الاسلام سؤال وجواب

الأحد، 31 يوليو 2011

قل موتوا بغيظكم


اهتز الحجر والشجر وذرفت دموع البشر من دوي هتافات المتظاهرين في ميدان التحرير المطالبين بتطبيق شرع الله ، لكن قلوب هؤلاء الحاقدين على الإسلام والكارهين لأهله لم تهتز مرة واحدة ، بل أخرجت مليونية الشريعة الأحقاد الدفينة من صدورهم ، وخلعت قلوبهم قوة هذه النداءات ، فخرجوا من جحورهم الصحفية ودكاكينهم الإعلامية ومن كل صوب وحدب جاءوا يريدون ليطفئوا نور هذه المليونية الإسلامية بتشويه صورتها أمام الناس .

وحتى الآن لم أعد قادراً على استيعاب أن هناك مسلمين يحشدون الفضائيات ويحركون الصحف والمجلات من أجل عدم تطبيق شرع الله وتسميم أفكار البسطاء من أجل الاستحواذ على نسبة منهم بعد أن هالهم ملايين التحرير وهم بسمتهم الإسلامي ، فأخذوا يتبولون في رؤوس من يشاهدهم أويقرأ لهم ، وصدق فيهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم : لما سئل (فَهَلْ بَعْدَ ذلِكَ الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قالَ: نَعْم، دُعَاةٌ على أبوابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُم إليها قَذَفُوهُ فيها، قُلْتُ: يا رَسُولَ الله صِفْهُم لَنَا قالَ: فَهُم مَن أهل جِلْدَتِنا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا ( ، وصدق الصادق المصدوق ، فتراهم في كل قناة وعلى كل صحيفة يهذون ويتقيئون بالأفكار الخبيثة التي يحسبون بها أنهم يحسنون صنعاً ، وفي أمثالهم ومن على شاكلتهم تقرأ آيات القرآن الكريم من سورة البقرة (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (*) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ )

قد أفهم أن النصارى ربما يخافون على أنفسهم من عدم تحكيم شريعتهم الخاصة بهم في أحوالهم الشخصية فيخرجون يطالبون بتوضيح الصورة لهم ، لكن الدهشة تعتريني من أولئك المسلمين الذين يسيرون خلف خالد النبوي وخالد يوسف ملوك العري والعهر والخلاعة ، لكي ينددوا برفع لافتات مكتوباً عليها لا إله إلاّ الله محمد رسول .

ما الذي يخشونه من تطبيق شرع الله إلى هذا الحد ، ماذا يضيرهم من تطبيق الحدود وتنفيذ الأوامر الإلهية التي جاء بها الشرع الحكيم لكي يضبط أحوال المجتمع ويقوِّم أفراده فيقتص من الظالم لصالح المظلوم ، ويأخذ على يد السارق فيكون عبرة لغيره .

وهل السير وراء الديمقراطيين واليساريين والشيوعيين والعلمانيين والليبراليين من أجل أن تكون مصر الإسلامية (سداح مداح) لإرضاء شهواتهم وملذاتهم والسكوت على خلاعاتهم يكون الحل الأمثل من وجهة نظرهم.

لماذا يكرهون شرع الله لهذه الدرجة ، أهانت عليهم أنفسهم أن يقفوا أمام الخالق سبحانه وتعالى.

تباً لسياسة يتلاعب بها من يلقبون أنفسهم بالنخبة وهم يحاربون الله علناً دون حياء ، ويرفضون شريعته جهاراً نهاراً دون خجل.

فاللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا.

الجمعة، 29 يوليو 2011

كيف نستعد لرمضان ؟

أيام قليلة ونستقبل ضيفاً مباركاً ، أيام قليلة ويدق علينا الباب شهر رمضان ، فاللهم يسر لنا حُسن استقباله .

وأهمية رمضان ترجع لكونه شهر استثنائي وأيامه غير مسبوقة ، شهر يحمل في لياليه الرحمة والمغفرة من رب العالمين وكذلك العتق من النيران .

والسؤال الآن ، هو كيف يكون شهر رمضان مختلفاً عما سبق من الشهور ؟ بل كيف أكون أنا وأنت مختلفين أيضاً في رمضان ؟

الإجابة عن هذه التساؤلات هي التي ستكون الخطوة الأولى في طريق الإستعداد لشهر رمضان ، التي سأجملها في بعض النقاط حتى تكون أسهل في الفهم وأسرع في الحفظ.

أولا: التوبة:

هذه التوبة ستضمن لك التخلص من أثار ذنوبنا الماضية وسيئاتنا التي أمتلأت بها سجلاتنا ، والتوبة قد قبلها الله عز وجل ممن قتل مائة نفس ، فلا تخجل إذن وكن صادقاً مع نفسك في إقبالك على الله تعالى راجياً منه العفو والمغفرة.

ثانيا: النية:

النية في استثمار رمضان واستغلاله على الوجه الأمثل ، فلقد سجل القرآن الكريم نويا الصادقين الأتقياء فقال سبحانه وتعالى : "وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّه "

ثالثاً: الرغبة القوية:

في زيادة أرصدة الحسنات والطاعات والأعمال الصالحات ، والعزم على عدم التفريط في صلوات الجماعة المكتوبة والمسنونة ، والعزم على الصيام الخالي من الذنوب والمعاصي ، والعزم على القيام دون ملل أو كلل ، والعزم على قراءة القرآن دون كسل.

رابعاً: العلم :

الصيام ركن من أركان الدين بني عليه الإسلام ، يجب أن تتعلم فقه وأحكامه ، ومستحباته ومكروهاته ومبطلاته ، احضر دروس العلم التي تتحدث عن ذلك أو اغتنم الفرصة واقرأ كتاباً ييتكلم عن الصوم .


الأحد، 24 يوليو 2011

أغنياء ولكن .. شرفاء


بعض الناس تظن أن الأغنياء لابد وأن تلاحقهم الشبهات ، وتلهث ورائهم الشائعات ، بل هم أنفسهم ـ أي الأغنياء ـ يخجلون من غناهم لئلا يظن الناس بهم ظن السوء.

والحقيقة التي لا مراء فيها أن توسعة الرزق قدر من الله تعالى يصرفه إلى بعض خلقه ، ولا حق لبشر أن يعترض على تقدير الله تعالى وأنه جعل فلاناً غنياً وأخر فقيراً ، فذلك حكمة الله تعالى قد لا يفهمها كثير من الناس ، لكن الله تعالى يعلم ونحن لا نعلم .

والثراء لا عيب فيه إلا إذا جاء من طريق محرّم وقتئذ يكون وبالاً على صاحبه ، فبعض الناس لا يبالون من أي طريق يجمعون ثروتهم ، بعض الناس لا يخجلون من أرصدتهم الربوية ، بعض الناس لا يرون عيباً في استحلال أموال الغير وأكلها بالباطل وبالنصب والسرقة والإختلاس ، فهؤلاء القوم قد كتب الله تعالى لهم الثراء لكنهم استعجلوه فتحول إلى نقمة بسوء فعله.

أم الغني الذي جاءت أمواله من الكد والتعب والعمل الشريف المباح شرعاً فلا يعيبه ذلك بل يشرفه أن الله تعالى قد اختاره لكي يوسع على الفقراء ويسد دين المدنيين ويعطي المحتاجين ولا يرد السائلين ، وهنيئاً له ما أعده الله تعالى له ، قَالَ الله تَعَالَى: { فَأَمَّا مَنْ أعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسْرَى } [ الليل : 5-7 ] ، وقال تَعَالَى : { وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى } [ الليل : 17-21 ] ، وقال تَعَالَى : { إنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِي وَإنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الفُقراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } [ البقرة : 271 ] ، وقال تَعَالَى : { لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ } [ آل عمران : 92 ] والآيات في فضلِ الإنفاقِ في الطاعاتِ كثيرة معلومة .

وعن عبدِ الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( لاَ حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً ، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ حِكْمَةً فَهُوَ يَقضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا )) متفقٌ عَلَيْهِ .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( لاَ حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ مَالاً ، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .

وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - : أنَّ فُقَراءَ المُهَاجِرينَ أتَوْا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالُوا : ذَهَبَ أهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ العُلَى ، وَالنَّعِيم المُقيم ، فَقَالَ : (( وَمَا ذَاك ؟)) فَقَالوا : يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي ، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلاَ نَتَصَدَّقُ ، وَيَعْتِقُونَ وَلاَ نَعْتِقُ ، فَقَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( أفَلا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئاً تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ ، وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ ، وَلاَ يَكُونُ أحَدٌ أفْضَلَ مِنْكُمْ إِلاَّ مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ ؟ )) قالوا : بَلَى يَا رسول الله ، قَالَ : (( تُسَبِّحُونَ وَتُكَبِّرُونَ وَتَحْمِدُونَ ، دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاثاً وَثَلاثِينَ مَرَّةً )) فَرَجَعَ فُقَرَاء المُهَاجِرِينَ إِلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالوا : سَمِعَ إخْوَانُنَا أهلُ الأمْوالِ بِمَا فَعَلْنَا ، فَفَعَلُوا مِثلَهُ ؟ فَقَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ )) متفقٌ عَلَيْهِ .

فاحرص على كسب مالك من عمل مشروع ونشاطه مباح وانفق في سبيل الله تعالى على أهلك واقاربك والمحتاجين والفقراء واكفل الأيتام وادفع فواتير علاج المرضى وسدد مصاريف تعليم الفقراء ، واكتشف بنفسك السعادة الحقيقة حين تبذل مالك في سبيل مرضاة الله تعالى فما نقص مال من صدقة ، واحرص على إخراج زكاتك في فموعدها ، يكن مالك طريقك إلى الجنة

الخميس، 21 يوليو 2011

إنّا من المجرمين .. منتقمون !!


هل شاهدتم الحلقة التلفزيونية التي أذاعتها قناة الحكمة الفضائية منذ أيام، وهي تعرض تقريراً موثقاً عن حادثة تعذيب وقتل سيد بلال رحمه الله تعالى على يد أشاوس أمن الدولة المنحل ، يقيناً أقول لن يتمالك أحد نفسه مهما قسى قلبه ، وستجده قد انقبض من الألم ودقاته قد زادت سرعتها ، وستجد عيونك قد تسمّرت في اتجاه الشاشة وقد انهمرت الدموع منها من الحزن، وإنك لتتسائل مع نفسك وربما مع غيرك ؟ هل هؤلاء الضباط والأمناء والمخبرين الذين يحتجزون الأبرياء ويضربونهم ويعذبونهم ، فعلاً هم بشر مثلنا لهم قلوب ومشاعر؟

وربما قادت نفسك إلى التسائل الثاني بكل حسرة ، ماذا يتعلم هؤلاء الجبارون في كليتهم ؟

كيف تتفتق أذهانهم لإختراع شتى أنواع العذاب المختلفة التي يسلطونها على الأبرياء هناك رجالا نساء ؟

كيف تتحجر قلوبهم بهذه البساطة وهم يتمتعون بتجريد المسجونين من ثيابهم ، وسحلهم وضربهم وصعقهم بالكهرباء ؟

هل هؤلاء هم بشر حقاً ؟

لقد تحدث أحد المعذبين عن حكايته ، وكم تأثرنا بتأثره وحشرجة صوته حين تذكر صاحبه وهو يموت من أثر التعذيب ، وكيف تحجرت الدموع في مقلتيه وهو يسرد قصته ، إذ قال هذا المعذّب فاضحاً هذا الجهاز المدمر بكل جبروته الذي اعتاد مجرموه على الأفعال الفاضحة بشكل يستدعي إيداعهم بسرعة إلى مستشفى الأمراض العقلية والنفسية لتعالجهم من أمراض الكبر والغرور والتعالي وإزدراء الناس واحتقارهم وليكف آذاهم عن الناس !!

كيف كانوا يدهنون جسمه بالكيروسين وهو عاري تماماً مستلقياً على سرير معدني ، ثم يقومون بوضع أدوات الصعق الكهربائية في مناطق حساسة من جسده وفي رأسه وقريباً من عينه ، بل وفي جهازه التناسلي مباشرة ، ضربوه وعذبوه وسحقوا عظامه فلم يعد قادراً وقتها على الوقوف وترجاهم أن يصلي فهو يعذب من الصباح حتى المساء ، ومن المساء حتى الصباح ، وتوسل إلى أحدهم أن يركع ركعتين لله ، ولم يهنأ بها بعد أن سمحوا له بها إذ جاءه جبار من جبابرة هذا الجهاز الظالم لكي يحثه على الإسراع وأن لا يطيل لأنه على موعد مع الموت.

ثم حكى قصة سيد بلال رحمه الله ، وذكر كيف كان حافظاً للقرآن الكريم يساعد إخوانه في حفظهم ويتابعهم حتى لا يتفلت منهم ، حكى كيف كان يعاملهم في زنزاته بكل محبة ومودة لدرجة أنه يذهب إلى زنزاتهم وينظفها لهم تقرباً إلى الله تعالى وهو يساعد أخوة لهم أنهكوا من التعذيب وخارت قواهم من شدة الألم ، حكى كيف أنه أوصى أخ له في الله على ابنه وهو في طريقة إلى غرفة الموت.

حكى كيف مات سيد بلال وهو يصلي صلاة العشاء بعد أن خرج من حجرة التعذيب منهكاً وعليه أثار التعذيب فلم يعد قادراً على الوقوف بين يدي الله تعالى، ولم يمنعه ذلك من أداء الصلاة فصلى جالساً ، وأثناء الصلاة جاءه ملك الموت بإذن من ربه ، جاءه لكي يريحه من هؤلاء المجانين الذين استغلوا نفوذهم وسلطانهم وجبروتهم لكي يسوموا الناس سوء العذاب ، جاءه ملك الموت لكي يقبض روحه الطاهرة وهي تقف خاشعة ذليلة بين يدي الله تعالى.

مات سيد بلال مظلوماً على يد بعض المختلين عقلياً ومرضى نفسياً لم يراعوا حقه في الإنسانية ولا نصيبه في البشرية ، مات سيد بلال وهو يشكوا إلى الله تعالى ظلم الظالمين ، مات سيد بلال مظلوماً وقد أرادوا فتنته في دينه واتهموه زوراً وبهتاناً ، ولكن ربك بالمرصاد إذ يقول سبحانه وتعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ )
{ البروج :10}.

ألم يعلم هؤلاء الجبارين أن الله يرى ، ألم يعلم هؤلاء الظالمين أن الله لن يفلتهم ، ألم يعلم هؤلاء السفاحين أن الله تعالى سينتقم منهم ويقتص لمن ظلموهم ، ألم يعلموا أنهم يوم القيامة سيُحجبون ويمنعون من دخول الجنة حتى يقتص منهم ، فقد روى البخاري في صحيحه من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ ، حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، فَيَتَقَاصُّونَ مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا ، حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ ).

ألم يعلم هؤلاء المجرمين أن رصيدهم سينفد يوم القيامة من جراء ظلمهم للعباد واستحلالهم للمحرمات وهتكهم للأعراض وكشفهم للعورات ، ففي صحيح مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ ، فَقَالَ : ( إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ ، وَصِيَامٍ ، وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ ، فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ).

ألم يكن يكفيهم أن يتصدقوا على أنفسهم بكف شرهم عن الناس وعدم أذيتهم ، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال : يا رسول الله أي الأعمال أفضل قال الإيمان بالله والجهاد في سبيله قال قلت أي الرقاب أفضل قال أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنا قال قلت فإن لم أفعل قال تعين صانعا أو تصنع لأخرق قال قلت يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل قال تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك ).

وكيف يرجون رحمة الله تعالى ، وهم الذين لم يرحموا الناس ، ففي صحيح البخاري من حديث جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لا يَرْحَمُ النَّاسَ )

فيا من تلفقون التهم للناس وتأتون بهم إلى السجون .

يا من تعذبون الناس وتنكلون بهم .

يا من تقتلون الناس بلا خجل ولا وجل بدم بارد

(إن بطش ربك لشديد) ، (إنّا من المجرمين منتقمون)

وأنت:

أيها المظلوم صبراً لا تهن .. إن عين الله يقظى لاتنام

نم قرير العين وأهنأ خاطرا .. فعدل الله دائم بين الآنام

وإن أمهل الله يومـاً ظـالماً .. فإن أخذه شديد ذي انتقام

الاثنين، 18 يوليو 2011

رسالة إلى مرشحي الرئاسة

ما زال أمر الترشح للرئاسة يشغل بال الكثيرون من المهتمين بالشأن المصري ، ومن ينظر إلى قائمة المرشحين ، سيجد اسماء كثيرة منها شخصيات مشهورة وأخرى مجهولة ، وهم جميعاً ينتمون إلى التيارات السياسية الوطنية بمختلف ألوانها وأطيافها ، ومنهم من ينتمي إلى التيارات الإسلامية ، وهم جميعاً محل احترام وتقدير من الجميع إلاّ من كان قلبه ملوثاً بفكر النظام البائد.

ورغبة الكثيرين في الترشح لا يمكن أن تعكس إزدهار الحالة السياسية في مصر ، بقدر ما هي شاهد على الفوضى السياسية إن جاز التعبير، وهذه الفوضى شارك فيها الجميع بما فيها المجلس العسكري والحكومة الثورية والأزهر الشريف ، وميدان التحرير ، والصحف القومية.

فالمجلس العسكري بعد أن أجرى الاستفتاء وتعرف على رغبة الشعب في إجراء الانتخابات البرلمانية قبل الرئاسية ، فاجأنا في بيانه الأخير - وهو بالمناسبة بيان محترم ومحل تقدير – بأنه يريد أن يؤسس لمبادئ حاكمة للدستور ، فهل يتلاعب المجلس العسكري بمشاعر المصريين ولا يعبأ بما اتفق عليه من قبل ؟

والحكومة الثورية لا تخجل من ضعفها وتناقض قراراتها واختلاف وجهات النظر بين أعضائها ، والمخجل أن رئيس الوزراء يلقي بيانه على الهواء بتكليفات لحكومته وحكومته أصلاً لا تعرف عنها شيئاً ، كما وضح ذلك جلياً مع العيسوي وزير الداخلية ، ثم يفاجأنا عصام شرف عبر صفحته بأنه يريد اسماء مرشحين للوزارة الجديدة ترضي الشعب ، ما هذا الهراء؟!!

والأزهر الشريف ، تتغير مواقفه حسب ضيوفه ، إذ فاجأنا مولانا الطيب في اجتماعه مع التيار السياسي الناصري حين قال بالحرف الواحد : " كلنا ناصريون لأننا صعايدة مثل عبد الناصر" ولا أدري هل خجل مولانا الطيب أن يقول لوفد السلفيين حين زاروه ، كلنا سلفيون مثل سلفنا الصالح رضوان الله عليهم ، ولماذا فتح صدره وقلبه للناصريين ، واحمرت عينه أمام السلفيين ، فوصفهم في لقاءته الأخرى بأنهم "خوارج العصر"، وأنهم نجسوا وغيروا مذهب الإمام أحمد كما يغير ماء البحر.

وميدان التحرير، أخشى أن يأتي اليوم الذي يخجل المصريون منه ومن أفعال الثائرين هناك ، ومشهد تعرية البلطجية وتعليقهم على جذع النخل مشهد مخزي ومخجل وعار على الثوار فما الفرق بينهم إذن وبين بلطجية أمن الدولة الذين كانوا يسومون الناس سوء العذاب حتى استجاب الله لدعاء المظلومين منهم فأتى على مقارهم وأحرق أوكارهم وشردهم ومزقهم كل ممزق.

والصحف القومية ترفع شعار عاش الملك .. مات الملك ، فهي التي كانت تسبح بحمد مبارك وآله وإذ بها تشارك في عملية اغتياله معنويا بعد الثورة لأن لسان حال رؤسائها (لمن الملك اليوم ؟)

ولأن أمر الولاية العامة بمفهومها الشرعي أو الرئاسة بمفهومها المعاصر أمر هام لا ينبغي التقليل من شأنه ، رأيت أنه من الواجب عليّ أن انبه وانصح المرشحين لا من باب الأهلية بل من باب المسئولية والأمانة العلمية وأقول لهم :

1. ليكن في مخيلتك أخي المرشح أي كان حزبك أو لونك أو فكرك ، أن تفتح بابك لحاجات شعبك ولا تترسه بالمتاريس وتغلقه بالمفاتيح أمام ضعفاءهم وفقراءهم ، فعن أَبي مريم الأزدِيِّ - رضي الله عنه - : أنّه قَالَ لِمعاوية - رضي الله عنه - : سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : (( مَنْ وَلاَّهُ اللهُ شَيْئاً مِنْ أُمُورِ المُسْلِمِينَ ، فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجَتِهِمْ وَخَلَّتِهِمْ وَفَقْرِهِمْ ، احْتَجَبَ اللهُ دُونَ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَفَقْرِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) فجعل معاوية رجلاً عَلَى حوائج النَّاسِ . رواه أَبُو داود والترمذي .وصححه الألباني

2. واعلم أخي المرشح أنك ستكون مسئولاً عن الملايين ، فابذل ما جهدك لتسمع منهم دعاء يرفعونه في جوف الليل شاكرين الله أن ولاّك عليهم ، عفن ابن عمر رضي الله عنهما ، قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : (( كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتهِ : الإمَامُ رَاعٍ وَمَسؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ في أهلِهِ وَمَسؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ في بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالخَادِمُ رَاعٍ في مال سيِّدِهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .

3. ولا تغش شعبك وتخونهم ، فاعلم مقدماً أن ما من قرار ستصدره خنت فيه شعبك أو حصلت فيه على نصيب ليس من حقك فقد حرمت نفسك بنفسك من الجنة فعن أَبي يعلى مَعْقِل بن يَسارٍ - رضي الله عنه - ، قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : (( مَا مِنْ عَبْدٍ يَستَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً ، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ ، إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّة )) متفقٌ عليه، وفي رواية : (( فَلَمْ يَحُطْهَا بِنُصْحِهِ لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّة )) ، وفي رواية لمسلم : (( مَا مِنْ أميرٍ يلي أمور المُسْلِمينَ ، ثُمَّ لا يَجْهَدُ لَهُمْ وَيَنْصَحُ لَهُمْ ، إِلاَّ لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ )) .

4. ولا تشق عليهم وتضيق عليهم العيش وتحرمهم من العمل والرزق والعلاج ، فعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول في بيتي هَذَا : (( اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ ، فاشْقُقْ عَلَيْهِ ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِمْ ، فَارفُقْ بِهِ )) رواه مسلم .

5. وكن عادلاً ولو أهلك ، قَالَ الله تَعَالَى : { إنَّ اللهَ يَأمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ } [ النحل : 90 ] الآية ، وقال تَعَالَى : { وَأَقْسِطُوا إنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [ الحجرات : 9 ] ، وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ :
(( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ الله في ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ : ثم ذكر منهم إِمَامٌ عادِلٌ ، )) متفقٌ عَلَيْهِ ، وعن عبدِ اللهِ بن عَمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إنَّ المُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ : الَّذِينَ يَعْدِلُونَ في حُكْمِهِمْ وأَهْلِيْهِم وَمَا وَلُوْا )) رواه مسلم ، وعن عِياضِ بن حِمارٍ - رضي الله عنه - ، قَالَ : سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : (( أهلُ الجَنَّةِ ثَلاَثَةٌ : ذُو سُلطانٍ مُقْسِطٌ مُوَفَّقٌ ، وَرَجُلٌ رَحيمٌ رَقِيقُ القَلْبِ لكُلِّ ذي قُرْبَى ومُسْلِمٍ ، وعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذو عِيالٍ )) رواه مسلم .

والله اسأل أن يولي أمورنا خيارنا ولا يولها شرارنا ، وأن يحكم مصر من ينفعها ولايضرها ، وأن يخاف الله فينا كما خاف الفاروق عمر من الله ، الذي يتمنى الكثيرون منّا الآن أن يكونوا بغالاً في عهده وقد خاف أن يسئل عنهم لما لم تمهد لها الطريق يا عمر ، بدلاً من أن يكونوا بشراً في عهد مبارك وآله ، فيسألونه لما قتلت أولادنا وسرقت أموالنا وخنت بلدنا، فلا تفرح بتصويت الناس لك ، وأنت تعلم أنك لست أهلاً لها ، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري لمّا سأله منصباً فقال : (إنك ضعيف ، وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة ، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها ) رواه مسلم في صحيحه.

الخميس، 14 يوليو 2011

صك الغفران .. في ليلة النصف من شعبان


انتصف شهر شعبان أو كاد ، وبدأ العد التنازلي لاستقبال شهر رمضان ، وقبل أن تذهب الفرصة الذهبية وتضييع ، أحببت أن أذكر نفسي وإياكم بليلة النصف من شعبان ، ذلكم الليلة العظيمة التي يغفر الله تعالى فيها لخلقه إلا من استثناهم .

إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه ) {حسنه الألباني في صحيح الجامع من حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه}.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ) {حسنه الألباني في صحيح الجامع من حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه}.

والمشرك هو كل من أشرك مع الله شيئا في ذاته تعالى أو في صفاته أو في عبادته . والمشاحن : قال ابن الأثير : هو المعادي والشحناء : العداوة والتشاحن تفاعل منه.

وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ينزل الله تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لكل نفس إلا إنسان في قلبه شحناء أو مشرك بالله عز وجل) .

فيا لعظم هذه الليلة وعلو قدرها ومنزلتها ، ورغم هذه المكانة التي تتمتع بها ليلة النصف من شعبان ، إلا أنه لم يشرع لنا تخصيصه بالعبادة كالقيام والصيام ، إذ أن جميع الأحاديث الواردة في تعبد هذه الليلة لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بل بعضها يعد من الموضوعات المكذوبة.

ولو تأملت أحاديث المذكورة في فضل ليلة النصف من شعبان سترى أن المطلوب ليس التعبد فيها ، بل أن يعظم في قلبك توحيد الله عز وجل ، فلو كنت ممن أشرك بالله عز وجل فتب إلى الله تعالى ، وتبرأ من كل هذه الأنداد التي جعلتها شريكة لله تعالى في العبادة ، فلا تحلف أو تقسم برحمة الوالدين ولا حياة أولادك ولا بجاه النبي عليه الصلاة والسلام ، ولا تذبح لغير الله أو تطوف حول الأضرحة تتسول رضاها وقد أغناك الله عن ذلك .

وكذلك لا تنسى أن البغضاء والعدواة والشحناء التي في قلبك يجب أن تذهب إلى غير رجعة ، فلو كان بينك وبين أحد شيئا من هذا فلا تتردد وأقبل عليه ومد يدك طالبا منه مد جسور المحبة والتسامح ، حتى تنال صك المغفرة من الله عز وجل ، وما أعظمها من جائزة أن يغفر لك ذنبك وقد امتلئت صحائفنا بالكبائر والصغائر، فيا لرحمة الله عز وجل بنا ، أن جعل لنا مواسم للمغفرة ، السعيد منّا من وفق لها ففاز بها.

فاللهم اجعلنا ممن غفرت لهم في هذه الليلة ، إنك ولي ذلك ومولاه.

شارة فيسبوك

post

احدث مواضيعنا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة