ما زالت أحداث الأخت كامليا شحاتة تلقي بظلالها السوداء على كل مؤسسة رسمية رفضت الإنصياع للحق والإذعان للشرف ، وعلى كل مسئول كان السبب في تسليم الأخوات المسلمات الجدد وهن يسقن إلى الفتنة ، وعلى كل مسلم يرى أخواته المسلمات الجدد في أول اسلامهن وهن يتعرضن لمحنة عظيمة وفتنة كبيرة دون أن يفعل شيئاً ولو دعوة صادقة بظهر الغيب ليثبتهن الله عز وجل على الإيمان ويتوفهن على الإسلام .
ووسط هذا التكتم المريب من المؤسسات الرسمية ، والصمت الغريب من الجهات الأمنية ، ما زال قساوسة النصارى يلقون بسمومهم وحقدهم الدفين على المسلمين ، ويشعلون نيران الفتنة الطائفية التي لو قال مسلم فقط كلمة واحدة من قول هذا النصراني الحقود فسيلقى في غياهب السجون دون أن يعلم عنه أحد ، وليسمح لي أي عاقل أن يقرأ ما قاله الرجل الثاني في الكنيسة المصرية وسكرتير المجمع المقدس وأقوى المرشحين لخلافة الأنبا شنودة ورئيس لجنة المحاكمات الكنسية الأنبا بيشوي في تصريحاته التي ادلى بها لجريدة " المصري اليوم " المصدر هنا
* الجريدة : المقصود أن تمارس الكنيسة واجباتها الدينية فقط وليس أى شىء آخر؟
- الأنبا بيشوي : هذا شىء عجيب، ومن يطالبون بذلك نسوا أن الأقباط أصل البلد، نحن نتعامل بمحبة مع ضيوف حلّوا علينا ونزلوا فى بلدنا واعتبرناهم إخواننا «كمان عايزين يحكموا كنايسنا»، أنا لا أرضى بأى شىء يسىء للمسلمين، ونحن كمسيحيين نصل إلى حد الاستشهاد إذا أراد أحد أن يمس رسالتنا المسيحية، وإذا قالوا لى إن المسلمين سيرعون شعبى بالكنيسة، فسأقول «اقتلونى أو ضعونى فى السجن حتى تصلوا لهذا الهدف».
فما رأي سعادة وزير الداخلية المصري في هذا التصريح الخطير ، ومن يا ترى يعتقد أنه يشعل نار الفتنة الآن ، هل هم المسلمون فقط أم أن هناك من النصارى من يخطئ ويستغل منصبه الكنسي لكي يطلق بالونات اختبار لإختبار صبر الحكومة وصبر المسلمين دون أن يتجرأ أحد لمحاسبته.
وليسمح لي أيضا وزير الداخلية المصري أن أذكره بالعرض الشبابي لبعض طلاب الأزهر من المحسوبين على الإخوان المسلمين وكيف تعامل معهم الأمن المصري ونيابة أمن الدولة ، وبرد الفعل مع سفينة محملة بالقنابل والأسلحة قادمة من اسرائيل لحساب نجل مطران لتسليح الأديرة والكنائس ، وما تفسيره لمظاهرات الإخوان التي تقمع وتنتهي بالاعتقالات والسجن ، ومظاهرات النصارى التي لا يستطيع أحد الاقتراب منهم ، ولأن الشيء بالشيء يذكر فاسمحوا لي أن أنقل ما قاله أ. جمال سلطان في " المصريون " وهو من المصريين الذين انشقت أرض مصر عنهم لكي يدافعوا عنها بشرف : " ثم برزت ظاهرة المظاهرات التي يتم ترتيبها بمنهجية ثابتة ومنظمة للغاية في الكاتدرائية وفي حضور البابا أو غيابه عند أي خلاف بين كاهن ومحافظ أو بين أسرة قبطية وأحد أبنائها أو بناتها ، وظهرت ـ للمرة الأولى في تاريخ مصر ـ الهتافات المؤيدة لإسرائيل داخل الكاتدرائية والاستغاثة بقيادات الكيان الصهيوني للتدخل ضد مصر من أجل "الإنقاذ" المزعوم للأقباط ، ثم تحولت الكنيسة شيئا فشيئا إلى سلطة دنيوية موازية تفرض قراراتها ويعلن "حاكمها" أنه غير ملزم بأحكام القضاء المصري وقوانينه ، ويطالب بتسليم "مواطنيه" الذين يخرجون عن دينه وقراره لتأديبهم وحبسهم في "معتقلاته الخاصة" لإعادتهم إلى الصواب ، ثم وصلنا إلى أن سمعنا الرجل الثاني في الكنيسة والمرشح الأول لوراثة الكرسي البابوي يقول علنا بأن المسيحيين هم أهل البلد وأن المسلمين هم ضيوف عليهم ولا بد أن يحترموا أصول الضيافة ، ثم يهدد "بالقوة" ـ الاستشهاد ـ دفاعا عن استقلالية دولة الكنيسة إذا مسها أحد بما تكره ، وهو ما يعني ببساطة أن البابا شنودة وصل بالأقباط ومعهم الوطن كله إلى النفق المظلم ليصبح المستقبل مفتوحا على كل الاحتمالات" . أما بيشوي ، فيجب أن يعلم أن الفتح الإسلامي لمصر هو الذي أبقاه وأمثاله على قيد الحياة حتى الآن ، وليقرأ ما قاله القس منسي يوحنا في كتابه تاريخ الكنيسة القبطية (ص 306):
«"وكان جيش العرب في فاتحة هذا القرن، حاملاً لواء الظفر في كل مكان، وظل يخترق الهضاب والبطاح، ويجوب الفيافي والبلاد، حتى وصل إلى حدود مصر تحت قيادة عمرو بن العاص، فدخل مدينة العريش وذلك سنة 639، ومنها وصل إلى بلبيس وفتحها بعد قتال طال أمده نحو شهر، ولما استولى عليها وجد بها (أرمانوسة) بنت المقوقس فلم يمسها بأذى، ولم يتعرض لها بشرِّ، بل أرسلها إلى أبيها في مدينة منف، مكرمة الجانب، معززة الخاطر، فَعَدَّ المقوقس هذه الفعلة جميلاً ومكرمة من عمرو وحسبها حسنة له."
ثم يستطرد منسي قائلاً في (ص 307): "فجمع المقوقس رجال حكومته، وذهب للتفاوض مع رسل من قِبَل عمرو، فبدأ وفد الروم بالتهديد والوعيد للمسلمين، بقتلهم وإفنائهم وأنه لا بديل أمام المسلمين غير الموت أو الرحيل، فلما بدأ وفد المسلمين، فلم يفعل كوفد أهل الصليب إنما طرح أمامهم ثلاثة بدائل: أولها الإسلام وثانيها الاستسلام مع دفع الجزية لقاء قيام المسلمين بتسيير أمور البلاد، ثم كان الخيار الثالث والأخير وهو الحرب والقتال الذي طرحة جيش الصليبيين الروم المحتلين لمصر كاختيار لا بديل. فاتفق رأيهم على إيثار الاستسلام والجزية، واجتمع عمرو والمقوقس وتقرر الصلح بينهما بوثيقة مفادها: أن يُعطَي الأمان للأقباط، ولمن أراد البقاء بمصر من الروم، على أنفسهم، وأموالهم، وكنائسهم، وفي نظير ذلك يدفع كل قبطي "دينارين" ماعدا: الشيخ، والولد البالغ 13 سنة، والمرأة".
ثم يستطرد منسي قائلاً : "وذكر المؤرخون أنه بعد استتباب السلطان للعرب في مصر، وبينما كان الفاتح العربي يشتغل في تدبير مصالحه بالإسكندرية، سمع رهبان وادي النطرون وبرية شيهات، أن أمة جديدة ملكت البلاد، فسار منهم إلى عمرو سبعون آلفاً حفاة الأقدام، بثياب ممزقة، يحمل كل واحد منهم عكاز... تقدموا إليه، وطلبوا منه أن يمنحهم حريتهم الدينية، ويأمر برجوع بطريركهم من منفاه، أجاب عمرو طلبهم، وأظهر ميله نحوهم فازداد هؤلاء ثقة به ومالوا إليه". يقول القس منسي : (خصوصاً لما رأوه يفتح لهم الصدور، ويبيح لهم إقامة الكنائس والمعابد، في وسط (منطقة) الفسطاط التي جعلها عاصمة الديار المصرية ومركز الإمارة، على حين أنه لم يكن للمسلمين معبد، فكانوا يصلون ويخطبون في الخلاء).
ويستطرد منسي قائلاً في(ص209)- "أنه قَرَّب إليه الأقباط، وردّ إليهم جميع كنائسهم التي اغتصبها الرومان".».
يعني يا بيشوي ينبغي عليك أن تصلي لربك أن جعل أمثال عمرو بن العاص هم الذين فتحوا مصر ، فأكرمكم وآمنكم وحررّكم ، وثم سؤال أخير كيف يكون القبط أصل البلد ومصر منذ سنة 639 ميلاديا مسلمة على يد جيش قوامه 4000 جندي مسلم فقط ، وأعلن أهلها الإسلام وظلت كذلك 14 قرناً حتى الآن ، ولو كنتم أصل البلد فكيف تفسر لي نسبتكم التي لا تتجاوز 6% على مر العصور والأزمان .
لكن أمثالك يا بيشوي يتكلمون الآن ، لأن كبار مصر مشغلون بالانتخابات !!!! وما أدراك ما الانتخابات !!! وكيف سيقترب منك أحد وأنت تعلن حبك لمبارك وجمال .
