حالة من الدجل والشعوذة انتابت العالم ( المتخلف ) وهو يتابع عن كثب توقعات الأخطبوط والتمساح بول وهاري ، وهما يتنبأن بهزيمة فريق وفوز آخر ، بعد أن تفتق ذهن بعض المجانين أن يضعا طعاما في صندوقين ملفوفاً بعلم الفريقين ،
أو تعليق العلم على دجاجة ، فإذا ما التهم طعام فريق قال المتخلفون أنه يتنبأ بفوزه ، وحتى لا يمر الموضوع مرور الكرام فأود أن ألفت أنظاركم أيها الزملاء والأصدقاء إلى شيئ مهم للغاية ، أن ما يحدث نوع من أنواع العرافة والكهانة لا ينبغي أن نتأثر بها ولا أن نفتن بها ، بحيث نفاجأ بخبر يقول أن ثري عربي من مهاويس الشهرة وحب الظهور - وما أكثرهم في عالمنا - يسعى وراء الأخطبوط والتمساح من أجل أن ينال بركتهما ويستفيد من خدماتهما بعد أن قرأت اليوم في صحيفة الراية القطرية خبرا عن رجل أعمال أسباني يريد شراء الأخطبوط بـ30 ألف يورو ، ثم نرى بعد ذلك بعض خفيفي الظل يضعون العلم على الموز لكي يتوقع القرد النتيجة ، وهناك من سيصعد لسطح منزله ، لكي يضع طعام الدجاج في إناء ملون بعلم اسبانيا وأخر ملون بعلم هولندا ، ثم نجد معركة إعلامية في الصحف والمجلات أن القرد كوكي يتوقع فوز هولندا وأن الدجاجة بوسي تعلن فوز اسبانيا ، وهلما جر . ! ولخطورة الموضوع إذ أنه يتعلق بصورة من صور الشرك بالله لو كان هناك من يصدق مثل هذه الخرافات ، وأن الأخطبوط أو التمساح أو غيره من البشر يعلمون الغيب فكان لزاماً علينا أن نوضح ما يلي :
والعراف أو الكاهن هو: الذي يدعي معرفة الغيب بمقدمات يستدل بها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
( إن العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق كالحازر الذي يدعي علم الغيب ويدعي الكشف، والمنجم أيضاً يدخل في اسم العراف وفي اسم الكاهن أيضاً ، وادعاء معرفة الغيب تكون بأمور، منها: استخدام الشياطين والزجر والطين، والضرب في الأرض والخط في الحصى، والتنجيم والكهانة والسحر، وقراءة الكف والاستسقام بالأزلام وقراءة الحروف الأبجدية للاستدلال بها على الغيب وقراءة الفنجان، فتدعي قارئة الفنجان أنها تعلم الغيب وماذا سيحصل للإنسان .
والغيب لا يعلمه إلا الله ، قال تعالى : ( إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلاْرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ ) [لقمان:34]
لذا أيها الأحباب :
الحذر الحذر من أهل الكهانة والدجل. ومن الذهاب إليهم وإلا فالنتيجة ستكون وبالاً على الإنسان في الدنيا والآخرة قال : ((من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)).
وقال : ((من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد )).
وقال : ((من أتى كاهناً، أو امرأة في دبرها، أو كاهناً فصدقه. فقد برئ مما أنزل على محمد )).
والشكر موصول لشيخنا أبي محمد أشرف عبد المقصود جزاه الله عني وعن المسلمين خيراً إذ نبهني إلى هذا الأمر .
وصلى الله وسلم على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وليد يوسف