الاسلام سؤال وجواب

الاثنين، 23 أغسطس 2010

يزيد بن معاوية .. ما له وما عليه !!

اعتذر لإخواني ممن يتابعون هذه المدونة عن حذف مقال " يزيد بن معاوية أمير المؤمنين المفترى عليه " وذلك لأن المقال لم يكن يبحث عن أدلة تُبرئ ذمة يزيد ، بل كان الهدف من المقال هو نفي الإفتراءات التي أطلقها الشيعة الروافض حوله ونسجوا قصصاً واهية ونقلها مؤرخو السنة في كتبهم ظناً منهم أن السند يغنيهم عن تقصي الحقيقة وأن العهدة في الرواية أصبحت على الراوي وليست عليهم، ثم دار الزمان وجاء الوقت الذي نجد فيه الشيعة يحتجون على فسق يزيد وفجوره من كتب أهل السنة ، ولم يكتف أولئك الكذابون أن يختلقوا الأكاذيب في القصص بل تجاوزا كل حد حتى كلام النبي عليه الصلاة والسلام لم يرعوا له حُرمة وكذبوا عليه في ما نُسب إليه وهو يذم يزيد ، منها عن أبي عبيدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يزال أمر أمتي قائماً بالقسط حتى يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد . هذا الحديث سنده منقطعة بل معضولة ، راجع البداية و النهاية (8/231)، وحديث آخر بلفظ : أول من يغير سنتي رجل من بني أمية يقال له يزيد . تاريخ دمشق (18/160) ، وقد حسن الشيخ الألباني سنده ، وقال معلقاً عليه : ولعل المراد بالحديث تغيير نظام اختيار الخليفة ، و جعله وراثة ، و الله أعلم . الصحيحة (4/329-330) .
والحديث الذي حسنه الشيخ الألباني رحمه الله دون زيادة لفظة ( يقال له يزيد ) ، أما قوله بأن المراد تغيير نظام اختيار الخليفة و جعله وراثياً ، فإن معاوية رضي الله عنه هو أول من أخذ بهذا النظام و جعله وراثياً ، إذاً فالحديث لا يتعلق بيزيد بن معاوية بعينه.
و منها أيضاً قول : ( لا بارك الله في يزيد الطعان اللعان ، أما أنه نُعي إلي حبيبي حسين ) تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي ، للإمام الذهبي ( ص159) .
فكان الهدف من المقال هو نفي هذه الأكاذيب عنه ، لكن شعرت أن المقال قد فُهم خطأ وأن يزيد برئ من كل ما نُسب إليه وهو إن نجا من واقعة التآمر على قتل الحسين رضي الله عنه وسلمنا بما قاله علماءنا أنه لم يأمر بذلك ، فهل يسلم من واقعة الحرة التي راح ضحيتها بعض الصحابة الذين وقعوا قتلى وجرحى من جراء هجوم جيشه الذي أعده لوأد التمرد الذي ظهر في المدينة ولذلك قَالَ الحافظ ابْنُ كَثِيرٍ: « قَدْ أَخْطَأَ يَزِيدُ خَطَأً فَاحِشًا فِي أَمْرِهِ لِأَمِيرِهِ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ فِي وَقْعَةِ الْحَرَّةِ أَنْ يُبِيحَ الْـمَدِينَةَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مَعَ مَا انْضَمَّ إِلَى ذَلِكَ مِن قَتْلِ خَلْقٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَأَبْنَائِهِمْ » « الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة » (8/225).
ولا استطيع أن أدافع عنه بأنه ولي الأمر وهم قد تمردوا عليه لأن يزيد ليس صحابياً فيعذر أنه مجتهد كما هو حال باقي الصحابة ممن وقعوا في فتنة علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم ، فقال الحافظ ابن حجر : « اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ عَلَى وُجُوبِ مَنْعِ الطَّعْنِ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ بِسَببِ مَا وَقَعَ مِنْهُمْ وَلَوْ عُرِفَ الْـمُحِقُّ مِنْهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يُقَاتِلُوا إِلَّا عَنِ اجْتِهَادٍ » « فَتْح الْبَارِي » (13/37).
بل والله هذه الواقعة أمر جلل وشيء عظيم أن يُقتل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة وما أدارك ما أهل المدينة.
هذا لا يعني أنني أخالف ما قاله علماء أهل السنة في يزيد ، مثل:
الإمام الذهبي قال : « لَا نَسُبُّه وَلَا نُحِبُّهُ » « سِيَر أَعْلَامِ النُّبَلَاءِ »(4/36)

وشيخ الإسلام ابن تيمية حين قال : افْتَرَقُوا ثَلَاثَ فِرَقٍ : فِرْقَةٌ لَعَنَتْهُ، وَفِرْقَةٌ أَحَبَّتْهُ ، وَفِرْقَةٌ لَا تَسُبُّهُ وَلَا تُحِبُّهُ.
وَهَذَا هُوَ الْمَنْصُوصُ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَد وَعَلَيْهِ الْمُقْتَصِدُونَ مِنْ أَصْحَابِهِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ.
قَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَد : قُلْت لِأَبِي : إنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ إنَّهُمْ يُحِبُّونَ يَزِيدَ
فَقَالَ : يَا بُنَيَّ وَهَلْ يُحِبُّ يَزِيدَ أَحَدٌ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ؟
فَقُلْت : يَا أَبَتِ فَلِمَاذَا لَا تَلْعَنُهُ ؟ فَقَالَ : يَا بُنَيَّ وَمَتَى رَأَيْت أَبَاك يَلْعَنُ أَحَدًا .
وَقَالَ مُهَنَّا : سَأَلْت أَحْمَد عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ . فَقَالَ : هُوَ الَّذِي فَعَلَ بِالْمَدِينَةِ مَا فَعَلَ قُلْت : وَمَا فَعَلَ ؟ قَالَ : قَتَلَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَعَلَ . قُلْت : وَمَا فَعَلَ ؟ قَالَ : نَهَبَهَا قُلْت : فَيُذْكَرُ عَنْهُ الْحَدِيثُ ؟ قَالَ : لَا يُذْكَرُ عَنْهُ حَدِيثٌ .
وَهَكَذَا ذَكَرَ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى وَغَيْرُهُ . وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ المقدسي لَمَّا سُئِلَ عَنْ يَزِيدَ : فِيمَا بَلَغَنِي لَا يُسَبُّ وَلَا يُحَبُّ . وَبَلَغَنِي أَيْضًا أَنَّ جَدَّنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ابْنَ تيمية سُئِلَ عَنْ يَزِيدَ . فَقَالَ : لَا تُنْقِصْ وَلَا تَزِدْ . وَهَذَا أَعْدَلُ الْأَقْوَالِ فِيهِ وَفِي أَمْثَالِهِ وَأَحْسَنِهَا.
-------------------------------------
فالحق أن نكل سريرة يزيد وما فعله إلى الله عز وجل ، أما هو فلا نسبه ولا نلعنه ولا نحبه .
ولماذا نترحم أو نترضى عليه : وهو عجيب ممن ينكره ، إذا أنا دعوت لعاصي أو فاسق بالرحمة من الله عزوجل أيكون هذا سببا في ذمي، سبحانك هذا بهتان عظيم ، فعقيدة أهل السنة عقيدة تسامح ورحمة ترجو للخير للجميع المذنبين فترجو لهم المغفرة والرحمة والنجاة من النار ، أما الطائعين فترجو لهم الجنة ، ولا يستطيع أحد كائن ما كان أن يجزم أن يزيد في النار أو في الجنة ، فأمره إلى مولاه ، كما أن الحسن والحسين نجزم أنهما في الجنة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة )

( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون )

هناك تعليقان (2):

ابراهيم الحيوتى يقول...

الاستاذ- وليد
حياكم الله
خواتم مباركه وكل عام وانتم بخير
اعتقد ان الدخول في هذه المواضيع المعروفه سلفا ربما تزيد الفرقه بين المسلمين (شيعه وسنه)
ومع احترامى الشديد لرائيكم ادعوا الله ان يبعثنى واياكم مع اهل بيته الكرام بحسب الحديث النبوى الشريف ( يبعث المرء مع من يحب )
لاتنسونا من دعائكم

مدونة وليد يوسف يقول...

استاذ إبراهيم ، كل عام وانتم بخير وتقبل الله منكم وبالطبع

اللهم آمين ، اللهم آمين

وهل هناك من لايريد أن يكون مع سيدا شباب أهل الجنة وأمهما سيدة نساء العالمين وأبيهما أمير المؤمنين رضي الله عنه وجدهما عليه الصلاة والسلام وأم المؤمنين عائشة زوجته في الدنيا والآخرة.
اللهم احشرني مع سيدنا محمد وآله بيته الأطهار

شارة فيسبوك

post

احدث مواضيعنا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة