الاسلام سؤال وجواب

الاثنين، 28 فبراير 2011

السلفية .. المفترى عليها !!

ما كانت السلفية حديثاً يُفترى ، أو بدعاً من القول وزوراً ، لكي يمتطي كل من هب ودب جواد النقد ويشهر سيف الهجوم عليها ، فالسلفية يا حضرات هي الفترة الزمنية الفريدة في تاريخ الإسلام ، التي ترعرع فيها أصحابها من الذين تلقوا الوحيين (الكتاب والسنة) غضاً طرياً ، وليس مخطئاً كل من يريد السير على خطاهم ، وليس مذنباً كل من اقتفى أثرهم ، وكيف يخطئون أو يذنبون وقد قال الله عز وجل فيهم وفي من اتبعهم : (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة:100] ، ومدحهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) كما ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .

وهذا الذي ذُكر أنفاً يستلزم منّا كأتباع - وليس أصحاب - للمنهج السلفي أن نعي جيداً أصول هذا المنهج وقواعده وكلياته ، فيسهل معه الفهم العميق للمتغيرات المتلاحقة هذه الأيام ، لأن المنهج السلفي في هذه المرحلة يتعرض لحملة شعواء من الداخل والخارج ، من السلفيين أنفسهم ، ومن الأخرين ، في وقت اشتد فيه الحديث عن تجديد الخطاب الديني وعلا صوته بشكل ملحوظ.

فبعض السلفيين للأسف يشوهون الصورة الحضارية لهذا الفكر المعصوم ، فيطعن الناس في المنهج السلفي ويشككون فيه بسبب هؤلاء المتسلفيين.

وبعض السلفيين أهانوا السلف الصالح بتقدسيهم للمشايخ والعلماء والمولاة والمحاباة عليهم.

وبعض مراهقي السلفية يحفظون ولا يفهمون ، ويتعلمون ثم يتفلسفون ، فيتحدثون في أمور جسام مستدلين بفتاوى معينة لعلماء أجلاء قيلت في مناسبات خاصة، وبعض السلفيين السلفية عندهم الشيخ (فلان) أو الشيخ (علان) مع كامل احترامي لهؤلاء الشيوخ ، ومع كامل اعتراضي على هؤلاء الذين حمّلوهم ما لا طاقة لهم به.

وبعض هؤلاء السلفيين نصبّوا أنفسهم متحدثيين رسميين بإسم السلفية ، وكل من خالفهم ليس بسلفي، وكل من عارضهم وكأنه يطعن في الدين.

ولم تكد السلفية تسلم من هؤلاء إذ بها تقع في شراك من يتعدى عليها من غيرهم فتجد منهم من يقول أن السلفية مدرسة بلا إرث أو مشروع سياسي ، وهي مدرسة صِدامية وعالية الصوت في ميدان العقيدة والعبادة، إلا أنها خرساء وخانعة في ميدان السياسة والحكم، مدرسة ترفع راية الخلفاء الراشدين وتطبق منهج الأمويين والعباسيين والعثمانيين في مجال السياسة.

فيا أيتها السلفية العظيمة ، كم من الجرائم ترتكب باسمك ، وكما من الفضائح الفقهية ترتكب على شرفك ، فمن يهب للدفاع عن هذا المنهج القويم ، ويحافظ على الشرع العظيم ، من يردنا إذا تنازعنا إلى ما قاله الله عز وجل ورسوله ، من يأخذ بأيدينا لكي يفقهنا في ديننا على نهج السلف الصالح ، من يصحح أخطائنا ويعيدنا إلى رشدنا ، من يعلمنا السير في طريق السلف الصالح رضوان الله عليهم وهو يعي بمتطلبات المرحلة الزمنية التي نعيش فيها فيحقق المعادلة الصعبة في تجديد الخطاب السلفي دون المساس بالثوابت .

السبت، 26 فبراير 2011

رسالة إلى رجل الشرطة

من أهم الأهداف الإستراتيجية التي نجحت ثورة 25 يناير 2011 بفضل الله عزوجل هي كسر طوق الخوف من الشرطة الذي كان يحيط برقاب المواطنين ، ويصيبهم بالرعب والذعر لمجرد ذكره اسم هذا الجهاز ، وسبحان مغير الأحوال فقد انتقلت عدوى الخوف من الشعب إلى الشرطة فامتنع كثير منهم من العودة إلى الشارع مرة أخرى بعد أن فقد الشعب ثقته في هذا الجهاز .
إذن نحن أمام مرحلة جديدة تتشكل أمامنا في حياتنا، وتتلخص في العنوان التالي : " انتهى عصر البشوات "

وانتهاء هذا العصر لا يلغي أهمية هذا الجهاز ودوره الهام في حفظ الأمن للبلاد والأمان للعباد ، ولا يعني أن الحكم على الجهاز ككل ، فأنا أعرف أصدقاء من الشرطة ، يُضرب بهم المثل في الأدب والأخلاق والإلتزام والتدين.

فقط نرجو أن يغير بعض رجال الشرطة من طبيعتهم النفسية التي وضعوا هالتها حول أنفسهم وتصورا أن الناس خلقوا من نطفة وهم خلقوا من مسك وريحان فتعامل بعضهم مع الناس باستعلاء وكبر وغرور ، والنبي صلى الله عليه وسلم قد حرّم الجنة على المستكبرين فقال في الحديث الصحيح : (لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر) .

فقط نرجو من بعض رجال الشرطة أن ينزلوا من برجهم العاجي ، ويؤدون عملهم بإخلاص مثلهم مثل بقية الناس ، فجهاز الشرطة جهاز خدمي يخدم مصالح الناس.

فقط نرجو من بعض رجال الشرطة أن ينزعوا أقنعة الشر التي يلبسونها ليخاف الناس ويرتعشوا من بطشهم ونفوذهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

"إذا كان ولي الأمر يستخرج من العمال ما يريد أن يختص به هو وذووه : فلا ينبغي إعانة واحد منهما ؛ إذ كل منهما ظالم ، كلص سرق من لص ، وكالطائفتين المقتتلتين على عصبية ورئاسة ، ولا يحل للرجل أن يكون عوناً على ظلم ؛ فإن التعاون نوعان :

الأول : تعاون على البر والتقوى ، من الجهاد ، وإقامة الحدود ، واستيفاء الحقوق ، وإعطاء المستحقين ، فهذا مما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن أمسك عنه خشية أن يكون من أعوان الظلمة : فقد ترك فرضاً على الأعيان ، أو على الكفاية ، متوهماً أنه متورع ، وما أكثر ما يشتبه الجبن ، والفشل بالورع ، إذ كل منهما كف وإمساك.

والثاني : تعاون على الإثم والعدوان ، كالإعانة على دم معصوم ، أو أخذ مال معصوم ، أو ضرب من لا يستحق الضرب ، ونحو ذلك : فهذا الذي حرمه الله ورسوله" " مجموع الفتاوى " ( 28 / 283 )

وكل من يعمل في جهاز الشرطة ابتداء من الوزير إلى أصغر رتبة عسكرية ينبغي أن يعلم الآتي :

من دخل إلى هذا العمل للدعوة إلى الخير ، وتقليل الشر ، ورفع الظلم عن المظلومين ، وإسداء النفع إلى الناس بقدر الإمكان ، فلا حرج في هذا العمل .

أما من دخل إلى الشرطة لاستغلال المنصب في ظلم الناس ، وجمع الأموال بغير حق ، والاحتماء بهذه الوظيفة ، وإقرار القوانين الوضعية ، والدفاع عنها ، أو الدفاع عن ظالم ، أو الاعتداء على بريء ونحو ذلك من أوجه الظلم التي قد يقع فيها من يلتحق بهذا العمل ، فلا شك أنه عمل محرم ، ويخشى على صاحبه أن يأتي يوم القيامة مفلساً ، لا حسنات له ، وقد تحمل جبالاً من السيئات ، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح :( أتدرون ما المفلس ؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، قال : إن المفلس من أمتى من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتى قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)، وقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : (يخلص المؤمنون يوم القيامه من النار ، فيحبسون على قنطره بين الجنه والنار ، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى اذا هدبوا ونقوا أُذن لهم فى دخول الجنه).

الخميس، 17 فبراير 2011

عندما يكذب الرئيس !

عندما يكذب الرئيس !

روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ : شَيْخٌ زَانٍ ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ » .

والناظر إلى هؤلاء الثَّلَاثَة الذين اشتركوا في هذا الوعيد الشديد نرى أنهم يفعلون الذنب مع ضعف الدواعي له كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ؛ فإن داعية الزِّنا فِي الشَّيخ ضعيفة ، وكذلك داعِيَةُ الكذب في الْمَلِك ضعيفة ؛ لاسْتِغنائه عَنه ، وكذلك دَاعِيَةُ الكِبر في الفقيرِ . فَإِذَا أَتَوا بِهَذه الذُّنُوب مَع ضَعْف الدَّاعي دَلَّ عَلَى أَنَّ فِي نُفُوسِهِم مِن الشَّر الَّذِي يَسْتَحِقُّونَ به من الوعيد مَا لَا يَسْتحقُّه غيرهم .

فمثلا من أقبح الكذب أن يكذب الرئيس على شعبه مع أنه يملك من السُّلُطات ما يجعله ينأى بنفسه عن هذا الخلق الذميم .

- فعندما تولى الفرعون مبارك الحكم برز للشعب في ثياب الواعظين والناسكين يقول : (( الكفن ليس له جيوب )) ! ثم اكشفنا مؤخرًا أن له مليارات الجيوب .

- قال الفرعون : (( الرئيس لا ينبغي أن يحكم إلا مدتين فقط )) ! وهذا مسطر وقتها بالبنط العريض في الصفحة الأولى لجريدة الأخبار . ثم كذب وحكم ست فترات وكان يستعد لتوريث ابنه لمثلها .

- قال الفرعون : (( إنه ينحاز لمحدودي الدَّخْل من الفقراء )) ! ثم رأيناه ينحاز للأغنياء والمليارديرات ويُصاهرهم وما انحاز يوما للفقراء الذين يضج بهم المشهد الآن بعد رحيله . لقد خرجوا له بالفلنات الداخلية وصرخوا أمام مجلس الشعب فلم يرق لهم .

- وَعَدَ الفرعون شعبه في كل فترة رئاسة بالرخاء وهناء العيش فلم يَصْدُق مرة واحدة وازدادت تعاسة الشعب !

- قال الفرعون أنه لن يسمح بتجويع غزة ثم رأينا مشاركته في حصارها وبيع الغاز لإسرائيل بأبخس الأثمان في الوقت الذي يقف الشعب المصري في الطوابير لأخذ أنبوبة غاز .

- قال الفرعون في خطاب المَسْكَنَة قبل خلعه : (( إن الأشخاص زائلون والأوطان باقية )) مُرَدِّدًا كلام رئيس الوزراء أرد وجان الذي قال له مثل هذا الكلام قبلها بيوم ، ثم وجدناه يتشبث بالكرسي إلى أن أُجْبِر على الخلع والتنحي .

- في آخر خطاب للفرعون توعد بمحاكمة من أجرموا في حق شباب الثورة وسفكوا دمه !! وهو الذي قتلهم وتلوثت يده بدمائهم ! وقديما قالوا (( إذا كنت كذوبا فكن ذكورًا )) ، وصدق النبي صلى الله عليه و سلم إذ يقول : (( إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، والفجور يهدي إلى النار ، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا )) .

والله المستعان وعليه التكلان وهو حسبنا ونعم الوكيل .

أشرف عبد المقصود

Bokhary63@yahoo.com

الجمعة، 11 فبراير 2011

مبارك يريد .. إسقاط مصر

مبارك يريد .. إسقاط مصر

فكلما ازداد مبارك عناداً وتمسكاً بالكرسي .

وكلماً ازداد تكبراً وتشبثاً بالمنصب.

كلما ازدادت سرعة مصر في السقوط الإقتصادي،

كلما ازدادت سرعة مصر في الهبوط الإجتماعي،

كلما ازدادت سرعة مصر في السقوط الأمني والسياسي.

والسؤال لماذا يخشى الرئيس مغادرة القصر الرئاسي ؟

هل يخاف من ملاحقة الشرطة الدولية ؟

هل يخشى كشف المستور ؟

هل أقسم يميناً أنه لن يترك الرئاسة حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة ؟

لماذا لا يضحي الرئيس بكرسيه من أجل إنقاذ شعبه؟

وحتى الآن لا أفهم ما هو سر منتصف الليل الذي يحلو لمبارك أن يخرج علينا فيه ، هل يتوقع مثلاً أننا في هذا الوقت المتأخر سنقبل أي شيء حتى ولو ريان يا فجل.

هل هي مفارقة أن تكون معظم الفقرات الهامة من حديث مبارك وحديث سليمان متشابهة لحد تطابق الألفاظ والمعاني اللهم إلا إذا كانوا يستعنان بشخص واحد لكتابة خطابهم.

مرة أخرى أقول لك ، لقد حان الوقت لكي تترك السلطة طواعية وأن تجنب شعبك مغبة تصعيد الأحداث ، لا سيما وأنت تتعامل معها بكل تكبر ، فأنت لا تطيق أن ترى نفسك مهزوماً ، ولا تستطيع أن ترى رصيدك السياسي والشعبي يُخصم منه كلما خرجت علينا بخطاب جديد ، وتحكي لنا حواديت وحكايات قبل النوم عن بطولاتك وإنجازاتك ، ثم تحاول أن تقنعنا بعد أن يصيبنا الملل ، ومن منطلق الحس الوطني وشرف العسكرية وحبك للوطن أنك ستتنازل عن شيء من سلطاتك أو تمنح مساعديك ونوابك جزءاً من قوتك الدستورية.

فمتى ستشعر بفادحة الكارثة التي حلت على مصر من جراء عنادك وعدم استجابتك لسُنَّة التغيير، متى ستأخذ القرار الذي وجب عليك أخذه منذ ثلاثة أسابيع على الأقل ، متى ستجنب مصر وشعبها خطر الإنفجار !!!!!

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

مطلوب رئيس دولة (2)









لا أدري لماذا يظن البعض أن رئيس مصر المرتقب يجب أن يكلمه الله تكليماً، أو أن يشق القمر إلى نصفين ، أو يضرب الحجر فتنفجر إلى إثنى عشر عيناً.

ولماذا يعتقد البعض أن رئيس الجمهورية هي وظيفة من لا وظيفة له ، فيحاول بعض المتسيسين الإستيلاء عليها دون أن يكون مناسباً لها أو مؤهلاً للقيام بذلك.

لذلك فعلى من يريد أن يكون رئيساً لمصر أن يحافظ على ولائه للمصريين ، ويضع عينه على مصالحهم ، ويراعي احتياجاتهم ويهتم بأحوالهم ، ويقتسم أفراحهم بل ويصنعها ، ويشاطرهم الأحزان ويعمل قدر جهده على منعها وتخفيفها.

رئيس مصر بإختصار ، يجب أن يكون قادراً على تحقيق المعادلة الصعبة وهي الحفاظ على سلامة وقوة الجبهة الداخلية دون المساس بحقوق الإنسان أو استغلال قوانين مشبوهة ، ونزاهة السياسة الدولية لاسيما الشركاء العرب.

على رئيس مصر المرتقب أن يكون عادلاً ولا يفرق بين فئة وأخرى ، أو حزب وآخر ، وأن يكون حريصاً على شباب هذا البلد ويكف عن إرهابه والتضييق على حريته ، وملاحقته وأهله أمنياً وإقتصادياً وإجتماعياً.

على رئيس مصر المرتقب أن يكون حصناً للفقراء، مدافعاً عن حقوقهم،موفراً لهم سبل الحياة الكريمة والمعيشة الطيبة ، محافظاً على كرامة المواطن البسيط .
على رئيس مصر أن يدرك أهمية مصر في العالم العربي والإسلامي ، ويدرك مكانتها الإقليمية. فلا يتخذ مواقف تتناقض مع رغبة الشعب ، ولا قرارات من شأنها مهانة المواطن المصري أمام نظيره العربي، أو يتصرف ضد مصالح الوطن بتعاونه مع أعداء الأمة .
على رئيس مصر أن يحاول من خلال الهيئات التشريعية سن قوانين إقتصادية لجذب الإستثمارات العربية من أجل إيجاد فرص العمل للكثير من شباب الوطن.

السبت، 5 فبراير 2011

كذب حصري .. في التلفزيون المصري

لم يستح حتى الآن وزير الإعلام المصري من نفسه ولا من تلفزيونه الذي يضلل به الشعب المصري ، وهو ينشر دون خجل ثقافة الهزيمة لكي يثقف به الشعب المغفل من وجه نظره.

فالتلفزيون المصري يتعامل بنفس النظرية الفرعونية (مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ)، ويعرض على الناس ما يريد أن يعرفه من وجهة نظره ، وكان من أعجب ما رأيت من أكاذيب التلفزيون المصري خلال الفترة الماضية ، في الوقت الذي ينقل فيه الآخرون مثل CNN،BBC،الجزيرة والعربية على الهواء مباشرة صورة حية بزاويا (بعيدة) من قلب ميدان التحرير للمشهد حتى يتيح للمشاهد رؤية أكبر عدد من الآلاف المؤلفة من المتظاهرين ، وإذ بك تجد التلفزيون المصري لا يجد صورة تعبر عن نفس المشهد السابق سوى رصيف الشارع الخالي من المارة ، ولا يكتفي بهذا الكذب بل يقسم الصورة الرئيسية لقسمين ليذيع على القسم الآخر صورة (مقربة جداً) لبضع عشرات أو مئات من المؤيدين لمبارك لكي تفهم أيها المشاهد الغبي الفارق الكبير بين هؤلاء القلة من المعارضين وبين هذه الألوف من المؤيدين.

هذه هي الصورة الرسمية للإعلام المصري التي لم يخجل من نفسه وهو يعرضها على الملأ، لكن الأسوء من ذلك هو تحرير الأخبار التي تذاع على مدار الساعة وهي تعبر عن هذه الأحداث ، ففي الوقت الذي يطالب فيه المعارضون (اسقاط النظام) و(رحيل الرئيس) ، تجد محرر الخبر يقول أن بضع الآف يطالبون بإصلاحات سياسية وإقتصادية.

ولم يكتف التلفزيون المصري بهذه الطريقة المسرحية في إذاعته للخبر، بل تجاوز الأمر إلى إخراج الصورة التلفزيونية بطريقة بوليسية ، فتجد الضيوف وهم يمثلون دور متظاهرين من ميدان التحرير لكنهم في التلفزيون المصري عبارة عن ممثلين كومبارس يلعبون أدوار أبطال هذه الثورة ويصورون على أنهم كانوا مضللين وضحك عليهم ، ووجدوا المنظر هناك غريب ومريب ومثير للدهشة فرحلوا ، ووجدوا تنظيمات الشباب وبصمات الإخوان فخافوا وهربوا ، ومن غباء التلفزيون أنه لا يحترم عقل المشاهد لذا تجده يحضر فتاة ويخفي صورتها إليكترونيا خوفاُ عليها ثم تقول أنها ومجموعة شباب من الإخوان و6إبريل وغيرها من حركات الشباب الموجودة على الساحة السياسية الآن ، وسافروا إلى أمريكا لكي يدربهم يهود ويصرف لهم 50 ألف دولار ، ليعودوا ويثيروا القلائل في البلد ، هذا تهريج يا أنس بيه ، ودجل إعلامي ينم عن شخصية تحتاج إلى مصحة نفسية تعالجه وليس تلفزيون يعرض لنا فيه إمكانياته الامحدودة في تشويه سمعة الشباب ووصفهم على أنهم مندسين ومأجورين وبياكلوا كنتاكي.

أما ضيوف التلفزيون المصري الذين يلعبون أدوار المحلليين الإستراتيجيين فهم جهابذة روز اليوسف ، وعباقرة الأهرام ، وغيرهم من كُتاب السلطة وعملاء الشرطة .

فهل يجرأ تلفزيونك على إذاعة هذه المشاهد التي تظهر قسوة النظام منزوع القلب والرحمة ، نظام لا يجد حرجاً أن يزهق أرواح الشباب ويدهسهم بسيارات الأمن المركزي مثل هذه :

وهذه :

وهذه :

وهذه:

وهذه :

وكما ترى كيف تحول شعار " الشرطة في خدمة الشعب " إلى " الشرطة في دهس الشعب " ، فأأمل أن لا تدمر سمعة هذا الشباب ولا ثورتهم كما دمرت سمعة التلفزيونالرسمي يا (صحَّاف) مصر

الجمعة، 4 فبراير 2011

الحاكم يريد .. والشعب يريد ، والله يفعل ما يريد.

إذا الشعــب يومــاً

مـا أراد الحيــــــاة

فلابـد أن يتقي الله

فليس لدي شك أن رحيل النظام الحالي هو الخطوة الأولى في طريق الإصلاح الحقيقي .

وليس لدي شك أن إنهيار الإقتصاد الوطني ، وهروب المستثمرين من مصر وخسارة البورصة الفادحة ، وعمليات السلب والنهب والقتل والخراب لم تكن إلا محاولة حقيرة من نظام حقير أراد أن يفسد في البلاد ويشيع الفتنة بين العباد من أجل مصالح شخصية لرجال أعماله ووزرائه الرابحون من استمرار النظام ، وليس لتظاهرة هؤلاء الشباب أي دخل فيها .

وليس لدي شك أن هذا الرئيس صاحب الدكتوراة في العناد هو الذي يشيع الفوضى بتمسكه المريب بكرسيه ، وكأنه يخشى على نفسه من كشف المستور إذا فقد حصانة منصبه.

وليس لدي شك أن ما يحدث الآن في مصر من خوف وهلع ورعب جراء الإنفلات الأمني وإطلاق البلطجية واللصوص والمساجين على الأهالي ، أو ما يحدث من تأخر صرف الرواتب والأجور ، وقلة ذات اليد ، وفقد الآف الوظائف وارتفاع معدلات البطالة ، ونفاد السلع الإستراتيجية من الأسواق أو استغلال التجار للأزمة ورفع اسعارها ، أو ما تم تشكيله من لجان شعبية لحماية البيوت والمحال والأعراض.

ليس لدي شك - ولا استطيع الجزم به - أن كل هذا يحدث لأن الله تعالى يهيئ مصر قيادة وشعباً لمرحلة جديدة من مراحل العزة والمجد والجهاد والتي لن تكون إلا بتهيئة أسبابها من تغيير للنظام الحالي الموالي لأمريكا وإسرائيل ، وتدريب الشعب على إدارة الأزمات ومواجهة المشكلات والصبر على المصائب من جوع وفقر وموت ، وصدق الله إذ يقول : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) {البقرة / 157:155}

وحتى لا يفقد الشعب ما اكتسبه من هذه الثورة ، يجب أن يعلم أنه لن يبارك له في عيشه وحريته إذا ابتعد عن سبيل المؤمنين وطريق الحق المبين ، ولن يكون لهم أي عزة إذا لم يعتزوا بدينهم ، ورحم الله فاروق الأمة حين قال : (إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله) {رواه الحاكم ، وصححه الألباني}

فالشعب يجب أن يريد إصلاح النظام الحالي ، وإختيار قائد رباني .

بداية ونهاية

في مقال " مصر التي ثارت " ختمت الكلام بأن هناك ما أريد أن أقوله للحكام والمحكومين في مقالات قادمة بإذن الله بخصوص هذه الفتنة العظيمة التي ضربت مصر، وطوال الأيام الماضية كتبت سلسلة من المقالات وجهتها للطبقة الحاكمة التي كانت هي السبب فيما وصلنا إليه الآن ، وقد قولت بالحرف الواحد " ليس من المعقول أن تعنفهم على (خروجهم) في ظل هذه الأزمة العنيفة التي من المفترض أن تهز عرش الحكم في مصر " وبعد أن أفرغت ما في جعبتي للمفسدين الفاسدين في الأرض ، أعود مرة أخرى إلى إخواني المعتصمين والمتظاهرين ، وأقول لهم محباً مخلصاً :

يجب أن تنتهي هذه الأزمة حالاً وفوراً ، يجب أن تعلموا أن التعبير عن الرأي محمود ويزداد حمداً حين يوجه إلى السلطان الجائر ، فإن تحامق وتغابى هذا السلطان فضاق ذرعاً بما تقول واغتصب حقك في التعبير عن رأيك وأرداك قتيلا فأسأل الله تعالى أن يكتبك عنده من الشهداء ، لكن اعلم – رعاك الله – أن ديننا دين لا يحب الفوضى ولا الفتنة ولا الفساد ، أنا اتفهم أنك لم تخطئ حين خرجت في هذه المظاهرة السلمية لأنك لم تخرج لتخرب أو تدمر بل كان هدفك هو التعبير عن الرأي ، وأنا أحييك على ذلك بل وأقبل رأسك احتراماً لشجاعتك وجرأتك وأتمنى أن تكون هذه الجرأة وهذه الشجاعة في سبيله سبحانه وتعالى ، لكن يا أخي هناك من استغل هذه الأوضاع ونهب البلاد وهتك الأعراض وسرق القوت والغذاء والمال وسلب مقدرات البلاد ، هناك يا أخي من من أشاع الفوضى وبث الرعب والخوف في قلوب الآمنين ، فهل نضع الأمور في نصابها الصحيح ونراجع حساباتنا قبل أن يفوت الأوان ، هل نقدر المصالح والمفاسد المترتبة على ذلك ، أنا أعلم أنك لو كنت تعلم أن كل هذه الكوارث والخسائر الإقتصادية وزيادة معدلات البطالة وحالات الهلع والرعب لكان لك رأي آخر ، فيا ترى متى ستسترد مصر عافيتها بعد أن كسرت صنم الخوف وتنفست الحرية واستردت كرامتها .

الأربعاء، 2 فبراير 2011

ماذا تفعل حكومة فرعون مصر في ميدان التحرير

سحرة فرعون كفروا بفرعون وفضلوا الفرار بجلدهم إلى ربهم ، لكن وزراء وحكومة الفرعون المصري آمنوا بفرعونهم على حساب الإنسانية والقيم والمثل ، وفضلوا سحل وضرب شباب حر يريد أن يرى من حاكمه بعضا من الإنسانية وقليلا من الرحمة ، الشباب يريد من حاكمه أن يترك الراية لغيره ممن يستطيع بتوفيق الله أن يحمل تبعات هذه التركة والأرث الثقيل المحمل بملفات لقضايا كثيرة من الفساد والفقر والغلاء والبطالة وعلاج الأغنياء على نفقة الدولة في الوقت الذي يموت فيه البسطاء من ضيق ذات اليد ، والضرائب ، الشباب يريد من حاكمه أن يرحل الآن ويكفيه جلوسه على كرسي الحكم ثلاثين عاما.

الشباب يريد من حاكمه أن يتعامل معهم بروح الأب الذي يخاف على أولاده ليس بأن يهربهم إلى لندن ، بل أن يكف يده عنهم شر البلطجية وقطاع الطرق الذين هاجموا العُزَّل الأبرياء بالأسلحة البيضاء وقنابل المولوتوف الحارقة وإطلاق النار عليهم ومطاردتهم بالخيول والجمال ، كانوا يريدون منه أن يقول لقد سمعت صوتكم لا أن يسمعوه من أوباما.

الشباب يريد من حاكمه أن يرحل بشرف وكرامة وليس بهذه الخسة والنذالة ، كانوا يريدون أن يدخل التاريخ بخروجه خروجاً آمناً ولكنه فضل أن يخرج من هذا التاريخ خروجاً مهيناً ، بعد هذه الأحداث الدامية ، فليس هناك رئيساً محترماً يطلق على شعبه الكلاب المسعورة التي تنهش في لحومهم وتهتك أعراض نسائهم ،
ليس رئيساً شرعياً هذا الذي يفسد في الأرض ويرعب شعبه ويروعهم ويُذهب بأمنهم ويضيع سلامتهم ،
ليس رئيساً أبداً هذا الذي يضع مصلحته قبل مصلحة شعبه ، ويفضل أن يعيش هو ويموت شعبه ،
ليس مباركاً هذا الذي يشيع الفتنة في صفوف شعبه ، فهل سمعتم من قبل عن مجرم يقتل شعبه ويصر على البقاء في منصبه حتى أخر نفس في حياة الآخرين ، وصدق الله إذ يقول : (إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى) {طه :74} ،
فهل جاء الزمان الذي يتمنى فيه هذا الشباب أن يكونوا بغالاً في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكي يهتم بهم ، على أن يكونوا بشراً في عهد فرعون مصر، الذي تسمعه في خطاباته
وكأنه
يريد أن يقول : (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي) {الزخرف :51}

مطلوب للعدالة - WANTED


أرجو ممن يعثر على هذا الإرهابي صاحب هذه الصورة الدعاء عليه في وقت السحر وفي جوف الليل ، فهذا الرجل كان مسئولا عن الجهاز الذي يقوم بعمليات التعذيب في أقسام الشرطة، كان مسئولاً عن الجهاز المتسبب في مقتل الأبرياء داخل أقسام الشرطة ، كان مسئولاً عن الإنفلات الأمني التي عاشت فيه مصر الأيام الأخيرة وهو الذي سمح لعمليات السلب والنهب وهو أحد الذين أدخلوا البلد في هذا النفق المظلم .

وظائف شاغرة : مطلوب رئيس دولة (1)

وظائف شاغرة

مطلوب فوراً وبصفة عاجلة لدولة مسلمة محورية ذات تاريخ معلوم ومستقبل مجهول : رئيس دولة

على أن يكون المرشح للرئاسة قادراً على :

1. الحفاظ على هوية الدولة الإسلامية وعدم الإنزعاج من تدين شعبها وملاحقته أمنياً ومطاردته في شتى مجالات الحياة.

2. ضمان أمن الأقباط والحفاظ على سلامتهم وتوفير الحياة الكريمة لهم والوظائف المهمة حسب كفائتهم.

3. تحديث الجيش المصري ومواكبة التطور العسكري في المنطقة والعمل على ميل كفة ميزان القوى لصالح الدولة.

4. تشجيع الإستثمار العربي والأجنبي بما يزيد من مساحة الرقعة السكانية من خلال إقامة مدن صناعية وزراعية جديدة بعيداً عن نهر النيل.

5. توفير فرص عمل جديدة للشباب من خلال المشروعات العملاقة المفترض البدء فيها من موازنة القطاع العام والخاص.

6. تخفيض الإنفاق الحكومي وتقليل عدد الوزرات من خلال دمج الوزرات ذات الطبيعة المشتركة.

7. ضمان نزاهة الإنتخابات من أجل اختيار برلماني حر ومستقل.

8. إنشاء وزارة وبرلمان للشباب لإحتواءهم سياسيا وبلورة أفكارهم ونشاطهم بطريقة منظمة مما يساعد على توفير قيادات شابة في كافة مجالات الحياة.

9. إلغاء القوانين المشبوهة مثل قانون الطوارئ.

10. عدم السماح لأي استفزاز خارجي والرد الفوري له بما يضمن ويحفظ كرامة مصر.

11. محاربة الفساد وعدم التهاون مع المفسدين والسارقين وتقديمهم إلى المحاكمة العاجلة.

12. الاهتمام بالبحث العلمي وإنشاء مدن تعليمية على أعلى مستوى عالمي.

13. إلغاء قانون الأحزاب وعدم تفتيت الأمة في صراعات حزبية وإتاحة حرية المعارضة.

14. إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل وتحذير الجميع من الرد الفوري على أي تطاول أو تحرش عسكري على الحدود.

15. عدم السماح لأي قانون يخالف الشريعة الإسلامية ومراجعة ما سبق من قوانين.

شارة فيسبوك

post

احدث مواضيعنا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة