الاسلام سؤال وجواب

الجمعة، 24 سبتمبر 2010

فمن يقدر على التغيير ؟؟؟؟؟

بمناسبة الحديث عن الإنتخابات الرئاسية القادمة ، والتي كثر الحديث عنها في الأونة الأخيرة ، وتصاعدت حدة الحملات المؤيدة والمعارضة ، لدرجة أن أحد أقطاب النظام الحاكم المصري وهو بالمناسبة أحد الوزراء السابقين وأمين الإعلام بالحزب الوطني صرَّح أن : الحديث عن مرشح الحزب الوطني في انتخابات الرئاسة القادمة في وجود الرئيس مبارك الذي لم يعلن عن عدم رغبته في دخولها، يندرج تحت بند «قلة الأدب»
وقلة الأدب هذه هي التي تدفعني لأقول :
لابد وأن نعترف أن سُنّة التغيير حتمية قادمة لا محالة ، إما قهرياُ مثلما قدم السادات نفسه وهو يعزي الأمة في وفاة عبدالناصر .


وقدم مبارك أوراقه كرئيس لمصر وهو يعزي الشعب في وفاة السادات .


وسيأتي من يقدم أوراق اعتماده بنفس طريقة من سبقه .

وإما إختيارياً عن طريق الإنتخابات ، وسُنة التغيير التي أتحدث عنها ، ليس عمودها الفقري هو تغيير الحاكم والحكومة فقط، بل التغيير لابد أن يكون نوعياً ، بمعنى من هو القادم للتغيير وهل هو قادر على ذلك .
بالتأكيد لست من البرادعيين الذين يلهثون ورائه ، ولست أيضاً إخوانياً أتبنى فكرهم ومنهجهم ، كما أنني وبكل فخر أحد الكافرين بالحزبين الحاكم والمعارض ، ولا أرى (الغد) من خلال نور ، ولا أرى ( المستقبل ) مع جمال ، لكن صورة مصر بعد 2011 تقلقني ، وأكثر ما يقلقني سببه رغبة الحزب الحاكم في إعادة ترشيح نفس المرشح منذ ثلاثين عاماً ، مما يفزعني ويجعلني أزداد كفراً بهذا الحزب الذي يستخف بالبلد ، ويضع مصلحة الرئيس قبل مصلحة الشعب ، ومصلحة الحزب قبل مصلحة البلد ، ولعل هذا الحزب يراجع نفسه جيداً بعد تجربة الجماعة المحظورة في تغيير مرشدها من خلال انتخابات حرة.

ولقد كنت أأمل أن يعلن الرئيس نبأ اعتزاله لمشوار الحكم ، وما زلت أحلم بهذه الأمنية التي تجعله يعترف أنه لن يقدم شيئاً جديداً بعد هذه العمر المديدة والحقب الرئاسية الكثيرة ، وأنه بعد ثلاثين عاماً من الحكم يستأذن شعبه أن يستريح ، وأن الفرصة قد حانت الآن أن يتم تغيير رئيس مصر وهو على قيد الحياة .
فمصر الآن ليست كما أتمناها .
مصر الآن ليست التي في خاطري .
مصر الآن أصابتها الشيخوخة على الصعيدين المحلي والدولي .
وعلى من يريد التغيير أن يتوقف فوراً عن الفوضوية والعشوائية والغبائية في جمع التوقيعات التي لا قيمة لها ورفع الشعارات الدينية التي تلعب على وتر مشاعر الشعب الدينية دون أن يكون هناك مردود حقيقي يقدم لهذه الشعوب على أرض الواقع في مصر .

من يريد التغيير عليه أن يقنعني ببرنامجه التي تعود فيه مصر لشبابها وتسترد فيه مصر عافيتها ، عليه أن يقول لنا ماذا سيفعل في مشكلة المياه والحرب فيها قادمة على الأبواب وطبولها تقرع في كل مكان لكننا في مصر لا نسمع غير طبل وزمر الأفراح لكي نرقص عليها ، فعلى سبيل المثال من يصدق أن مصر في مشكلة المياه المتصارع عليها بين دول حوض النيل تأخذ الموقف الأضعف لها والذي لا يتناسب مع سمعتها وتاريخها ، ومن يقرأ ملف تقاسم مياه النيل سيرى بوضوح ضعف الموقف المصري الذي أعلن رسميا برفض اي خطة اقليمية جديدة "الا في وجود نص صريح يحافظ على الحقوق والاستخدامات المائية الحالية لمصر".

مازالت مصر تُصر على إحراج نفسها وشعبها على لسان وزراءها الذين كثيراً ما يثرثرون على الحوار الاستراتيجي والمعاهدات الدولية والاتفاقيات المبرمة ، ولم أجد تصريحاً واحداً تُكشر فيها مصر عن أنيابها ، لم أجد مسئولاً واحداً من المسئولين عن هذا الملف الملغم يهدد فيه ويتوعد أي مساس بحقوق مصر التاريخية في كل قطرة مياه لكن لمَّا حدثت هذه المشكلة في عهد السادات ، انظر ماذا فعل رحمه الله ، ففي عام 1979 عندما أعلنت أثيوبيا عن إقامة سد لري 90 ألف هيكتار في حوض النيل الأزرق، دعا الرئيس الراحل أنور السادات خبراءه العسكريين لوضع خطة طوارئ مهددا بتدمير هذا السد، وعقد اجتماعا طارئا لقيادة هيئة أركان الجيش المصري ، فتراج على الفور الطرف الأثيوبي ولم تطرح هذه الفكرة إلاّ الأن .

من يريد التغيير عليه أن يكون عالماً ببواطن الأمور في الفساد الحكومي وقادراً على تغييره ، ولكن ليس على طريقة إبطال عقد مدينتي والاستجابة للحكم القضائي وسحب الأرض من طلعت مصطفى ، ثم تشكيل لجنة قانونية لحماية حقوق المستثمرين التي توصلت إلى إعادة بيع وتسليم الأرض إلى نفس الشركة التي أبطل عقدها !!!!!!!!!!!!
من يريد التغيير عليه أن يوضح لنا حدود الكنيسة المصرية وهل لها حصانة تجعلها فوق الجميع ولا تنفذ القوانين ولا تخضع لرقابة الدولة ، في الوقت الذي تكون فيه كل مساجد مصر خاضعة لرقابة الدولة ، بل ومن يريد عمل سنة الإعتكاف في رمضان يحصل أولاً على موافقة أمنية قبلها ، ولم يعترض أو يمتنع أحد ، ولم تخرج المظاهرات تطالب بالحرية في ممارسة الشعائر الدينية ، وأديرة وكنائس مصر ستتحول إلى قلاع عسكرية محصنة لن تستطيع الدولة اختراقها حتى لو ضبطت عشرات السفن المحملة بالأسلحة والقادمة من (إسرائيل)!!!!.

فمن هو يا ترى القادر على التغيير ؟؟

ليست هناك تعليقات:

شارة فيسبوك

post

احدث مواضيعنا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة