الاسلام سؤال وجواب

الجمعة، 14 يناير 2011

( إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ )

ما أكثر الليالي التي يختبئ في ظلامها المظلومون ، وما أصعب تلك اللحظات التي تمر عليهم فيبكون ، إنهم يتألمون ويتحسرون على ضعفهم وعجزهم الذي استغله الظالمون ، فلا يجدون ملجأ يلجأون إليه ولا مفراً يفرون إليه إلاّ باب الواحد القهار فيطرقون عليه بشدة وإصرار يسألون الله سبحانه وتعالى المنتقم الجبار أن يقتص لهم ممن ظلمهم وأن يعيد إليهم حقوقهم ويرد إليهم نصيبهم .

فيا أيها المظلوم صبراً لا تهن .. إن عين الله يقظى لاتنام نم قرير العين وأهنأ خاطرا .. فعدل الله دائم بين الآنام وإن أمهل الله يومـاً ظـالماً .. فإن أخذه شديد ذي انتقام

إلى كل مظلوم تسلط عليه ظالمه فاستولى على ماله وأخذ نصيبه غصباً ، إلى كل أرملة قُتل زوجها ظلماً ، إلى كل ثكلى فقدت أولادها غدراً ، إلى كل يتيم قُتل أباه بغياً ، إلى كل فقير هُدّمت داره أشراً وبطراً .

إلى كل مظلوم من المظلومين أبشر ، فقد وعدك الله رب العالمين أنه سينتقم لك من أولئك الظلمة المجرمين ، قال سبحانه وتعالى : ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ .

أبشر أيها المظلوم فقد استجاب الله عز وجل لدعوتك التي دعوتها يوم ظُلمت ، ففي حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه الذي حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ثلاثة تستجاب دعوتهم : الوالد ، والمسافر ، و المظلوم ) ، وجزم بهذه الاستجابة النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن : دعوة المظلوم ، و دعوة المسافر ، و دعوة الوالد لولده ) .

أبشر أيها المظلوم فلن يرد الله عز وجل دعائك ، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه وحسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاثة لا يرد الله دعاءهم : الذاكر الله كثيرا ، والمظلوم، والإمام المقسط ) ، فلا يساورك شك قط في قبول دعوتك على ظالمك ، ولا تعتقدن أن كثرة ذنوبك ستحول بينك وبين استجابة الله عز وجل لها ، فالله عز وجل يستجيب لدعوة من ظُلم من الكفار ، ففي الترغيب والترهيب للحافظ المنذري وحسنه لغيره الألباني من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (دعوة المظلوم وإن كان كافرا؛ ليس دونها حجاب ) ، ويستجيب الله عز وجل لمن ظُلم ولو كان فاجراً ، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه أحمد في مسنده وحسنه الألباني رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( دعوة المظلوم مستجابة ، و إن كان فاجرا ، ففجوره على نفسه ) .

فيا أيها المظلوم ، لما الحُزن والحَزن ، لما الخوف والهلع ، لما السخط والجذع ، ألم يجعل الله عز وجل دعوتك تصعد إلى السماء وكأنها شرارة ، أخرج الحاكم في المستدرك وصححه الألباني من حديث عبد الله بن عمر مرفوعاً (اتقوا دعوة المظلوم ، فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة)

ألم يقسم لك ربك أنه سيستجيب لدعوتك وإن طال وقتها ، كما جاء في حديث خزيمة بن ثابت رضي الله عنه وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع ( اتقوا دعوة المظلوم ، فإنها تحمل على الغمام ، يقول الله : وعزتي و جلالي لأنصرنك ولو بعد حين ) .

أتهــزأ بالدعــاء وتزدريه ولا تدري

ما صنع الدعاء سهام الليل لا تخطيء

ولكن لها أمـــد وللأمـــد انقضاء

فقم في ثلث الليل الآخير وترقب نزول الملك القدير كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له )، وارفع يديك إلى السماء وقل :

يا من أجاب دعاء نوح فانتصر ، وحملته فى فلكك المشحون ، يا من أحال النار حول خليله روحا وريحانا بقولك كونى ، يا من أمرت الحوت يلفظ يونسا وسترته بشجيرة اليقطين ، يا رب إنا مثله فى كربة ، فارحم عبادا كلهم ذو النون.

يا أيها الظالم ..

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً

فالظلم يرجع عقباه إلى الندم

تنام عينــاك والمظلــوم منتبه

يدعو عليك وعين الله لم تنـم

اتق الله يا ظالم :

فالظالم لا ينال عهد الله سبحانه وتعالى : ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ

اتق الله يا ظالم :

فالظالم حُرم هداية الله سبحانه وتعالى : ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ

اتق الله يا ظالم :

فالظالم لا يحبه الله تعالى : ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ

اتق الله يا ظالم :

فالظالم يلعنه الله تعالى ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ، وقال تعالى : ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ

اتق الله يا ظالم :

فالظالم جزاؤه النار ، قال الله سبحانه وتعالى حكاية عن ولد آدم المظلوم في حديثه مع أخيه الظالم ،ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯝ ﯞ ﯟ

اتق الله يا ظالم :

فالظالم له عذاب أليم ، قال تعالى : ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ، وقال عز وجل : ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ، وقال عز وجل : ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ، وقال تعالى: ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ، وقال تعالى : ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ، وقال تعالى : ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ، وقال تعالى : ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ، وقال عز وجل : ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ،وقال تعالى : ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ .

اتق الله يا ظالم : فلقد جعل الله عز وجل للظالمين موعداً لهلاكهم ، قال سبحانه وتعالى : ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ

اتق الله يا ظالم : فلقد توعد الله عز وجل الظالمين فقال : ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ .

وقال عز وجل : ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ

اتق الله يا ظالم : فالله عز وجل لم يقبل في أولئك الظلمة وساطة الأقرباء ولا شفاعة الشفعاء ، فقال رب الأرض والسماء : ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ، ولم يجعل لهم من ينصرونهم ، فقال سبحانه وتعالى : ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ، وقال تعالى : ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ

اتق الله يا ظالم : ألم يحذرك النبي صلى الله عليه وسلم من الظلم ، ومن مغبة الظلم ، ومن وبال الظلم عليك يوم القيامة فقال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه ( اتقوا الظلم ، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) .

اتق الله يا ظالم :

ألم تسمع لوصية النبي صلى الله عليه وسلم حين بعث معاذاً إلى اليمن فقال كما في الصحيحين : ( اتق دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) .

اتق الله يا ظالم :

وأعد الحقوق إلى أصحابها ، فوالله الذي لا إله إلا ّهو لتعيدن هذه الحقوق إلى أصحابها رغماً عنك يوم القيامة ، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء ) ، أعد حق المظلوم ولو كان عوداً من سواك أخذته بغير رضاه ، فقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي أمامة الباهلي إياس بن ثعلبة الحارثي رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه ، فقد أوجب الله له النار ، وحرم عليه الجنة . فقال له رجل : وإن كان شيئا يسير ، يا رسول الله ؟ قال : وإن قضيبا من أراك )

اتق الله يا ظالم :

وتحلل من المظالم التي ستطوق عنقك يوم القيامة ، ففي صحيح الإمام البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم ، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه) ، وفي صحيح الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال : إن المفلس من أمتي ، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا . فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته . فإن فنيت حسناته ، قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه . ثم طرح في النار ) .

اتق الله يا ظالم : ولا يغرنك إمهال الله عز وجل لك ، فإنه سبحانه وتعالى يستدرجك من حيث لا تدري ، قال تعالى : ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮘ ﮙ ﮚ ، وفي صحيح البخاري من حديث أبي موسى الأشعري ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (إن الله ليملي للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته . قال : ثم قرأ : ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ .

أمــا والله إن الظلـم لـشـؤم

ومازال المسيء هو الظلوم

إلى ديـان يـوم الدين نمضي

وعند الله تجتمع الخصـوم

ستعلم في الحساب إذا التقينا غـداً عند الإله من الملـوم

ليست هناك تعليقات:

شارة فيسبوك

post

احدث مواضيعنا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة