ليست خطورة ما قاله البرادعي في تصريحاته الأخيرة للجريدة الألمانية ، أن الانسحابات من لجنة الدستور بسبب إنكار البعض للهولوكوست ، بل الأخطر منها ، قوله أن الوثيقة ذات الصبغة الإسلامية المزمع إصدارها من اللجنة هي في واقع الأمر ضد المرأة والأقليات.
والحقيقة إن استجداء البرادعي للدعم الغربي أمر مفهموم بالنسبة لنا وله ، وربما كان غير مفهوما لأتباعه ممن يرون فيه ما لا نراه نحن ، فالبرادعي بحكم عمله السابق في وكالة الطاقة النووية ، كان أداة تحركها أمريكا ليخوض معارك ضارية على بلاد إسلامية نيابة عنها ، إذ لا يستطيع أن ينسى يوماً أنه كان رجلها في وكالة الطاقة بعد أن رشحته ضد مرشح مصر الدكتور محمد شاكر أحد الخبراء المرموقين في الدبلوماسية المصرية والطاقة الذرية ، ومندوبها في الوكالة علي مدار خمس سنوات .
ولم يكن وقتها البرادعي مهتماً بالشأن المصري ، لذا لم يشعر بأي حرج وطني أو مسئولية لكونه يقف أمام رغبة مصر في اختيار مرشح غيره .
ولقد راهنت عليه أمريكا وكسبت الرهان ، إذ حقق لها كل مطالبها لتقويض الدول العربية القوية ، فاستخدم سلطته كرئيس للوكالة الدولية للطاقة الذرية في إبقاء العراق تحت الحصار لأكثر من 13 عامًا مات فيها أكثر من مليون عراقي، ورفض الإعلان رسميًّا عن خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل، وظل حتى آخر يوم قبل العدوان الهمجي الذي شنته أمريكا وحلفاؤها على الشعب العراقي يؤكد أن الحكومة العراقية لازالت لم تجب على الأسئلة التي يطرحها.
وفعلها من قبل ضد مصر فترة عمله في الوكالة ، فليس هذا الحديث الذي أدلى به البرادعي للصحيفة الألمانية هو أول موقف من شأنه أن يقلل أسهمه الوطنية ، بل لعب دورًا رئيسًا في التحريض ضد مصر لمنعها من دخول المجال النووي السلمي، لأنه غير مقتنع بقدرتها الفنية على ذلك من خلال اكتشافات لجنته لبعض الجزيئات المشعة في إنشاص.
ومن المثير للشفقة أن يقوم البرادعي بتصوير نفسه على أنه منقذ الديمقراطية ، وهو الذي كان يطالب بعسكرة مصر أطول فترة ممكنة ، والآن يطالب بتدخلهم لحفظ الأمن .
ومن المثير للدهشة أن يقول : إن أي دولة ديمقراطية لا تقبل بالإعلان الدستوري وينتظر منهم إدانته ، ولأنه جاهل بتفاصيل كثيرة في دينه، تجده يقدم غطاء جديداً لمحاربة الاسلام للضغط على مصر بدعوى أنهم بصدد إصدار دستور يهدرون فيه حقوق المرأة والأقليات ، حتى أن منهم من يمنع الموسيقى وينكر الهولوكوست.
ما هذه الفضحية التي نقرأها ولا نجد إجابات مقنعة من أتباعه غير التبرير حتى لو كان فجاً، لأ أدري كيف لا يرى هؤلاء أنهم يدافعون عن شخصه على حساب وطنهم، لأن أقل اتهام له هي العمالة للغرب ، فكيف يتصور إذن أن هذا الرجل يريد أن يلعب دوراً في الحياة السياسية فضلاً عن من يريده رئيساً لمصر، فهل تخلصنا من انبطاح مبارك لأمريكا ، حتى يأتينا من كان مرشحها في الطاقة وذراعها السياسي في تبرير عدوانها على المسلمين.
ومن العجائب أن نجد مصطفى بكري يتحالف مع من اتهمه بالعمالة الأمريكية من قبل ويضع يده معه وتسمع الهتافات (إيد واحدة). يا مثبت العقل في الرآس
بل كيف يقوم المحلل الشرعي لحزبه العلماني بالدفاع عنه ويشبهها باجتماعات الشاطر بأمريكيين وقرض الصندوق النقد الدولي .. ما هذا الهوان يا أتباع البرادعي .
فما هو يا تُرى السبب الذي جعله يذكر الهولوكوست في ألمانيا !!
من هو العبقري الذي يستخرج لنا علاقة الهولوكوست بالدستور المصري !!