الاسلام سؤال وجواب

الخميس، 13 أكتوبر 2011

الرد على مفتي مصر

لاشك أن حادثة بورسعيد ما زالت تنغص حياة الشيخ علي جمعة مفتي مصر ، وجعلته أكثر حساسية تجاه الآخرين ، والمفتي الذي سمع بأذنيه كلمات شاب وهو يقول له حين صعد المنبر" أنت ظالم .. أنت منافق .. أدخلت مبارك الجنة فماذا ستقول الآن " لم يطق سماع مقولة الشيخ الحويني في برنامج حرس الحدود وهو يقول " المفتي وُلد ميتاً" ، فقرر أن يطلب تعويضاً قدره عشرة آلاف جنيه في دعوى السب والقذف التي رفعها ضد الشيخ حفظه الله من المفتي وأفاعيله.

إن ما فعله جمعه لا ينبغي أن يمر مرور الكرام ، وليس هذا على سبيل التحريض أو حشد المعارضين ضده ، ولكن لأن السكوت على الظالم يجعله يتمادى في ظلمه ، على أن تكون هذه النصيحة الجادة من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فما فعله جمعه لما تجنى على السلفية بصفة عامة وشيوخها بصفة خاصة ، وشهّر بهم في كل الوسائل الإعلامية التي تتاح له ، يستلزم أن يجد أحد يردعه أو يوقف هذيانه عند هذا الحد ، طالما أنه لم يعد قادراً على تقبل انتقاد الأخرين في ظل اعتقاده أنه شيخ مقدس لا يجوز الإقتراب منه ، والمفتي لا ينبغي أن يعتقد أن حصانته المستمدة من كرسيه تجعله يستبيح من شاء كيف يشاء متى يشاء ، إذ أن منصبه وشيخ الأزهر من المناصب الدينية التي لا يجلسان على كرسيها إلاّ بموافقة رئيس الدولة الذي يعينهما بقرار جمهوري ، وكان يُعين قبل ثورة يوليو 1952 بقرار من رئيس الدولة, إلى أن صار بعدها المفتى الرسمي يعين بقرار من رئيس الجمهورية, وتحت مسمى "مفتى جمهورية مصر العربية"، ويكون بدرجة "وزير".

ونأمل أن تتغير هذه الآلية بعد ثورة يناير 2011 ، حتى لا يستغل صاحب المنصب الديني الذي تبوأ مقعده لحزبيته السياسية وكونه من رجال الحزب الوطني المنحل والمحظور ، الذي كان يساهم بشكل أو بآخر في إفساد الحياة السياسية والدينية في مصر من خلال إضفاء الشرعية الدينية علي أعمال الحزب وقرارات رئيس الجمهورية ، أو كان ينزع الشرعية الدينية عن آخرين.

ولكن ما هي الرسالة التي يريد جمعة أن تصل إلينا ، حين قرر رفع دعوى سب وقذف ضد الشيخ الحويني ، فهل هي من باب إستعراض العضلات ؟ أم إزكاء نار الفتنة بين الدولة والسلفيين بعد أن ارتفعت أسهمهم في الآونة الأخيرة لمّا شاركوا أخيراً في الحياة السياسية ووجد أن شعبيتهم مخيفة للدرجة التي تستدعي الوقوف في وجه رموزهم ، وتكدير الصفو العام تجاههم ، أم أن هذه الرسالة هي الحلقة الأخيرة في مسلسل الهجوم على السلفية بعد أن فشلت الطرق السابقة من تأليف الحكايات المرعبة عنهم وتشويه صورتهم ، فمرة يقطعون الأذن ومرة يحطمون التماثيل ومرة يهدمون الأضرحة ومرة يحرمون الفن ، وأنهم وهابيين متطرفين متشددين متنطعين ، وتحول السلفيين بصفة عامة إلى فزاعة لتخويف الناس من الدين ، ولما كان المكر السيء يحيق بأهله ففي كل مرة تدور الدائرة عليهم ولا ينالون مرادهم ، فهل تم تغيير الإستراتيجية الهجومية على السلفيين برفع القضايا ضدهم ؟

إذا كان الأمر كذلك ، فهل نسي علي جمعة اراءه العقيمة التي كان يفتري بها على الخلق ، هل نسي أنه الذي قال :

لمّا أرسل مقالاً للواشنطن بوست الأمريكية كله كذب وافتراء يحذر فيها أمريكا حكومة وشعباً من التيار السلفي وأنهم وراء استهداف الكنائس والأضرحة في مصر ، وهو الأمر الذي أثبتت جهات التحقيق المصرية كذبه .

وأنهم جماعة متحجرة منعزلة رافضة للحياة معادية للمجتمع والعالم ، فقام محرضاً الأمريكان " هذه النوعية من التفكير يجب أن تقاوم في كل مكان من أجل مستقبل بلدنا و بالتأكيد من أجل ديننا ".

وهو الذي قال : " إن السلفية المتشددة أقرب إلى العلمانية منها إلى الإسلام، وأن الفكر السلفي المنغلق هو الوجه الآخر للفكر العلماني " وتعالى أخي القارئ أعرفك من هو السلفي المتشدد من وجهة نظر علي جمعة ، هو نفسه شرح ذلك في نفس الحوار الصحفي الذي أجرته معه جريدة الأنباء الكويتية فقال : " السلفي المتشدد يريد الخصوصية، يريد أن تتركه في حاله، يلبس كما يشاء ويصلي كما يشاء منعزلا في مسجده، ولذلك تجد هذه السلفية التدميرية تبني برنامجا كثير الجزئيات حتى يعيش فيه الإنسان بعيدا عن ممارسة الحياة، إذن فالسلفية تقابلها العلمانية، ولذلك رأينا العلمانية وهي تبارك السلفية إلى أن لدغت منها في المصالح، ولكن الفكر السلفي هو الوجه الآخر للفكر العلماني وهو لا يدري".

وفي هجومه على السلفية باعتبارها دخيل ومستحدث وقائم على التكفير، قام بإدعاء أن كل من ينضم إلى شيوخ السلفية يصبح عالماً في اسبوعين معتمد على الظواهر والشكليات في الدين دون المضمون وعبر عن ذلك بقوله انه بمجرد ان ينضم الى السلفية ليس عليه الا ان يربي لحيته ويقصر جلابيته وينقب زوجته ويقرأ اي كتاب سواء "ليل" الاوتار او كتاب لابن عثيمين او الاحاديث الصحيحة والضعيفة للالباني ويصير عالم ، ولم يلتفت المفتي أنه يقرأ اسم الكتاب خطأ وليست هذه المشكلة ، لكن المشكلة أن كتاب "نيل" الأوتار للإمام الشوكاني وهو كتاب مشهور بل من أشهر الكتب الفقهية التي تعتمد عليها مدرسة أهل الحديث وهي من الأمهات التي لا يجهلها طالب علم فضلا عن عالم أزهري أو مفتي.

ثم اكتشف جمعة أن سرعة تعلم السلفيين هو السبب الحقيقي لحقد شيوخ السلفية على رجال الازهر الشريف الذي يقصر دور من يقوم بالفتوى على العلماء بعد دراسة قد تتطلب سنين.

وليته اكتفى بذلك بل تمادى وتجاوز حدوده ولم يخجل من نفسه وهو يدخل مبارك وعائلته الجنة لما تُوفي حفيده ، والسلفيين النار فقال بعد أن شبه بعضهم باليهود: إنهم بفتواهم وطريقة تعاملهم مع الدين أقرب الى النار ، واضاف أن ما يقوم به شيوخ السلفية هو ضحك على الدقون.

المصدر: http://www.masreat.com/?p=10770

وفي كتابه المتشددون الصادر ضمن إصدارات سلسلة قضايا إسلامية عن وزارة الأوقاف المصرية وثمنه «جنيها واحدا» عند بائعى الصحف ، تابع جمعة هجومه المنظم على السلفيين فقال: إن ادعاء «المتشددين» بأن منهجهم هو (المذهب السلفى ما هو إلى خداع لأن السلف كان لهم هذا المذهب الفقهى الذى اتفقوا عليه وهذا محض وهم، فالسلف لم يجتمعوا على مذهب واختلفوا فى قضايا كثيرة) ، وأن هؤلاء «المتشددون» ـ بحسب المفتى ـ يتميزون بالكبر والعجب الذى يحتقر معه كل رأى سواهم، ويقفون ضد أى إصلاح فى المجتمع بدعوى أن كل جديد بدعة.

ولم ينس المفتى مناشدة الجميع كما ناشد الأمريكان من قبل أن يقاوموا هذا الفكر المتشدد وأن يعملوا بكل وسيلة على إخراج أولئك من عزلتهم، لأنهم لم يعودوا ضارين لأنفسهم فقط لكن ضررهم تعدى إلى من حولهم وإلى شباب الأمة ومستقبلها وإلى المجتمع بأسره، وأنه حان الوقت لأن يكون مقاومة هذا الفكر المتنطع مطلبا قوميا يأخذ البلاد فى درب الفكر الوسطى للأزهر الشريف ويبعدها عن تشدد السلفيين.

ولا يزال جمعة يتطاول على السلفية فيقول : "السلفية أصحاب مناهج حمقة"، وإن الأزهر سوف "يعالج هؤلاء الحمقى، لأن بابه مفتوح لكل من أراد أن يتعلم الوسطية والاعتدال من دون تكبر".

فهل يريحنا بسكوته علي جمعة ومن على شاكلته من أصحاب المناصب الدينية التي كانت مؤهلاتهم الحزبية وعضوية لجنة السياسات فقط هي السبب في حمل حقيبة الأزهر والإفتاء .

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

الآن أنا سعيد لأنني لاحظت في هذا الموقع بالضبط المعلومات المناسبة التي تريد!

شارة فيسبوك

post

احدث مواضيعنا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة