
لم يستح حتى الآن وزير الإعلام المصري من نفسه ولا من تلفزيونه الذي يضلل به الشعب المصري ، وهو ينشر دون خجل ثقافة الهزيمة لكي يثقف به الشعب المغفل من وجه نظره.
فالتلفزيون المصري يتعامل بنفس النظرية الفرعونية (مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ)، ويعرض على الناس ما يريد أن يعرفه من وجهة نظره ، وكان من أعجب ما رأيت من أكاذيب التلفزيون المصري خلال الفترة الماضية ، في الوقت الذي ينقل فيه الآخرون مثل CNN،BBC،الجزيرة والعربية على الهواء مباشرة صورة حية بزاويا (بعيدة) من قلب ميدان التحرير للمشهد حتى يتيح للمشاهد رؤية أكبر عدد من الآلاف المؤلفة من المتظاهرين ، وإذ بك تجد التلفزيون المصري لا يجد صورة تعبر عن نفس المشهد السابق سوى رصيف الشارع الخالي من المارة ، ولا يكتفي بهذا الكذب بل يقسم الصورة الرئيسية لقسمين ليذيع على القسم الآخر صورة (مقربة جداً) لبضع عشرات أو مئات من المؤيدين لمبارك لكي تفهم أيها المشاهد الغبي الفارق الكبير بين هؤلاء القلة من المعارضين وبين هذه الألوف من المؤيدين.
هذه هي الصورة الرسمية للإعلام المصري التي لم يخجل من نفسه وهو يعرضها على الملأ، لكن الأسوء من ذلك هو تحرير الأخبار التي تذاع على مدار الساعة وهي تعبر عن هذه الأحداث ، ففي الوقت الذي يطالب فيه المعارضون (اسقاط النظام) و(رحيل الرئيس) ، تجد محرر الخبر يقول أن بضع الآف يطالبون بإصلاحات سياسية وإقتصادية.
ولم يكتف التلفزيون المصري بهذه الطريقة المسرحية في إذاعته للخبر، بل تجاوز الأمر إلى إخراج الصورة التلفزيونية بطريقة بوليسية ، فتجد الضيوف وهم يمثلون دور متظاهرين من ميدان التحرير لكنهم في التلفزيون المصري عبارة عن ممثلين كومبارس يلعبون أدوار أبطال هذه الثورة ويصورون على أنهم كانوا مضللين وضحك عليهم ، ووجدوا المنظر هناك غريب ومريب ومثير للدهشة فرحلوا ، ووجدوا تنظيمات الشباب وبصمات الإخوان فخافوا وهربوا ، ومن غباء التلفزيون أنه لا يحترم عقل المشاهد لذا تجده يحضر فتاة ويخفي صورتها إليكترونيا خوفاُ عليها ثم تقول أنها ومجموعة شباب من الإخوان و6إبريل وغيرها من حركات الشباب الموجودة على الساحة السياسية الآن ، وسافروا إلى أمريكا لكي يدربهم يهود ويصرف لهم 50 ألف دولار ، ليعودوا ويثيروا القلائل في البلد ، هذا تهريج يا أنس بيه ، ودجل إعلامي ينم عن شخصية تحتاج إلى مصحة نفسية تعالجه وليس تلفزيون يعرض لنا فيه إمكانياته الامحدودة في تشويه سمعة الشباب ووصفهم على أنهم مندسين ومأجورين وبياكلوا كنتاكي.
أما ضيوف التلفزيون المصري الذين يلعبون أدوار المحلليين الإستراتيجيين فهم جهابذة روز اليوسف ، وعباقرة الأهرام ، وغيرهم من كُتاب السلطة وعملاء الشرطة .
فهل يجرأ تلفزيونك على إذاعة هذه المشاهد التي تظهر قسوة النظام منزوع القلب والرحمة ، نظام لا يجد حرجاً أن يزهق أرواح الشباب ويدهسهم بسيارات الأمن المركزي مثل هذه :
وهذه :
وهذه :
وهذه:
وهذه :
وكما ترى كيف تحول شعار " الشرطة في خدمة الشعب " إلى " الشرطة في دهس الشعب " ، فأأمل أن لا تدمر سمعة هذا الشباب ولا ثورتهم كما دمرت سمعة التلفزيونالرسمي يا (صحَّاف) مصر

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق