الاسلام سؤال وجواب

السبت، 31 يوليو 2010

إعتذار لا يكفي من جريدة لا تُقرأ


لا يكفي إعتذار جريدة اليوم السابع على موقعها الإليكتروني عن عدم نشرها للرواية التي تُحفظ على عنوانها إلاَّ بعد عرضها على مجمع البحوث الإسلامية .
هذا الإعتذار الساذج الذي يظن به سفهاء الجريدة أنه سيحميهم من غضب الناس الذي ساءهم ما قرأوه على صفحاتها ، لا يكفي لأن هذا الإعتذار لم يتطرق لحماقة المحرر الذي أراد أن يدخل التاريخ من أزبل أبوابه فاختار أسوأ عنوان يعلن فيه عن الرواية .
هذا الإعتذار لا يمنع الذي يريد أن يحرك الدعاوى القضائية ضد هذه الجريدة ، لأنها لم تعتذر عن سقطتها الصحفية ، بل اعتذرت عن عدم نشر الرواية ، والناس لم تقرأ الرواية حتى يتبين موقفها منها ، بل الذي نُشر هو قلة أدب المسئول عن التحرير وسوء أدب المسئول عن النشر وقلة دين من أصحاب الجريدة كلها لموافقتهم على هذه العناوين التي لم يتجرأ مستشرق غربي أن يدعيها على النبي صلى الله عليه وسلم .
فاللهم شل يد كل من كتبت هذا التطاول ونالت من عرض النبي عليه الصلاة والسلام .

الجمعة، 30 يوليو 2010

رد الشيخ أبي اسحق الحويني المفحم على أحمد عبده ماهر

صحيح البخاري لو أنصفوه * لما خط إلا بماء الذهب
هو الفرق بين الهدى والعمى * هو السد بين الفتى والعطب
أسانيد مثل نجوم السماء * أمام متون لها كالشهب
بها قام ميزان دين الرسول * ودان به العجم بعد العرب
حجاب من النار لاشك فيه * يميز بين الرضى والغضب
وستر رقيق إلى المصطفى * ونص مبين لكشف الريب
فيا علما أجمع العالمو * ن على فضل رتبته في الرتب
سبقت الائمة فيما جمعت * وفزت على زعمهم بالقصب
نفيت الضعيف من الناقل * ين ومن كان متهما بالكذب
وأبرزت في حسن ترتيبه * وتبويبه عجبا للعجب
فأعطاك مولاك ما تشتهيه * وأجزل حظك فيما وهب

----------------------------------------------
زعم أحمد ماهر، المستشار المصري السابق، المحامي بالنقض، أن "هناك الكثير من الأحاديث الواردة في كتاب صحيح البخاري تطعن في القرآن".

وهذا هو رد فضيلة الشيخ أبي اسحاق الحويني شفاه الله وسدد خطاه :

الجزء الأول :



الجزء الثاني :



الجزء الثالث :



الجزء الرابع :



الجزء الخامس :



الجزء السادس :



الجزء السابع :



الجزء الثامن :



الجزء التاسع:



الجزء العاشر :





الخميس، 29 يوليو 2010

وفاة فضيلة العالم الدكتور حسن عيسى عبد الظاهر رحمه الله

جاءتني على هاتفي المحمول رسالة من وزارة الأوقاف القطرية تنعي فيها العالم فضيلة د.حسن عيسى عبد الظاهر ، ولم أكن أعرفه جهلاً مني وتقصيراً ، ثم تابعت الموضوع عبر الصحف القطرية ، وأنقل لكم واحدة ممن أفردت الموضوع ونشرته على صفحة كاملة تقديراً منها لهذا العالم الفاضل رحمه الله .
-----------------------------------------------------------------------------------
شيعت قطر في جنازة مهيبة إلى مثواه الأخير أمس فضيلة د.حسن عيسى عبد الظاهر أحد أعلام الفقه والأصول والدعوة الذي تتلمذ على يديه الكثيرمن طلاب العلم القطريين وغيرهم .
وبوفاة هذا العالم فقدت قطر والعالم الاسلامي امس رجلا من رجالات الدعوة وعلما من اعلام الفقه والتأصيل والفلسفة الاسلامية المتوازنة واللسانيات ولا نزايد اذا قلنا انه موسوعة علمية كاملة كانت تمشي على الارض .
وقطر والأمة الإسلامية بفقدهما علمين من اعلام هذا العصر في يومين متتاليين هما: الدكتور عمر عبد العزيز والدكتور حسن عيسى عبد الظاهر ومن قبلهما بفترة قصيرة الدكتور عبد العظيم الديب انما يعني ان الساحة الاسلامية قد تخلو رويدا رويدا من علمائها الابرار الذين حباهم الله العلم فكانوا اهلا لهذا العلم من حيث التبليغ بل من حيث الآليات المتمثلة في الإلقاء وأحسن الوعظ حتى ان الانسان لا يسأم من دروسه ومن خطبه التي انتفع بها الجميع جعلها الله تعالى في موازين حسناته واقر بها عينيه الى يوم يلقاه .
ويعتبر د. حسن عيسى عبد الظاهر من الرعيل الأول للحركة الإسلامية في مصر، وأحد العلماء الربانييين الذي تتلمذ على كبار علماء عصره، كالشيخ دراز وطبقته، ودرس الحديث وعلومه على الشيخ الإمام العلامة أحمد محمد شاكر (رحمه الله).
وعاش د.عبد الظاهر رحمه الله محنة كبيرة في مصر شأنه شأن العلماء الكبار حيث وسعه حظه من التعذيب وخرج بعدها صلبًا قويًّا مع رفيقي دربه: العلاَّمة المفسر محمد بن عبد الرحمن الراوي، والشيخ عبد التواب هيكل الذي أوصى الدكتور عبد الظاهر قبل مرضه ان يصلي عليه لكن الشيخ هيكل شفاه الله وعافاه هو الآخر يرقد على فراش المرض .
تولى الشيخ -رحمه الله - مناصب عدة منها: رئاسة لجنة الحديث بمجمع البحوث الإسلامية، وعمل على إخراج كنوز الكتب الإسلامية، وكان مشهورًا بالبحث والمثابرة؛ حيث قدَّم برامج إعلامية كثيرة، بداية مع الأستاذ أحمد فرَّاج، ونهاية ببرامجه المسجلة في إعلام قطر.
وكان الشيخ حسن يخلف الشيخ القرضاوي في إمامة المصلين في المسجد الكبير عندما كان الشيخ القرضاوي يسافر لأداء العمرة في العشر الأوائل من رمضان كما له فضل كبير في تعليم الخطابة وأسلوبه المهذب والجذاب فيها والانتقال من موقف الى آخر دون ان يشعر المستمع بأي خلل بل انه كان يلخص الخطبة او الدرس ويركز على ما فيه من محاور تستحق التركيز وهذه ميزة العالم الذي كان يقصده الكثير من المصلين قبل مرضه في مسجد اسحاق.
وكما ان الدكتور عبد الظاهر كان علما من اعلام الدعوة على المنبر كان فارسا ايضا من فرسانها من خلف الميكروفون وامام الكاميرا فقد تسمعه وهو يقدم موعظته في الاذاعة وفي أي موضوع ترى انه امامك يحادثك ويناقشك لأن حديثه خارج من القلب فله كامل التأثير والتفاعل .
وفي المجال العلمي تولى الشيخ المرحوم رئاسة لجنة الحديث بمجمع البحوث الإسلامية، وعمل على إخراج كنوز الكتب الإسلامية، وكان مشهورًا بالبحث والمثابرة؛ حيث قدَّم برامج إعلامية كثيرة، بداية مع الأستاذ أحمد فرَّاج، ونهاية ببرامجه المسجلة في إعلام قطر، بالاضافة الى انه أستاذ بكلية الشريعة بجامعة قطر.
ونظرا للصلة الوثيقة التي تجمعه والدكتور يوسف القرضاوي طلب فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي قبل أن يبدأ درسه اليومي في صلاة التهجد بجامع الشيوخ في 21 اكتوبر 2006 من المصلين وكل من سمع ان يدعوا الله تبارك وتعالى بالشفاء العاجل لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور حسن عيسى عبد الظاهر، وأن يَمُنَّ الله عليه بالصحة والعافية حتى يواصل مشاركاته في الدعوة الإسلامية.
ويكتب د. حسن عيسى عبد الظاهر عن الدعوة بمجلة المختار الاسلامي فيقول : شؤون الحياة، وسبلها، وغاياتها، والسعي فيها، والدعوة إليها كثيرة ومتشعبة يجمعها ضربان: الحق والباطل. فالدعوة فيها إلى الله تعالى هي الحق وهي دعوة واحدة لا تشعب فيها ولا تناقض. والدعوة فيها إلى غير الله تعالى هي الباطل، وهي دعوات شتى كثيرة ومتناقضة، يقول الله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ )(الحج:62)، والباطل كله ضلال : (فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ)(يونس:32).
فالله سبحانه وتعالى هو الإله الخالق، وكل ما عداه مخلوق له (رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ)(مريم:65)، فالدعوة إما أن تكون له وحده، وهذه هي دعوة الحق، ودعاتها دعاة الحق، وإما أن تكون دعوات لغيره أيًا كان من المخلوقات: ملك، أو جن، أو نجم، أو جماد، أو حيوان، أو إنسان، أو شهوة، أو أوهام، فتلك هي دعوات الباطل والضلال، على رأس كل منها شيطان، ودعاتها دعاة الباطل والضلال (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)(الأعراف:194).
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًا بيده، ثم قال : " هذا سبيل الله مستقيمًا، وخط عن يمينه وشماله ثم قال : هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(الأنعام:153)، وإنما وحّد ( سبيله ) لأن الحق واحد، وجمع ( السبل ) لتفرقها وتشعبها كما قال تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ)(البقرة:257) .
فقد وحّد سبحانه لفظ ( النور ) وجمع ( الظلمات ) لأن الحق واحد، والكفر أجناس كثيرة، وكلها باطلة، إلى غير ذلك من الآيات التي في لفظها إشعار بتفرد الحق، وانتشار الباطل وتشعبه .
وقد ميز الله تعالى بين الدعوتين والداعين إلى كل منهما، فقال تعالى : (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيّاً) (مريم:48)، وميز بين مصير دعوات المبطلين وهي باطل، وبين مصير دعوة الله تعالى وهي الحق، فقال تعالى : (أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)(البقرة:221) .
دعوات الباطل
الدعوات إلى غير الله تعالى هي الباطل وهي الضلال، وقد نهى الله تعالى عنها فقال سبحانه: (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ)(يونس:106) .
وبيَّن سبحانه أن الدعوات إلى غيره لا تصح، ولا ثمرة لها إلا الخسران، فقال تعالى: (تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ * لا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الآخِرَةِ )(غافر: 42، 43) . أي لا يصح أن يُدعى ويحث عليه إذ هو ليس بذي بال ولا قدر .
وبيّن سبحانه أن دعاة الباطل لا سند لهم ولا برهان، وأنهم لا يفلحون أبدًا : (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ)(المؤمنون:117) .
وبيّن جماع صفات دعاة الباطل وهي الكفر، ومصير دعواتهم وهو الضلال والضياع، فقال تعالى: (وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ)(الرعد:14)، وقال سبحانه: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ)(الأحقاف:5) .
ونهى عن مشاركتهم في منهجهم وسلوكهم فقال تعالى آمرًا: (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)(غافر:66) .
وبيّن حقيقة ما يدعون إليه من دون الله تعالى ونهجهم وهدفهم فقال تعالى: (يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ) (الحج:13)، وقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحج:74)، وقال عز من قائل : (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَرِيداً * لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً * وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً)(النساء:117 - 121)، وقال تعالى : (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)(النحل:20، 21)، وقال تعالى : (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ)(غافر:20) .
دعوة الحق
والدعوة إلى الله تعالى وحده هي دعوة الحق، يقول الله تعالى (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ)(الرعد:14)، أي الدعوة الحق لله وحده .
وقد بيّن سبحانه أنها طريق الاستقامة والمغفرة: (وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(المؤمنون:73) وقال تعالى : (يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ)(إبراهيم:10).
وقد وجّه الله سبحانه رسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين إلى الدعوة إليه وحده فقال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ)(الأنبياء:25)، وقال تعالى : (وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ)(القصص: 87، 88)، وقال تعالى : (وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدىً مُسْتَقِيمٍ)(الحج:67)، وقال سبحانه : (وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ)(الحديد:8) .
ودعا المؤمنين ليكونوا دعاة إلى الله تعالى وحده وأن تقوم أمة منهم على أمر الدعوة إليه فقال تعالى : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(آل عمران:104) . وعرّفهم منهجهم وسبيلهم في الدعوة إلى الله تعالى وحده فقال تعالى : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي)(يوسف:108) .
وبيّن منزلة الدعوة إلى الله تعالى وأنها بمكان لا يدانيها مكان (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(فصلت:33).
ودعا إلى الاستجابة لدعوته سبحانه ولدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ (الأنفال:24)
وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بصبر النفس مع الذين يدعون ربهم : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْد عَيْنَاكَ عَنْهُمْ)(الكهف:28) .
وبيّن أن الدعاة إلى الله تعالى إنما يدعون بدعوة الله إلى الجنة والمغفرة بإذنه : (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ)(البقرة:221)، وقال تعالى : (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ)(يونس:25) .
-----------------------------------------------------------------------------------
نقلاً عن جريدة الراية القطرية بتاريخ 29 يوليو 2010

تعقيب : ورد في السطر الأول عبارة (مثواه الأخير) وهي خطأ عقائدي وقع فيه كاتب الصفحة إذ أن القبر أول منازل الأخرة وليس آخرها ، ومثوى الإنسان الأخير يكون بعد تحديد مصيره في الجنة أو النار ، والله أسأل أن يرزق عالمنا الجنة ويغفر له ويرحمه .

الثلاثاء، 27 يوليو 2010

ودائع البنوك .. ما هي حقيقتها ؟ وما هو حكمها ؟

بعض الناس ممن رزقهم الله عز وجل بمال وفير فاض عن حاجاتهم ، وليس لديهم وقت لكي ينشغلوا بإستثماره ، فكروا ثم قرروا أن يضعوا أموالهم في البنوك كوديعة مضمونة تدر عليهم دخلاً حسب المدة التي اختاروها ، ولا يلجأ بعضهم إلى الإيداع في البنوك الربوية ، وأخذ الفائدة ، إلاَّ من جهل الحكم بحرمة هذا التصرف ، أو من غلبت عليه دنياه وفضلها على الآخرة ، فإن هذا الإيداع الربوي محرم تحريما عظيما .
ولمناقشة هذا الموضوع ينبغي أن نطرح بعض الأسئلة حتى تكون مدخلاً له:

1. ما هي الوديعة البنكية ؟

2. وما حكمها ؟

3. ماذا يفعل من علم بحرمتها ؟

4. كيف نتصرف في المال الذي أضيف إلى أصل الوديعة ؟

تعريف الوديعة :

نقرأ كثيراً عن كلمة الوداع ، وهي الفراق ، وودع صاحبه أي فارقه وتركه ، وجاءت الوديعة من ودع الشيء إذا تركه , سميت بذلك لأنها متروكة عند المودع.

وهي شرعاً : اسم للمال المودع عند من يحفظه بلا عوض.

والوديعة أي كان نوعها إذا تركتها عند من استأمنته عليها ، فهو بين خيارين إما أن يقبل حفظها لقدرته على ذلك ، وله أن يمتنع عن الاحتفاظ بها إذا رأى في نفسه عدم القدرة على ذلك .

فإذا قبل من استأمنته على الوديعة ، فحافظ عليها ، فلا يحق له أن يأخذ أجرة على ذلك ، فإن تلفت أو فقدت دون تقصير منه فلا يحق مطالبته بها وتعويض صاحب الوديعة عنها ، لكن لو قصر وفرط فيها لزمه التعويض .

وليس على من احتفظ بالوديعة أمانة عنده أن يستغلها أو يتصرف فيها أو يستثمرها دون علم صاحبها .

واضرب مثالاً لتتضح الفكرة :

افرض أن صاحبك جاءك بسيارته وقال لك أنه سيضعها أمام بيتك لحين روجوعه من السفر كأمانة عندك ، فوافقت لأنك رأيت أنك قادر على ذلك ، فقمت بتغطيتها ، فقام بعض الأطفال وعبثوا بها أو صدمتها سيارة مسرعة وهي قابعة أمام منزلك، هنا لا شيء عليك ، ولكن لو أنك استغللت هذه الفرصة وقمت بالتنزه بها وقضاء أمورك الخاصة ، فأتلفتها يجب عليك حيئذ أن تصلح ما أفسدته لأنك لم تكن أميناً على مال صاحبك بالقدر الكافي وقصرت وفرطت في الحفاظ عليها.

ونعود لموضوع وديعة البنك :

المال الذي توفر لديك وأودعته في البنك ، هل ينطبق عليه تعريف الوديعة السابق وأحكامها ، لا أعتقد ذلك ، فأنت حين تودع المال في البنك ، ما أودعته لكي تحافظ عليه بل لكي تحصل على فوائد من وراءه ، أي أنك أقرضت البنك وحصلت على ربح الربوي منه ، والبنك الذي يقبل هذه الوديعة هل يضعها في صناديق خاصة بها ويحتفظ بأرقام ورقها البنكنوت أمانة ليده حتى تعود وتستردها ، أم أنه يحصل منك على المال ثم ما يلبث أن يستثمرها ويستخدمها في القروض الربوية أو المشاريع المحرمة شرعاً أو حتى المباحة .

إذن تسمية الوديعة البنكية تسمية خاطئة لغة وشرعاً ، لأنك تحصل على وديعتك مضافة إليها ما أعطاك البنك من فوائد ، والبنك يرد الوديعة إليك مضافة إليها ما أعطاك من فوائد ، والوديعة يجب أن تودع لدع المودع ويستردها دون زيادة أو نقصان.

لكن بعض الناس قد يسأل إذا أودعت مالي عند شخص فاستثمره دون علمي هل أشاركه في ربحه ، وأنت في هذه الحالة بين أمرين أن تقبل منه مالك دون زيادة أو نقصان ، والثاني أن تشاركه في ربحه إذا علمت بمشروعية تجارته واتفقتما على ذلك .

وقد يستغل البعض هذه الفرصة ، ويسأل إذا قبلت من المودع ربحاً نظير استثماره لمالي ، فما الذي يمنع أن أحصل عليه من البنك كفوائد على الوديعة ؟

سؤال جميل !!!

اتفقنا من قبل على أن الوديعة هي ما يترك عند الغير لحفظه ، دون أن يتصرف فيه ، وهذا ينطبق على ما يسمى بصندوق الأمانات الذي يوجد في الفنادق وغيرها ، وربما وجد في بعض البنوك .

وأما يسمى بودائع البنوك ، فتخرج تماماً عن هذا المفهوم ؛ لأن البنك لم يحتفظ بوديعتك دون أن يصرف بها ، بل استغلها ، وهنا أصبحت هذه المعاملة البنكية معاملة جديدة تختلف عن اسم الوديعة ، يمكن أن يطلق عليها عملية استثمارية وحتى تقبل المال الذي ستربحه من وراء وديعتك لابد أن يتوافر شروط هي :

1. أن يكون البنك الذي تتعامل معه إسلامياً ، لوجود هيئة رقابة شرعية تقرأ وتراجع المشاريع المزمع تنفيذها عن طريق البنك من الناحية الشرعية ، وتكفيك بذلك مؤنة البحث عن الحل والحرمة.

2. أن يكون العقد بينك وبين البنك الإسلامي عقد مضاربة فيقوم البنك باستثمار مالك في مشاريع مباحة ، مقابل نسبة معلومة من الربح.

3. لا يلتزم البنك الإسلامي برد رأس المال في حال خسارته ، ما لم يحصل منه تقصير ويكون هو السبب في الخسارة ، ومن تعريف الوديعة قلنا أنها غير مضمونة لأنه إذا كان المال مضموناً ، فهذا عقد قرض وليس مضاربة وفوائده تعتبر رباً . كأن يودع العميل 100 مثلا ، ليحصل على فائدة قدرها 10 ، مع ضمان المائة ، وهذا قرض ربوي ، وهو المعمول به في أكثر البنوك ، وقد يسمى وديعة ، أو شهادة استثمار ، أو دفتر توفير ، وقد توزع الفوائد دوريا ، أو بالقرعة ، كما في شهادات الاستثمار من الفئة (ج) ، وكل ذلك محرم .

4. أن يكون نصيبك من ربح هذا العقد محددا متفقاً عليه من البداية ، كنسبة من الربح وليس من رأس المال . ولا يصح العقد إن كان الربح مجهولاً غير محدد ، وقد نص الفقهاء على أن المضاربة تفسد في حال جهالة نسبة الربح.

وقد جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي ما يلي :
" أولاً :

الودائع تحت الطلب (الحسابات الجارية) سواء أكانت لدى البنوك الإسلامية أو البنوك الربوية هي قروض بالمنظور الفقهي ، حيث إن المصرف المتسلم لهذه الودائع يده يد ضمان لها ، هو ملزم شرعا بالرد عند الطلب .
ولا يؤثر على حكم القرض كون البنك (المقترض) .

ثانياً :

إن الودائع المصرفية تنقسم إلى نوعين بحسب واقع التعامل المصرفي :
أ‌- الودائع التي تدفع لها فوائد ، كما هو الحال في البنوك الربوية ، هي قروض ربوية محرمة ، سواء أكانت من نوع الودائع تحت الطلب (الحسابات الجارية) ، أم الودائع لأجل ، أم الودائع بإشعار ، أم حسابات التوفير .
ب‌- الودائع التي تسلم للبنوك الملتزمة فعليا بأحكام الشريعة الإسلامية بعقد استثمار على حصة من الربح هي رأس مال مضاربة ، وتنطبق عليها أحكام المضاربة (القراض) في الفقه الإسلامي التي منها عدم جواز ضمان المضارب ( البنك ) لرأس مال المضاربة " انتهى من "مجلة مجمع الفقه" عدد 9 جزء 1 صفحة (931) .

ومما سبق يتبين لك أنك لا تستطيع إيداع المال في البنك الربوي لأنه يستفيد من هذا المال ويتقوى به على أنشطته المحرمة ، إلا إذا كان العميل محتاجاً لحفظ ماله في البنك ، ولا يجد بنكاً إسلامياً يحفظ فيه ماله ، فلا حرج عليه من حفظه في بنك ربوي ، وما ترتب على هذا الإيداع من فوائد ينبغي عليك ألاّ تستعملها أو تصرفها لأنها ربا روى مسلم عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ . وَقَالَ : هُمْ سَوَاءٌ ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية ) رواه أحمد والطبراني ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 3375.

وقد جاء في "موسوعة فتاوى الأزهر" ، فتوى للشيح جاد الحق شيخ الأزهر السابق رحمه الله ، فيما نحن بصدده ، نوردها للفائدة .

السؤال " السائل أهديت له شهادات استثمار من الفئة (ب) ذات العائد الجارى من والده بمناسبة زواجه وهى في حوزته إلى الآن ، وقد استحق صرفها حاليا ولها أرباح عن فترة حيازته لها ، والسؤال : هل هي حلال بأرباحها ، علما بأن قيمتها الشرائية الآن مع أرباحها أقل من قيمتها وقت الإهداء والشراء ؟

فأجاب :
" اصطلح فقهاء الشريعة على أن ربا الزيادة هو زيادة مال بلا مقابل في معاوضة مال بمال .
وقد حرم الله الربا بالآيات الكثيرة في القرآن الكريم .
وكان آخرها نزولا على ما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما قول الله سبحانه وتعالى ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون . يمحق الله الربا ويربى الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم ) البقرة /275 -276 ، وحرمه كذلك بما ورد في الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما ، عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر ، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلا بمثل، يدا بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى، الآخذ والمعطى فيه سواء) .
ولما كان مقتضى هذه النصوص أن الربا يدخل فيه كل زيادة على المال المقترض أو المودع بالشرط والتحديد بلا مقابل، وقد أجمع المسلمون على تحريمه إعمالا لنصوص القرآن والسنة الشريفة .
ولما كانت شهادات الاستثمار من الفئة (ب) ذات فائدة محددة مشروطة مقدما زمنا ومقدارا، كانت داخلة في ربا الزيادة المحرم شرعا بمقتضى تلك النصوص، باعتباره قرضا بفائدة مشروطة مقدما زمنا ومقدارا .

فكيف تتصرف في هذا المال الربوي الناتج عن وديعتك يا من أودعت في البنوك الربوية ، إضطراراً أو جهلاً بالحكم ؟
1. لا تتركه في البنك فيتعاظم ربحه وتتقوى نتائجه منك ومن غيرك .
2. لا تنفقه على نفسك وبيتك فهو ربا محرم.
3. تنفقه في المنافع العامة للمسلمين.
والله ولي التوفيق .

السبت، 24 يوليو 2010

بطاقات البنوك .. ما لها ، وما عليها ..!!


لم يقف الفقة الإسلامي المعاصر عاجزاً عن وضع التصور الفقهي للبطاقات البنكية الإليكترونية بأشكالها المتنوعة منذ ظهورها ، بل حدد لها شروطاً ووضع لها معاييراً ليضمن شرعية استخدام هذه البطاقات البنكية البديلة عن حمل الأموال أو اقتراضها.

وجدير بالذكر أن الحاجة للشيء ليست دليلاً على مشروعيته ، وحاجتك لهذه البطاقة ليست مبرراً لكي تستخدمها قبل أن تسأل أولاً ، هل هي جائزة شرعاً أم لا .

وبإختصار شديد أحاول أن أبسط لك الأمر بكلمات يسيرة توضح لك المقصود حتى تكون على بينة من الأمر.

البطاقة البنكية إمَّا أن تُصدر لعميل البنك لكي يشتري أو يسحب مالاً خصماً من حسابه ، ولا شيء في هذا إذ أنك تخصم من حسابك مباشرة بوسيلة أخرى جديدة غير السحب المباشر من صراف البنك ، وغير الشيكات المصدرة منك للغير سداداً لالتزامتك عندهم ، وهذه البطاقة تسمى البطاقة المدينة لأنك لن تستطيع صرف أي مبلغ إذا كان رصيدك خال.

لكن البطاقة الدائنة ، التي يصدرها البنك لك هي التي تمكنك من استخدام حدك الإئتماني دون مساس بحسابك الجاري ، فإذا ما حان وقت سداد فاتورة البطاقة الدائنة يخصم البنك مستحقاته من حسابك الجاري ، فإذا لم يجد لك رصيداً يخصم منه ، فإنه يستمر في إعطائك حدا إئتمانيا جديداً ، ويضع لك الفائدة على ما رصيدك المتبقي ولم تسدده في حينه. ولا شك في حُرمة هذه البطاقة لأنها عين الربا.

أي أن البطاقة الدائنة أو الإئتمانية التي هي محل انظار الفقهاء لأنها بديل للقروض وأداة جديدة من أدوات الإقتراض لابد أولا أن تصدرها من بنك إسلامي حتى تتجنب الفوائد المحرمة نظير تأخرك عن السداد في الوقت المحدد ، أما أن تصدرها من بنك ربوي فهي محرمة وإن كانت نيتك السداد في الوقت المحدد ، لأنك تعاون كيان ربوي على الإثم .

وهنا أشير إلى قرار مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي في دورته الثانية عشرة بالرياض في المملكة العربية السعودية، من 25 جمادى الآخرة 1421هـ ـ 1 رجب 1421هـ الموافق 23 – 28 أيلول ( سبتمبر ) 2000م. في دورته العاشرة ، رقم 102(4/10).

وبعد استماعه إلى المناقشات التي دارت حوله من الفقهاء والاقتصاديين بخصوص موضوع (بطاقات الائتمان غير المغطاة) ، ورجوعه إلى تعريف بطاقة الائتمان غير المغطاة بأنه:

"مستند يعطيه مصدره (البنك المصدر) لشخص طبيعي أو اعتباري (حامل البطاقة) بناء على عقد بينهما يمكنه من شراء السلع، أو الخدمات، ممن يعتمد المستند (التاجر) دون دفع الثمن حالا لتضمنه التزام المصدر بالدفع، ويكون الدفع من حساب المصدر، ثم يعود على حاملها في مواعيد دورية، وبعضها يفرض فوائد ربوية على مجموع الرصيد غير المدفوع بعد فترة محددة من تاريخ المطالبة، وبعضها لا يفرض فوائد".

قرر ما يلي:

أولا: لا يجوز إصدار بطاقة الائتمان غير المغطاة، ولا التعامل بها، إذا كانت مشروطة بزيادة فائدة ربوية، حتى ولو
كان طالب البطاقة عازماً على السداد ضمن فترة السماح المجاني.

ثانيا: يجوز إصدار البطاقة غير المغطاة إذا لم تتضمن شرط زيادة ربوية على أصل الدين.

ويتفرع على ذلك:

‌أ- جواز أخذ مصدرها من العميل رسوما مقطوعة عند الإصدار أو التجديد بصفتها أجراً
فعلياً على قدر الخدمات المقدمة منه.

‌ب- جواز أخذ البنك المصدر من التاجر عمولة على مشـتريات العميل منه شريطة أن يكون
بيع التاجر بالبطاقة بمثل السعر الذي يبيع به بالنقد.

ثالثا: السحب النقدي من قبل حامل البطاقة اقتراض من مصدرها، ولا حرج فيه شرعا إذا لم يترتب عليه زيادة ربوية،
ولا يعد من قبيلها الرسـوم المقطوعة التي لا ترتبط بمبلغ القرض أو مدته مقابل هذه الخدمة. وكل زيادة على
الخدمات الفعلية محرمة لأنها من الربا المحرم شرعا كما نص على ذلك المجمع في قراريه رقم 13(10/2)
و13(1/3).

رابعا: لا يجوز شراء الذهب والفضة وكذا العملات النقدية بالبطاقة غير المغطاة.

وفي دورته الخامسة عشرة بمسقط ( سلطنة عُمان ) مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد 14 - 19 المحرم 1425هـ، الموافق 6 – 11 آذار ( مارس ) 2004م.

بعد اطلاعه على البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص موضوع بطاقات الائتمان، وبعد استماعه إلى المناقشات التي دارت حوله، قرر ما يأتي:

أ‌- يجوز إصدار بطاقات الائتمان المغطاة، والتعامل بها، إذا لم تتضمن شروطها دفع الفائدة عند
التأخر في السداد.

ب‌- ينطبق على البطاقة المغطاة ما جاء في القرار 108(2/12) بشأن الرسوم، والحسم على التجار
ومقدمي الخدمات، والسحب النقدي بالضوابط المذكورة في القرار.

ج‌- يجوز شراء الذهب أو الفضة أو العملات بالبطاقة المغطاة.

ث‌- لا يجوز منح المؤسسات حامل البطاقة امتيازات محرمة، كالتأمين التجاري أو دخول الأماكن
المحظورة شرعاً. أما منحه امتيازات غير محرمة مثل أولوية الحصول على الخدمات أو
التخفيض في الأسعار، فلا مانع من ذلك شرعاً.

د‌- على المؤسسات المالية الإسلامية التي تقدم بدائل للبطاقة غير المغطاة أن تلتزم في إصدارها
وشروطها بالضوابط الشرعية، وأن تتجنب شبهات الربا أو الذرائع التي تؤدي إليه، كفسخ الدين
بالدين


الثلاثاء، 20 يوليو 2010

قراءة بإهتمام .. لحوار شيخ الأزهر في الأهرام !!


لا شك أن انتظار الناس لأراء الدكتور الطيب كشيخ جديد للأزهر يعكس الحالة التي عليها الناس من خيبة الأمل في هذا الصرح السني الكبير واعتقادهم دائماً أن أراء علماءه وائمته كثيراً ما تقف عند سقف معين لا يستطيع أحدهم تجاوزه ألا وهو السقف الحكومي ، وهذا الأمر جعل الكثيرون يتهمون الأزهر بأنه مؤسسة دينية حكومية وليست دينية مستقلة يخشاها القاصي والداني ، ويتأكد شعور الناس بحكومية علماء الأزهر وأنهم في حقيقة الأمر وواقعه علماء السلطان ، الذي يختبئ وراءهم الحاكم عند صدور القوانين وسن التشريعات التي يراها الناس مخالفة للشريعة ، وفقد كثير من الناس الثقة في فتاوى علماء الأزهر وشيوخه وفتاوى مفتي الديار المصرية وترسخ عندهم أنها فتاوى حكومية معلبة ، قد أصدرتها الحكومة للناس من أجل إضفاء الشرعية على تجاوزاتها وسياستها ، والمثل ليس ببعيد عنَّا ، فعندما أصدر عميد كلية أصول الدين بأسيوط في الثمانينات فتوى بأن فوائد البنوك محرمة شرعاً وذلك لأنها من الربا الصريح ، وكان هذا الدكتور العميد هو محمد سيد طنطاوي رحمه الله ، ولما مُلئت الصحف آنذاك بإعلانات الريان والشريف والسعد ، وأصبح حديث الساعة في مصر هو كيف أن فوائد شركات توظيف الأموال حلال ومقارنتها بفوائد البنوك الحرام ، رأت الحكومة أن مثل هذه الشركات تمثل خطراً بالغاً على الإقتصاد القومي ، وبالطبع لأنها لم تكن مستعدة في هذه الفترة لإنعاش إقتصادها ومنافسة الشركات التي كسبت ثقة واحترام البسطاء والوجهاء ، فماذا فعلت الحكومة ؟ تفتق ذهنها إلى حيلة شيطانية لا تخطر على بال الشيطان نفسه ، عمدت إلى أصحاب هذه الشركات وشوهت صورتهم أمام العامة ، وزجت ببعضهم في السجون والمعتقلات ، فخسر الناس أموالهم وضاعت تحويشة العمر وسنين الغربة ، ثم ما لبثت أن عينت الدكتور محمد سيد طنطاوي مفتياً للديار المصرية ، أعيد وقتها السؤال مرة أخرى عن فوائد البنوك الربوية ، وإذ بالشيخ – غفر الله له – يفاجأ العالم والجاهل بتغيير فتواه السابقة عن حرمة الفوائد البنكية وإباحتها .
فكانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقولون ، وصورة من صور فقدان الثقة في شيوخ الأزهر.

فلمَّا تكلم شيخ الأزهر الجديد واستهل مهام عمله بحديث مطول في العمق مع نقيب الصحفيين الأستاذ مكرم محمد أحمد لصالح صحيفة الأهرام كبرى الصحف المصرية القومية ، كان لابد من الإنصات له حتى تضح حقيقة الأمر ولا يتجنى أحد على أحد بغير دليل .
ولإننا في مصر من هواة الطبل والزمر فقد هلَّل للحديث البعض مثل الدكتور عصام العريان في موقع الإخوان وكذلك الأستاذ فراج إسماعيل في موقع المصريون ووصفوه بأنه فاتحة خير وبزوغ فجر جديد للأزهر تحت لواء الدكتور الطيب ، والحق أن حوار شيخ الأزهر في الأهرام جاء متوقعاً للنهج الذي انتهجه الأزهر منذ فترة ولم يكن مفاجئاً ولا جريئاً ولا جديداً كما طنطن له مريدوه ، وجاءت إجابات فضيلة الشيخ مخيبة للآمال التي كانت تحلم بأزهر جديد ، ولعلي أقتبس بعض الأسئلة التي وجهت لفضيلته وأنقل إجابته ، حتى يتبين للجميع مدى مخالفتها لوسطية الدين التي يدندن حولها فضيلته ويراها شعار الأزهر ، واستدل عليها بحديث ( أوسطكم أكثركم عدلا) ، وليسمح لي فضيلته أن أسأله من أين جئت بهذا الحديث وماهو مرجعكم وأرجو أن لا يعتبر هذا سوء أدب مني أن أطالب بمصدر هذا الحديث ، وإن كان هذا ليس اعتراضاً مني على وسطية الأسلام ، بل على طريقة الإجابة التي تعتمد على الفبركة وليس كلام علماء محققين توزن لديهم الإجابات بالميزان العلمي الذي يعتمد على القول منسوباً لقائله مع عزوه إلى مصدره .
وانتقل بعد ذلك سريعاً إلى ما اخترته من أسئلة وإجابات تم إختيارها بالترتيب وليس بأهمية الموضوع :


*‏ الأهرام :
يقول لنا تاريخ الحضارة الإسلامية إن بعضا من علماء الدين تفقهوا في علوم الفلك والرياضة والجبر والهندسة والكيمياء ولهم كتابات مهمة في هذه التخصصات كانت أساس النهضة الأوروبية؟‏!‏
‏‏ الشيخ‏:‏
هذا صحيح لكنهم كانوا فقهاء في علوم الدين وفقهاء في علوم الطب والرياضيات والفلك معا‏,‏ ولا يزال لدينا بعض الأمثلة من هؤلاء‏,‏ وآخرهم كان يؤدي امتحاناته في علم الموسيقي إلي جوار دراسته الدينية‏.‏

التعليق :
وهل علم الموسيقى يا دكتور من أساسيات نهضة الأمة حتى تستشهد لنا بطالب أو حتى عالم يؤدي امتحانات علم الموسيقى ، وتقارنه بمن حقق عزة الأمة قديما في علوم الطب والرياضيات والكيمياء ، فكيف توزن الأمور عندك يا دكتور !!!

*‏ الأهرام :

هل لكم في الأزهر موقف معاد للموسيقي؟‏!‏
‏الشيخ‏:‏
لا نحرم الموسيقي لأنها ترقي بالمشاعر الإنسانية‏.‏


التعليق :
حقاً ما قيل :
العلـم قــال الله قــال رسوله ***
قــال الصحابة هم أولي العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ***
بين الرسول و بين رأي فلان
ورأيك يا دكتور هو رأي فلان في البيت السابق ، ولا أخفي دهشتي حين أقول أن إجابتك قد صدمت كثيراً ممن قرأ مقالك ، وهم يستغربون كيف يبيح شيخ الأزهر الموسيقى ويكون له رأي يخالف فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم ، الذي رواه البخاري في صحيحه : (لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ) ، ولفظ (المعازف) كما يعرف الدكتور جيداً لفظ عام يشمل جميع آلات اللهو، فيحرم جميعها إلا ما ورد الدليل باستثنائه.
وقوله صلى الله عليه وسلم (يستحلون) من أقوى الأدلة على تحريم المعازف إذ لو كانت المعازف حلالاً فكيف يستحلونها، ولو لاحظت دلالة الاقتران في الحديث تفيد التحريم ، حيث قرن المعازف مع الخمر والحرير والحر: (الزنا) وهي محرمات قطعاً بالنص والإجماع.
فالموسيقى : هي كلُّ آلات العزف واللهو المختلفة وهي ممنوعة شرعاً, ولا يستثنى من ذلك إلا الدف، فقد نَقَلَ غير واحدٍ الإجماع على ذلك، وما حكاه ابن حزم في إباحة آلات الملاهي رُدَّ عليه, وحجَّته مبنيَّة على انقطاعِ سندِ حديث البخاري في ذمِّ المعازف, فقد أورد الحديث وأحاديث أخرى في الموضوع في كتابه المحلى, وأخذ -رحمه الله- يطعن في أسانيدها, وينتصر لمذهبه في إباحة آلات الطرب, حيث يقول: (ولا يصحُّ في هذا الباب شيء أبداً, وكل ما فيه موضوع, ووالله لو أسند جميعُهُ, أو أحدٌ منه فأكثر من طريق الثقات إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لما ترددنا في الأخذ به) .
وقد قال ابن حجر رحمه الله في إبطال هذه الحجة: ( وهذا حديثٌ صحيحٌ, لا علِّة له, ولا مطعن له, وقد أعلَّه أبو محمد بن حزم بالانقطاع بين البخاري وصدقة بن خالد, وبالاختلاف في اسم أبي مالك, وهذا كما تراه قد سُقْتُهُ من رواية تسعة عن هشام متصلاً فيهم) ، ومن هُنا يُعلم أنَّ الحجة التي بنى عليها ابن حزم رأيه بطلت باتِّصال السند, وثبوت صحَّة الحديث.
قال الألباني رحمه الله: " اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها."
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام...ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعاً"
قال ابن القيم:"مذهب أبي حنيفة في ذلك من أشد المذاهب، وقوله فيه أغلظ الأقوال، وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها، كالمزمار، والدُّفِّ، حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية، يوجب الفسق، وترد به الشهادة، وأبلغ من ذلك أنهم قالوا: أن السماع فسق، والتلذذ به كفر."
وقال أبو يوسف في دار يُسمع منها صوت المعازف والملاهي: "أُدْخُل عليهم بغير إذنهم، لأن النهي عن المنكر فرض ، فلو لم يجز الدخول بغير إذن لامتنع الناس من إقامة الفرض
وقال القاضي أبو يوسف تلميذ الإمام أبى حنيفة حينما سُئِل عن رجل سمع صوت المزامير من داخل أحد البيوت فقال: ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض.
جدير بالذكر أن أقول : أن الخلاف مع من أباح كان شبهته في ضعف حديث البخاري ، وقد رد العلماء المحققون من أهل الحديث على هذه الشبهة التي يتكلم فيها ويروج لها من لا علم له بفن الحديث وصنعته ،
ورحم الله حين كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمر بن الوليد في مسائل يُعاتبه عليها، ومنها أنْ قال له: "… وإظهارك المعازف والمزامير بدعة في الإسلام، ولقد هممتُ أنْ أبعث إليك من يَجرُّ جَمَّتَكَ جمة السوء".
والجزء الثاني الذي سيلاحظ عند قراءة إجابتك التي تنتصر فيها للموسيقى بحجة أنها ترقي بالمشاعر الإنسانية ، هو في واقع الأمر اتهام للنبي صلى الله عليه وسلم أنه كتم عن أمته هذا الخير الذي اكتشفه شيخ الأزهر ، وحجب عنها معلومة في غاية الأهمية واكتفى فقط عليه الصلاة والسلام بالاهتمام بالصبر والرضى والصلاة التي حثنا على الاستعانة بها لأنها تريح المسلم من تعب الهموم ، وكذلك وقراءة القرآن التي تطمئن بها القلوب ، ولا شك في بطلان قول فضيلته ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ، قد بلغ ما أنزل إليه من ربه ، ولم يكن بها ضرورة الاستماع إلى الموسيقى لأنها نرقى بالمشاعر الإنسانية ، فقد قال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ، وفي صحيح الإمام مسلم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ) وهي من تمام رحمته بأمته صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى :(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ )

‏*‏ الأهرام :

شيخنا الجليل‏:‏ مع الأسف تحول الدين في نظر البعض إلي مظاهر وطقوس شكلية‏,‏ تقصير الجلباب وتطويل اللحي والاهتمام بصغائر الأمور وتسييس الدين والمباهاة بالتشدد؟‏!‏
‏الشيخ‏:‏
أعود فأقول إنه في غيبة دور الأزهر نشط السلفيون ونشطت بعض المذاهب الوافدة‏,‏ وحاولت الوهابية أن تملأ الفراغ وانتشر فقه البادية‏,‏ علي حساب فقه الوسط‏,‏ ووجدنا عشرات الكتب التي كان يطبعها الأزهر لترويج فكر الوسطية خاصة كتب الأشعري وتفسير الجلالين وقد أعيد طباعتها خلسة في الخارج‏,‏ وأضيف إلي حاشيتها تفسيرات وإضافات لم تكن موجودة في النسخ التي طبعها الأزهر لترويج أفكار متشددة رفضها الأزهر علي طول تاريخه‏,‏ ومع الأسف فإن قلة امكانات الأزهر قيدت قدرته علي تحجيم هذه الأفكار في ظل انتشار موضة الفضائيات التي مع الأسف يروج بعضها للتطرف ويروج بعضها للخرافة‏.‏

التعليق :
الكل يعلم أن عقيدة رجال الأزهر هي العقيدة الأشعرية وهي ليست عقيدة السلفيون التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة ، الذي يريد أن يلمزهم الدكتور وكأن الأزهر هو الذي يحمي عرين الإسلام وكم كنّا نتمنى ذلك ، ولكن قدر الله وما شاء فعل .
فبغض الأزهريون للسلفيين ، ليس إلاَّ بغض عقائدي حسدأ من عند أنفسهم ، وجهلاً بالثوابت التي يفترض منهم أن يذعنوا لها لا أن يتكبروا عليها .

‏*‏ الأهرام :

لكن الشيوخ العاملين في القناة برغم إسرافهم الشديد في الأناقة والملبس واتباع آخر الموضات إلا أنهم استطاعوا الوصول إلي شريحة كبيرة من الشباب والسيدات؟‏!‏
الشيخ‏:‏
هذا يؤكد لك أن المسألة ليست علما وليست دينا وليست لوجه الله‏,‏ وإنما هي تجارة في تجارة‏ .


التعليق :
وكيف عرفت يا مولانا أنها ليست لوجه الله ، هل جعل الله شيخ الأزهر خليفة له على الناس ومنحه صلاحيات لم يعطها للأنبياء فشق صدور الناس وعرف نواياهم ، ألم تعلم غفر الله لك أننا لم نؤمر بتعقب الناس والبحث في نواياهم ، كما جاء في الصحيحين ( بعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - سريَّةً وفيها أسامة بن زيد، ففاجأت السرية القوم صباحاً فقاتلتهم، وراع المسلمين رجلٌ من المشركين أوجع في الضرب، وأكثرَ من قتل المسلمين، ولكن الدائرة سُرعان ما دارت على المشركين فانهزموا وفروا، فتعقب أسامة هذا المشرك وأدركه فقال: لا إله إلا الله، لينجو من القتل، وكان معلوماً مشهوراً أنَّ من قالها عُصِم دمه وماله، فطعنه أسامة فقضى عليه؛ لأن أسامة اعتقد أن هذا المشرك يخادع، وما قالها إلا لينجو من السيف. وذهب الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدّثوه بما فعل أسامة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأسامة: أقتلته بعد أن قال: لا إله إلا الله؟، قلت: يا رسول الله إنما قالها خوفاً من السلاح، قال: أفلا شققت عن قلبه؟، فما زال يكررها عليَّ حتى تمنيتُ أني أسلمتُ يومئذٍ. وحلف أسامة ألاَّ يقاتل مسلماً بعد اليوم.)

*‏ الأهرام :

هل يدخلون في طائفة المؤمنين؟‏!‏
الشيخ‏:‏
نعم لأنهم يؤمنون بالله واليوم الآخر وإذا كان الرسول اعتبر في وثيقة المدينة اليهود من طائفة المؤمنين فالأولي بالأيمان هم أخوالنا الأقباط الذين تزوج منهم أبونا إبراهيم كما تزوج منهم رسول الله‏,‏ وفي الإسلام لا يتزوج المسلم الكافرة ولا يأكل طعام الكافر لكنه يتزوج من القبطية ويمكنها من الحفاظ علي دينها إلي آخر حياتها ويأكل طعام القبطي‏.‏
التعليق :
ولماذا كان الإيمان عندك يا دكتور ركنين فقط وأين بقية الستة من الإيمان بالرسل ومنهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، و الكتب ومنها القرآن الكريم .
هذا الكلام غير المنضبط علماً وشرعاً الصادر من أكبر مرجعية سنية في مصر يجعلني أشفق على طلبة هذا الصرح الكبير مما يتلقونه هناك .
*‏ الأهرام :
هل يوافق الأزهر علي قانون يوحد قواعد بناء دور العبادة للمسلمين والأقباط؟‏!‏
الشيخ‏:‏
الإسلام ضمن للمسيحيين واليهود بناء الكنائس والمعابد وضمن لهم أن تضرب أجراسهم وتقام أعيادهم‏.‏

‏*‏ الأهرام :
هل وضع الإسلام شروطا؟‏!‏
‏ الشيخ‏:‏
لا شروط في الإسلام وبقدر حاجة الأقباط يتم بناء الكنائس‏,‏ وهذا ما يقوله عهد الرسول الكريم لنصاري نجران‏,‏ والخط الهيمايوني ليس موجودا في الإسلام لكنه أحكام لفقه واقع يسري عليها التغيير إذا تغير الواقع تغيرت أحكامه‏.‏

التعليق :

لا اجد تعليقاً مناسباً الآن اتلطف به في القول على هذا التخريف .

‏*‏ الأهرام :

سؤالي الأخير فضيلة الإمام حول الفتنة التي تستعر الآن من جديد بين السنة والشيعة في العراق‏,‏ وما هي الفروق بين الجانبين؟
الشيخ‏:‏
الفروق ليست جوهرية‏,‏ هم يؤمنون بالله الواحد الصمد‏,‏ ونحن نؤمن به‏,‏ ويتبعون محمدا كما نتبعه ويقدسون القرآن الذي نقدسه‏,‏ ويمكن أن نصلي خلف أئمتهم ويصلون خلف أئمتنا والخلاف محصور في ترتيبهم لأمور الخلافة لأنهم يعتقدون أن عليا كرم الله وجهه هو الأولي‏,‏ والأكثر استحقاقا‏,‏ ويعتقدون في تسلسل الائمة وصولا إلي المهدي المنتظر‏.‏
التعليق :
يبدو أن الشيخ يتودد في الحديث عن الشيعة وذلك وفاء منه لما فعلوه تجاه الأزهر ، لما دخل الفاطميون مصر، واستولوا على الحكم فيها، اختطوا مدينة القاهرة، وجعلوها عاصمة جديدة لدولتهم الفاطمية، وفي سنة 972 تم في القاهرة بناء جامع كبير ليكون منبراً لدعوة الدولة الدينية، هي الدعوة الفاطمية الشيعية كما كان إنشاء القاهرة رمزاً لسيادتها وقد سمي هذا الجامع بالجامع الأزهر، وهو اسم مشتق من اسم " الزهراء " الذي وصفت به السيدة فاطمة التي ينسب إليها الفاطميون.
وأغلب الظن أن مشغوليات فضيلته لم تسمح له بالإطلاع على ما يعتقده الشيعة وهذا من باب حُسن الظن به ليس إلاّ.
وياليت الشيخ ياليته يترفق بإخوانه أبناء ملته من السلفيين الذي يبغضهم مثلما يتودد ويترفق إلى الشيعة.

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .

الجمعة، 16 يوليو 2010

ما أجملها هواية !!

لقد كان من عادة البعض أن يجمع بعض التذكارات يحملها من رحلاته وأسفاره ، وربما غض البعض منَّا النظر عن حُرمة التصوير للذكرى فأخذ يلتقط من كل بلد صورة يزين بها ألبوم صوره ، لكني على ثقة بإذن الله أنني وهم سنغير فكرتنا عن الذكريات ولن نحمل معنا إلاّ ما يسرنا حمله إلى يوم المحشر مثلما فعل بايزيد الثاني السلطان العظيم ، فماذا كا ن يفعل رحمة الله عليه .

هواية جمع غبار الجهاد
كان من عادة السلطان ( بايزيد الثاني) أن يجمع في قارورة ما علق بثيابه من غبار ، وهو راجع من أية غزوة من غزوات جهاده في سبيل الله.

وفي إحدى المرات عندما كان السلطان يقوم بجمع هذا الغبار من على ملابسه لوضعه في القارورة ، قالت له زوجته (كولبهار): أرجو أن تسمح لي يا مولاي بسؤال.

- اسألي يا (كولبهار).

- لم تفعل هذا مولاي ؟ وما فائدة هذا الغبار الذي تجمعه في هذه القارورة ؟

- إنني سأوصي يا (كولبهار) بعمل طابوقة من هذا الغبار ، وأن توضع تحت رأسي في قبري عند وفاتي … ألا تعلمين يا (كولبهار) أن الله سيصون من النار يوم القيامة جسد من جاهد في سبيله ؟

- ونفذت فعلاً وصيته ، إذ عمل من هذا الغبار المتجمع في تلك القارورة … غبار الجهاد في سبيل الله … عمل منه طابوقة ، وضعت تحت رأس هذا السلطان الورع عندما توفي سنة 1512م … وقبره موجود حتى الآن بجانب الجامع الذي بناه (جامع بايزيد) ، رحمه الله تعالى.

روائع من التاريخ العثماني ، أورخان محمد علي ، ص54



الثلاثاء، 13 يوليو 2010

المعاملة بالمثل يا شرفاء الأمة !!!!


الخبر : المصدر العربية نت

أقرت الجمعية الوطنية الفرنسية الثلاثاء 13-7-2010 في قراءة أولى وبغالبية ساحقة مشروع القانون الذي يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة رغم وجود تحفظات قانونية على هذا النص الذي أثار شعورا بالاستياء لدى المسلمين.

وتم إقرار النص بأغلبية 335 صوتا مقابل صوت واحد. وصوت اليمين كله إلى جانب النص، مما يضع فرنسا على طريق أن تصير ثاني دولة أوروبية بعد بلجيكا تجعل ارتداء النقاب جريمة.

التعليق :

إن ما يحدث في فرنسا ، حدث في :

سويسرا :

مناقشة حظر الحجاب بالمدارس السويسرية حفاظًا على الهوية والقيم السويسرية من التأثر بالشعائر الإسلامية ، يأتي ذلك بعد حملته الشهيرة التي انتهت بمنع بناء المآذن.

بلجيكا :

وافق مجلس النواب البلجيكي على مشروع قانون لحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة وهو إجراء يمكن أن يجعل بلجيكا أول دولة تجرم ارتداء النقاب. وأيّد 136 من أعضاء مجلس النواب الإجراء وامتنع عضوان فقط عن التصويت ، ومن المرجح أن يصبح مشروع القانون الذي يحظر جميع الملابس التي تغطي الوجه بشكل كلي أو جزئي قانوناً في الشهر الجاري إذ ليس من المتوقع أن يعرقله مجلس الشيوخ .

إيطاليا :

تدرس الحكومة الإيطالية إصدار قانون لحظر البرقع والنقاب في جميع مدنها، معتبرة إياه بمثابة معركة مقدسة للدفاع عن كرامة وحقوق النساء المسلمات المهاجرات -على حد وصف أعضاء في الحكومة.

أسبانيا :

اصبحت برشلونة أول مدينة كبيرة في اسبانيا تحظر النقاب في المباني العامة مثل الاسواق والمكتبات. ومعظم سكان اسبانيا من الكاثوليك ، والنقاب محظور في كل الاماكن العامة في بلدتي ليريدا وايل فيندريل الصغيرتين اللتين تقعان في منطقة قطالونيا الشمالية الشرقية ، وجاء في بيان للمجلس البلدي في برشلونة "برشلونة ستحظر ارتداء النقاب وأي شيء يعوق تحديد الهوية الشخصية في أي منشآت عامة بالمدينة."

إستراليا :

استطلاع للرأي يظهر تأييد 88% من المشاركين لان تحذو استراليا حذو بلجيكا وفرنسا وايطاليا في بحث فرض حظر على النقاب.

هذا ما يحدث في دول أوروبا التي تصرخ ليل نهار بدعوات الحرية ، انتفضت كل أوروبا عن بكرة أبيها لمحاربة قطعة قماش تغطي الوجة والشعر ، ضاقت أوروبا ذرعاً بحجاب المرأة المسلمة في الوقت الذي تدافع فيه بضراوة عن حقوق الشواذ جنسياً في التزواج ، استأسدت على حجاب المسلمات ولم تستطع أن تشير من قريب أو بعيد إلى لباس نساء الكنائس .

فماذا فعلت الدول الإسلامية ، وماذا فعلت الدول العربية لمواجهة هذه الحرب الشرسة على الفضيلة .

لم تفعل شيئاً غير استنكار وشجب وتنديد الجاليات الإسلامية في الدول التي اتخذت هذه القرارات وكأنها تنوب عن أكثر من مليار مسلم ، بينما ظهرت ملامح هذه العدوى الغربية التي انتقلت إلينا من أوروبا :

ففي تونس :

وجدنا وزير الشؤون الدينية التونسي يعتبر المرأة التي ترتدي الحجاب بأنها "نشاز"، بحسبانه مظهرا "غير مألوف" إلى جانب أنه "زي طائفي".

وفي تركيا :

تظاهر الآلاف في العاصمة التركية أنقرة احتجاجا على خطة الحكومة بالسماح للنساء بارتداء الحجاب في الجامعات التركية ، ويخشى المتظاهرون من أن تفضي هذه الخطوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في تركيا العلمانية .

وفي مصر :

وجدنا هاني هلال وزير التعليم العالي المصري يؤكد أنه لا رجعة فى قرار منع المنقبات من دخول الجامعة والمدن الجامعية ، وحاتم الجبلي وزير الصحة يمنع الممرضات من ارتداء النقاب ، ولأن المصائب لا تأت فرادى فقد حشد الأزهر بكل مؤسساته وميزانياته خطة لمحاربة النقاب ، بإيعاز من شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي فبدأ بطباعة الكتب المروجة لمحاربة النقاب بالاتفاق مع زقزوق ( وما أدراك ما زقزوق ) الذي أجبر الخطباء والدعاة أن يقتبسوا من الكتاب المذكور في خطبهم ، وقام مسئولو الأزهر بإرسال خطابات إنذارات لأولياء أمور الطالبات المنقبات تطالبهم بإقناع بناتهن على خلع النقاب، وإلا سيتم فصلهن من المعهد تطبيقًا لقرار منع النقاب، وخرجت علينا أمثال الدكتورة الوفدية لتعلن على الملأ أنها تشمئز من المنقبات ، وأخر يقول أنه ليس من الدين .

بعد الشعور بالذلة والهوان في الدين ، أتذكر قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( لقد كنّا أذلاء ؛ فأعزنا الله بالإسلام ، ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله ) أثر صحيح

والآن السؤال :

لماذا لا نجد شرفاء من نواب البرلمانات العربية يحركون الجبال من أماكنها ؟ ويطالبون بسن قانون لا يسمح للأجنبية بدخول البلاد إلاَّ محتشمة .

لماذا لا نجد من يعتصر قلبه ألماً ويذرف عينه دماً بدل الدمع ، من أجل قضايانا الدينية ، فيثور من أجل تحويل بلده المهانة إلى عزيزة أبية.

لماذا لم يدافع حزب الوفد العلماني عن حرية المحجبات والمنقبات وهو يدافع عن حق الأقباط في تولي الرئاسة ؟ وآنَّا له أن يدافع عنها ونائبة لجنتها الدينية تشمئز من المنقبات !!!!!

لماذا لم يهب الحزب الحاكم وينتفض من أجل كرامة المحجبات والمنقبات ويحفظ لهن حريتهن من أمثال وزيري التعليم والصحة مثلما ينتهز الفرص تلو الأخرى لترقيع غشاء الحكومة التي فض التوريث عذريتها.
لماذا لا يخجل رجال الشرطة في تونس وهم يقتادون المحجبات إلى مراكز الشرطة ويخلعون حجابهن بالقوة ؟

لماذا لا يخجل النواب السلفيون في برلمان الكويت وهم يثورن من أجل طرد الداعية الإسلامي وجدي غنيم ولا يحركون ساكناً أمام هذه التجاوزات في حق النساء المسلمات المغتربات.

لماذا لا نجد زعيم أو قائد بأوامره العليا يوجه رجال المنافذ والجوازات بعدم السماح للأجنبيات بالدخول إلا محتشمات ويقلن لهن ، المعاملة بالمثل ، أم أن تدخل القادة من أجل قوانين الطوارئ فقط !!

يا حمرة الخجل أين أنت !!

وليد يوسف

الأحد، 11 يوليو 2010

عرَّاف المنديال..!!

حالة من الدجل والشعوذة انتابت العالم ( المتخلف ) وهو يتابع عن كثب توقعات الأخطبوط والتمساح بول وهاري ، وهما يتنبأن بهزيمة فريق وفوز آخر ، بعد أن تفتق ذهن بعض المجانين أن يضعا طعاما في صندوقين ملفوفاً بعلم الفريقين ، أو تعليق العلم على دجاجة ، فإذا ما التهم طعام فريق قال المتخلفون أنه يتنبأ بفوزه ، وحتى لا يمر الموضوع مرور الكرام فأود أن ألفت أنظاركم أيها الزملاء والأصدقاء إلى شيئ مهم للغاية ، أن ما يحدث نوع من أنواع العرافة والكهانة لا ينبغي أن نتأثر بها ولا أن نفتن بها ، بحيث نفاجأ بخبر يقول أن ثري عربي من مهاويس الشهرة وحب الظهور - وما أكثرهم في عالمنا - يسعى وراء الأخطبوط والتمساح من أجل أن ينال بركتهما ويستفيد من خدماتهما بعد أن قرأت اليوم في صحيفة الراية القطرية خبرا عن رجل أعمال أسباني يريد شراء الأخطبوط بـ30 ألف يورو ، ثم نرى بعد ذلك بعض خفيفي الظل يضعون العلم على الموز لكي يتوقع القرد النتيجة ، وهناك من سيصعد لسطح منزله ، لكي يضع طعام الدجاج في إناء ملون بعلم اسبانيا وأخر ملون بعلم هولندا ، ثم نجد معركة إعلامية في الصحف والمجلات أن القرد كوكي يتوقع فوز هولندا وأن الدجاجة بوسي تعلن فوز اسبانيا ، وهلما جر . !

ولخطورة الموضوع إذ أنه يتعلق بصورة من صور الشرك بالله لو كان هناك من يصدق مثل هذه الخرافات ، وأن الأخطبوط أو التمساح أو غيره من البشر يعلمون الغيب فكان لزاماً علينا أن نوضح ما يلي :

والعراف أو الكاهن هو: الذي يدعي معرفة الغيب بمقدمات يستدل بها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

( إن العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق كالحازر الذي يدعي علم الغيب ويدعي الكشف، والمنجم أيضاً يدخل في اسم العراف وفي اسم الكاهن أيضاً ، وادعاء معرفة الغيب تكون بأمور، منها: استخدام الشياطين والزجر والطين، والضرب في الأرض والخط في الحصى، والتنجيم والكهانة والسحر، وقراءة الكف والاستسقام بالأزلام وقراءة الحروف الأبجدية للاستدلال بها على الغيب وقراءة الفنجان، فتدعي قارئة الفنجان أنها تعلم الغيب وماذا سيحصل للإنسان .

والغيب لا يعلمه إلا الله ، قال تعالى : ( إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلاْرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ ) [لقمان:34]

لذا أيها الأحباب :

الحذر الحذر من أهل الكهانة والدجل. ومن الذهاب إليهم وإلا فالنتيجة ستكون وبالاً على الإنسان في الدنيا والآخرة قال : ((من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)).

وقال : ((من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد )).

وقال : ((من أتى كاهناً، أو امرأة في دبرها، أو كاهناً فصدقه. فقد برئ مما أنزل على محمد )).

والشكر موصول لشيخنا أبي محمد أشرف عبد المقصود جزاه الله عني وعن المسلمين خيراً إذ نبهني إلى هذا الأمر .

وصلى الله وسلم على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وليد يوسف

دار الإفتاء المصرية ... وفتوى جديدة غريبة دون بينة !!!

الحمد لله والصلاة والسلام على النبي وآله ، وبعد :

الحديث عن خروج والدي النبي صلى الله عليه وسلم من النار ، من الأحاديث التي لا ينبغي الخوض فيها ولا الاسترسال فيها ، وذلك لأنه لا ينبني عليها عمل حقيقي يضيف إلى رصيدك يوم القيامة ، ولكن طالما أن دار الإفتاء المصرية فتحت الموضوع مرة أخرى ، وحكمت عليهما بالخروج من النار فقالت : المصدر هنا

حسمت دار الإفتاء المصرية الجدل حول مصير والدي الرسول محمد (ص)، فأكدت أنهما "ناجيان وليسا من أهل النار"، مستندة في ذلك إلى جمع من العلماء.

وأعدت أمانة الفتوى في الدار بحثاً، رداً على سؤال بصحة الكلام القائل بكون "والدي الرسول من المشركين، وهما في النار".

وجاء في الرد أنهما ناجيان وليسا من أهل النار. واستدل العلماء على ذلك بأنهما "مِن أهل "الفَترة"، لأنهما ماتا قبل البعثة ولا تعذيب قبلها، لأن مَن مات ولم تبلغه الدعوة يموت ناجيًا، لتأخر زمانهما وبُعدِه عن زمان آخر الأنبياء، وهو سيدنا عيسى -عليه السلام-، ولإطباق الجهل فى عصرهما، فلم يبلغ أحداً دعوةُ نبي من أنبياء الله إلا النفر اليسير من أحبار أهل الكتاب فى أقطار الأرض كالشام وغيرها، ولم يعهد لهما التقلب فى الأسفار ولا عمَّرا عمراً يمكن معه البحث عن أخبار الأنبياء.

وهما ليسا من ذرية عيسى عليه السلام ولا من قومه، فبان أنهما مِن أهل الفترة بلا شك. ومَن قال: إن أهل الفترة يُمتَحَنُون على الصراط فإن أطاعوا دخلوا الجنة وإلا كانت الأخرى، فإن العلماء نصُّوا على أن الوالدين الشريفين لو قيل بامتحانهما فإنهما من أهل الطاعة.

قال الحافظ ابن حجر: "إن الظن بهما أن يطيعا عند الامتحان"، بحسب ما نشرت دار الإفتاء، على موقعها الإلكتروني، السبت 10-7-2010.

واستدلت الفتوى بإثبات نجاتهما من النار "لأنهما لم يثبت عنهما شرك، بل كانا على الحنفية دين جدهما إبراهيم -عليه السلام-، ولقد ذهب إلى هذا القول جمعٌ من العلماء، منهم الفخر الرازى فى كتابه "أسرار التنزيل".

وشرحت "استدل أهل هذا الطريق بقوله تعالى: {الَّذِى يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِى السَّاجِدِينَ} (الشعراء: 218، 219)، أى أنه (ص) كان يتقلب فى أصلاب الساجدين المؤمنين مما يدل على أن آباءه لم يكونوا مشركين. وقال الرازي: "قال -صلى الله عليه وآله وسلم: {لَم أَزَل أُنقَلُ مِن أَصلابِ الطّاهِرِينَ إلى أَرحامِ الطّاهِراتِ}، وقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} (التوبة: 28)، فوجب ألا يكون أحدٌ مِن أجداده (ص) مشركًا".

كما رفضت أمانة الفتوى القول بأن القول إنهما خير من المؤمنين مع كفرهما، لأن هذا يعني القول بتفضيل الكافرين على المؤمنين. وأضافت "ولكي نخرج من هذا المحظور وجب أن نقول أنهما مؤمنان".

أما الرواية الثالثة التى استندت إليها أمانة الفتوى فى قولها بنجاة والدي الرسول، بأن الله تعالى أحياهما له حتى آمَنا به، وأضافت أن هذا المسلك مال إليه طائفة كثيرة مِن حفاظ المحدِّثين وغيرهم، منهم: الخطيب البغدادى وابن شاهين وابن المُنَيِّر والمحب الطبرى والقرطبى، واحتجوا لمسلكهم بأحاديث ضعيفة، ولكنها ترقى إلى الحسن بمجموع طرقها.

وأنهت أمانة الفتوى بحثها بتوجيه النصيحة لشباب الدعوة إلى الله أن "يتقوا الله فى الأمة ولا يبالغوا فى إطلاق الأحكام قبل الفهم والبحث".

------------------------------------------------------------------------

وبتحليل الفتوى المذكورة أعلاه نجد أنها تستند على ما يلي :-
1. أن والدي الرسول صلى الله عليه وسلم من أهل الفترة .
2. لأنهمالم يثبت عنهما شرك، بل كانا على الحنفية دين جدهما إبراهيم -عليه السلام.
3. أحاديث ضعيفة ترتقي للحسن بمجموع طرقها بأن الله تعالى أحياهما له حتى آمَنا به، وقد مال إليه طائفة كثيرة مِن حفاظ المحدِّثين وغيرهم، منهم: الخطيب البغدادى وابن شاهين وابن المُنَيِّر والمحب الطبرى والقرطبى، واحتجوا لمسلكهم بأحاديث ضعيفة، ولكنها ترقى إلى الحسن بمجموع طرقها.

والرد على كل هذا أنقله من كلام الشيخ المحدث العلاَّمة مشهور آل سلمان حفظه الله تعالى ، حين قال :
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أنس: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أين ابي؟ فقال: {أبوك مع أبي}، فولى، فقال الناس: إنه يزعم أن أباه في النار، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: أين أبوك وأبي؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن أبي وأباك في النار}.

هذا الحديث بعض الناس أنكره، وبعض الناس أخرجه عن ظاهره، ونحن لا نحب الحديث في هذا الباب لأنه لا ينبني عليه عمل ،لكن حبنا لنبينا صلى الله عليه وسلم حب شرعي لا حب عاطفي، فنحن نحب نبينا من خلال النصوص وليس حبنا له لنتغزل بشكله وجماله، فحبنا له أن ننشر سنته وأن نتعلمها وان نعلمها هذا هو الحب الشرعي.

أبو إبراهيم عليه السلام فيما أخبر القرآن، {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين، وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون}، فجعلها كلمة باقية في عقب إبراهيم وأتباع إبراهيم إلى يوم الدين، يقولون لآبائهم وأقربائهم وأقوامهم إن كفروا وحادوا إننا براء منكم، فما الداعي لإخراج هذا الحديث عن ظاهره؟ هي العاطفة والأصل أن تدور العاطفة مع الشرع، وقد صح من حديث ابن مسعود وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم استأذن ربه أن يزور قبر أمه فأذن الله له، ثم استأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لها فلم يؤذن له، والحديث على ظاهره.

هنالك أحاديث أن الله قد أحيا أبوي النبي صلى الله عليه وسلم فآمنا به، ثم مات مباشرة، وهذه الأحاديث لا اسانيد لها، كما قال السهيلي في "الروض الأنف" والعجب من أقوام يتركون الحديث الثابت في صحيح مسلم، ويعلمون بأحاديث لا أصل لها، ثم يقولون: العقيدة لا تثبت بخبر الآحاد، لكن تثبت بالخرافات والأحاديث التي لا أسانيد لها، وهي كلام قصاص ما أنزل الله بها من سلطان، وما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا ربنا أن ذلك كان مع أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، فمن استنكر هذا فليستنكر ذاك، والشرع في كل مسألة لها أشباه ونظائر، فهذا الحديث شبيه بمسألة في القرآن فلا يستنكر ذلك، إلا من جمحت به العاطفة ومن لم يدور مع النصوص الثابتة، واعمل الخرافة، والله أعلم.
------------------------------------
وليد يوسف

الجمعة، 9 يوليو 2010

كن رجلاً .........!!!

كن رجلاً .........!!!

كثير من بيوت المسلمين تفتقد للقدوة ، كثير من العائلات المسلمة ضاع من رجالها الإحساس بمسئولية رعيته.
كثير من أمهات المسلمين لا يجدن تربية أولادهن وبناتهن بسبب أنهن أصلاً لم يتربين على الحلال والحرام.

فماذا كانت النتيجة ؟ وما هي النتائج التي ترتبت على هذه الفوضى الأسرية ؟
ضياع الأبناء ، وفساد البنات ، والفضيحة ، والعار ، وعقوق الوالدين ، وغيرها من الموبقات والمنكرات التي وقع كل من قل حياءوه في براثنها .

إضاعة الصلاة :
وأول المصائب التي أبتليت بها البيوت المسلمة إلا من رحم ربي هي إضاعة الصلاة إما جزئيا أو كليا ، فهل قام الأب والأم بواجبهم في تعليم الأبناء الصلاة وهم صغار وتابعوهم بالتدريج والصبر عليهم حتى أصبحوا كباراً ؟
قال تعالى : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ) ، بل هناك من الأباء والأمهات أو الأخوة والأزواج ، لا يعيرون للمسألة اهتماما ولا يلقون لها بالاً ، صلى الولد أو البنت أو الأخت أو الزوجة أم لم يصل أحد لا يهم عنده ، لا أحد يتابع أحد بالنصيحة تارة أو باللين والهوادة تارة أخرى ، وإن تطلب الأمر الحزم والعقاب لا يتأخر طالما أنه يرى في بيته وتحت سمعه وبصره تهاون رعيته في أداء الصلاة التي كفَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من يتركها.

التهاون في النقاب والحجاب :
لا أدرى أي رجال هؤلاء الذين يسمحون لزوجاتهم وبناتهم وأخواتهم الخروج من البيوت وهن مرتديات لأنواع من الحجاب من أنزل الله بها أمر ولا سلطان .
فأي رجل أنت !!!!
لماذا ترى زوجتك أو أختك تخرج وهي متزينة متعطرة متبرجة بحجابها التي تخدع بها نفسها وتوهم الناس أنها محجبة وهي ليست كذلك ، ثم نراك صامتاً ساكتاً وكأن شيئاً لم يكن ، أليس عندك رجولة !!!!


قلة الغيرة :
ألا يوجد لديك رصيداً من الغيرة تغار بها على امرأتك .
رحمك الله يا سعد لمّا قال : ( لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه والله أغير مني ) متفق عليه من حديث المغيرة بن شعبة .
فما بال هؤلاء الرجال الذين يرون حريمهم يحادثون الرجال والشباب من الأقارب والجيران والمعارف في الشارع والجامعة والنوادي ، وأخيراً على الإنترنت ، دون أن يعترضوا مجرد اعتراض !!! فضلاً عن منعهن ولو بالقوة من هذه الفعلة الشيطانية التي لا يرضاها مسلم غيور.
فإذا رضيت هذه المرأة أن تكلم الرجال وتحادثهم ولو عن طريق برامج المحادثات في الانترنت أو على الهواتف المحمولة ، ورضيت كذلك أن تكشف عن وجهها وجسدها أمام كاميرات الانترنت ، ورضيت أن تفضح نفسها بنفسها ، ورضيت بالعار والذل والهوان ورضيت أن تكون صورها على الهواتف المحملوة وعلى مواقع الانترنت ، ورضيت أن تكون رخصية الثمن يرفضها كل شريف ويلهث ورائها كل خبيث .
فأين كنت يا أخي ؟
أين كنت يا أبي ؟
أين كنت يا أمي ؟
لماذا رضيتم بهذا التساهل ؟
لماذا وافقت على هذا الفساد ؟
ألم يوصيكم الرسول صلى الله عليه وسلم برعيتكم وحمَّلكم مسئوليتهم يوم القيامة ، فقال : ( وكلكم مسئول عن رعيته ) حديث صحيح
لماذا رضيت أن تحرم من نظرة الله عز وجل لك يوم القيامة ، فقد قال صلى الله عليه وسلم ( ثلاثه لا ينظر الله إليهم يوم القيامه : العاق لوالديه والمرأه المترجله والديوث ) صحيح الجامع للألباني .
والديوث هو الذي لا يغار على اهله ومحارمه.
والغيرة مبلغها عظيم في ديننا وقد عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم الغيور الذي يقتل دفاعاً عن عرضه من الشهداء ، فقال صلى الله عليه وسلم (من قتل دون أهله فهو شهيد) أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي وصححه، وأحمد، وصححه الألباني
فهكذا يجل الإسلام الرجل الغيور .
لكنك بكل بساطة فرطت فيها !!!


مصافحة الرجل للمرأة:
تعج البيوت المسلمة بالكثير من المخالفات الشرعية في العلاقة بين الرجل والمرأة أو البنت والولد ، والشيطان ينمي بذور الفتنة بين الجنسين تحت سمع وبصر الأم والأب.
فكثير من البنات والزوجات يتساهلن في مصافحة الرجال والشباب وهن لا يجوز لهن ذلك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له ) صححه الألباني
(المخيط ) بكسر الميم و فتح الياء : هو ما يخاط به كالإبرة و المسلة و نحوهما .
قال العلاَّمة الألباني رحمه الله :
وفي الحديث وعيد شديد لمن مس امرأة لا تحل له ، ففيه دليل على تحريم مصافحة النساء لأن ذلك مما يشمله المس دون شك ، و قد بلي بها كثير من المسلمين في هذا العصر و فيهم بعض أهل العلم ، و لو أنهم استنكروا ذلك بقلوبهم ، لهان الخطب بعض الشيء ، و لكنهم يستحلون ذلك ، بشتى الطرق و التأويلات ، وقد بلغنا أن شخصية كبيرة جدا في الأزهر قد رآه بعضهم يصافح النساء ، فإلى الله المشتكى من غربة الإسلام ) السلسلة الصحيحة .
فلا يجوز للرجل مهما كان أن يصافح امرأة غير أمه أو جدته أو خالته أو عمته أو زوجته أو ابنته أو حفيدته ، أو اخته بالرضاعة وكل من يحرم عليه الزواج منها حراماً أبديا لا يزول بزوال علة أو سبب .
وكذلك لا يجوز للمرأة مهما كانت أن تصافح رجلاً غير أبيها أو جدها أو خالها أو عمها أو زوجها أو ابنها أو حفيدها ، أو أخيها بالرضاعة ، وكل من يحرم عليها الزواج منه حراماً أبديا لا يزول بزوال علة أو سبب .
وعليه أيها الأخ المسلم :
لا يجوز لك مصافحة جارتك أو زميلتك أو صاحبة زوجتك أو أختها أو بنت عمك وعمتك أو خالك وخالتك.
وكذلك الأخت المسلمة :
لا يجوز لها مصافحة جارها أو زميلها أو صاحب زوجها أو أخو زوجها أو ابن عمها وعمتها أو خالها وخالتها.


خروج المرأة :
قال تعالى : ( وقرن في بيوتكن ) ، ومع ذلك نجد العكس هو الصحيح ، الرجال في البيوت والنساء في الشوارع ، والمرأة تخرج بإذن أو بغيره ، فهي لن تعدم الوسيلة والحيلة في إيجاد طريقة للخروج ، والأدهى أنها تخرج متبرجة متزينة متعطرة وكلها أمور أوجبت عليها اللعنة من الله والحرمان من الجنة ، لكن سلعة الله رخصية لدى المرأة ، فهي تفضل الخروج ملعونة ومن الجنة محرومة على أن تدخل الجنة في الآخرة .
المرأة التي تشعر بالملل في المنزل وتود لو أنها خرجت كل دقيقة ، والمرأة التي لا تشعر بالملل من الخروج وتود لو بقيت في الشارع حتى الصباح .
والمرأة التي إذا جلست في البيت (غريبة صح !!!) فإنها أمام الفضائيات تتابع المسلسلات والأغاني والأفلام ، وليس لديها وقت لتربية أولادها
هذه المرأة التي تفكر تذهب إلى كل مكان إلاَّ القبر ، متى ستندم على كل دقيقة عصت في ربها !!!!!!!!!!!!
هذه المرأة لا يبكى عليها إذا ماتت فمثلها يستراح منها ومن شرها على من حولها.
هذه المرأة الخلاص منها من القربات التي يتقرب بها إلى الله.
**********************************
بدل سيئاتك بالحسنات ، والحق نفسك قبل الفوات .... اضغط هنا

اللهم استرنا ولا تفضحنا ، وأعزنا ولا تذلنا ، اللهم اهدي المسلمين والمسلمات وردنا إلى دينك رداً جميلاً ، وارزقنا التوبة والمغفرة يا أرحم الراحمين .
وليد يوسف

الخميس، 8 يوليو 2010

لا تعليق :

دكتور زقزوق ... ممكن تسكت !!!


الخبر من :

http://www.islamonline.net

أعلن وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق أنه سيتم أخيرا تطبيق نظام الآذان الموحد في أربعة آلاف مسجد في القاهرة الكبرى، وذلك مع بداية شهر رمضان، يليها التطبيق في محافظة الإسكندرية.

وقال خلال الاحتفال بتكريم 29 إماما مثاليا على مستوى الجمهورية أمس الأحد : " إن الأذان الموحد سيتم عن طريق إذاعة القاهرة الكبرى".

وفي رده على من اتهم الوزارة بإنفاق مبالغ طائلة على الفكرة دون مبرر، قال زقزوق: "تكلفة وحدة الاستقبال التي تم تصنيعها خصيصاً لهذا الغرض تبلغ 170 جنيهاً فقط، شامل ضريبة المبيعات والضمان لمدة ثلاث سنوات بعد التركيب والفحص"

وأكد زقزوق أن توحيد الآذان لن يؤثر على عمل المؤذنين ولن تقوم الوزارة بفصلهم بل ستقوم بتحويلهم إلى مقيمي شعائر.

وبين وزير الأوقاف أن هناك دولتان عربيتان بالإضافة إلى تركيا تطبقان توحيد الآذان وقد أجرت وزارة الأوقاف اتصالاتها بالمسؤولين في هذه الدول للاستفادة من خبراتهم في هذا المجال.

وكان زقزوق أجاز قد أجاز في سبتمبر 2004 خطة توحيد الآذان في مساجد القاهرة، منهياً جدلا دار حينها حول مشروعية توحيد الأذان، واستندت إجازة زقزوق على أن جميع العلماء والفقهاء متفقون على اعتباره مسألة تنظيمية مستشهداً على ذلك بفتاوى رسمية، منها فتوى للدكتور علي جمعة مفتي مصر، تبيح توحيد الآذان في مساجد القاهرة.

وأشار زقزوق وقت إعلانه عن مشروع توحيد الآذان في القاهرة الكبري أن قرب المساجد من بعضها في القاهرة التي تضم 45 ألف مسجد، والفروق في قياس الوقت من مؤذن الى آخر في كثير من أحياء القاهرة يتسبب في تداخل الأذان لفترة تتراوح بين 10 دقائق و15 دقيقة خمس مرات في اليوم.

التعليق :


1. مجلس المجمع الفقهي الإسلامي :

قرر " مجلس المجمع الفقهي الإِسلامي برابطة العالم الإسلامي " ، الدورة التاسعة – في مكة المكرمة - من يوم السبت لعام 1406هـ ما يلي :

إن الاكتفاء بإذاعة الأذان في المساجد عند دخول وقت الصلاة بواسطة آلة التسجيل ، ونحوها : لا يجزئ ، ولا يجوز في أداء هذه العبادة ، ولا يحصل به الأذان المشروع ، وأنه يجب على المسلمين مباشرة الأذان لكل وقتٍ من أوقات الصلوات ، في كلّ مسجدٍ ، على ما توارثه المسلمون من عهد نبيّنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الآن .

2. اللجنة الدائمة للبحوث والإرشاد والإفتاء :

سئل علماء اللجنة الدائمة :

هل الأذان سنة للصلوات المفروضة ، وما حكمه بآلة التسجيل إن كان المؤذنون لا يتقنونه ؟ .

فأجابوا :

الأذان فرض كفاية بالإضافة إلى كونه إعلاماً بدخول وقت الصلاة ودعوة إليها ، فلا يكفي عن إنشائه عند دخول وقت الصلاة إعلانه مما سجل به من قبل ، وعلى المسلمين في كل جهة تقام فيها الصلاة أن يعيِّنوا من بينهم من يحسن أداءه عند دخول وقت الصلاة .

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان .

إنه لا يكفي في الأذان المشروع للصلوات المفروضة أن يؤذن من الشريط المسجل عليه الأذان ، بل الواجب أن يؤذن المؤذن للصلاة بنفسه ؛ لما ثبت من أمره عليه الصلاة والسلام بالأذان ، والأصل في الأمر الوجوب .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 6 / 66 ، 67 ) .

الأربعاء، 7 يوليو 2010

المحدثات في رجب

المحدثات في رجب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين
أما بعد،،،
فإن الله سبحانه وتعالى أمر عباده المؤمنين بالمحافظة على السنة والدعوة إليها، وحث على اتباع رسوله ، وأمر به وأوجبه فقال تعالى: ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وجعل الله سبحانه وتعالى الفوز بمحبته عز وجل إنما ينال باتباع رسوله قال تعالى:( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم , قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين ) ....
قال الحسن البصري – رحمه الله تعالى -: (ادعى أقوام محبة الله فابتلاهم أو قال فامتحنهم بهذه الآية: ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )
ونفى الله الإيمان عن من لم يحكم رسول الله ولم يرض بحكمه فقال تعالى: ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما)ً وجعل الله سبحانه وتعالى الاحتكام إليه وإلى رسوله عند التنازع والاختلاف فقال تعالى:(فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً ) قال العلماء: معناه الرد إلى الكتاب والسنة.
وحذر الله من مخالفة سنته وتوعد المخالف بالفتنة في الدنيا والعذاب الأليم الموجع في الآخرة فقال تعالى: ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم). وفي هذا الزمان الذي قل فيه العلم وكثر فيه الجهل وتحكم فيه الرويبضة، ترى انتشار البدع وشيوعها، وتعلق الناس بها حتى ظنوا أنها من دين الله ، وقد حذرنا رسول الله من شر البدع والإحداث في الدين فعن أبي نجيح العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله موعظة بليغة وجلت منها القلوب – أي خافت – وذرفت منها العيون فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودّع فأوصنا قال: ((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة))
أيها المسلمون,
شأن البدعة عظيم ، وأمر العبادة لا يسوغ من مجرد التقليد، وللزوم السنة والاتباع فضل من الله عظيم.ولخطورة البدع ما ظهر منها وما بطن اسمعوا ما قاله الأئمة الأعلام لتحذير الأمة من ضلالات الشيطان.
يقول الإمام مالك رحمة الله: من أحدث في هذه الأمة شيئاً لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خان الدين.
ويقول سفيان الثوري رحمه الله: البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ، المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها .
قد أحدث الناس بدعاً كثيرة من الأزمنة والأمكنة، ومما أحدثه الناس في زماننا هذا بدعة جمعة رجب فإنه (يوم لم تعظمه الشريعة أصلاً، ولم يكن له ذكر في وقت السلف، ولا جرى فيه ما يوجب تعظيمه مثل أول خميس من رجب، وليلة تلك الجمعة التي تسمى الرغائب، فإن تعظيم هذا اليوم والليلة إنما حدث في الإسلام بعد المائة الرابعة).
وروي فيه حديث موضوع باتفاق العلماء، مضمونه فضيلة صيام ذلك
اليوم وفعل هذه الصلاة المسماة عند الجاهلين بصلاة الرغائب، وقد ذكر ذلك بعض المتأخرين من العلماء .
والصواب الذي عليه المحققون من أهل العلم: النهي عن إفراد هذا اليوم بالصوم وعن هذه الصلاة المحدثة، وعن كل ما فيه تعظيم لهذا اليوم من صنع الأطعمة، وإظهار الزينة ونحو ذلك، حتى يكون هذا اليوم بمنزلة غيره من بقية الأيام، وحتى لا يكون له مزية. وكذلك يوم آخر في وسط رجب تصلى فيه صلاة تسمى صلاة أم داود فإن تعظيم هذا اليوم لا أصل له في الشريعة أصلاً. ويتخذ كثير من الناس أول جمعة في رجب عيداَ زاعمين أنه يوم دخل الإسلام إلى اليمن.
ومن هذه البدع بدعة الرجبية الذين يعظمون أياماً أو ليالي من شهر رجب. ولاسيما ليلة السابع والعشرين منه إذ يزعمون أن ليلة الاسراء وقعت فيه ولم يثبت ذلك بالنقل الصحيح، ولو ثبت لم يكن مسوغاً لتعظيم الليلة أو غيرها من ليالي رجب ، وهناك من يعتقد أفضلية بعضها على شهر رمضان..و هكذا تفعل البدع أصحابها.
وكذلك يصرف الشيطان الجهلة عن الفاضل إلى المفضول ، وصدق من قال: لا تعمل بدعة إلا أبطلت سنة.
إن البدعة والإحداث في الدين أصل كل شر وبلية في الدين، وكلما بعد العهد وتقادم الزمان كلما ظهرت البدع وانتشرت على مدار الدهور والأزمان. فالواجب على المسلم أن يتبع السنة ولا يبتدع في دينه، فإن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، والبدعة شر لا تأتي بخير أبداً.
واعلموا عباد الله: أن من طاعة رسول الله ومحبته وتعظيمه وتوقيره اتباع سنته، فمن اتبع سنته كان مطيعاً له، ومن أطاعه كان مطيعاً لله قال تعالى: ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا). فمن لم يتبع سنة رسول الله كان عاصياً لله، وهو من أهل الوعيد المستوجبين للنار، فعن أبي هريرة أن رسول الله قال: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى)) قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: ((من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى)). فالامتناع والإباء عن دخول الجنة المراد به الامتناع عن اتباع سنته.
فعليكم بالسنة ودعوا البدعة فإنها تؤدي إلى الفرقة والاختلاف في الدين، فعن ابن مسعود قال: (اتبعوا، ولا تبتدعوا فقد كفيتم).


الأحد، 4 يوليو 2010

راقصات في الحي الأفرنجي

راقصات في الحي الأفرنجي

خطبة ألقيت في مسجد الفاروق عمر بمحافظة الإسماعيلية ، رأيت إعادة نشرها من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والله من رواء القصد ، وهو يهدي إلى سواء السبيل .


أما بعد : مرة أخرى أيها الأحبة في الله ، يتوقف الحديث عن مداخل الشيطان التي قطعنا فيها شوطاً كبيرا وفتحنا فيها أبوابا كثيرة فتحدثنا عن الشيطان وعالمه وهدفه من إغوائه لبني آدم ومداخله مثل الكفر والشرك والبدعة، حتى وصلنا إلى باب الكبائر والتي سنتحدث عنها ولكن في الجمعة القادمة بإذن رب البرية إن كان في العمر بقية ، ونعتذر لحضراتكم اليوم عن هذا التوقف المفاجئ وهذا الهبوط الاضطراري ، لأننا أمام كارثة أخلاقية ومصيبة اجتماعية ومهزلة قانونية، إذ سنفتح ملفاً جديداً من الملفات فاحت من بين سطوره رائحة كريهة أزكمت الأنوف وعفنت النفوس ، نفتح اليوم ملفاً من الملفات ارتبطت صفحاته بالانحلال والمخدرات والفسق والفجور والخمور والرقص والغناء والنساء ، نفتح اليوم ملفاً من ملفات الفساد في حياتنا بل في حيينا .
سنتحدث اليوم عن شيطان يرتدي ثيابا جديدة ، ثياب الفن والدعارة والبلطجة ، شيطان يقطن في شارع بجوارنا يرتع فيه هو وأعوانه ليلا ونهاراً . وصدق الله جل وعلا إذ يقول : ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ ) .
أحبتي في الله : إن ما يحدث في هذا الملهى الغنائي وهذا الملتقى الشيطاني لا يرضى عنه الرب العليّ ، فكم من حدود لله تنتهك هناك ، وكم من المعاصي تستباح هناك ، وكم من المنكرات ترتكب هناك ، وكم من الأعراض تهتك هناك ، وليت الأمر ينتهي عند هذا الحد إذن لقولنا أناس رضوا بالدنية في دينهم ودنياهم وفضلوا أن يمتطيهم الشيطان ويسوقهم إلى حيث يريد ، لكنهم يخرجون سكارى يتعرضون ويسخرون ممن يذهب إلى صلاة الفجر، فإذا دارت بهم الكؤوس ولعب الشيطان بالرؤوس انقلبت على بعضها البعض النفوس ، فتدب المشاجرات وتحطم الواجهات ويتحول السكارى وقتها إلى بلطجية وجناة ، هذا بالضبط ما حدث هناك قبل أيام وللأسف لم يتحرك أحد ؟ فهل نرضى بذلك ؟ هل نسمح بذلك ؟ هل نوافق على ذلك ؟
أيها الأحبة إن أي غيور على أهله وبناته فضلا أن يكون غيوراً على دينه ، لا بد وأن يهتم بهذه المشكلة ويسعى لحلها ويلعب دورا فعالا في استئصالها ، ولما لا والله عز وجل يغار على حدوده ومحارمه التي تنتهك ، ففي الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة قال : قال سعد بن عبادة : لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( أتعجبون من غيرة سعد؟ والله لأنا أغير منه والله أغير مني ومن أجل غيرة الله حرم الله الفواحش ما ظهر منها وما بطن ) ، فينبغي علينا ألا ندفن رؤوسنا في الرمال فإن هذه المشكلة تحتاج إلى رجال أو يتذرع أحدنا بمشاكله ويهرب فكلنا لديه مشاكل ، بل يجب علينا أن نهتم بهذه المشكلة ، لأن هناك واجبا علينا تجاه بلادنا وتجاه حيينا لابد وأن نقوم به ألا وهو أن نأمر أهالينا وجيراننا وأصحابنا بالمعروف وننهاهم عن المنكر إذا فعلوه . قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) ، فإن تخاذلنا وتقاعسنا عن أداء هذا الدور الحيوي أيها الأحبة فلننتظر عقاب الله عز وجل على ذلك فقد روى الإمام أحمد في مسنده وصححه الألباني من حديث أبي بكر الصديق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الناس إذا رأوا المنكر و لا يغيرونه أوشك أن يعمهم الله بعقابه ) ، ليس هذا فحسب بل إن اللعنة تحل على من لا يقوم بهذا الدور ، ولعلكم تتذكرون معي أيها الأحبة كيف حلَّت اللعنة على بني إسرائيل حين لم يتناصحوا ولا يتناهوا فيما بينهم عن هذه المنكرات التي فعلوها قال تعالى : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ) لماذا حلَّت اللعنة عليهم يا رب ( كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) وقال تعالى: ( لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ )
لذلك أيها الأحبة نحن اليوم نريد أن ننكر هذا المنكر لكننا في الوقت نفسه ، نستحضر في أذهاننا ويمثل أمام عيوننا المقولة التاريخية لشيخ الإسلام ابن تيمية إذ يقول رحمه الله : ( ليكن أمرك بالمعروف ، بالمعروف، ونهيك عن المنكر غير منكر ) . فلن نذهب إليهم نحطم المكان على رؤوسهم ، ولن نتشاجر معهم أو نتربص بهم الدوائر ؟ بل ننتهز اليوم أيها الأحبة هذه الفرصة لكي نتحدث عن كيفية النهي عن المنكر ، فما هو المنكر وما هي ضوابط تغييره ، وكيف نعالج هذه المشكلة التي نتعرض لها ؟ هذه هي عناصر خطبتنا وهذا هو موضوعنا وهكذا يتجدد اللقاء مع حضراتكم لهذا الأسبوع ، أسأل الله جل في علاه أن يوفقنا وإياكم إلى ما يحب ويرضاه ، إنه ولي ذلك ومولاه والقادر عليه .
لكننا بداية أيها الأحبة في الله : نريد أن نوجه كلمة إلى القائمين على أمر هذا الوكر الشيطاني فنحن لا نريد منهم إلاَّ أن تتسع عقولهم وتنشرح صدورهم وتنفتح قلوبهم لهذا المعروف الذي نرجوه لهم ، نريد فقط أن ننصحهم لله ، كما في صحيح مسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه ، قال صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة ، الدين النصيحة ، الدين النصيحة، قلنا لمن ؟ قال : لله وكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم ) ، نريد أن ننصحهم خوفاً والله على أخراهم حتى لا يكونوا أيضاً من أهل المنكر في الآخرة مثلما كانوا في الدنيا ، فقد روى الطبراني وصححه الألباني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما : قال صلى الله عليه وسلم : ( إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة و إن أهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة ) ، إننا نريد أن نحثهم على التوبة وننتظر عودتهم إلى طريق الله عز وجل . مثل توبة أصحاب أكبر وأشهر موقع عربي غنائي الذين أغلقوه نهائيا رغم شهرته وكثرة رواده ودخله الذي يدره عليهم ، وذلك بعد ما شاهدوا إساءة النبي صلى الله عليه وسلم وكيف نالت منه صحيفة دنمركية ووقفوا عاجزين عن الدفاع عنه صلى الله عليه وسلم فلم يجدوا طريقة ولا وسيلة لذلك إلا أن يتوبوا ويغلقوا هذا الموقع الغنائي فقالوا : ( ماذا ننتظر رسولنا رمز الأمة الإسلامية قد أهين ونحن نسمع الأغاني ونشاهد الفيديو كليب حان وقت أن نسمع قلوبنا ونشاهد أنفسنا ماذا ستفعل للدفاع عن الإسلام وعن رسول الأمة ).
نريد أن نوصيهم ونتواصى معهم بالحق كما قال تعالى : ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).
لذلك نقول لهم : يا إخواننا يا من ابتليتم بالعمل في هذه البؤرة الشيطانية أو الذهاب إليها قال تعالى : ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) توبوا إلى الله عز وجل ولا تقنطوا من رحمته سبحانه وتعالى فقد وعد عز وجل بقبول التوبة فقط إن ذكرتموه عز وجل وتبتم إليه ، قال تعالى : (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) .
فيا من خلقكم الله تعالى لكي تعبدوه وأنتم إلى هناك تذهبون وتلهون وتلعبون وتسمعون وترقصون وتشربون ، يا من يكسب أمواله ببيع الخمور وقد لعن الله فيها عشر ، ويا من ينفقها على أجساد الراقصات وشرب المخدرات وسماع المحرمات ، أين الحياء من رب الأرض والسموات ، توبوا إلى الله سبحانه وتعالى من هذه الأعمال التي تجلب سخطه عز وجل ولا يقبل بسببها الصدقات والدعوات ، قال صلى الله عليه وسلم كما روى مسلم من حديث أبي هريرة : ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ؛ فقال يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ، وقال : يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ) ، وتزداد الخطورة ويعظم الأمر أيها الأحبة حين يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى البيهقي وصححه الألباني من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه: (لا يدخل الجنة جسد غذي بالحرام ) .
لكنَّ أحدنا قد يسأل فإن لم يستجيبوا وأصروا على ما يفعلون كيف نغير هذا المنكر ؟ أيها الأحبة في الله : إن من أهم المهمات وأفضل القربات أن نتواصى ونوجه بعضنا إلى الخير بالحق ، والتحذير مما يخالفه ويغضب الله عز وجل ، فما هو المنكر: هو الأعمال القبيحة التي حرَّمها الله تعالى علينا مثل ، الكذب والغيبة والنميمة وعقوق الوالدين والإساءة إلى الناس وشرب الخمر والزنا والربا والفرار من المعارك وغيرها . وهما على نوعين أحدهما يغلب عليه حق الله تعالى مثل أداء العبادات بشكل مخالف ومثل المحظورات كشرب الخمور والمخدرات ومثل المعاملات المحرمة بين الناس كالزنا والربا ، والنوع الآخر يغلب عليه حق العباد منع الناس من الظلم والغش والفساد والاستبداد والقهر والعري والتبرج .
ولعظم هذا الأمر ومكانته فقد حثنا الله عز وجل على إنكار المنكر وفعل المعروف فقال تعالى : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .
بل إن الله عز وجل حيت تحدث عن خيرية الأمة جعل لها شرطا أنها تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر ، فقال تبارك وتعالى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) . ولعلكم لاحظتم من الآية السابقة كيف قدمه الله سبحانه وتعالى في بعض الآيات على الإيمان ، الذي هو أصل الدين وأساس الإسلام ، يقول الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى : ( ولا نعلم السر في هذا التقديم ، إلا عظم شأن هذا الواجب ، وما يترتب عليه من المصالح العظيمة العامة، ولاسيما في هذا العصر، لظهور المعاصي، وانتشار الشرك والبدع في غالب المعمورة )
وجعل الله عز وجل من يقوم بهذا الفعل من الصالحين فقال سبحانه : ( يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ )
ومثلما جعلهم الله عز وجل أيضاً من المرحومين فقد جعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من صفات المؤمنين فقال تعالى : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) .
وجعل نقيضها من صفات المنافقين وخصالهم فقال تعالى : (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ )
ونحن أيها الأحبة إذا نظرنا في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم سنجد أيضا التشديد على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو امتنعنا عنها لا يستجاب لدعواتنا ، كما روى أحمد والترمذي وحسنه الألباني من حديث حذيفة رضي الله عنه : (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم )
بل عد النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن المنكر صدقة فقد روى الترمذي وابن حبان وصححه الألباني من حديث أبي ذر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة و أمرك بالمعروف و نهيك عن المنكر صدقة )
وقد عظم رسول الله أجر الذين ينكرون المنكر ويأخذوا مثل أجور الأولين من السلف الصالحين فقال صلى الله عليه وسلم كما روى أحمد في مسنده وصححه الألباني : ( إن من أمتي قوما يعطون مثل أجور أولهم ينكرون المنكر )
أيها الأحبة في الله ، إذا تبين لنا ذلك وأراد أحدنا أن يلعب دوراً مهما في أمر الناس بالمعروف والنهي عن المنكر فماذا يفعل هذا ما سنتحدث عنه أيها الأحبة ولكن في الخطبة الثانية وفيها بعد جلسة الاستراحة ضوابط النهي عن المنكر ومراتبه ؟ وكيف نواجه المشكلة التي نتعرض لها في حيينا ؟ أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .
أما بعد : أيها الأحبة في الله : ينبغي لمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر أن يكون عالما بما يأمر عالما بما ينهي ، قال عمر بن عبد العزيز : ( من عمل على غير علم كان يفسد أكثر مما يصلح ) ، وقال سفيان الثوري : ( لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلاَّ من كان فيه خصال ثلاث : ( رفيق بما يأمر رفيق بما ينهى ، عدل بما يأمر عدل بما ينهى ، عالم بما يأمر عالم بما ينهى ) ، فينبغي أن يتحلى بالرفق في دعوته ففي صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه ، ولا نزع من شيء قط إلا شانه ) . وينبغي أن يتحلى بالصبر على دعوته ، قال تعالى : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) ، وينبغي أن يدعو بحكمة بالغة وموعظة حسنة ، قال تعالى (وأدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) ، وحري به أن يقول قولا لينا فمن يدعوه ليس بأخطر من فرعون الذي قال : ( أنا ربكم الأعلى ) ، وقال أيضا ( ما علمت لكم من إله غيري ) ومع ذلك يقول الله عز وجل لموسى وهارون عليهما السلام ، (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى () فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) ،
فما هي مراتب تغير المنكر أيها الأحبة ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري : (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) فكيف نغير المنكر إذن ؟
تستطيع أن تغير المنكر الذي تراه فيما لك عليه سلطان مثل بيتك أو يقع تحت ولايتك ، أو أن تكون مسئولا في مكانك لكنك لا تستطيع ذاك أمام منكر تراه في بيوت الآخرين أو الأماكن العامة إلا باللسان فتوجه النصيحة بالحجة والبرهان أو بالقلب إن لم تستطع أن تغيره بما سبق ، فلا يجوز بتاتا أن تحرق محلات الفيديو ولا تحطم محلات الكاسيت أو تفجر دور السينما والمسارح على ما فيها من منكرات لأن ذلك يؤدي إلى الفوضى كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وليس لأحد أن يزيل المنكر بما هو أنكر منه مثل أن يقوم واحد من الناس يريد أن يقطع يد السارق ويجلد الشارب ويقيم الحدود لأنه لو فعل ذلك أفضى إلى الهرج والفساد ) ، وقد نص غير واحد من أهل العلم انه لو تطلب الأمر رفع السلاح فلا بد من استئذان السلطان أو ولي الأمر حتى لا يؤدي إلى الفتنة ، والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم حين رأى المنكر في بيته وكانت ستار عليه صورة ، جذبها وهتكها على الفور كما في صحيح البخاري من حديث عائشة ، لكنه لما رأى مثل هذه الصور في بيت ابن عمه علي رضي الله عنه وكان قد صنع له طعاما يدعوه عليه فلمَّا وقف على الباب رأى صورا فرجع وانصرف فجرى خلفه علي رضي الله عنه يسأله عن السبب فقال : ( إن في البيت سترا فيه تصاوير وإن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تصاوير) والحديث رواه ابن ماجه وصححه الألباني .
ولما كانت هذه المشكلة التي نتعرض لها موجودة في أماكن عامة لذلك فيون إنكارنا له عن طريق اللسان ولن يأتي هذا إلا عن طريق توجيه نداءات :-
الأول : إلى أصحاب هذا الوكر الشيطاني أن يتقوا الله عز وجل ويتوبوا ، ويستبدلوا هذا الملهى بتجارة أخرى مشروعة مما أحله الله عز وجل ، حتى يبارك لهم سبحانه وتعالى في رزقهم وأموالهم .
الثاني : إلى أهالي الحي أن يوقعوا على مذكرة تفيد رفضهم لوجود هذه البؤرة الشيطانية في منطقة سكنهم خوفاً على أسرهم وأولادهم وبناتهم .
الثالث : إلى أصحاب المتاجر والمحلات المجاورة والمحيطة بهذا المكان الشيطاني ، أن يشاركوا الأهالي في مذكرتهم وأن تجارتهم تأثرت بسلبيات هذا الملهى نتيجة المشاجرات بين البلطجية .
الرابع : إلى نواب مجلس الشعب والمجالس المحلية ، أن يقفوا وقفة للتاريخ تكتب في ميزان حسناتهم وأن يرفعوا هذه المذكرة إلى المسئولين والمعنيين . فأين هم لماذا لا نراهم إلا عندما يحتاجوننا فقط ولا نراهم عندما نحتاجهم .
الخامس : إلى المسئولين عن هذا البلد أن يقوموا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويزيلوا هذا المنكر ويسحبوا ترخيص هذه المنشأة التي تبارز الله بالمعصية .


وليد يوسف

شارة فيسبوك

post

احدث مواضيعنا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة