تصاعدت الأحداث في الجريمة الصحفية المشينة لليوم السابع ، ووصلت ذروتها بنية مؤلفها المغمور بتقديم بلاغ إلى النائب العام ضد الشيخين الجليلين الحويني وحسان بارك الله فيهما ، بعد أن اعترفت الجريدة على لسان مجلس إدارتها ورئيس تحريرها بخطئها في عدم إضافة أي تغيير في العناويين المسيئة التي اختارها المؤلف بنفسه ليعلن فيها عن روايته.
هذا هو ملخص الأحداث الماضية ، والذي استرعى انتباهي هو الغياب المريب للأزهر (المؤسسة والشيخ ) ، فإلى متى يصبر الأزهر ويضبط نفسه ويتورع عن الدخول في مثل هذه المعارك الإستراتيجية التي هي من صميم عمله ، أليس الدفاع عن الدين ونبيه من مهام الأزهر الشريف أم أن الأزهر كان شريفاً أيام أئمته العظام الذين لم يدخروا وسعاً في رفع راية الدين والوقوف في وجه الغاشمين ، وأصبح أضحوكة على يد طنطاوي رحمه الله والطيب هداه الله .
هل اقتصر دور الأزهر للترويج عن بدع وزير الأوقاف التي يتحفنا بها كل يوم مثل الآذان الموحد ، وطباعة الكتب التي تروج لمنهجه ؟
هل أصبح شيخ الأزهر أسداً على السلفيين ونعامة أمام من يتطاول على عرض سيد المرسلين ؟
إذا لم يخرج الأزهر وشيخه الآن ببيان حاد يدافعون فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فمتى سيخرجون ، ومن الغيبوبة يفيقون !
**********************
وأين المؤسسة الرئاسية من هذه الأحداث التي كدرت الصفو العام ، وأشعلت فتنة من الممكن أن تأتي على الأخضر واليابس ، أم أن هذه المؤسسة متفرغة لملاحقة التقارير الأجنبية التي تنال من صحة الرئيس ، ولا تهتم إلا بتكذيبها وكأن الرئيس ليس بشراً فلا ينبغي له أن يمرض أو يشعر أحدا بمرضه ، أليس عرض النبي صلى الله عليه وسلم أحق بالدفاع عنه من صحته .
وأين المؤسسة الرئاسية من هذه الأحداث التي كدرت الصفو العام ، وأشعلت فتنة من الممكن أن تأتي على الأخضر واليابس ، أم أن هذه المؤسسة متفرغة لملاحقة التقارير الأجنبية التي تنال من صحة الرئيس ، ولا تهتم إلا بتكذيبها وكأن الرئيس ليس بشراً فلا ينبغي له أن يمرض أو يشعر أحدا بمرضه ، أليس عرض النبي صلى الله عليه وسلم أحق بالدفاع عنه من صحته .
**********************
أما صاحب الرواية فلاشك عندي في إصابته بلوثة جنون جعلته يتخيل نفسه حين يقدم هذا البلاغ للنائب العام ضد الشيخين الحويني وحسان أنه سيفتح بوابة التاريخ.
**********************
**********************
واسترعى انتباهي أيضاً هالة التقديس التي أحاطت بالشيخ الحويني لدى دخوله إلى مقر قناة الناس لإذاعة حلقته ، وخلفية المشاهد التي ترصد قدومه يصاحبها أنشودة عن إمامته للحديث ، وأفزعني أن أرى الناس شباباً وشيوخاً يرتمون على يديه لتقبيلها وأغلب الظن أن الشيخ فوجئ بما يحدث له ولم يستطع إنكاره أو كأنه لم يرد إحراجهم ، وإن كنت أتمنى أن يعلن الشيخ رفضه لمثل هذه التصرفات وينهر من يفعلها حتى لا يغتر أحداً به أو يغتر هو بنفسه والشيطان لا يترك أحداً ، وأرجو أن لا يأخذها عليَّ أحد محبي الشيخ أو يتألم أحد مريديه من كلامي، ويسرها في نفسه أو حتى يجهر بها من أجل الدفاع عن شيخه فوالله ما قلت ذلك إلا خوفاً عليه . فأنا أكن للشيخ كل التقدير والاحترام وأقول هذا حباً فيه لا نقداً ، فتقديس المشايخ أساس كل بلاء ، وسبب كل بدعة ، ولا يجب أن يكون الشيخ هو معيار الولاء والبراء ، بل الشيخ يخطئ ويصيب ، يقول الحق تارة ويجانبه تارة أخرى ، لذا لا ينبغي أن يكون أساس النقد هو شعار من لا يحب الشيخ فلا يلومن إلا نفسه ، ورحم الله الشيخ الألباني لمّا بكى حين قيل له الشيخ العلاّمة المحدث ، فقال قولته المشهورة (إنما أنا طويلب علم)، رحم الله الشيخ الألباني لما جاءته دعوة مشيخة الحديث في الهند وقد أعدوا له مدرجات ستاد الكرة لكي يسع أربعة ملايين من محبي الشيخ يريدون رؤيته ، فرفض رفضاً قاطعاً ولما سأله أحد محبيه ، قال له الشيخ : ألم تسمع العدد الذي قيل ، وكأنه خشي على نفسه رحمه الله من فتنة العجب .
ولله دره عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، لما مُدح من ابن عباس رضي الله عنهما فقال له عمر : المغرور من غررتموه .
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .
ولله دره عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، لما مُدح من ابن عباس رضي الله عنهما فقال له عمر : المغرور من غررتموه .
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق