه كان يبيع الحشيش ، وبماذا يصف لنا قوله الباطل لمحدث العصر الألباني أنه كان يعجن في الحديث ، وهل سيجد ماء لوجه أو حمرة الخجل فيه وهو يعاير العلامتين ابن تيمية وابن القيم بأنهما سجنا ، واستهزأ بهما بكلمات أقل ما يقال عنها أنها تطاول في حق علمين كبيرين من أعلام الفكر الإسلامي ، وربما يندم على افتراءته في حق الإمامين لو سمع ما قاله الإمام القاضي بهاء الدين بن السبكي :[والله ما يبغض ابن تيمية إلا جاهلٌ أو صاحبُ هوىً يصده هواه عن الحق بعد معرفته به]. ولا يتوقع أحد أن تصدر من رجل شمَّ رائحة العلم فضلاً أن يصدر هذا الكلام ممن يتبوأ منصباً دينياً رفيعاً.
ثانياً:
لماذا اعتبر المفتي هذه العبارة سب وقذف ، في الوقت الذي امتلأت فيه كتب أهل الحديث بعبارات النقد والجرح والتعديل لبيان حال الراوي ومعظمها أشد قسوة من هذه العبارة.
ثالثاً:
من المؤكد أنه لا يخفى على أحد حالة الإرتباك الشديد للمشهد السياسي بسبب ضعف الحالة الأمنية ، ومع ذلك فضّل المفتي مصلحته الشخصية على مصلحة وطنه ، واهتم بكرامته على حساب وحدة بلده ، ولم يسأل نفسه ولم يشر عليه مستشاروه بأن الحالة المحتقنة قد تزداد سوء وتهدد الجبهة الداخلية لو أنه تمادى في المطالبة بحقه المزعوم ، فتأججت مشاعر الآلآف من السلفيين فجاءوا من كل صوب وحدب يقولون لشيخهم ( لست وحدك ) ، وتجاوزت الأمور نصابها وأصبح الأمر بين فريقين لا بين شخصين.
رابعاً:
لماذا يظن المفتي أن منصبه السياسي هو الحصن الحصين له يمنع الأخرين من الإقتراب والتصوير ، لماذا يعتقد المفتي أن له قداسة وهيبة تمنع الآخرين من المساس به ، على الرغم أن أحداً لن يجد صعوبة في العثور على مواقف سوداء لهذا الرجل ، ومن مواقفه الغريبة والعجيبة والسخيفة أن يحتفل بعيد ميلاه وسط الفنانين والفنانات والساقطين والساقطات في نادي روتاري التي أصدرت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سنة 1405هـ وفق 1985م فتوى بشأنه جاء فيها:[ إن من بين هذه الأندية الماسونية والمؤسسات التابعة لها مثل الليونز والروتاري، وهما من أخطر المنظمات الهدَّامة التي يسيطر عليها اليهود والصهيونية، يبتغون بذلك السيطرة على العالم عن طريق القضاء على الأديان، وإشاعة الفوضى الأخلاقية، وتسخير أبناء البلاد للتجسس على أوطانهم باسم الإنسانية، ولذلك يحرم على المسلمين أن ينتسبوا لأندية هذا شأنُها، وواجبُ المسلم ألا يكون إمعةً وراء كل داعٍ ونادٍ].
ومن مواقفه البغيضة ، مجاملته الفجة لعائلة الرئيس المخلوع في وفاة حفيده ، على حساب هيبة المنصب الديني ، وضح هذا من حالة الإنكسار والحزن الشديد المتكلفة ، أو ما قاله رثاء له وكيف أنه لم ير جنازة عليها مثل هذه السكينة والوقار ، وأن الطفل ملاك من أهل الجنة .
ولن ينس أحد الفتاوى العرجاء له ، حين يقول : إن النقاب ثقافة عفنة، على عكس ما قاله علي جمعة نفسه قبل توليه منصب المفتي حيث قال: إن النقاب فرضٌ عند ثلاثة من علماء المذاهب، ومستحبٌ لدى المذهب الرابع .
ومن هذه النوعية من الفتاوى أيضاً ما يسمى بالدجل العلمي في زعمه رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظةً وقد حصل له ذلك ، وهو ما تستطيع أن تطلق عليه الدجل دون خجل ، إذ هو من سخافات بعض الصوفية الذين يؤمنون برؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظةً وينفون موته .
خامساً:
أرجو أن يسدل الستار على هذه المسرحية الهزلية التي تروق لا أحد ويهتم المفتي بمشاكل حقيقية قد ينفع البلد تدخله فيها بدلاً من حالة الصمت الرهيب أمام مشكلات خطيرة قد تعصف بوحدة واستقرار البلد ، ثم نجده يزأر لنفسه بطريقة غريبة ، ولعل هذا هو ردي على من يسأل ما العيب في أن يلجأ إلى القضاء إنصافا لنفسه ؟ أقول لا ضير أن يلجأ حتى إلى المحكمة الجنائية الدولية ، ولكن لا ينبغي له أن يستأسد على من يشاطرونه هموم الدعوة إن كانت همه حقاً ، ويترك من يلوكون في سيرته وسمعته بالسلب والسب ويغض الطرف عنهم ، إلا إذا كان يخشى سطوتهم ونفوذهم الإعلامي ، وله عدواة واضحة مع من يمثل التيار الذي أرق مضطجعه وأذهب النوم من عينه .
فالإعتقاد أنه أفسد الحياة الدينية لا يقل عن الإعتقاد أن فلول الحزب الوطني هم الذين أفسدوا الحياة السياسية ، ومن يطارد هؤلاء حتى لا يعودوا مرة أخرى من خلال قانون الغدر والعزل السياسي ، لا ينبغي له أن يطالب بالعفو والسماح عن المفتي ويتناسى أنه من فلول النظام وإن ارتدى الجبة والقفطان ، لمجرد أن خصمه هم السلفيون ، وأنه ينتمي للتيار العلماني أو الليبرالي ، وعليه أن يخجل من نفسه أولاً قبل أن تخرج منه هذه الترهات.

الاثنين، 24 أكتوبر 2011

لا جديد .. في أزمة الشيخين !!

لا أتصور أن أزمة الشيخين ستنتهي بمجرد تنازل أحدهم عن القضية واعتذار الثاني له ، فلا نحن نريد للأول أن يتنازل عن حقه القانوني ، ولا نريد للثاني أن يعتذر عن خطأ لم يرتكبه ، والقضاء هو الذي سيثبت أيهما كان محقاً والآخر مخطئاً ، وعلى الجميع أن يتقبل الحكم ، ولا ينبغي لأحد أن يظن أن السلفيين قوة خارجة عن القانون تستطيع أن تعبث بأحكام القضاء أو تؤثر على القضاة أو تمنع تنفيذ الأحكام ، وهل منعتهم قوتهم من قبل أن يحولوا بين معتقليهم والسجون ، وهل نفعتهم قوتهم من قبل أن يختاروا جنازة علنية لمن مات منهم من أثر التعذيب وقد أرغموا على الدفن ليلاً وسراً ، ما لكم كيف تحكمون !!

وعبثاً يحاول العلماء والدعاة بذل الجهد والوقت في بيان الحق للناس وأن الصورة غير صحيحة تلك التي تنقل عنّهم ، ورفعوا شعارات " سمعت عني ، فاسمع مني " لكن هيهات هيهات أن يسمعوا أو يفهموا وقد سممت صحف وفضائيات ساويرس وأعوانه عقول الناس وأفسدتها وهي تتلاعب بهم يميناً ويساراً كيف يشاء ، كم حاول الإسلاميون أن يقولوا للناس ليس في قواميسنا مصطلحات الفتنة والإثارة ، وليس من طبعنا تحريك القلاقل وتوجيه المشاكل.
فنحن ندرك جيداُ الواقع الذي نعيشه ونعرف جيداً الضوابط الشرعية التي يجب أن تنضبط بها أقوالنا وأفعالنا ، فلسنا ممن يهدمون الأضرحة والقبور على رؤوس أمواتها رغم أنه منكر كبير لا يدافع عنه إلا مكابر يجري وراء هواه ومصلحته في النذور التي تدفع ، ولسنا ممن يقيمون الحدود الشرعية على من انتهكها رغم الإيمان بأنها جزء لا يتجزء من شرع الله تعالى الذي ارتضاه لخلقه ، فكل هذه الأمور نعلم تماماً أنه منوط بتنفيذها ولي الأمر ، ولسنا ولاة الأمر ولا أوصياء على الخلق ، بل نناديهم أن يركبوا معنا سفينة النجاة كما نادى نوح ابنه " يابني اركب معنا " لأنها لو تركت للعابثين والمخربين والمغرضين لينقروا فيها ، فسنغرق جميعاً.
لكن هذه الأزمة تكشف لنا من جديد ما يضمره الأخرون في صدورهم تجاه التيارات الإسلامية بصفة عامة والسلفية بصفة خاصة ، فهؤلاء الثائرون .. الناقمون .. الحاقدون .. الحاسدون .. الكارهون .. الهائجون لا يطيقون ذرعاً أن يجمعهم بالتيارات الإسلامية أي مكان ، ولا يستطيعون المضي قدما في محاولة فهم أي مشكلة يكون الإسلاميون طرفاً فيها ، بل ولا يرهقون أنفسهم بمعرفة أبعادها وأسبابها وتداعيتها ومن المخطئ ومن المصيب ، جل همهم صب جام غضبهم على الفكر والمضمون الإسلامي ، ويطيب لهم من آن لأخر أن يخترعوا المصطلحات التصنيفية التي يريدون بها تشويههم مثل " السلفية العلمانية " ومثل " خوارج العصر " ومثل " المتشددون " ومثل " الوهابية".
وها هي جريدة الوفد تتحفنا بمقال من العيار الثقيل لا ينبئ عن نجاح جهود التهدئة بين الطرفين ، بل جاء ليصب الزيت على النار ، فيقول : (تعكف دار الافتاء المصرية لاصدار مجموعة من البيانات ربما يتضمنها كتاب عن فساد فكر جماعات السلف التي بدأ خروجها للأمة في القرنين الماضيين وتكشف البيانات عن عيوب في التفكير «السلفي» علي خلاف نصوص القرآن الكريم والسنة الصحيحة وترويج المفاسد العقلية والنقلية.وبدأت الافتاء في اعداد البيانات بعد تزايد الهجوم علي الأزهر الشريف ومؤسسة دار الافتاء والتطاول علي فضيلة مفتي الجمهورية الامام علي جمعة وشيخ الأزهر الامام أحمد الطيب. وقالت مصادر في الأزهر الشريف ودار الافتاء ان جماعات السلف هم خوارج هذا العصر الذين خرجوا عن السنة والشيعة معا، وأضافت المصادر ان جماعات من السلفيين تسيء الي السلف الصالح يذكر أن جماعات السلف تمت في مصر بفعل الفضائيات الدينية الوهابية التي تبث بعيدا عن اشراف مؤسسة الأزهر. وكانت الفضائيات الدينية هي التى أفرزت الشيخ «اسحق الحويني» تلميذ الشيخ «الألباني» الذي وصفه فضيلة المفتي بأنه بـ «يعجن» في علم الحديث وكان يروج لعدم الأخذ بالحديث الضعيف علي عكس ما قال به أئمة السلف.وسادت حالة من الضيق في أروقة الأزهر الشريف جامعا وجامعة بعد تطاول الداعية الوهابي «أبو اسحق الحويني» علي فضيلة الامام علي جمعة بألفاظ نابية وخرج علي آداب الحوار.وتقوم وزارة الأوقاف بطبع كتاب «السلف والسلفية» الذي يكشف فساد فكر أغلب هذه الجماعات)فمن هو الذي يسيء الأدب الآن مع العلماء ، إذا كان مفتي الفلول يرى أن الألباني يعجن في الحديث ، ومن هو إذن الذي يحتاج إلى تهذيب عباراته وأن يتحرى الدقة جيداً وهو يتحدث عن رجل في حجم الألباني ، هل يضيع علم الرجل وهو الذي أفنى حياته في الذب عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، لمجرد أنه يصفي العقيدة مما خالطها من شوائب شركية ، يهيم فيها شوقاً عشاق الأضرحة وعباد القبور والمتوسلون بغير الله تعالى ، هل يعجن الألباني وهو الذي شهد له القاصي والداني أنه الإمام والعالم الرباني ومحدث العصر وناصر السنة وقامع البدعة ، في الوقت الذي يفَتي بفتح الفاء علي جمعة ويقول بشرب بول النبي وأن تدليك المرأة الأجنبية للرجل حلال ، ويجعلنا أضحوكة بين الناس ومثاراً للسخرية وتنكيتات العلمانيين والليبراليين وغيرهم.يتهموننا بأننا ضد الأزهر والإفتاء لأنهم من الأشاعرة والماتدرية ، لذلك كانت الوقفات تنادي بعزل وإقالة شيخ الأزهر والمفتي .بل محض افتراء وتقليل من شأن الخلاف ليس من الإنصاف ، فهل حرقنا كتب أئمتنا ابن حجر والنووي وغيرهما ممن أثروا المكتبة الإسلامية بأضخم وأنفع الكتب والموسوعات العلمية ، لمجرد أنهم أشاعرة ، كل ما هنالك أننا نأخذ منهم ونترك كما قال الإمام مالك .
الخلاف يا سادة مع الأزهر والمفتي ، أنهما يتصوران أن لهم كل الحق في توجيه التهم وتلفيقها للمخالفين لهم ، ولايتسع صدرهم للرأي الذي ينتقدهم ، لا يتورعان في تجييش الأراء والأفكار والصحف والمجلات لكي يهاجموا السلفية على وجه الخصوص ، ولا تأتيهم الجرأة لينظروا أولا إلى أنفسهم ولا ستر عوراتهم العلمية.وليس الحل الآن هو تهدئة الأوضاع أو هدنة بين الأطراف ، فلم تعد هذه المسكنات مجدية مع الجراح العميقة ، بل لا بد من حل جذري ينصلح معه المؤسسة الدينية ولا يجعلها عرضة للإتهامات من هنا وهناك لاسيما في ظل المجاملات الرسمية من المؤسسة الدينية لمؤسسة الرئاسة ومحاولة كسب ودها بأي طريقة ولو حساب كرامة وهيبة المؤسسة الدينية ، وما وفاة حفيد مبارك ببعيد ، ووصلة المجاملة السافرة التي تصل إلى حد الهذيان ، وهو يصف حالة الجنازة بأنه لم ير مثلها من قبل ، ناهيك عن إعجابه الشديد بحالة السكينة والوقار ، ثم جزم بأن الطفل من أهل الجنة وأنه ملاك ، وهناك من رفض الإستجابة لتلميحات وتصريحات من طالبه بالإستقالة لما كان عضواً في لجنة السياسات بعد أن أصبح أعلى سلطة دينية لكن لما قال له مبارك استقيل رضخ على الفور.كل هذا يعني أن المؤسسة الدينية لابد أن تتخلص من تبعية الدولة ويكون قرارها في يدها ولن يحدث هذا إلا إذا كان هناك مجلساً دينياً يضم كل الخبرات والكفاءات الدينية وهم الذين يرشحون ويختارون بالإنتخاب والتصويت المناصب الدينية.
أقول هذا حتى تعود المؤسسة الدينية قوية وعزيزة ويتم تطهيرها من شيوخ عيد الميلاد ، واستبدالهم بمن يريد الهداية والصلاح للعباد.


الأحد، 23 أكتوبر 2011

حق المفتي في القضاء .. وحق الحويني لن يضيع هباء !!

حق المفتي في القضاء ..

وحق الحويني لن يضيع هباء !!

تحدثت من قبل عن أزمة د. علي جمعة مفتي الفلول المثارة بينه وبين فضيلة الشيخ الحويني ، وقد تناولت في حديثي السابق كيف أن المفتي لم يطق صبراً على سماع كلمات غاية ما فيها أنها ناقدة ومؤلمة في الوقت الذي لم يستطع أن يتفوه بأي كلمة فضلاً عن رفع دعوى قضائية على الشاب الغاضب الذي ثار عليه في مسجد بورسعيد.

وليس هذا هو مكمن العجب فقط ، ولكن المفتي في فتواه الغريبة بجواز شرب بول النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يستطع التفوه معترضاً على ناقديه ، بل بعضهم مرمط به الأرض نقداً وعيباً فيه وفي عقله ولكن المفتي فاجأنا بحلمه وطيبته الشديده لدرجة أنه لم يرد على أحمد رجب مثلاً في 2/1 كلمة في جريدة الأخبار حين قال :

(وهل يتصور أي انسان يملك ذرة من العقل أوالمنطق ان الرسول الكريم كان يمكنهم من الحصول علي بوله ؟؟؟ ) .

فأين كان المفتي وقتئذ؟ .

وهاهو خالد منتصر يقول مستهزأً بعلي جمعة فيقول : (تخيلت بعد الضجة التى صاحبت حديث د. على جمعه عن حكم شرب بول الرسول، أن الدعاة سيغلقون الباب أمام الخوض فى قضايا بولية أخرى تؤثر على سمعتنا العلمية والفكرية).

بالله عليك يا فضيلة المفتي كل هذه الإهانات بلعتها ورضيت ، ولم تستطع بلع كلمة الحويني.

طيب دعنا لا نتكلم عن الماضي وما قالوه عنك ، لماذا ألجم فاهك وأنت تتلق النعال والسباب في الكاتدرائية ، وقلت بعدها أنني أتفهم غضبهم ، فهلا تفهمت غضب الحويني على دينه ؟

ولا شك أرفض ما قاله أ. جمال سلطان حول هذا الموضوع ، وليست الحكمة أن استهين بتصعيد المفتي لهذا الموضوع بل هو يقصد ذلك وكان الحويني كبش الفداء الذي أراد منه أن يرسل رسالة شديدة اللهجة إلى السلفيين بعد أن كشفوا عوراته العلمية وفضحوا سقطاته البولية .

كشفت هذه القضية كمية الكره والبغض التي في قلب جمعة تجاه السلفية وكانت هي – أي القضية – المسمار الأخير الذي أراد أن يدقه في نعشها هكذا يحسب !!

ومن يقرأ مقاله في الواشنطن بوست وكتابه المتشددون سيعرف أننا لم نتجن عليه.

فيا مفتي الفلول .. لا تتنازل عن حقك في القضاء .. ويا شيخنا الحويني .. أنت الجماعة ولست وحدك !!

الخميس، 13 أكتوبر 2011

الرد على مفتي مصر

لاشك أن حادثة بورسعيد ما زالت تنغص حياة الشيخ علي جمعة مفتي مصر ، وجعلته أكثر حساسية تجاه الآخرين ، والمفتي الذي سمع بأذنيه كلمات شاب وهو يقول له حين صعد المنبر" أنت ظالم .. أنت منافق .. أدخلت مبارك الجنة فماذا ستقول الآن " لم يطق سماع مقولة الشيخ الحويني في برنامج حرس الحدود وهو يقول " المفتي وُلد ميتاً" ، فقرر أن يطلب تعويضاً قدره عشرة آلاف جنيه في دعوى السب والقذف التي رفعها ضد الشيخ حفظه الله من المفتي وأفاعيله.

إن ما فعله جمعه لا ينبغي أن يمر مرور الكرام ، وليس هذا على سبيل التحريض أو حشد المعارضين ضده ، ولكن لأن السكوت على الظالم يجعله يتمادى في ظلمه ، على أن تكون هذه النصيحة الجادة من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فما فعله جمعه لما تجنى على السلفية بصفة عامة وشيوخها بصفة خاصة ، وشهّر بهم في كل الوسائل الإعلامية التي تتاح له ، يستلزم أن يجد أحد يردعه أو يوقف هذيانه عند هذا الحد ، طالما أنه لم يعد قادراً على تقبل انتقاد الأخرين في ظل اعتقاده أنه شيخ مقدس لا يجوز الإقتراب منه ، والمفتي لا ينبغي أن يعتقد أن حصانته المستمدة من كرسيه تجعله يستبيح من شاء كيف يشاء متى يشاء ، إذ أن منصبه وشيخ الأزهر من المناصب الدينية التي لا يجلسان على كرسيها إلاّ بموافقة رئيس الدولة الذي يعينهما بقرار جمهوري ، وكان يُعين قبل ثورة يوليو 1952 بقرار من رئيس الدولة, إلى أن صار بعدها المفتى الرسمي يعين بقرار من رئيس الجمهورية, وتحت مسمى "مفتى جمهورية مصر العربية"، ويكون بدرجة "وزير".

ونأمل أن تتغير هذه الآلية بعد ثورة يناير 2011 ، حتى لا يستغل صاحب المنصب الديني الذي تبوأ مقعده لحزبيته السياسية وكونه من رجال الحزب الوطني المنحل والمحظور ، الذي كان يساهم بشكل أو بآخر في إفساد الحياة السياسية والدينية في مصر من خلال إضفاء الشرعية الدينية علي أعمال الحزب وقرارات رئيس الجمهورية ، أو كان ينزع الشرعية الدينية عن آخرين.

ولكن ما هي الرسالة التي يريد جمعة أن تصل إلينا ، حين قرر رفع دعوى سب وقذف ضد الشيخ الحويني ، فهل هي من باب إستعراض العضلات ؟ أم إزكاء نار الفتنة بين الدولة والسلفيين بعد أن ارتفعت أسهمهم في الآونة الأخيرة لمّا شاركوا أخيراً في الحياة السياسية ووجد أن شعبيتهم مخيفة للدرجة التي تستدعي الوقوف في وجه رموزهم ، وتكدير الصفو العام تجاههم ، أم أن هذه الرسالة هي الحلقة الأخيرة في مسلسل الهجوم على السلفية بعد أن فشلت الطرق السابقة من تأليف الحكايات المرعبة عنهم وتشويه صورتهم ، فمرة يقطعون الأذن ومرة يحطمون التماثيل ومرة يهدمون الأضرحة ومرة يحرمون الفن ، وأنهم وهابيين متطرفين متشددين متنطعين ، وتحول السلفيين بصفة عامة إلى فزاعة لتخويف الناس من الدين ، ولما كان المكر السيء يحيق بأهله ففي كل مرة تدور الدائرة عليهم ولا ينالون مرادهم ، فهل تم تغيير الإستراتيجية الهجومية على السلفيين برفع القضايا ضدهم ؟

إذا كان الأمر كذلك ، فهل نسي علي جمعة اراءه العقيمة التي كان يفتري بها على الخلق ، هل نسي أنه الذي قال :

لمّا أرسل مقالاً للواشنطن بوست الأمريكية كله كذب وافتراء يحذر فيها أمريكا حكومة وشعباً من التيار السلفي وأنهم وراء استهداف الكنائس والأضرحة في مصر ، وهو الأمر الذي أثبتت جهات التحقيق المصرية كذبه .

وأنهم جماعة متحجرة منعزلة رافضة للحياة معادية للمجتمع والعالم ، فقام محرضاً الأمريكان " هذه النوعية من التفكير يجب أن تقاوم في كل مكان من أجل مستقبل بلدنا و بالتأكيد من أجل ديننا ".

وهو الذي قال : " إن السلفية المتشددة أقرب إلى العلمانية منها إلى الإسلام، وأن الفكر السلفي المنغلق هو الوجه الآخر للفكر العلماني " وتعالى أخي القارئ أعرفك من هو السلفي المتشدد من وجهة نظر علي جمعة ، هو نفسه شرح ذلك في نفس الحوار الصحفي الذي أجرته معه جريدة الأنباء الكويتية فقال : " السلفي المتشدد يريد الخصوصية، يريد أن تتركه في حاله، يلبس كما يشاء ويصلي كما يشاء منعزلا في مسجده، ولذلك تجد هذه السلفية التدميرية تبني برنامجا كثير الجزئيات حتى يعيش فيه الإنسان بعيدا عن ممارسة الحياة، إذن فالسلفية تقابلها العلمانية، ولذلك رأينا العلمانية وهي تبارك السلفية إلى أن لدغت منها في المصالح، ولكن الفكر السلفي هو الوجه الآخر للفكر العلماني وهو لا يدري".

وفي هجومه على السلفية باعتبارها دخيل ومستحدث وقائم على التكفير، قام بإدعاء أن كل من ينضم إلى شيوخ السلفية يصبح عالماً في اسبوعين معتمد على الظواهر والشكليات في الدين دون المضمون وعبر عن ذلك بقوله انه بمجرد ان ينضم الى السلفية ليس عليه الا ان يربي لحيته ويقصر جلابيته وينقب زوجته ويقرأ اي كتاب سواء "ليل" الاوتار او كتاب لابن عثيمين او الاحاديث الصحيحة والضعيفة للالباني ويصير عالم ، ولم يلتفت المفتي أنه يقرأ اسم الكتاب خطأ وليست هذه المشكلة ، لكن المشكلة أن كتاب "نيل" الأوتار للإمام الشوكاني وهو كتاب مشهور بل من أشهر الكتب الفقهية التي تعتمد عليها مدرسة أهل الحديث وهي من الأمهات التي لا يجهلها طالب علم فضلا عن عالم أزهري أو مفتي.

ثم اكتشف جمعة أن سرعة تعلم السلفيين هو السبب الحقيقي لحقد شيوخ السلفية على رجال الازهر الشريف الذي يقصر دور من يقوم بالفتوى على العلماء بعد دراسة قد تتطلب سنين.

وليته اكتفى بذلك بل تمادى وتجاوز حدوده ولم يخجل من نفسه وهو يدخل مبارك وعائلته الجنة لما تُوفي حفيده ، والسلفيين النار فقال بعد أن شبه بعضهم باليهود: إنهم بفتواهم وطريقة تعاملهم مع الدين أقرب الى النار ، واضاف أن ما يقوم به شيوخ السلفية هو ضحك على الدقون.

المصدر: http://www.masreat.com/?p=10770

وفي كتابه المتشددون الصادر ضمن إصدارات سلسلة قضايا إسلامية عن وزارة الأوقاف المصرية وثمنه «جنيها واحدا» عند بائعى الصحف ، تابع جمعة هجومه المنظم على السلفيين فقال: إن ادعاء «المتشددين» بأن منهجهم هو (المذهب السلفى ما هو إلى خداع لأن السلف كان لهم هذا المذهب الفقهى الذى اتفقوا عليه وهذا محض وهم، فالسلف لم يجتمعوا على مذهب واختلفوا فى قضايا كثيرة) ، وأن هؤلاء «المتشددون» ـ بحسب المفتى ـ يتميزون بالكبر والعجب الذى يحتقر معه كل رأى سواهم، ويقفون ضد أى إصلاح فى المجتمع بدعوى أن كل جديد بدعة.

ولم ينس المفتى مناشدة الجميع كما ناشد الأمريكان من قبل أن يقاوموا هذا الفكر المتشدد وأن يعملوا بكل وسيلة على إخراج أولئك من عزلتهم، لأنهم لم يعودوا ضارين لأنفسهم فقط لكن ضررهم تعدى إلى من حولهم وإلى شباب الأمة ومستقبلها وإلى المجتمع بأسره، وأنه حان الوقت لأن يكون مقاومة هذا الفكر المتنطع مطلبا قوميا يأخذ البلاد فى درب الفكر الوسطى للأزهر الشريف ويبعدها عن تشدد السلفيين.

ولا يزال جمعة يتطاول على السلفية فيقول : "السلفية أصحاب مناهج حمقة"، وإن الأزهر سوف "يعالج هؤلاء الحمقى، لأن بابه مفتوح لكل من أراد أن يتعلم الوسطية والاعتدال من دون تكبر".

فهل يريحنا بسكوته علي جمعة ومن على شاكلته من أصحاب المناصب الدينية التي كانت مؤهلاتهم الحزبية وعضوية لجنة السياسات فقط هي السبب في حمل حقيبة الأزهر والإفتاء .

شارة فيسبوك

post

احدث مواضيعنا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة