
انتصف شهر شعبان أو كاد ، وبدأ العد التنازلي لاستقبال شهر رمضان ، وقبل أن تذهب الفرصة الذهبية وتضييع ، أحببت أن أذكر نفسي وإياكم بليلة النصف من شعبان ، ذلكم الليلة العظيمة التي يغفر الله تعالى فيها لخلقه إلا من استثناهم .
إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه ) {حسنه الألباني في صحيح الجامع من حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ) {حسنه الألباني في صحيح الجامع من حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه}.
والمشرك هو كل من أشرك مع الله شيئا في ذاته تعالى أو في صفاته أو في عبادته . والمشاحن : قال ابن الأثير : هو المعادي والشحناء : العداوة والتشاحن تفاعل منه.
وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ينزل الله تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لكل نفس إلا إنسان في قلبه شحناء أو مشرك بالله عز وجل) .
فيا لعظم هذه الليلة وعلو قدرها ومنزلتها ، ورغم هذه المكانة التي تتمتع بها ليلة النصف من شعبان ، إلا أنه لم يشرع لنا تخصيصه بالعبادة كالقيام والصيام ، إذ أن جميع الأحاديث الواردة في تعبد هذه الليلة لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بل بعضها يعد من الموضوعات المكذوبة.
ولو تأملت أحاديث المذكورة في فضل ليلة النصف من شعبان سترى أن المطلوب ليس التعبد فيها ، بل أن يعظم في قلبك توحيد الله عز وجل ، فلو كنت ممن أشرك بالله عز وجل فتب إلى الله تعالى ، وتبرأ من كل هذه الأنداد التي جعلتها شريكة لله تعالى في العبادة ، فلا تحلف أو تقسم برحمة الوالدين ولا حياة أولادك ولا بجاه النبي عليه الصلاة والسلام ، ولا تذبح لغير الله أو تطوف حول الأضرحة تتسول رضاها وقد أغناك الله عن ذلك .
وكذلك لا تنسى أن البغضاء والعدواة والشحناء التي في قلبك يجب أن تذهب إلى غير رجعة ، فلو كان بينك وبين أحد شيئا من هذا فلا تتردد وأقبل عليه ومد يدك طالبا منه مد جسور المحبة والتسامح ، حتى تنال صك المغفرة من الله عز وجل ، وما أعظمها من جائزة أن يغفر لك ذنبك وقد امتلئت صحائفنا بالكبائر والصغائر، فيا لرحمة الله عز وجل بنا ، أن جعل لنا مواسم للمغفرة ، السعيد منّا من وفق لها ففاز بها.
فاللهم اجعلنا ممن غفرت لهم في هذه الليلة ، إنك ولي ذلك ومولاه.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق