الاسلام سؤال وجواب

الثلاثاء، 20 مارس 2012

حازم أبو إسماعيل .. هل هو رئيس محتمل أم مهدي منتظر

في حدود علمي أن حازم صلاح أبو إسماعيل ، قدم نفسه لرئاسة الجمهورية فقط ولم يزعم يوماً أنه نبي مرسل و ملك مقرب ، ولم يدّعي الرجل أنه المهدي المنتظر الذي يجب على الجميع اتباعه ، حتى تنفى عنه الأخطاء والأوهام غير المقصودة أو زلات اللسان .

لذلك فالعاقل فقط هو الذي يسمع له حواراته ويشاهد لقاءته ثم يقيمه الأداء والفكرة بصورة إجمالية ، ويربأ بنفسه أن يكون بغبغاناً من ضمن البغبغاوات الفيسبوكية أو ثوار الكيبورد ، الذين يقتصر دورهم فقط على القص واللصق ، أو تركيب أغنية على مشهد حواري أو كتابة كلمات استهزائية على المقاطع المرئية ، لمجرد أنه منافس لمرشحهم .

ومن الخطأ أن يظن القريبون والبعيدون أن أبا إسماعيل لا يخطأ ، فهذا اعتقاد فاسد باطل لأن العصمة وعدم الوقوع في الزلل والخطأ دفنت مع النبي صلى الله عليه وسلم.

ولكن السؤال الأهم ما هو نوع الخطأ الذي يقع فيه الرجل ؟

وهل تصنف هذه الأخطاء على أنها أخطاء استراتيجية تقدح في جوهر ترشحه للرئاسة؟

فقد لاحظت أن معظم الفيديوهات والمقاطع المصورة ، التي تدين أبو إسماعيل قد تكون في أخطاء رقمية ، والأمر هنا يحتمل أمران ، إما أنه خطأ حقيقي وإما أنه خطأ نسبي ، والمؤكد أنه نسبي لأن هذه الأرقام والتحليلات الإقتصادية ليست حكراً على جهة حتى يعتمد قولها الفصل ويصبح ما عداها هزل ، وهي أصلاً محل خلاف بين الإقتصاديين والماليين ، فما بالك إذن بغيرهم.

وقد تكون أخطاء ثقافية ، بمعنى أنه أخطأ في اسم رئيس أمريكي ولم يخطئ في حقيقة الفكرة التي طرحها ، فكانت زلة لسان تغفر له ولغيره لو وقع فيها.

ثم انتقلت الإنتقادات للرجل نقلة نوعية ، فتطاولت على رؤيته واستراتيجيته المأمولة من باب أنها نوع من الأحلام أو ضرب من الخيال ، العبرة هنا ليست بالكلام والأقوال بل بالأفعال ، ويحاسب الرجل على خطته واختياراته ولو فشل في تحقيقها لا تعيد إنتخابه مرة أخرى لو قدّم نفسه.

وهناك من يتعمد إلصاق الأخطاء الوهمية له دون أن يتثبت هو من الحقيقة ، كذلك المذيع الذي قال كيف ننتخبه رئيساً وهو لا يعرف متى استقلت مصر .

وكأن المفروض على رئيس مصر إما أن يكون مدرس اقتصاد أو تاريخ ، ومع ذلك فالرجل قال متى استقلت مصر لإرضاء غرور السائل ، لكن المتفيهق الآخر لم ينتبه لها لأنه لا يريد أن ينتبه فقط يريد التصيد حتى "يشرشح" له على شاشته.

وخلاصة القول التي أريد أن اختم بها :

أن الخطأ أن يظن أتباع أبو إسماعيل أنه لا يخطئ ، ومن الخطأ أيضاً أن يتصيد له الآخرون الأخطاء الساذجة والتافهة ومن ثم يشنون عليه حرباً ضروس دون داع ، اللهم إلاّ الحقد والغيرة والحسد.

ليست هناك تعليقات:

شارة فيسبوك

post

احدث مواضيعنا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة