الاسلام سؤال وجواب

الخميس، 27 أكتوبر 2011

لماذا اخطأ المفتي ؟

اكتب على مضض وأتمنى أن تكون الأخيرة ، في موضوع الشيخين علي جمعة والحويني ، لكن ماذا أفعل والأيام تأتي حبلى بالأخبار حول هذا الموضوع ، والأخبار التي أقصدها على نوعين ، أحدهما ملابسات القضية وجديدها من الناحية الرسمية وآخرها ضم رئيس قناة الحكمة لملف القضية، والثاني تناول الصحف وأصحاب الرأي والمقالات لها ، ومن خلالها – أي الأخبار- أرى مؤامرة ممنهجة على السلفية ، يتولى كبرها وينفخ في كيرها أصحاب العمائم الحمراء (القلنسوة الأزهرية) ، واستغلوا هذه الأزمة التي أقل ما توصف أنها صغيرة ولا ترتقي لمستوى الحدث الهام والجلل ، واتخذوها لجة لكي ينالوا من الفكر والمنهج السلفي ويهاجموه بضراوة وشراسة منقطعة النظير ويا ليتهم وجهوا حماستهم للأفكار المنحلة والهدامة ، والحقيقة أن تفاهة هذه الأزمة هي التي جعلتي أسد الثغرة فيها وأترك جسام الأمور لعلمائنا ودعاتنا ، إذ أرجو أن لا يضيع وقتهم في مثل هذه الأمور التافهة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

لماذا أخطأ المفتي ؟
أولا
لأن اتهام المفتي للحويني فيه نوع من سوء القصد ، إذ أن الحلقة التي انتقد فيها الشيخ الحويني للمفتي كانت في أول اسبوع من يوليو الماضي ، فلماذا بعد مرور أربعة أشهر تقريباً يتذكر المفتي هذه الإهانة إن جاز تسميتها بالإهانة ، هل لم يستطع النوم بعدها مثلاً ؟ هل شتت تركيزه العلمي ولم يعد هناك مساحة ذهنية تساعده على التفكير وصوت الحويني يرن في أذنه " ولد ميتاً .. ولد ميتاً .. ولد ميتاً ".
وإذا كان المفتي يعتبر عبارة " ولد ميتاً " إهانة شخصية له وجرح لكبريائه ، فبماذا يسمي لنا اتهامه الكاذب للحافظ ابن حجر بأنه كان يبيع الحشيش ، وبماذا يصف لنا قوله الباطل لمحدث العصر الألباني أنه كان يعجن في الحديث ، وهل سيجد ماء لوجه أو حمرة الخجل فيه وهو يعاير العلامتين ابن تيمية وابن القيم بأنهما سجنا ، واستهزأ بهما بكلمات أقل ما يقال عنها أنها تطاول في حق علمين كبيرين من أعلام الفكر الإسلامي ، وربما يندم على افتراءته في حق الإمامين لو سمع ما قاله الإمام القاضي بهاء الدين بن السبكي :[والله ما يبغض ابن تيمية إلا جاهلٌ أو صاحبُ هوىً يصده هواه عن الحق بعد معرفته به]. ولا يتوقع أحد أن تصدر من رجل شمَّ رائحة العلم فضلاً أن يصدر هذا الكلام ممن يتبوأ منصباً دينياً رفيعاً.
ثانياً:
لماذا اعتبر المفتي هذه العبارة سب وقذف ، في الوقت الذي امتلأت فيه كتب أهل الحديث بعبارات النقد والجرح والتعديل لبيان حال الراوي ومعظمها أشد قسوة من هذه العبارة.
ثالثاً:
من المؤكد أنه لا يخفى على أحد حالة الإرتباك الشديد للمشهد السياسي بسبب ضعف الحالة الأمنية ، ومع ذلك فضّل المفتي مصلحته الشخصية على مصلحة وطنه ، واهتم بكرامته على حساب وحدة بلده ، ولم يسأل نفسه ولم يشر عليه مستشاروه بأن الحالة المحتقنة قد تزداد سوء وتهدد الجبهة الداخلية لو أنه تمادى في المطالبة بحقه المزعوم ، فتأججت مشاعر الآلآف من السلفيين فجاءوا من كل صوب وحدب يقولون لشيخهم ( لست وحدك ) ، وتجاوزت الأمور نصابها وأصبح الأمر بين فريقين لا بين شخصين.
رابعاً:
لماذا يظن المفتي أن منصبه السياسي هو الحصن الحصين له يمنع الأخرين من الإقتراب والتصوير ، لماذا يعتقد المفتي أن له قداسة وهيبة تمنع الآخرين من المساس به ، على الرغم أن أحداً لن يجد صعوبة في العثور على مواقف سوداء لهذا الرجل ، ومن مواقفه الغريبة والعجيبة والسخيفة أن يحتفل بعيد ميلاه وسط الفنانين والفنانات والساقطين والساقطات في نادي روتاري التي أصدرت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سنة 1405هـ وفق 1985م فتوى بشأنه جاء فيها:[ إن من بين هذه الأندية الماسونية والمؤسسات التابعة لها مثل الليونز والروتاري، وهما من أخطر المنظمات الهدَّامة التي يسيطر عليها اليهود والصهيونية، يبتغون بذلك السيطرة على العالم عن طريق القضاء على الأديان، وإشاعة الفوضى الأخلاقية، وتسخير أبناء البلاد للتجسس على أوطانهم باسم الإنسانية، ولذلك يحرم على المسلمين أن ينتسبوا لأندية هذا شأنُها، وواجبُ المسلم ألا يكون إمعةً وراء كل داعٍ ونادٍ].
ومن مواقفه البغيضة ، مجاملته الفجة لعائلة الرئيس المخلوع في وفاة حفيده ، على حساب هيبة المنصب الديني ، وضح هذا من حالة الإنكسار والحزن الشديد المتكلفة ، أو ما قاله رثاء له وكيف أنه لم ير جنازة عليها مثل هذه السكينة والوقار ، وأن الطفل ملاك من أهل الجنة .
ولن ينس أحد الفتاوى العرجاء له ، حين يقول : إن النقاب ثقافة عفنة، على عكس ما قاله علي جمعة نفسه قبل توليه منصب المفتي حيث قال: إن النقاب فرضٌ عند ثلاثة من علماء المذاهب، ومستحبٌ لدى المذهب الرابع .
ومن هذه النوعية من الفتاوى أيضاً ما يسمى بالدجل العلمي في زعمه رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظةً وقد حصل له ذلك ، وهو ما تستطيع أن تطلق عليه الدجل دون خجل ، إذ هو من سخافات بعض الصوفية الذين يؤمنون برؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظةً وينفون موته .
خامساً:
أرجو أن يسدل الستار على هذه المسرحية الهزلية التي تروق لا أحد ويهتم المفتي بمشاكل حقيقية قد ينفع البلد تدخله فيها بدلاً من حالة الصمت الرهيب أمام مشكلات خطيرة قد تعصف بوحدة واستقرار البلد ، ثم نجده يزأر لنفسه بطريقة غريبة ، ولعل هذا هو ردي على من يسأل ما العيب في أن يلجأ إلى القضاء إنصافا لنفسه ؟ أقول لا ضير أن يلجأ حتى إلى المحكمة الجنائية الدولية ، ولكن لا ينبغي له أن يستأسد على من يشاطرونه هموم الدعوة إن كانت همه حقاً ، ويترك من يلوكون في سيرته وسمعته بالسلب والسب ويغض الطرف عنهم ، إلا إذا كان يخشى سطوتهم ونفوذهم الإعلامي ، وله عدواة واضحة مع من يمثل التيار الذي أرق مضطجعه وأذهب النوم من عينه .
فالإعتقاد أنه أفسد الحياة الدينية لا يقل عن الإعتقاد أن فلول الحزب الوطني هم الذين أفسدوا الحياة السياسية ، ومن يطارد هؤلاء حتى لا يعودوا مرة أخرى من خلال قانون الغدر والعزل السياسي ، لا ينبغي له أن يطالب بالعفو والسماح عن المفتي ويتناسى أنه من فلول النظام وإن ارتدى الجبة والقفطان ، لمجرد أن خصمه هم السلفيون ، وأنه ينتمي للتيار العلماني أو الليبرالي ، وعليه أن يخجل من نفسه أولاً قبل أن تخرج منه هذه الترهات.

الاثنين، 24 أكتوبر 2011

لا جديد .. في أزمة الشيخين !!

لا أتصور أن أزمة الشيخين ستنتهي بمجرد تنازل أحدهم عن القضية واعتذار الثاني له ، فلا نحن نريد للأول أن يتنازل عن حقه القانوني ، ولا نريد للثاني أن يعتذر عن خطأ لم يرتكبه ، والقضاء هو الذي سيثبت أيهما كان محقاً والآخر مخطئاً ، وعلى الجميع أن يتقبل الحكم ، ولا ينبغي لأحد أن يظن أن السلفيين قوة خارجة عن القانون تستطيع أن تعبث بأحكام القضاء أو تؤثر على القضاة أو تمنع تنفيذ الأحكام ، وهل منعتهم قوتهم من قبل أن يحولوا بين معتقليهم والسجون ، وهل نفعتهم قوتهم من قبل أن يختاروا جنازة علنية لمن مات منهم من أثر التعذيب وقد أرغموا على الدفن ليلاً وسراً ، ما لكم كيف تحكمون !!

وعبثاً يحاول العلماء والدعاة بذل الجهد والوقت في بيان الحق للناس وأن الصورة غير صحيحة تلك التي تنقل عنّهم ، ورفعوا شعارات " سمعت عني ، فاسمع مني " لكن هيهات هيهات أن يسمعوا أو يفهموا وقد سممت صحف وفضائيات ساويرس وأعوانه عقول الناس وأفسدتها وهي تتلاعب بهم يميناً ويساراً كيف يشاء ، كم حاول الإسلاميون أن يقولوا للناس ليس في قواميسنا مصطلحات الفتنة والإثارة ، وليس من طبعنا تحريك القلاقل وتوجيه المشاكل.
فنحن ندرك جيداُ الواقع الذي نعيشه ونعرف جيداً الضوابط الشرعية التي يجب أن تنضبط بها أقوالنا وأفعالنا ، فلسنا ممن يهدمون الأضرحة والقبور على رؤوس أمواتها رغم أنه منكر كبير لا يدافع عنه إلا مكابر يجري وراء هواه ومصلحته في النذور التي تدفع ، ولسنا ممن يقيمون الحدود الشرعية على من انتهكها رغم الإيمان بأنها جزء لا يتجزء من شرع الله تعالى الذي ارتضاه لخلقه ، فكل هذه الأمور نعلم تماماً أنه منوط بتنفيذها ولي الأمر ، ولسنا ولاة الأمر ولا أوصياء على الخلق ، بل نناديهم أن يركبوا معنا سفينة النجاة كما نادى نوح ابنه " يابني اركب معنا " لأنها لو تركت للعابثين والمخربين والمغرضين لينقروا فيها ، فسنغرق جميعاً.
لكن هذه الأزمة تكشف لنا من جديد ما يضمره الأخرون في صدورهم تجاه التيارات الإسلامية بصفة عامة والسلفية بصفة خاصة ، فهؤلاء الثائرون .. الناقمون .. الحاقدون .. الحاسدون .. الكارهون .. الهائجون لا يطيقون ذرعاً أن يجمعهم بالتيارات الإسلامية أي مكان ، ولا يستطيعون المضي قدما في محاولة فهم أي مشكلة يكون الإسلاميون طرفاً فيها ، بل ولا يرهقون أنفسهم بمعرفة أبعادها وأسبابها وتداعيتها ومن المخطئ ومن المصيب ، جل همهم صب جام غضبهم على الفكر والمضمون الإسلامي ، ويطيب لهم من آن لأخر أن يخترعوا المصطلحات التصنيفية التي يريدون بها تشويههم مثل " السلفية العلمانية " ومثل " خوارج العصر " ومثل " المتشددون " ومثل " الوهابية".
وها هي جريدة الوفد تتحفنا بمقال من العيار الثقيل لا ينبئ عن نجاح جهود التهدئة بين الطرفين ، بل جاء ليصب الزيت على النار ، فيقول : (تعكف دار الافتاء المصرية لاصدار مجموعة من البيانات ربما يتضمنها كتاب عن فساد فكر جماعات السلف التي بدأ خروجها للأمة في القرنين الماضيين وتكشف البيانات عن عيوب في التفكير «السلفي» علي خلاف نصوص القرآن الكريم والسنة الصحيحة وترويج المفاسد العقلية والنقلية.وبدأت الافتاء في اعداد البيانات بعد تزايد الهجوم علي الأزهر الشريف ومؤسسة دار الافتاء والتطاول علي فضيلة مفتي الجمهورية الامام علي جمعة وشيخ الأزهر الامام أحمد الطيب. وقالت مصادر في الأزهر الشريف ودار الافتاء ان جماعات السلف هم خوارج هذا العصر الذين خرجوا عن السنة والشيعة معا، وأضافت المصادر ان جماعات من السلفيين تسيء الي السلف الصالح يذكر أن جماعات السلف تمت في مصر بفعل الفضائيات الدينية الوهابية التي تبث بعيدا عن اشراف مؤسسة الأزهر. وكانت الفضائيات الدينية هي التى أفرزت الشيخ «اسحق الحويني» تلميذ الشيخ «الألباني» الذي وصفه فضيلة المفتي بأنه بـ «يعجن» في علم الحديث وكان يروج لعدم الأخذ بالحديث الضعيف علي عكس ما قال به أئمة السلف.وسادت حالة من الضيق في أروقة الأزهر الشريف جامعا وجامعة بعد تطاول الداعية الوهابي «أبو اسحق الحويني» علي فضيلة الامام علي جمعة بألفاظ نابية وخرج علي آداب الحوار.وتقوم وزارة الأوقاف بطبع كتاب «السلف والسلفية» الذي يكشف فساد فكر أغلب هذه الجماعات)فمن هو الذي يسيء الأدب الآن مع العلماء ، إذا كان مفتي الفلول يرى أن الألباني يعجن في الحديث ، ومن هو إذن الذي يحتاج إلى تهذيب عباراته وأن يتحرى الدقة جيداً وهو يتحدث عن رجل في حجم الألباني ، هل يضيع علم الرجل وهو الذي أفنى حياته في الذب عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، لمجرد أنه يصفي العقيدة مما خالطها من شوائب شركية ، يهيم فيها شوقاً عشاق الأضرحة وعباد القبور والمتوسلون بغير الله تعالى ، هل يعجن الألباني وهو الذي شهد له القاصي والداني أنه الإمام والعالم الرباني ومحدث العصر وناصر السنة وقامع البدعة ، في الوقت الذي يفَتي بفتح الفاء علي جمعة ويقول بشرب بول النبي وأن تدليك المرأة الأجنبية للرجل حلال ، ويجعلنا أضحوكة بين الناس ومثاراً للسخرية وتنكيتات العلمانيين والليبراليين وغيرهم.يتهموننا بأننا ضد الأزهر والإفتاء لأنهم من الأشاعرة والماتدرية ، لذلك كانت الوقفات تنادي بعزل وإقالة شيخ الأزهر والمفتي .بل محض افتراء وتقليل من شأن الخلاف ليس من الإنصاف ، فهل حرقنا كتب أئمتنا ابن حجر والنووي وغيرهما ممن أثروا المكتبة الإسلامية بأضخم وأنفع الكتب والموسوعات العلمية ، لمجرد أنهم أشاعرة ، كل ما هنالك أننا نأخذ منهم ونترك كما قال الإمام مالك .
الخلاف يا سادة مع الأزهر والمفتي ، أنهما يتصوران أن لهم كل الحق في توجيه التهم وتلفيقها للمخالفين لهم ، ولايتسع صدرهم للرأي الذي ينتقدهم ، لا يتورعان في تجييش الأراء والأفكار والصحف والمجلات لكي يهاجموا السلفية على وجه الخصوص ، ولا تأتيهم الجرأة لينظروا أولا إلى أنفسهم ولا ستر عوراتهم العلمية.وليس الحل الآن هو تهدئة الأوضاع أو هدنة بين الأطراف ، فلم تعد هذه المسكنات مجدية مع الجراح العميقة ، بل لا بد من حل جذري ينصلح معه المؤسسة الدينية ولا يجعلها عرضة للإتهامات من هنا وهناك لاسيما في ظل المجاملات الرسمية من المؤسسة الدينية لمؤسسة الرئاسة ومحاولة كسب ودها بأي طريقة ولو حساب كرامة وهيبة المؤسسة الدينية ، وما وفاة حفيد مبارك ببعيد ، ووصلة المجاملة السافرة التي تصل إلى حد الهذيان ، وهو يصف حالة الجنازة بأنه لم ير مثلها من قبل ، ناهيك عن إعجابه الشديد بحالة السكينة والوقار ، ثم جزم بأن الطفل من أهل الجنة وأنه ملاك ، وهناك من رفض الإستجابة لتلميحات وتصريحات من طالبه بالإستقالة لما كان عضواً في لجنة السياسات بعد أن أصبح أعلى سلطة دينية لكن لما قال له مبارك استقيل رضخ على الفور.كل هذا يعني أن المؤسسة الدينية لابد أن تتخلص من تبعية الدولة ويكون قرارها في يدها ولن يحدث هذا إلا إذا كان هناك مجلساً دينياً يضم كل الخبرات والكفاءات الدينية وهم الذين يرشحون ويختارون بالإنتخاب والتصويت المناصب الدينية.
أقول هذا حتى تعود المؤسسة الدينية قوية وعزيزة ويتم تطهيرها من شيوخ عيد الميلاد ، واستبدالهم بمن يريد الهداية والصلاح للعباد.


الأحد، 23 أكتوبر 2011

حق المفتي في القضاء .. وحق الحويني لن يضيع هباء !!

حق المفتي في القضاء ..

وحق الحويني لن يضيع هباء !!

تحدثت من قبل عن أزمة د. علي جمعة مفتي الفلول المثارة بينه وبين فضيلة الشيخ الحويني ، وقد تناولت في حديثي السابق كيف أن المفتي لم يطق صبراً على سماع كلمات غاية ما فيها أنها ناقدة ومؤلمة في الوقت الذي لم يستطع أن يتفوه بأي كلمة فضلاً عن رفع دعوى قضائية على الشاب الغاضب الذي ثار عليه في مسجد بورسعيد.

وليس هذا هو مكمن العجب فقط ، ولكن المفتي في فتواه الغريبة بجواز شرب بول النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يستطع التفوه معترضاً على ناقديه ، بل بعضهم مرمط به الأرض نقداً وعيباً فيه وفي عقله ولكن المفتي فاجأنا بحلمه وطيبته الشديده لدرجة أنه لم يرد على أحمد رجب مثلاً في 2/1 كلمة في جريدة الأخبار حين قال :

(وهل يتصور أي انسان يملك ذرة من العقل أوالمنطق ان الرسول الكريم كان يمكنهم من الحصول علي بوله ؟؟؟ ) .

فأين كان المفتي وقتئذ؟ .

وهاهو خالد منتصر يقول مستهزأً بعلي جمعة فيقول : (تخيلت بعد الضجة التى صاحبت حديث د. على جمعه عن حكم شرب بول الرسول، أن الدعاة سيغلقون الباب أمام الخوض فى قضايا بولية أخرى تؤثر على سمعتنا العلمية والفكرية).

بالله عليك يا فضيلة المفتي كل هذه الإهانات بلعتها ورضيت ، ولم تستطع بلع كلمة الحويني.

طيب دعنا لا نتكلم عن الماضي وما قالوه عنك ، لماذا ألجم فاهك وأنت تتلق النعال والسباب في الكاتدرائية ، وقلت بعدها أنني أتفهم غضبهم ، فهلا تفهمت غضب الحويني على دينه ؟

ولا شك أرفض ما قاله أ. جمال سلطان حول هذا الموضوع ، وليست الحكمة أن استهين بتصعيد المفتي لهذا الموضوع بل هو يقصد ذلك وكان الحويني كبش الفداء الذي أراد منه أن يرسل رسالة شديدة اللهجة إلى السلفيين بعد أن كشفوا عوراته العلمية وفضحوا سقطاته البولية .

كشفت هذه القضية كمية الكره والبغض التي في قلب جمعة تجاه السلفية وكانت هي – أي القضية – المسمار الأخير الذي أراد أن يدقه في نعشها هكذا يحسب !!

ومن يقرأ مقاله في الواشنطن بوست وكتابه المتشددون سيعرف أننا لم نتجن عليه.

فيا مفتي الفلول .. لا تتنازل عن حقك في القضاء .. ويا شيخنا الحويني .. أنت الجماعة ولست وحدك !!

الخميس، 13 أكتوبر 2011

الرد على مفتي مصر

لاشك أن حادثة بورسعيد ما زالت تنغص حياة الشيخ علي جمعة مفتي مصر ، وجعلته أكثر حساسية تجاه الآخرين ، والمفتي الذي سمع بأذنيه كلمات شاب وهو يقول له حين صعد المنبر" أنت ظالم .. أنت منافق .. أدخلت مبارك الجنة فماذا ستقول الآن " لم يطق سماع مقولة الشيخ الحويني في برنامج حرس الحدود وهو يقول " المفتي وُلد ميتاً" ، فقرر أن يطلب تعويضاً قدره عشرة آلاف جنيه في دعوى السب والقذف التي رفعها ضد الشيخ حفظه الله من المفتي وأفاعيله.

إن ما فعله جمعه لا ينبغي أن يمر مرور الكرام ، وليس هذا على سبيل التحريض أو حشد المعارضين ضده ، ولكن لأن السكوت على الظالم يجعله يتمادى في ظلمه ، على أن تكون هذه النصيحة الجادة من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فما فعله جمعه لما تجنى على السلفية بصفة عامة وشيوخها بصفة خاصة ، وشهّر بهم في كل الوسائل الإعلامية التي تتاح له ، يستلزم أن يجد أحد يردعه أو يوقف هذيانه عند هذا الحد ، طالما أنه لم يعد قادراً على تقبل انتقاد الأخرين في ظل اعتقاده أنه شيخ مقدس لا يجوز الإقتراب منه ، والمفتي لا ينبغي أن يعتقد أن حصانته المستمدة من كرسيه تجعله يستبيح من شاء كيف يشاء متى يشاء ، إذ أن منصبه وشيخ الأزهر من المناصب الدينية التي لا يجلسان على كرسيها إلاّ بموافقة رئيس الدولة الذي يعينهما بقرار جمهوري ، وكان يُعين قبل ثورة يوليو 1952 بقرار من رئيس الدولة, إلى أن صار بعدها المفتى الرسمي يعين بقرار من رئيس الجمهورية, وتحت مسمى "مفتى جمهورية مصر العربية"، ويكون بدرجة "وزير".

ونأمل أن تتغير هذه الآلية بعد ثورة يناير 2011 ، حتى لا يستغل صاحب المنصب الديني الذي تبوأ مقعده لحزبيته السياسية وكونه من رجال الحزب الوطني المنحل والمحظور ، الذي كان يساهم بشكل أو بآخر في إفساد الحياة السياسية والدينية في مصر من خلال إضفاء الشرعية الدينية علي أعمال الحزب وقرارات رئيس الجمهورية ، أو كان ينزع الشرعية الدينية عن آخرين.

ولكن ما هي الرسالة التي يريد جمعة أن تصل إلينا ، حين قرر رفع دعوى سب وقذف ضد الشيخ الحويني ، فهل هي من باب إستعراض العضلات ؟ أم إزكاء نار الفتنة بين الدولة والسلفيين بعد أن ارتفعت أسهمهم في الآونة الأخيرة لمّا شاركوا أخيراً في الحياة السياسية ووجد أن شعبيتهم مخيفة للدرجة التي تستدعي الوقوف في وجه رموزهم ، وتكدير الصفو العام تجاههم ، أم أن هذه الرسالة هي الحلقة الأخيرة في مسلسل الهجوم على السلفية بعد أن فشلت الطرق السابقة من تأليف الحكايات المرعبة عنهم وتشويه صورتهم ، فمرة يقطعون الأذن ومرة يحطمون التماثيل ومرة يهدمون الأضرحة ومرة يحرمون الفن ، وأنهم وهابيين متطرفين متشددين متنطعين ، وتحول السلفيين بصفة عامة إلى فزاعة لتخويف الناس من الدين ، ولما كان المكر السيء يحيق بأهله ففي كل مرة تدور الدائرة عليهم ولا ينالون مرادهم ، فهل تم تغيير الإستراتيجية الهجومية على السلفيين برفع القضايا ضدهم ؟

إذا كان الأمر كذلك ، فهل نسي علي جمعة اراءه العقيمة التي كان يفتري بها على الخلق ، هل نسي أنه الذي قال :

لمّا أرسل مقالاً للواشنطن بوست الأمريكية كله كذب وافتراء يحذر فيها أمريكا حكومة وشعباً من التيار السلفي وأنهم وراء استهداف الكنائس والأضرحة في مصر ، وهو الأمر الذي أثبتت جهات التحقيق المصرية كذبه .

وأنهم جماعة متحجرة منعزلة رافضة للحياة معادية للمجتمع والعالم ، فقام محرضاً الأمريكان " هذه النوعية من التفكير يجب أن تقاوم في كل مكان من أجل مستقبل بلدنا و بالتأكيد من أجل ديننا ".

وهو الذي قال : " إن السلفية المتشددة أقرب إلى العلمانية منها إلى الإسلام، وأن الفكر السلفي المنغلق هو الوجه الآخر للفكر العلماني " وتعالى أخي القارئ أعرفك من هو السلفي المتشدد من وجهة نظر علي جمعة ، هو نفسه شرح ذلك في نفس الحوار الصحفي الذي أجرته معه جريدة الأنباء الكويتية فقال : " السلفي المتشدد يريد الخصوصية، يريد أن تتركه في حاله، يلبس كما يشاء ويصلي كما يشاء منعزلا في مسجده، ولذلك تجد هذه السلفية التدميرية تبني برنامجا كثير الجزئيات حتى يعيش فيه الإنسان بعيدا عن ممارسة الحياة، إذن فالسلفية تقابلها العلمانية، ولذلك رأينا العلمانية وهي تبارك السلفية إلى أن لدغت منها في المصالح، ولكن الفكر السلفي هو الوجه الآخر للفكر العلماني وهو لا يدري".

وفي هجومه على السلفية باعتبارها دخيل ومستحدث وقائم على التكفير، قام بإدعاء أن كل من ينضم إلى شيوخ السلفية يصبح عالماً في اسبوعين معتمد على الظواهر والشكليات في الدين دون المضمون وعبر عن ذلك بقوله انه بمجرد ان ينضم الى السلفية ليس عليه الا ان يربي لحيته ويقصر جلابيته وينقب زوجته ويقرأ اي كتاب سواء "ليل" الاوتار او كتاب لابن عثيمين او الاحاديث الصحيحة والضعيفة للالباني ويصير عالم ، ولم يلتفت المفتي أنه يقرأ اسم الكتاب خطأ وليست هذه المشكلة ، لكن المشكلة أن كتاب "نيل" الأوتار للإمام الشوكاني وهو كتاب مشهور بل من أشهر الكتب الفقهية التي تعتمد عليها مدرسة أهل الحديث وهي من الأمهات التي لا يجهلها طالب علم فضلا عن عالم أزهري أو مفتي.

ثم اكتشف جمعة أن سرعة تعلم السلفيين هو السبب الحقيقي لحقد شيوخ السلفية على رجال الازهر الشريف الذي يقصر دور من يقوم بالفتوى على العلماء بعد دراسة قد تتطلب سنين.

وليته اكتفى بذلك بل تمادى وتجاوز حدوده ولم يخجل من نفسه وهو يدخل مبارك وعائلته الجنة لما تُوفي حفيده ، والسلفيين النار فقال بعد أن شبه بعضهم باليهود: إنهم بفتواهم وطريقة تعاملهم مع الدين أقرب الى النار ، واضاف أن ما يقوم به شيوخ السلفية هو ضحك على الدقون.

المصدر: http://www.masreat.com/?p=10770

وفي كتابه المتشددون الصادر ضمن إصدارات سلسلة قضايا إسلامية عن وزارة الأوقاف المصرية وثمنه «جنيها واحدا» عند بائعى الصحف ، تابع جمعة هجومه المنظم على السلفيين فقال: إن ادعاء «المتشددين» بأن منهجهم هو (المذهب السلفى ما هو إلى خداع لأن السلف كان لهم هذا المذهب الفقهى الذى اتفقوا عليه وهذا محض وهم، فالسلف لم يجتمعوا على مذهب واختلفوا فى قضايا كثيرة) ، وأن هؤلاء «المتشددون» ـ بحسب المفتى ـ يتميزون بالكبر والعجب الذى يحتقر معه كل رأى سواهم، ويقفون ضد أى إصلاح فى المجتمع بدعوى أن كل جديد بدعة.

ولم ينس المفتى مناشدة الجميع كما ناشد الأمريكان من قبل أن يقاوموا هذا الفكر المتشدد وأن يعملوا بكل وسيلة على إخراج أولئك من عزلتهم، لأنهم لم يعودوا ضارين لأنفسهم فقط لكن ضررهم تعدى إلى من حولهم وإلى شباب الأمة ومستقبلها وإلى المجتمع بأسره، وأنه حان الوقت لأن يكون مقاومة هذا الفكر المتنطع مطلبا قوميا يأخذ البلاد فى درب الفكر الوسطى للأزهر الشريف ويبعدها عن تشدد السلفيين.

ولا يزال جمعة يتطاول على السلفية فيقول : "السلفية أصحاب مناهج حمقة"، وإن الأزهر سوف "يعالج هؤلاء الحمقى، لأن بابه مفتوح لكل من أراد أن يتعلم الوسطية والاعتدال من دون تكبر".

فهل يريحنا بسكوته علي جمعة ومن على شاكلته من أصحاب المناصب الدينية التي كانت مؤهلاتهم الحزبية وعضوية لجنة السياسات فقط هي السبب في حمل حقيبة الأزهر والإفتاء .

الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

دفاعاً عن أبي بكرة رضي الله عنه من وقاحات اليوم السابع



هل انقلب السلفيون على البخارى؟ سؤال لوائل السمري في جريدة اليوم السابع ، والمقال من أول كلمة إلى آخر كلمة لا يستحق عناء القراءة ، ولم يدر في خاطري أن أعلق عليه ، فالكاتب له وجهة نظر في تغير وجهة نظر السلفيين في مسألة تولي المرأة الولاية ، بعد أن انتقد الشيخ ياسر برهامي وهو يدلو بدلوه في هذه المسألة لما قال أن ترشح المرأة المسلمة للبرلمان مفسدة يقابلها مفسدة أكبر لو تركتها للعلمانيين الذين لو سيطروا على البرلمان فسيضعون دستورا علمانيا، خلاف الدستور الإسلامى .


ولم يكن يشغل بالي تعليق الكاتب لاسيما وقد بنى مقاله وعنوانه على حديث في صحيح البخاري عن أبي بكرة رضي الله عنه ، قال : لمّا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم : أن فارساً ملكوا ابنة كسرى ، قال : لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ) ، وكذلك الشيخ برهامي ورأيه أن البرلمان ليس الولاية.


ولا حتى اسئلة الكاتب التي طرحها بطريقة يغلب عليها المكر والاستفزاز وكأنها " جر شكل " مثل :

هل سيلقى السلفيون بالقداسة التى يفرضونها على صحيح البخارى الذى أورد هذا الحديث ويبدءون فى النظر إلى مضمون الأحاديث النبوية وظرفها الزمنى ومدى توافقها مع القرآن الكريم كما يطالب العلمانيون؟

سهل سيعتبرون أن مناسبة هذا الحديث جاءت فى ظرف زمنى معين لا يعمم حكمه على سائر الأزمان، كما يؤكد التنويريون؟

وهل سيعملون عقلهم ويقولون كما يقول التنويريون الذين يقرؤون الحديث فى ظرفه التاريخى ويزعمون أنه يفهم منه أنه «نبوءة» من الرسول بفشل سياسة الفرس على يد هذه المرأة التى عرفت بالميوعة واللامسؤولية؟

كل هذا نقرأه يومياً في مختلف الزوايا والصفحات وإن اختلفت العناوين والأسماء فلم يكن جديداً ما قاله ، لكن ما خلع قلبي وحرق دمي تهجم الكاتب وتطاوله على صحابي جليل هو أبو بكرة رضي الله عنه ، فالصحابة خط أحمر لا يجوز الإقتراب منهم بالنقص والسلب .
لكن السمري قال موجهاً حديثه للسلفيين : " فهل سيؤمنون بالمنهج العقلى الذى يؤمن به المسلمون من دعاة الدولة المدنية والتنويريين الذى يقول إن هذا الحديث لا يأخذ بنصه، مؤكدين أن راوى الحديث «أبا بكرة» مشكوك فى صدقه، وأن سيدنا عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، أدانه وجلده لأنه أدلى بشهادة زور، ولذلك فإن الحديث مطعون فى صدقه وصحته؟ "

فأقول واسأل الله تعالى أن يكتب لي أجر الدفاع عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم .

أبو بَكْرَة الثَّقَفِي هو نُفَيْع بن الحارث الثقفي صحابي جليل كبير القدر ، قال الإمام الذهبي كنّاه النبي صلى الله عليه وسلم بأبي بكرة لأنه تدلى إليه ببكرة من حصن الطائف.

روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى عنه أولاده: عبد الله، وعبد الرحمن، وعبد العزيز، وغيرهم.

كان من فضلاء الصحابة وصالحيهم كثير العبادة، وكان ممن اعتزل يوم الجمل، ولم يقاتل مع واحد من الفريقين.

وَكَانَ أَبُو بَكْرة كثير العبادة ، وَكَانَ أولاده رؤساء البصرة شرفا ومالا وعلما وولاية مات في خلافة معاوية بن أبي سفيان بالبصرة، سنة اثنتين وخمسين وقيل سنة إحدى وخمسين وصلى عليه أبو برزة الأسلمي الصحابي وكان قد آخى بينهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وقصة جلد عمر بن الخطاب رضي الله عنه له قصة لا علاقة لها بشهادة الزور ولا صدقه ، ولا يقول هذا الكلام إلا حاقد جاهل ناكر لقيمة صحابة النبي صلى الله عليه ، يقول الإمام الشنقيطي رحمه الله في "أضواء البيان":

يظهر لنا في هذه القصة أن المرأة التي رأوا المغيرة رضي الله عنه مخالطاً لها عندما فتحت الريح الباب عنهما إنما هي زوجته ولا يعرفونها وهي تشبه امرأة أخرى أجنبية كانوا يعرفونها تدخل على المغيرة وغيره من الأمراء فظنوا أنها هي, فهم لم يقصدوا باطلاً ولكن ظنهم أخطأ، وهو لم يقترف إن شاء الله فاحشة لأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعظم فيهم الوازع الديني الزاجر عما لا ينبغي في أغلب الأحوال والعلم عند الله تعالى.

وقال ابن حجر في التلخيص: وقيل إن المغيرة كان تزوج بها سراً وكان عمر لا يجيز نكاح السر ويوجب الحد على فاعله، فلهذا سكت المغيرة وهذا لم أره منقولاً بإسناد وإن صح كان عذرا حسناً لهذا الصحابي.

يقول الإمام الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام : وَكَانَ أَبُو بَكْرة ممن شهد عَلَى المغيرة، فحده عُمَر لعدم تكميل أربعة شهداء، وأبطل شهادته، ثم قال له: تب لتقبل شهادتك، فَقَالَ: لَا أشهد بَيْنَ اثنين أبدًا.

فهو شهد بما رأه وظن أنه صواب واختلط عليه الأمر بين زوجته المغيرة وإمرأة أخرى للشبه بينهما ؛ ولمّا كان متأكداً أنها الأخرى لذا لم يقبل إمامة المغيرة للصلاة وأرسل إلى عمر الخليفة وكان معه شاهدان ولكنه ولم يفتري الكذب على المغيرة ، كما أن أبا بكرة رضي الله عنه امتنع من التوبة حين دعاه عمر رضي الله عنه للتوبة بعد أن جلده لأنه قد لا يرى ما راه عمر من اشتراط تكذيب القاذف نفسه لقبول توبته وشهادته ، أو أن أبا بكرة يفرق بين الشاهد والقاذف ، ولعله يرى أنه كان صادقاً فيما أدلى به من الشهادة فمم يتوب إذاً؟

قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ، قال البيهقي: إن صح هذا، فلأنه امتنع من التوبة من قذفه وأقام على ذلك، فكأنه أراد أن يقول : لم أقذف المغيرة، وإنما أنا شاهد، فجنح إلى الفرق بين القاذف والشاهد، إذ نصاب الشهاد لو تم بالرابع لتعين الرجم ولما سموا قاذفين.

ولم يرد أحد روايته كما يزعم هذا الجاهل بل أجمع العلماء على قبول رواية أبي بكرة رضي الله عنه ، فقال الإمام العيني في "عمدة القاري": روى له عن رسول الله عليه الصلاة والسلام مائة حديث واثنان وثلاثون حديثاً اتفقا على ثمانية وانفرد البخاري بخمسة ومسلم بحديث.

وقال ابن كثير في "البداية والنهاية": أبوبكرة صحابي جليل كبير القدر وقد أجمعت الأمة على قبول رواية الصحابي الجليل أبي بكرة ونقل الإجماع ابن قدامة وقال: ولا نعلم خلافاً في قبول رواية أبي بكرة رضي الله عنه.

وقال ابن القيم في "إعلام الموقعين": وقد أجمع المسلمون على قبول رواية أبي بكرة رضي الله عنه.

وأهل العلم على التفريق بين الشهادة والرواية وفرقوا بينهما فلم يلزم من عدم قبول شهادة رجل عدم قبول روايته، فالشهادة يطلب فيها مزيد تثبيت لا يطلب في الرواية، كالعدد والحرية وغير ذلك. لذلك احتج البخاري ومسلم وغيرهما بحديث أبي بكرة رضي الله عنه مع علمهم بقصة جلده.

أما حكاية التنويرين وعدم تقديسهم لنصوص البخاري لذلك طعنوا في الحديث وردوه للمزهم للراوي وتجريحهم فيه ، فهذا من جهلهم الذي لا يخجلون منه وسوء أدبهم مع صحابة النبي صلى الله عليه وسلم .

رابط المقال في اليوم السابع





الاثنين، 10 أكتوبر 2011

لا تقولوا " جحيم مبارك ولا جنة الثوار"

لو أن مصر إنسان، لتمنت الإنتحار من أعمال المصريين ، لو أن مصر إنسان لتوسلت للمصريين اتركوني في حالي ، وأخشى ما أخشاه أن تلوم مصر المصريين على رحيل مبارك ، وتقول جحيم مبارك ولا جنة الثوار .

فهل من المعقول أن يخرج المصريين من الكبت والقهر إلى الحرية والرأي ، لكي تظل مصر تشرب من كأس المظاهرات والإعتصامات حتى الثمالة ؟

هل من المعقول أن يضرب اساتذة الجامعات ومدرسو المدارس عن تعليم الأبناء بحجة مطالبهم الفئوية من تغيير القيادات وخلافه؟

هل من المعقول أن يضرب المراقبين الجويين وعمال التحميل في مطار القاهرة ، وتلغى الرحلات وتتوقف الطائرات بسببهم ؟

هل من المعقول أن ينادي الأطباء مثلهم بالإضراب ويتركوا المرضى تسوء حالاتهم ؟

هل هذا الوقت هو المناسب للإستمتاع بهذه الحرية الفوضوية ؟ ألم يكن في مقدورنا أن نصبر حتى تنعم البلد بالإستقرار السياسي ونختار البرلمان والرئيس والحكومة ونبدأ في تطبيق حرية السياسة عليهم والإستمتاع بشهوة المظاهرات والتهديد بالإعتصامات لحين تحقيق المطالب بدلاً من إعطاء المجلس العسكري ذريعة البقاء في السلطة للحفاظ على مصر من وجهة نظرهم .

هل من الحكمة أن أضع تلال الفوضوى أمام حكومة إنتقالية غير قادرة على إجراء أي خطوات حاسمة حازمة.

ورسالة إلى البلطجية والفلول وأدعياء الثورة ، اتركوا مصر في حالها الذي يرثى له ، فمصر ليست مختزلة فيمن يعطي لكم لكي يعيش هو .

ورسالة إلى المجلس العسكري : أثبتت التجربة أنكم راسبون بجدارة في العمل السياسي فلا تمنوا علينا بمعروف الثورة ، فليلعب كل منا دوره في الحياة السياسية ونتوقف عن لعبة تبادل الأدوار.

وأخيراً رسالة إلى الحكومة : نسألكم الرحيل ، عاجلاً غير آجل.

شارة فيسبوك

post

احدث مواضيعنا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة