
سحرة فرعون كفروا بفرعون وفضلوا الفرار بجلدهم إلى ربهم ، لكن وزراء وحكومة الفرعون المصري آمنوا بفرعونهم على حساب الإنسانية والقيم والمثل ، وفضلوا سحل وضرب شباب حر يريد أن يرى من حاكمه بعضا من الإنسانية وقليلا من الرحمة ، الشباب يريد من حاكمه أن يترك الراية لغيره ممن يستطيع بتوفيق الله أن يحمل تبعات هذه التركة والأرث الثقيل المحمل بملفات لقضايا كثيرة من الفساد والفقر والغلاء والبطالة وعلاج الأغنياء على نفقة الدولة في الوقت الذي يموت فيه البسطاء من ضيق ذات اليد ، والضرائب ، الشباب يريد من حاكمه أن يرحل الآن ويكفيه جلوسه على كرسي الحكم ثلاثين عاما.
الشباب يريد من حاكمه أن يتعامل معهم بروح الأب الذي يخاف على أولاده ليس بأن يهربهم إلى لندن ، بل أن يكف يده عنهم شر البلطجية وقطاع الطرق الذين هاجموا العُزَّل الأبرياء بالأسلحة البيضاء وقنابل المولوتوف الحارقة وإطلاق النار عليهم ومطاردتهم بالخيول والجمال ، كانوا يريدون منه أن يقول لقد سمعت صوتكم لا أن يسمعوه من أوباما.
الشباب يريد من حاكمه أن يرحل بشرف وكرامة وليس بهذه الخسة والنذالة ، كانوا يريدون أن يدخل التاريخ بخروجه خروجاً آمناً ولكنه فضل أن يخرج من هذا التاريخ خروجاً مهيناً ، بعد هذه الأحداث الدامية ، فليس هناك رئيساً محترماً يطلق على شعبه الكلاب المسعورة التي تنهش في لحومهم وتهتك أعراض نسائهم ،
ليس رئيساً شرعياً هذا الذي يفسد في الأرض ويرعب شعبه ويروعهم ويُذهب بأمنهم ويضيع سلامتهم ،
ليس رئيساً أبداً هذا الذي يضع مصلحته قبل مصلحة شعبه ، ويفضل أن يعيش هو ويموت شعبه ،
ليس مباركاً هذا الذي يشيع الفتنة في صفوف شعبه ، فهل سمعتم من قبل عن مجرم يقتل شعبه ويصر على البقاء في منصبه حتى أخر نفس في حياة الآخرين ، وصدق الله إذ يقول : (إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى) {طه :74} ،
فهل جاء الزمان الذي يتمنى فيه هذا الشباب أن يكونوا بغالاً في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكي يهتم بهم ، على أن يكونوا بشراً في عهد فرعون مصر، الذي تسمعه في خطاباته يريد أن يقول : (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي) {الزخرف :51}
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق