الاسلام سؤال وجواب

الاثنين، 31 يناير 2011

الحقيقة الكاملة لثورة يناير2011 ومحاولات قمع النظام لها

وعشان كده إحنا ( خلعناك )




لم تكن مطالب المتظاهرين شيئا جديداً ولكن الجديد فيها الإصرار عليها ولم تكن التظاهرات أيضاً أمراً مفاجئاً فهناك العشرات بل المئات من التظاهرات التي حدثت من قبلها ، ولكن الجديد الآن هو التمسك بالمطالب عن طريق التظاهر ، فما هي هذه المطالب :






الإصلاح الحقيقي:

لا لقانون الطوارئ
الغاء طوابير الخبز ومنع سقوط شهداء العيش


ولعلكم رأيتم مدى بساطة المطالب وأحقية المواطن البسيط لها ، لكن هذا المواطن أراد له النظام أن يكون مثل :
فخرج الآلآف من شباب مصر يطالبون بها ومرددين أنهم :
فبدأت أساليب قمع التظاهرات السلمية واغتيال برائتهم:
1. بفتح خراطيم المياه على المتظاهرين في هذا البرد القارس حتى وهم يصلون.
2. إلقاء القنابل المسيلة للدموع على جموع المتظاهرين.
3. ضرب المتظاهرين بالعصا والهروات.

4. صدم بالمتظاهرين عن طريق العربات المصفحة.


5. القنص بالرصاص المطاطي وسقوط قتلى.

6. الإختفاء الأمني والهروب المنظم لترك البلاد في حالة انفلات أمني وفوضى عارمة.

7. إخراج المساجين وتهريب البلطجية من السجون ومراكز الشرطة والدفع بها إلى الشوارع.

8. ترهيب وترويع الآمنين وسرقتهم وسلب الممتلكات العامة والخاصة.

9. وقف بث قناة الجزيرة التي فضحت النظام.

10. اعتقال مراسلين الجزيرة الإنجليزية لإخفاء حقيقة ما يجري عن العالم.

11. وقف حركة القطارات وخطوط السكك الحديدية لمنع المظاهرات المليونية غداً الثلاثاء.

12. إغلاق البنوك وعدم صرف رواتب الموظفين والمعاشات.

13 حظر التجوال لكبح قوى الشعب من فرض اختياراته.

لكن النظام حتى الآن لم يفهم أن الشعب الذي يختار ويعين من حقه أن يخلع ، ولقد خلع الشعب الرئيس مثلما قالوا له من قبل وعشان كده احنا اخترناك ، فها هم الآن يقولون وعشان كده إحنا خلعناك.

هذا هو السبب يا من كنت رئيساً


البابا شنودة يعلن تأييده لمبارك

أعلن بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية شنودة الثالث أمس الأحد تأييده للرئيس المصري حسني مبارك ، الذي يواجه انتفاضة شعبية تتصاعد وتيرتها يوما بعد يوم.وقال شنودة الثالث في تصريح للتلفزيون المصري الرسمي "اتصلنا بالرئيس وقلنا له كلنا معك والشعب معك. فليحفظه الله لمصر".

إذن هذا هو ثمن التطرف المسيحي .

هذا هو سبب تخاذل الداخلية أمام مظاهرات الأقباط .

هذا هو سبب تحول الكنائس لقلاع وحصون مدججة بالأسلحة .

هذا هو سبب خوف الحكومة من إرجاع المسيحيات اللائي أسلمن بعد اعتقالهن داخل الكنيسة .

هذا هو السبب يا من كنت رئيساً .

قال تعالى : (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) {البقرة120ْ}

الأحد، 30 يناير 2011

وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ

(وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ)

هل هذا حاكم مخلص لوطنه ، يرى الشعب يخلعه ويصر على البقاء حتى أخر شاب يضرب بالرصاص المطاطي ويخنق بالقنابل المسيلة للدموع .

هل هذا حاكم شرعي لا يريده شعبه فيحافظ على عرشه على حساب دماء شباب برئ كل ذنبه أنه لم يستطع الصبر على الظلم والذل والقهر والبطالة والمرض.

فيا أيها الرئيس :

إن الديمقراطية التي حكمتم بها مصر هي التي تفرض عليك الآن أن تتنازل عن الحكم ولا تدافع عنه ، حقناً لدماء الأبرياء وعصماً لأرواح الشعب الذي لا يريدك .

أليست الديمقراطية هي حكم الشعب ، فها هو الشعب الذي زورتم إرادته في الإنتخابات البرلمانية يرفض وجودكم.

فهل ترحلون !!

اليوم .. قبل .. الغد !!

لا تتمسكون بها لهذه الدرجة المريبة !!

وتذكر قوله تعالى : (وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (*) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ) القصص (40:39).

وقوله عليه الصلاة والسلام : ( إن المتكبرين يحشرون يوم القيامة كأمثال الذرّ يطؤهم الناس بأقدامهم )

الجمعة، 28 يناير 2011

يوم الحساب بمصر



يوم الحساب بمصر

الأربعاء، 26 يناير 2011

مصر التي ثارت

المصريون .. ثائرون .. غاضبون .. ناقمون .. يتسائلون

مصر التي نحلم بها أين تكون .. ؟؟ ؟؟ ؟؟ ؟؟

ليس من المنطق الآن أن تلوم الذين خرجوا إلى الشوارع والميادين المصـرية يبحثون عن مكان يتنفسون فيه الحرية ويصـرخون فيه بأعلى صوتهم .. لا للظلم .. لا للإستبداد .. لا للإستعباد .. لا للبطالة .. لا للقهر .. لا للجوع .. لا لإرتفاع الأسعار .. لا للقتل والتعذيب داخل أقسام الشـرطة .. لا للحكم مدى الحياة .. لا لتوريث الحكم .. لا لمجلس شعب معدوم الرقابة .. لا لحكومة الأغنياء ورجال الأعمال.

ليس من المعقول أن تعنفهم على (خروجهم) في ظل هذه الأزمة العنيفة التي من المفترض أن تهز عرش الحكم في مصر ، وأن يدب الخوف والفزع بسببها في صدور المنتفعين منه أن تحرقهم نيران الغضب الشعبي التي أحرقت من قبل (بن علي وزبانيته).

ليس من العدل أن تنتقد المظلوم الذي نفد صبره وسُفك دمه ، وتترك الظالم الذي لا دم له.

ليس من الممكن أن تتحدث عن شرعية الأحداث ، ودماء الأبرياء الذين قتلوا من رصاص الشـرطة ما زال يسيل على الأرض.

ليس هناك كلام سأقوله عن ما يحدث الآن في مصـر سوى بعض النصائح للحكام والمحكومين في مقالات قادمة بإذن الله

الجمعة، 14 يناير 2011

( إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ )

ما أكثر الليالي التي يختبئ في ظلامها المظلومون ، وما أصعب تلك اللحظات التي تمر عليهم فيبكون ، إنهم يتألمون ويتحسرون على ضعفهم وعجزهم الذي استغله الظالمون ، فلا يجدون ملجأ يلجأون إليه ولا مفراً يفرون إليه إلاّ باب الواحد القهار فيطرقون عليه بشدة وإصرار يسألون الله سبحانه وتعالى المنتقم الجبار أن يقتص لهم ممن ظلمهم وأن يعيد إليهم حقوقهم ويرد إليهم نصيبهم .

فيا أيها المظلوم صبراً لا تهن .. إن عين الله يقظى لاتنام نم قرير العين وأهنأ خاطرا .. فعدل الله دائم بين الآنام وإن أمهل الله يومـاً ظـالماً .. فإن أخذه شديد ذي انتقام

إلى كل مظلوم تسلط عليه ظالمه فاستولى على ماله وأخذ نصيبه غصباً ، إلى كل أرملة قُتل زوجها ظلماً ، إلى كل ثكلى فقدت أولادها غدراً ، إلى كل يتيم قُتل أباه بغياً ، إلى كل فقير هُدّمت داره أشراً وبطراً .

إلى كل مظلوم من المظلومين أبشر ، فقد وعدك الله رب العالمين أنه سينتقم لك من أولئك الظلمة المجرمين ، قال سبحانه وتعالى : ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ .

أبشر أيها المظلوم فقد استجاب الله عز وجل لدعوتك التي دعوتها يوم ظُلمت ، ففي حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه الذي حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ثلاثة تستجاب دعوتهم : الوالد ، والمسافر ، و المظلوم ) ، وجزم بهذه الاستجابة النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن : دعوة المظلوم ، و دعوة المسافر ، و دعوة الوالد لولده ) .

أبشر أيها المظلوم فلن يرد الله عز وجل دعائك ، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه وحسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاثة لا يرد الله دعاءهم : الذاكر الله كثيرا ، والمظلوم، والإمام المقسط ) ، فلا يساورك شك قط في قبول دعوتك على ظالمك ، ولا تعتقدن أن كثرة ذنوبك ستحول بينك وبين استجابة الله عز وجل لها ، فالله عز وجل يستجيب لدعوة من ظُلم من الكفار ، ففي الترغيب والترهيب للحافظ المنذري وحسنه لغيره الألباني من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (دعوة المظلوم وإن كان كافرا؛ ليس دونها حجاب ) ، ويستجيب الله عز وجل لمن ظُلم ولو كان فاجراً ، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه أحمد في مسنده وحسنه الألباني رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( دعوة المظلوم مستجابة ، و إن كان فاجرا ، ففجوره على نفسه ) .

فيا أيها المظلوم ، لما الحُزن والحَزن ، لما الخوف والهلع ، لما السخط والجذع ، ألم يجعل الله عز وجل دعوتك تصعد إلى السماء وكأنها شرارة ، أخرج الحاكم في المستدرك وصححه الألباني من حديث عبد الله بن عمر مرفوعاً (اتقوا دعوة المظلوم ، فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة)

ألم يقسم لك ربك أنه سيستجيب لدعوتك وإن طال وقتها ، كما جاء في حديث خزيمة بن ثابت رضي الله عنه وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع ( اتقوا دعوة المظلوم ، فإنها تحمل على الغمام ، يقول الله : وعزتي و جلالي لأنصرنك ولو بعد حين ) .

أتهــزأ بالدعــاء وتزدريه ولا تدري

ما صنع الدعاء سهام الليل لا تخطيء

ولكن لها أمـــد وللأمـــد انقضاء

فقم في ثلث الليل الآخير وترقب نزول الملك القدير كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له )، وارفع يديك إلى السماء وقل :

يا من أجاب دعاء نوح فانتصر ، وحملته فى فلكك المشحون ، يا من أحال النار حول خليله روحا وريحانا بقولك كونى ، يا من أمرت الحوت يلفظ يونسا وسترته بشجيرة اليقطين ، يا رب إنا مثله فى كربة ، فارحم عبادا كلهم ذو النون.

يا أيها الظالم ..

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً

فالظلم يرجع عقباه إلى الندم

تنام عينــاك والمظلــوم منتبه

يدعو عليك وعين الله لم تنـم

اتق الله يا ظالم :

فالظالم لا ينال عهد الله سبحانه وتعالى : ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ

اتق الله يا ظالم :

فالظالم حُرم هداية الله سبحانه وتعالى : ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ

اتق الله يا ظالم :

فالظالم لا يحبه الله تعالى : ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ

اتق الله يا ظالم :

فالظالم يلعنه الله تعالى ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ، وقال تعالى : ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ

اتق الله يا ظالم :

فالظالم جزاؤه النار ، قال الله سبحانه وتعالى حكاية عن ولد آدم المظلوم في حديثه مع أخيه الظالم ،ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯝ ﯞ ﯟ

اتق الله يا ظالم :

فالظالم له عذاب أليم ، قال تعالى : ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ، وقال عز وجل : ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ، وقال عز وجل : ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ، وقال تعالى: ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ، وقال تعالى : ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ، وقال تعالى : ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ، وقال تعالى : ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ، وقال عز وجل : ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ،وقال تعالى : ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ .

اتق الله يا ظالم : فلقد جعل الله عز وجل للظالمين موعداً لهلاكهم ، قال سبحانه وتعالى : ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ

اتق الله يا ظالم : فلقد توعد الله عز وجل الظالمين فقال : ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ .

وقال عز وجل : ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ

اتق الله يا ظالم : فالله عز وجل لم يقبل في أولئك الظلمة وساطة الأقرباء ولا شفاعة الشفعاء ، فقال رب الأرض والسماء : ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ، ولم يجعل لهم من ينصرونهم ، فقال سبحانه وتعالى : ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ، وقال تعالى : ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ

اتق الله يا ظالم : ألم يحذرك النبي صلى الله عليه وسلم من الظلم ، ومن مغبة الظلم ، ومن وبال الظلم عليك يوم القيامة فقال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه ( اتقوا الظلم ، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) .

اتق الله يا ظالم :

ألم تسمع لوصية النبي صلى الله عليه وسلم حين بعث معاذاً إلى اليمن فقال كما في الصحيحين : ( اتق دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) .

اتق الله يا ظالم :

وأعد الحقوق إلى أصحابها ، فوالله الذي لا إله إلا ّهو لتعيدن هذه الحقوق إلى أصحابها رغماً عنك يوم القيامة ، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء ) ، أعد حق المظلوم ولو كان عوداً من سواك أخذته بغير رضاه ، فقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي أمامة الباهلي إياس بن ثعلبة الحارثي رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه ، فقد أوجب الله له النار ، وحرم عليه الجنة . فقال له رجل : وإن كان شيئا يسير ، يا رسول الله ؟ قال : وإن قضيبا من أراك )

اتق الله يا ظالم :

وتحلل من المظالم التي ستطوق عنقك يوم القيامة ، ففي صحيح الإمام البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم ، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه) ، وفي صحيح الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال : إن المفلس من أمتي ، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا . فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته . فإن فنيت حسناته ، قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه . ثم طرح في النار ) .

اتق الله يا ظالم : ولا يغرنك إمهال الله عز وجل لك ، فإنه سبحانه وتعالى يستدرجك من حيث لا تدري ، قال تعالى : ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮘ ﮙ ﮚ ، وفي صحيح البخاري من حديث أبي موسى الأشعري ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (إن الله ليملي للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته . قال : ثم قرأ : ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ .

أمــا والله إن الظلـم لـشـؤم

ومازال المسيء هو الظلوم

إلى ديـان يـوم الدين نمضي

وعند الله تجتمع الخصـوم

ستعلم في الحساب إذا التقينا غـداً عند الإله من الملـوم

الأحد، 9 يناير 2011

الذكاء الاجتماعي والسحر الحلال!!

الذكاء الاجتماعي والسحر الحلال!!

سلطان بن عبدالرحمن العثيم
2011-01-09 جريدة الوطن القطرية
هو السحر الذي نحتاجه ونطلبه ونعمل على تعلمه والتدرب عليه والاستزادة منه ما استطعنا فهو كالماء الزلال السلسبيل لا نروى منه أبدا. فهو يخاطب فينا الكثير من الأفكار والرؤى، ويجعلنا أكثر قربا من الأهل والأحبة والأصدقاء وأكثر نجاحاً في مجالات العمل والتجارة وأكثر تألقا في ميادين التربية والتعليم والتدريب وبناء الإنسان وتمكينه في الأرض. إنه ولا شك السحر الحلال الذي لا شبهة فيه ولا ضلالة.
يحتاجه الأب والأم والصديق والقريب والبائع والمشتري والداعية والمفكر والكاتب والإعلامي والمدير والموظف والزوج والزوجة والأبناء والبنات. إنه الكنز الذي لا مفر من البحث عنه وبذل الجهد والغالي والنفيس للحصول عليه واقتنائه بأقرب فرصة.
فاقده شخص لا يرى ولا يعرف، وقد لا يذكر وربما يكون منفياً اجتماعياً فهو بكل أسف نكرة ولكن بمعايير المجتمع وليس بمعايير النحو والصرف. فهو فاقد لمهارات التواصل المهمة لأي مشروع من مشاريع الحياة وأي فكرة من أفكار العمل والإنجاز. بل هي المهارة الأساسية في علاقاتنا الحميمية والعاطفية والوجدانية المطمئنة والدافئة في من حولنا.
أسالوا أنشر الرسالةنفسكم الآن وبلا تردد هل تستطيعون العيش من دون الناس الذين حولكم وحواليكم؟
من غير الأقارب والأصدقاء والأحبة؟ من غير الوالدين والإخوة والعائلة والعزوة؟ من غير زوج وزوجة وأبناء يفتخر بهم؟ من غير عملاء؟ من غير زعماء أو حكماء وأهل رأي سديد أو نصيحة رشيدة؟
إن الجواب كما ترون بكل تأكيد لا. فهذا العالم أقامه الله وخلقة بأسلوبه المتفرد لكي يعيش الناس حالة من التكامل بينهم والتعاون الدائم في كل شؤون الحياة فلن تستطيع عزيزي القارئ أياً كان جنسك وجنسيتك. وقدرك وقدرتك. ومكانك وإمكاناتك أن تعيش وحيداً وتسعد وحيداً وتنجح وحيداً وترتقي وحيداً وتحصد الإنجازات تلو الإنجازات وحيد على الإطلاق.
فأعمل عقلك وتعاون مع الجميع بذكاء ذي طابع اجتماعي وأتقن هذه الفنون تحصد النجاح والتألق في جميع الميادين والمجالات الشخصية والأسرية والعملية والمالية والنفسية والروحية، واكتشف كيف يرتقي نجوم المجتمع والأمة والوطن ويعتلون المنصات ويرتدون أعلى الميداليات لقاء أعمالهم وأفعالهم وإحسانهم الذي لا يتوقف أجره ومثوبته حتى بعد الممات وتوقف العمل وفناء العمر ونهاية الرحلة، فأعمالك خالدة والألسنة تلهث بالدعاء لك.

* أتقنوا أبعاد ومهارات الذكاء الاجتماعي الساحرة الآن
هناك عدة أنواع للذكاء يذكرها علماء التنمية البشرية والإدارة وخبراء علم النفس والاجتماع والتربية، ومنها الذكاء اللغوي والمالي والحسابي والعاطفي والاجتماعي وغيرها.
ولكن حديثي اليوم عن أهم سبل التمكن من مهارات وأسرار الذكاء الاجتماعي الذي لو أتقنته عزيزي القارئ سوف تكون على مقربة من أهدافك المختلفة وطموحاتك المتعددة ورغباتك المشروعة، وعندها تحس بالرضا والارتياح عن نفسك فأنت تسير في الطريق الصحيح والذي في نهايته منصة المجد التي سوف تقف عليها أيها البطل.

1/ الابتسامة المشرقة
تدرب من الآن على أن يكون لديك ابتسامة مشرقة جذابة فهي صدقة في المقام الأول. وجواز سفر إلى قلب وروح ووجدان من أمامك ثانياً. تزرع فيها الارتياح والانبساط الكامل ناهيك عن أسرار كبيرة للابتسامة فلها مفعول كبير في إنجاح التفاوض والإقناع والدخول في دائرة اهتمام الطرف المقابل وجذبها إلى دائرة اهتماماتك كما أن للابتسامة أثر كبير في صياغة الود بين الناس وتقريب الهوة وإنهاء الحواجز وتدمير كل العقبات التي من شأنها تحجيم علاقاتنا مع الآخرين أو توتيرها.
وعلى المستوى الإعلامي مهما كان الضيف حاملاً من علم وخبرة وتجارب، فإن لم يكن يحمل إطلالة مبتسمة مشرقة ومشعة فلن يصل إلى قلوب ملايين الجماهير خلف الشاشة.

2/ اللمسات الحانية والسلام الحار
تؤكد الدراسات أن الشعوب التي تستخدم اللمسات الحانية مع الطرف المقابل أكثر متانة في العلاقات وأعظم تواصلاً وأعمق أواصر من غيرها من الشعوب التي لا تستخدمها. كذلك كن مفشياً للسلام وذا مصافحة حارة واقبض يد الشخص الآخر في حال السلام بكل ثقة وكن محتفيا به ومرحباً ثم ضع يدك الأخرى على يده لك تعبر عن صدق عاطفتك تجاهه. ولا تنسى أن تضع عينيك في عينيه مع ابتسامة جميلة فعندها تلتقي الأرواح.
3/ كن منصتاً ولا تكن مستمعاً
كن منصتاً وبعانية شديدة للطرف المقابل وكن معه بكل حواسك وعقلك فهناك فرق بين الإنصات والاستماع. وجل الناس ممن يخلطون هنا فنحن نعني ألا تعطي المتحدث أذنك فقط وهو الاستماع. ولكن أعطه كل انتباهك وتركيزك، وأشعره بالاهتمام والاستمتاع بحديثه وطرحه، وكن صادقاً في التعاطي مع رسالته التي يريد إيصالها إليك.

4/ اجعل الآخر يحس بقدره وقيمته العالية
من أجمل فنون الذكاء الاجتماعي هي إنزال الناس منازلهم وإعطاؤهم القدر والاحترام الكامل والقيمة العالية وتقبيل رؤوس كبارهم وأطفالهم وإجادة فنون الدعاء الطيب لهم والشكر المستمر على أي سلوك أو تصرف إيجابي منهم مما له عظيم الأثر في توطيد العلاقة وزرع الدفء والسكينة.

5/ تحدث بصوت منخفض ولغة رقيقة تكن مقنعاً
في كل حواراتك ورسائلك الصوتية تجنب الحديث بصوت عالٍ أو مرتفع أو لغة حادة مع الطرف الآخر وحافظ على وتيرة الصوت الطبيعية في كل الأحوال مهما كان الحوار جادا أو يحوي على نقاط اختلاف. واستخدام لغة الجسد لتعزيز فكرتك وتدعيمها وإقناع من أمامك.

6/ اطرح الأفكار الإيجابية وتفاعل معها
من أهم إسرار الذكاء الاجتماعي هو طرحك للكثير من الأفكار الإيجابية والإبداعية والمتميزة والتفاعل معها، فالناس من حولك يتفاعلون وينجذبون للأشخاص الإيجابيين والفعالين والمبادرين ويستوطنون في قلوبهم وقد يتبعونهم ويكونون قائدين لهم في أغلب الأحيان، فكن متعاوناً مع الجميع.


7/ تقبل النقد بروح رياضية
لا تكن منزعجاً من النقد وتقبله بروح مشرقة وابتسامة عريضة وخذ منه ما ينفعك واطرح جانبك ما كان تجريحاً أو تجاوزا أخلاقياً عليك ورد على منتقدك فيما جانبهم فيه الصواب بكل وضوح وصراحة، ولكن بقالب دبلوماسي مهذب لا يخلو من الصراحة.
8/ كن صادقاً ومنصفاً
كشفت الكثير من الدارسات أن الصفة الأولى التي يرجوها الناس من القائد وهي الأهم بالنسبة للسواد الأعظم منهم هي المصداقية، وهي من أكثر ما يجعل للإنسان قيمة وقدراً في قلوب الناس وأفئدتهم. وعلى العكس فما أكثر من سقطوا واحتقروا وهمشوا وحوربوا اجتماعياً وأسرياً بسب الكذب والمراوغة والتدليس على الناس.

9/ طبق ما تقول ولا تكن منظراً
هنا تكون قد كسبت ثقة من حولك بكل قوة فالتطبيق خير برهان لكل النظريات والأفكار التي تطرحها والمنطلقات التي تؤمن بها. وهو حجر الزاوية لأي عمل، فالناس لا تؤمن بالمنظر فقط رغم أهمية التنظير ولكن يكمل لمعان هذا القصر الشامخ حينما تتعانق النظرية مع التطبيق.
10/ تمتع بالتواضع والهدوء
كن متواضعا وتعامل ببساطة مع الجميع خصوصاً مع الأطفال وكبار السن وخاصتك من الأهل والأولاد وأهل الضعف والحاجة. وانكسر لهم وتتبع احتياجاتهم وكن سندا لهم ومعينا في هذه الحياة. وأتقن آلية ضبط النفس من أي استفزاز قد تواجه به هنا أو هناك فانفراط عقد الطمأنينة النفسية والهدوء العصبي علامة ضعف ولا شك، والإنسان المتماسك والضابط لانفعالاته هو دائما الأقدر على الوصول دوماً إلى مبتغاه وهدفه. وابتعد عن الكبر والغطرسة ومدح الذات والغرور فهي مظنة كره الناس والنفور منك وإقصائك اجتماعياً.

11/ أتقن فنون التحفيز والتشجيع الدائم
فهي ترياق النجاح والتألق وهي وقود العلاقات مع الناس على اختلاف أعمارهم وأجناسهم فهم يتفاعلون معها كثيراً ويقدرون صاحبها ويضعونه في قائمة أولوياتهم. واحرص على التخلص من كثير اللوم والنقد غير الهادف والاستخفاف بالآخرين أو استخدام صيغ الأمر معهم أو الإجبار فهو مرض عضال يفسد العلاقات ويزيد من توترها، فحاذروا فهي للأسف ثقافة شائعة.
12/ كن محتوياً لمن حولك
تعلم فنون الاحتواء لمن حولك فالأخطاء البشرية غير المقصودة كثيرة، والناس يقدرون من يحتويهم ولا يرصد عثراتهم أو أخطاءهم، فهو القائد المتسامح الذي لا يضّيق على الآخرين بل يأخذ بأيديهم.
13/ أجد فنون التواصل مع الجميع
فنحن الآن في عالم سهل فيه أن نتواصل مع الآخرين، فلا تترك مناسبة أو حدث أو لقاء إلا ولك فيه بصمة وحضور. فتجاهلك للأفراح أو الأتراح أو المناسبات علامة سلبية سوف تؤثر على علاقاتك وسير حياتك وتجعلك في خانة السلبيين والبلداء أو المتعالين. واحذر من تجاهل أي رسالة أو دعوة، فإن لم تستطع الحضور فبادر بالاعتذار والمشاركة الهاتفية على الأقل. ولا تنسوا فضل صلة الرحم وقدرها العالي والخير العميم الذي سوف تجنونه منها.

----------
"الذكاء الاجتماعي في رحاب السيرة"
طبق رسول الله صلى الله عليه وسلم مهارات الذكاء الاجتماعي في فتح مكة العظيم. حيث قال كلمته الشهيرة "من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن" رغم أن أبا سفيان كان كافراً في ذلك التوقيت ومن صفوف الأعداء. ولكن إنزال الناس منازلهم وتقدريهم وتوقيرهم واحترامهم جعل أبا سفيان زعيم قريش يفهم الرسالة المبطنة، ويأتي معلناً إسلامه بعد هذا التعامل الراقي والحضاري والاحتواء من رسول السلام عليه أجل وأطهر الصلاة والسلام.
---------
"تأصيل"
قال تعالى: "وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً"
قال صلى الله عليه وسلم "ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء" أخرجه الإمام الترمذي بسند صحيح.
---------------
*مدرب ومستشار في التنمية البشرية والتطوير CCT
عضو الجمعية الأميركية للتدريب والتطوير ASTD

السبت، 8 يناير 2011

السلفيون وحفظ الأوطان: المنهج والتطبيق

السلفيون وحفظ الأوطان: المنهج والتطبيق
كتبه/ علاء الدين عبد الهادي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني).
هل يحتاج الأمر إلى عناء كبير للتمييز بين مَن يحرص على مصلحة البلاد وأمنها وبين من يريد إشعال نيران الفتن فيها؟!
وهل من الصعوبة بمكان معرفة من يوافق قوله عمله ممن يخرج علينا دومًا بشعارات جوفاء عن المحبة والتسامح؟!
وهل يستوي اليقظ لقضايا الأمة المصيرية الواعي لدوره تجاهها مع من يتعصب دائمًا لأجندته المبنية على العصبية الجاهلية البغيضة لإخوانه من أهل الكفر والنفاق؟!
إجابتي -بل إجابات الكثيرين في أغلب الأحيان- ستكون بالنفي إذ الواقع خير شاهد، ولكن المغرضين أصحاب الأقلام المأجورة والمناهج الفاسدة سيكون لهم بالتأكيد رأي آخر.
كم مرة سمعنا فيها وقرأنا اتهامًا مغرضًا للإسلاميين عمومًا "والسلفيين خصوصًا" بأنهم أساتذة التشدد، وأصحاب التطرف، ورعاة والإرهاب؟!
وكم مرة رأينا فيها السلفية تُقرن بالفتن الطائفية، وهي من الفتن براء؟!
"
السلفية "منهج إصلاح" شامل، وهو منهج وسط بين منهجين، منهج التغيير المسلح الصدامي من جهة ومنهج التغيير السياسي المتلون من جهة أخرى
"
وكم رماها أعداؤها –عن قلة علم أو سوء نية- بضد ما تدعو إليه من منهج إسلامي صاف عن البدع والأهواء والأفكار المحدثة غربيها وشرقيها؟
ومما رُمي به السلفيون دومًا في خضم هذه المعركة أنهم أناس لا يحبون أوطانهم، بل هم شر على أوطانهم من أعدائها المعلنين بالعداوة، بل زعم المبطلون أنه ما أصاب البلاد من فتن وأمراض اجتماعية إلا جراء انتشار أفكارهم واستفحال خطرهم!
ولك الله إن تركت وحدك في معركة مع هؤلاء في خصومة هم فيها الخصم والحكم، ولك الله حينما لا يكون عدوك عدوًا عاقلاً ولا حكما منصفا.
أما المنصف -وإن خالفك- إذا أراد أن يحكم عليك أو على جماعة بشرية يجمعها إطار منهجي معين؛ فإنه يرجع إلى الأصول العقدية لهذا المنهج أولاً من واقع مراجعه وأصوله؛ ويرجع ثانيًا إلى التطبيق العملي من قبل هذه الجماعة البشرية لهذه الأصول من واقع تاريخهم والأحداث التي مرت بهم، يفعل ذلك بتجرد ثم يقدم رؤيته وحكمه.
ولكن القوم لم يكونوا صادقين مع أنفسهم فضلاً عن أن يكونوا كذلك مع غيرهم؛ فيتبعوا هذا الطريق المنصف، ولم يكونوا عادلين في أحكامهم إذ تحركهم دومًا الأهواء وليس طلب الحق، ولم يتحلوا كذلك بالشجاعة العلمية اللازمة ليقارعوا الحجة بالحجة والبيان بالبيان، بل عادتهم التشغيب وعلو الصوت، وإلقاء التهم جزافا، ثم الهروب من المواجهة، ودأبهم المسكنة الزائفة وبكاء حال الأوطان، والتشبه بلابس ثوب الحكمة، والحكمة له مجافية.
فهيا في هذه العجالة نستعرض منهج السلفيين وأفعالهم في هذا الجانب -الحفاظ على الأوطان-؛ لكي نكون على بصيرة من أمرنا ونخلص الحقائق من الأكاذيب.
أولاً: في الجانب المنهجي:
لو طالعت كتب السلفيين ومراجعهم وأدبياتهم لوجدت كثيرًا من المصطلحات ذات الدلالة بخصوص حديثنا هنا عن أمن الأوطان والحفاظ عليها، ومن ذلك:
1-السلفية منهج إصلاح:
فالسلفية "منهج إصلاح" شامل، وهو منهج وسط بين منهجين، منهج التغيير المسلح الصدامي غير المنضبط بضوابط الشرع في الدماء والأموال ولا العابئ بالمفاسد والمصالح ولا المراعي لموازين القدرة والعجز ، ومنهج التغيير السياسي المتلون من جهة أخرى؛ فبينما سعى الاتجاهان الآخران للسلطة -بالعنف أو بصناديق الانتخابات- لنوال الحكم والسيطرة عليه أو المشاركة فيه لم يسع السلفيون للحكم بأنفسهم ولا دعوا إلى أنفسهم وأعلامهم، بل يدعون دائمًا إلى أن يكون الحكم لله، وأن يُحكموا هم بشرعه، وليس أن يتولوا هم هذا الحكم بالضرورة.
وهذا التغيير المنشود ليس مبهمًا ولا ضبابيًا، بل هو تغيير منصب أساسًا على البشر، وموجه إلى عامة الناس، قوامه الحرص على إيجاد الفرد المسلم الذي حسن إسلامه، وتم بناء شخصيته في تكامل مأخوذ من تكامل الإسلام نفسه؛ تربية متوازنة وعلمًا نافعًا، وعملاً صالحًا، وعقيدة سليمة، وأخلاقا حسنة، وسلوكًا سويًا كما بين الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك كله في سياق بيانه للدين في حديث جبريل عليه السلام عن الإسلام الإيمان والإحسان.
وهو كذلك تغيير قائم على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وفهم الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان من السلف الصالحين أئمة الدين، دعوة لتغيير لحياة الأفراد ونظام المجتمع وأسلوب الحكم، وليس تغييرًا أجوف من أجل التغيير فحسب، ولا تغييرًا ذا نظرة ضيقة من أجل إسقاط حزمة قوانين ومواد دستورية، أو معارضة لحكم قائم أو خروجًا عليه، ولا لتغيير أوجه واستقدام آخرين، ولا لنصرة حزب سياسي ذي أجندة غير مستمدة من أحكام الشرع الحكيم.
"
السلفيون لا يستحلون دماء المسلمين ولا المعاهدين من غيرهم، ولا أعراضهم، ولا أموالهم، ويرونها كلها معصومة محرمة بعصمة الشرع وتحريمه لها
"
2-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
ويرتبط بما سبق من عرض للمنهج السلفي قضية الاحتساب، أي إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، وإشاعته قدر الإمكان والوسع والطاقة بين كل من يقدر عليه، نصحًا يقوم به بنفسه أو بغيره متعاونا معه في ذلك، أو تنبيهًا لغيره من القادرين عليه، وهذه الحسبة لها ضوابط وآداب ينبغي على القائم بها مراعاتها وإلا كان مفسدًا غير مصلح، منفرًا من الحق غير داع إليه، بل ينبغي للمحتسب أن يكون مخلصًا في ذلك حتى تكون دعوته إلى الله وليس إلى نفسه، صابرًا على ما أصابه، كما ينبغي أن يكون أمره بالمعروف معروفًا ونهيه عن المنكر غير منكر كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، والذي يلقبه غير المنصفين بإمام التطرف، ومنظر الإرهاب، وكأنهم لم يطالعوا منهج الإمام.
وإن كان غير السلفيين يتشدقون بالدعوة إلى "الإيجابية" والحراك المجتمعي من أجل التغيير وغير ذلك من الألفاظ الرنانة، فالسلفيون رأوا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشروطه وضوابطه وإصلاح المجتمع على نور الوحي وضوء الشريعة أفضل فعل إيجابي يقومون به كما أمر الله، من أجل حفظ هذا المجتمع وصيانة هذه الأوطان.
3-مراعاة المفاسد والمصالح:
ويرتبط بما سبق من منهجهم أيضًا مراعاة المفاسد والمصالح، فهم يجتهدون في استجلاب المنافع والمصالح ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، ويدفعون المفاسد والمضار عن المسلمين قدر طاقتهم، ويتعبدون لله بتقديم أكبر المصلحتين إن تعارضتا، ودفع أكبر المفسدتين إن أوشك حدوثهما معًا، وذلك في كافة شئونهم من الفعل والترك، والأمر والنهي، والحركة والسكون، والنطق والسكوت، بل لعل هذه الجملة: "مراعاة المصالح والمفاسد" لم توجد أكثر انتشارًا إلا على ألسنة العاملين بمنهاج النبوة؛ السائرين على طريق السلف الصالح.
مع تأكيدهم على أن موازنة المصالح والمفاسد إنما يكون بميزان الشريعة المعصومة فنقدم ونعظم ما قدمه وعظمه الله الحكيم ورسوله الأمين صلى الله عليه وسلم ونؤخر ما أخره الله ورسوله كذلك.
4-أدب الخلاف:
والسلفيون أقروا بوقوع الاختلاف بين الناس في التصورات والرؤى، وما يتبع ذلك من أحكام وتوجهات؛ إذ الاختلاف سنة كونية، فأصلوا له أصولاً شرعية مستمدة من الكتاب والسنة، ونصوا على آداب مأخوذة منهما، وتأسوا في ذلك بسلف الأمة الذين وسعهم ما ينبغي أن يسعنا، والذين أنكروا على أشياء أخرى ينبغي علينا إنكارها هي وأشباهها.
وفرق السلفيون بين خلاف التنوع وخلاف التضاد، وبين الخلاف السائغ الذي لا يصادم كتابا ولا سنة ولا إجماعا ولا قياسا جليا وبين الخلاف غير السائغ الذي يعارض النصوص والإجماع، وذكروا الواجب نحو هذا الخلاف في كل حالة من هذه الأحوال.
فاختلاف التنوع يستثمر في تحقيق التكامل في العلوم والأعمال حتى ترتقي الأمة بأبنائها ويصلح المجتمع المسلم.
واختلاف التضاد السائغ يحتمل ويبقى الود والحب والأخوة في الله.
واختلاف التضاد غير السائغ يرد ويحارب بإحقاق الحق وبيانه وإبطال الباطل وإزهاقه، مع التفريق بين المصر على الكفر أو البدعة أو الضلالة فيُبغض ويُحذر منه وبين المجتهد المخطئ الذي عامة حياته وأعماله في نصرة دين الله واتباع كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا إن زل في مسألة بخصوصها يرد فيها قوله وتبقى منزلته وتذكر حسناته ويدعى له بالمغفرة.
كذلك دعا السلفيون الناس برفق لتضييق فجوة الخلاف بالالتفاف حول الكتاب والسنة، والاجتماع على كلمة التوحيد، وعرضوا كل هذه القضايا برقي ووضوح لم يوجد مثله عند كثير من "المستنيرين" المزعومين؛ الذين يتهمون السلفية بجمود الفكر وضلال المذهب، وينسبون إليها كل بلية استجلبوها هم علينا، في الوقت الذي يمارسون ضد السلفيين كل ما يستطيعونه مِن: صور الاستهزاء، والحرب، والتضييق ، والملاحقة.
والحاصل: أنه كان لهذا الأدب السامي في الخلاف عامل كبير في تواصل السلفيين مع غيرهم ممن خالفوهم -وإن كنا نطمع بمزيد من التواصل البنَّاء لا سيما مع الإسلاميين-، كذا كان لهذا التواصل كبير الأثر في حفظ الأمن الاجتماعي.
"
حب السلفيين لأوطانهم وعملهم من أجله إنما هو نابع من دينهم وعقيدتهم؛ فخالفوا بذلك أهل الدعوة إلى القومية والوطنية والتحزبات الطائفية الإقليمية، وغير ذلك من الدعاوى الفارغة
"
5-قضايا الإيمان والكفر:
كل ما ذكرنا وغيره إنما هو راجع في الأساس لأصل العقيدة عند السلفيين، والتي اشتركوا فيها -بفضل الله- مع عامة المسلمين الموحدين أتباع الحق في مشارق الأرض ومغاربها، والتي انتظمت حولها كل العقائد السلفية الأخرى على ضوء الشريعة أيضًا، ونعني بهذه العقيدة قضايا الإيمان والكفر.

فالسلفيون يثبتون الإسلام لكل من نطق الشهادتين وبرأ من الشرك، ويعتبرونه أخًا لهم وحسابه على الله -تعالى-, ولا يتوقفون في ذلك ولا يمتحنون غيرهم على الإيمان، ولا يكفرون أحدًا بذنب وإن كان مرتكبًا كبيرة ما دام غير مستحل لها، ويرون صحة الصلاة خلف كل بر وفاجر، وصحة الجهاد خلفه إن كان ذا راية غير جاهلية ممن تولى أمور المسلمين ما دام يقودهم بكتاب الله في الجملة، وفسقه إن كان فاسقا فعلى نفسه، ويسألون الله الثبات للبار، ويسألونه الهداية للعاصي، ويترحمون على أموات المسلمين ولو لم يعرفوا شخوصهم ولم يخالطوهم.
والسلفيون لا يستحلون دماء المسلمين ولا المعاهدين من غيرهم، ولا أعراضهم، ولا أموالهم، ويرونها كلها معصومة محرمة بعصمة الشرع وتحريمه لها، ولا يرون تكفير مسلم بلا بينة أوضح من الشمس في وضح النهار، ولا يسارعون فيه بل لابد لديهم من استيفاء شروط وانتفاء موانع محلها مظانها يفتي بها أهل العلم الأثبات، ويفرِّقون بين كفر العين وكفر النوع؛ فليس كل من وقع في شيء من أفعال الكفر كافرًا، بل لعله جاهل أو متأول؛ فيعذرون الجاهلين بجهلهم الناشئ عن عدم البلاغ، ويجتهدون في تعليمهم، والتحذير من الشرك وأبوابه وذرائعه بالحسنى والكلمة الطيبة.
والأصل في المسلمين -الذين ولدوا على الإسلام أو نطقوا الشهادتين أو أقاموا الصلاة- الإسلام إلا ما طرأ عليهم، والسلفيون يوالون عامة المسلمين ويناصرونهم مهما تباعدت أوطانهم واختلفت لغاتهم؛ يحبونهم لإسلامهم وإن ظلموهم وأخذوا أموالهم، فيكرهون منهم ظلمهم ومعصيتهم وبدعتهم إن وقعوا في شيء من ذلك، ويحبونهم بقدر ما معهم من إيمان وطاعة, ويزوجونهم ويتزوجون منهم، ويأكلون طعامهم ويطعمونهم، ولا يرون لأنفسهم فضلاً على أحد إلا بما سمى الله -تعالى- من التقوى التي في القلوب فلا يطلع عليها إلا هو.
ثانيًا: في الجانب العملي:
السلوك مرآة الفكر، وما يعتقده الناس في دواخلهم يظهر على تصرفاتهم واختياراتهم، فكل ما يشيع بين أفراد جماعة بشرية ما فإنما هو محصلة عقيدتهم وخلاصة آرائهم؛ لذلك لم يختلف -بفضل الله- الجانب العملي لدى عامة السلفيين -بشتى توجهاتهم- عن المنهج العقدي الذي عرضنا لجانب منه في هذه المقالة، ولم يناقضوا أنفسهم بالادعاء علنًا غير ما يفعلونه ويفتون به ويحثون عليه، وقد كان السلفيون -بفضل الله وحده عليهم وبعصمته لمنهجهم- أحرص الناس على الاجتماع ونبذ التفرق، وأكثرهم تمسكًا بحماية الأوطان والبلاد والعباد، وإيثار المصلحة العامة الحقيقية -على ضوء الشريعة- على كل مصلحة أخرى تتدخل فيها الأهواء، وصحيح أنهم لم يروا للأنظمة المدنية العالمانية ولاية شرعية -نسبة إلى الشرع- إلا أن ذلك لم يمنعهم من قبول الحق منهم إن قالوه أو فعلوه، كذا التعاون معهم عليه من غير مداهنة ولا نفاق.
"
أي باحث منصف في شئون الصحوة الإسلامية المباركة يقر بدور المنهج السلفي والسلفيين قديمًا وحديثًا في تقليص دائرة العنف، والعنف المضاد
"
لم يقف السلفيون –وسائر المسلمين- يومًا في وجه السلطات الأمنية مصطدمين بهم -وإن ضيقت عليهم السلطات نفسها-، ولم يشتبكوا معهم أو يناوشوهم إذ يرونهم محل دعوة كغيرهم من المسلمين، ولم يتحدوهم ليعلنوا حالة من الفوضى المتعمدة، ولم يلقوا عليهم يومًا قنابل المولوتوف ولا أدموهم بالحجارة، ولا واجهوهم بالأسلحة البيضاء والعصي وقضبان الحديد، ولم ير السلفيون في ذلك "حربًا مقدسة" يستنفر لها الناس ويُحشد لها راغبو "الشهادة".
لم يتجمع السلفيون يومًا بالآلاف؛ ليحاصروا مبنى المحافظة، أو يحاولوا اقتحام أسوارها عنوة، ولا تحطيم المباني والممتلكات العامة، والمنشآت الحكومية واحتجاز من فيها كرهائن ليفرضوا رأيهم بالقوة أو ينالوا ميزة بالإرهاب أو يفرضوا أمرًا واقعًا رغم أنف الجميع .
لم يتعاون السلفيون مع أعداء دينهم ووطنهم في الداخل ولا في الخارج، ولا فتحوا معهم قنوات للاتصال والحوار، ولا نسقوا مع أحد أو جهة ما بالمهجر ولا غيره من أجل الضغط على حكوماتهم أو بلدانهم، ولا لأجل كسب ورقة جديدة في مفاوضات من أجل مصلحة طائفية على حساب البلاد.
لم يروع السلفيون الآمنين من السكان في بيوتهم، ولم يتسببوا في الذعر للمارة في الطريق، ولا للطلبة والطالبات في مدارسهم، ولا تدربوا وسطهم على حرب الشوارع وكر العصابات وتطويق الهيئات واختطاف الرهائن.
ذلك كله وغيره ذلك كثير لم يفعله السلفيون؛ ليس ضعفًا منهم أو غفلة عن هذه الأساليب الرخيصة، ولكن لقوة لديهم يستمدونها من الشرع، وليقظة لديهم تدلهم على عدم مشروعية كل هذه الأعمال التخريبية وخطرها على أوطانهم ودعوتهم وأهليهم -عامة الشعب المسالم- وعلى البلاد ككل.
وأي باحث منصف في شئون الصحوة الإسلامية المباركة يقر بدور المنهج السلفي والسلفيين قديمًا وحديثًا في تقليص دائرة العنف، والعنف المضاد بين الحكومة والجماعات الإسلامية التي كانت وقتها صدامية –وذلك قبل المراجعات- عن طريق نشر المنهج السلفي وضوابط التغيير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين الشباب الملتزم وتوجيه طاقاتهم وترشيدها نحو البناء لا الهدم، والتواصل لا التصادم .
السلفية هي الإسلام بنقاء:
وبقي أن نذكر أمرًا مهمًا، وهو أن ما ذكرناه من قضايا منهجية وكيف طبقها السلفيون ليست وصفًا لمنهج منفصل عن الإسلام، بل هو الإسلام ذاته، وليس نتاج خبرات أو آراء فكرية بشرية بل هو المنهج الرباني الذي ورثناه عن الصحابة، والذي اصطلحنا على تسميته بالسلفية، ولا نتعصب للاسم ولا نحتكره فكل من رأى صحة ذلك المنهج واتبع قواعده الشرعية فهو عندنا "سلفي" المنهج، سليم العقيدة، صائب الرأي ولو لم يتسم بهذا الاسم؛ إذ الولاء على الإسلام ذاته، وليس تعصبًا لاسم.
إن أردت لذلك بيانا فلتعلم أن عمدتهم في قضية الإيمان مثلا قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ) (رواه مسلم)، وفي إيكال الناس إلى ربهم قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَفَلا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ) (متفق عليه)، وفي عدم تكفيرهم بذنب –إلا المستحل- قوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) (النساء:48) وأما في الشركيات فلا بد من استيفاء الشروط وانتفاء الموانع –كالصغر والجنون والإكراه والخطأ والنسيان والجهل والتأويل- وليس منها الاستحلال، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، وفي مخاطبة الناس بالحسنى قوله -تعالى-: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (النحل:125).
وفي النهي عن إشاعة الفتن والترويج لها والحث عليها ما قدمنا به المقال قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)، وفي أخوة عامة المسلمين قوله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات:10)، وغير ذلك مما تجده مبثوثًا منتشرًا مبذولاً في كتب السلفيين ومجالسهم ومصادرهم ومواردهم، منصوصا عليه في الكتاب، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في السنة، ولكن قلَّ المنصف!!
وكذلك حب السلفيين لأوطانهم وعملهم من أجله إنما هو نابع من دينهم وعقيدتهم؛ فخالفوا بذلك أهل الدعوة إلى القومية والوطنية والتحزبات الطائفية الإقليمية، وغير ذلك من الدعاوى الفارغة التي زرعها فينا الاحتلال بحدود سياسية مصطنعة حتى أصبحت هذه الحدود المستحدثة كالخلايا السرطانية في جسد الأمة الجريح تقطع أوصالها وتبتر أرجائها.
فأرضنا هي أرض الإسلام كله، وتبلغ حيث بلغ الأذان، وارتفعت كلمة القرآن، حبنا لأوطاننا ليس تشدقا وحبا للظهور وتكسبا وتجارة باسم الوطن، بل محبةَ أن يظهر الخير فيها وعليها، وليس تشبهًا بعصبية أهل الجاهلية لأرضهم؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم- في دعوى الجاهلية: (دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ) (متفق عليه)، وحبنا لأوطاننا فطرة جعلها الله في قلب كل من شب فوق أرض ما واستظل بسمائها.
فضلاً عن كون مصرنا الغالية الآن هي قلب الإسلام النابض، وكنانته التي يرمي بأسهمها عدوه، وبيضته التي يتقي بها شرورهم.
وهكذا وبالرغم من كل ما سبق بيانه وثبت منهجيًا، وثبت كذلك واقعيًا؛ كانت دائمًا السلفية -والسلفيون بالتبع- في مرمى القذف بالباطل، وفي دائرة الاتهام، وقد لاقى السلفيون ذلك بلا ذنب جنوه ولا مخالفة ارتكبوها، تتناوشهم الأيدي مرة وهم ثابتون، ويؤخذون بجريرة غيرهم وهم صابرون محتسبون، ويرميهم العالمانيون، والكُتَّاب المأجورون، والمتآمرون، والإعلاميون -السطحيون منهم، وغير المنصفين، وحتى الدراميون إذا فاقوا من سكرهم وشهواتهم- يرمونهم بالبعد عن صحيح الدين ووسطيته -وليتنا نتعلم منهم أين وسطيته تحديدًا-، بل يستعْدون عليهم غيرهم، ويشوهون لدى الناس دعوتهم، ويغرقونهم بالجرح والاستهزاء واللمز، ويتهمونهم بسرقة المجتمع، والتخلف والجمود الفكري، والتسويق لثقافة البداوة والانعزال والتطرف والإرهاب، والأعجب من ذلك بإثارة الفتن والخطر على الأوطان! وفي الوقت نفسه يوالون أهل "الحرب المقدسة" ويسارعون فيهم!
والآن أخبرني أيها القارئ: هل يحتاج الأمر إلى عناء كبير للتمييز بين من يحرص على مصلحة البلاد وأمنها، وبين من يريد إشعال نيران الفتن فيها؟!
وهل من الصعوبة بمكان معرفة من يوافق قوله عمله ممن يخرج علينا دومًا بشعارات جوفاء عن المحبة والتسامح؟!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

منقول من موقع www.salafvoice.com موقع صوت السلف

شارة فيسبوك

post

احدث مواضيعنا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة