في مقال " مصر التي ثارت " ختمت الكلام بأن هناك ما أريد أن أقوله للحكام والمحكومين في مقالات قادمة بإذن الله بخصوص هذه الفتنة العظيمة التي ضربت مصر، وطوال الأيام الماضية كتبت سلسلة من المقالات وجهتها للطبقة الحاكمة التي كانت هي السبب فيما وصلنا إليه الآن ، وقد قولت بالحرف الواحد " ليس من المعقول أن تعنفهم على (خروجهم) في ظل هذه الأزمة العنيفة التي من المفترض أن تهز عرش الحكم في مصر " وبعد أن أفرغت ما في جعبتي للمفسدين الفاسدين في الأرض ، أعود مرة أخرى إلى إخواني المعتصمين والمتظاهرين ، وأقول لهم محباً مخلصاً :
يجب أن تنتهي هذه الأزمة حالاً وفوراً ، يجب أن تعلموا أن التعبير عن الرأي محمود ويزداد حمداً حين يوجه إلى السلطان الجائر ، فإن تحامق وتغابى هذا السلطان فضاق ذرعاً بما تقول واغتصب حقك في التعبير عن رأيك وأرداك قتيلا فأسأل الله تعالى أن يكتبك عنده من الشهداء ، لكن اعلم – رعاك الله – أن ديننا دين لا يحب الفوضى ولا الفتنة ولا الفساد ، أنا اتفهم أنك لم تخطئ حين خرجت في هذه المظاهرة السلمية لأنك لم تخرج لتخرب أو تدمر بل كان هدفك هو التعبير عن الرأي ، وأنا أحييك على ذلك بل وأقبل رأسك احتراماً لشجاعتك وجرأتك وأتمنى أن تكون هذه الجرأة وهذه الشجاعة في سبيله سبحانه وتعالى ، لكن يا أخي هناك من استغل هذه الأوضاع ونهب البلاد وهتك الأعراض وسرق القوت والغذاء والمال وسلب مقدرات البلاد ، هناك يا أخي من من أشاع الفوضى وبث الرعب والخوف في قلوب الآمنين ، فهل نضع الأمور في نصابها الصحيح ونراجع حساباتنا قبل أن يفوت الأوان ، هل نقدر المصالح والمفاسد المترتبة على ذلك ، أنا أعلم أنك لو كنت تعلم أن كل هذه الكوارث والخسائر الإقتصادية وزيادة معدلات البطالة وحالات الهلع والرعب لكان لك رأي آخر ، فيا ترى متى ستسترد مصر عافيتها بعد أن كسرت صنم الخوف وتنفست الحرية واستردت كرامتها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق