
هل انتهى مجلس الشعب من مفاجأته أم أن جراب سحرته لم ينفد بعد ?
وهل بدعه السياسية انتهت ، حتى يبتدعوا في ديننا ؟
ولماذا قام نوابه دقيقة حداد نعياً منهم للأنبا شنودة الذي رحل يوم الجمعة الماضي؟
أم أنها سقطة أخرى من سقطاته التي لا تغتفر، إذ كان يكفي رئيس مجلسهم أن يعلن عن نبأ الوفاة مع بعض الكلمات التي يواسي بها المكلومين من ملته ، لكن وقف المجلس وقفة حداد سخيفة ومبتدعة ومنكرة في الوقت الذي كنّا نأمل أن يكون مجلساً مشرفاً بحفاظه على شريعته وتعاليمه والإعتزاز بها أمام الجميع.
لكن المجلس رضي بالدنية في دينه ، وفضل مسايرة الأمر الواقع على الأمر الإلهي ، ولعل البعض سيقول وما الضرر في هذه المجاملة ؟
نقول له : يا أخانا نحن لا نجامل أحداً على حساب ديننا ، نحن لا نريد مداهنة الخلق على حساب الحق الذي ينبغي علينا اتباعه.
وليس صحيحاً ما قد يبرر به البعض أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قام لجنازة يهودي احتراماً لها ، بل كان لهذا القيام علل كثيرة ، أوضحها حتى يعلم الجميع .
أخرج البخاري وغيره في صحيحه بسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: مر بنا جنازة، فقام لها النبي صلى الله عليه وسلم وقمنا به، فقلنا: يا رسول الله إنها جنازة يهودي، قال: «إِذَا رَأَيْتُمُ الجِنَازَةَ، فَقُومُوا» ، وفي رواية في البخاري أيضاً قَالَ: «أَلَيْسَتْ نَفْسًا».
وهذا القيام له علل فسرها ووضحها رواة الأحاديث وهي :
أولاً :
كراهية أن تعلوه الجنازة وهو جالس فقام .
كما أخرج ابن أبي شيبه في مصنفه ، والنسائي في سننه باب الرخصة في ترك القيام وصححه الألباني ، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ كَانَ جَالِسًا فَمُرَّ عَلَيْهِ بِجَنَازَةٍ، فَقَامَ النَّاسُ حَتَّى جَاوَزَتِ الْجَنَازَةُ، فَقَالَ الْحَسَنُ: «إِنَّمَا مُرَّ بِجَنَازَةِ يَهُودِيٍّ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى طَرِيقِهَا جَالِسًا، فَكَرِهَ أَنْ تَعْلُوَ رَأْسَهُ جَنَازَةُ يَهُودِيٍّ، فَقَامَ».
ثانياً :
كان قيامه للملائكة.
أخرج النسائي في سننه وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين وصححه الألباني من حديث أنس أن جنازة مرت برسول الله فقام فقيل : إنها جنازة يهودي فقال : «إنما قمت للملائكة ».
ثالثاً :
قيامه بسبب أذى ريح الجنازة
أخرج الطبراني في معجمه وصححه الألباني من حديث ابن عباس أن الجنازة التي قام لها رسول الله صلى الله عليه و سلم كانت جنازة يهودي وأن النبي صلى الله عليه و سلم قال:
« آذاني ريحها ».
رابعاً :
القيام للفزع من الموت فيه تعظيم لأمر الله
أخرج أبو داود في سننه وصححه الألباني من حديث جَابِرٌ قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ مَرَّتْ بِنَا جَنَازَةٌ فَقَامَ لَهَا فَلَمَّا ذَهَبْنَا لِنَحْمِلَ إِذَا هِيَ جَنَازَةُ يَهُودِيٍّ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا هِيَ جَنَازَةُ يَهُودِيٍّ فَقَالَ : « إِنَّ الْمَوْتَ فَزَعٌ فَإِذَا رَأَيْتُمْ جَنَازَةً فَقُومُوا».
فلا يقاس أبداً لمن شم رائحة العلم قيام النبي عليه الصلاة والسلام مع ما فعله نواب مجلس الشعب ، إذ هل شموا رائحة شنودة وتأذوا منها ، وهل رأوا الملائكة فقاموا احتراما لهم !!!
هذا بالنسبة للجنازة ، فنعي شنودة في المجلس لا يقاس عليه حكم القيام للجنازة ، وتخصيص الوقوف بدقيقة حزن وحداد ما هو إلا تقليد للكفرة واستيراداً لعادتهم مع وجهائهم ، ولا يفعله عندنا إلاّ جهلة المسلمين.
وكل التحية والتقدير لبعض النواب السلفيين الذين رفضوا هذه البدعة المنكرة ، والعتب كل العتاب على الإخوان ومن سار في ركبهم وقلد فعلتهم وشارك في وزرهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق