الاسلام سؤال وجواب

الأحد، 12 يونيو 2011

أقلام تستحق الإعدام


الحقيقة كما أن هناك أقلام تنير في الظلام ،هناك أيضاً أقلام تستحق الإعدام ، فبعض الأقلام الحاقدة هاجمت الشيخ أبي إسحاق الحويني ، وفرغت فيه حقدها الدفين على الإسلام وأهله ، ولا يأبه أصحاب (الأقلام الحرة) ، لخطورة ما تخطه أيديهم من كلمات ، فالبعض منهم على استعداد لأن يسب ويلعن ويقذف من أجل أن يكون مشهوراً ، مثل الذي يبول في بئر زمزم من أجل أن يدخل التاريخ ، والبعض لا يهمه أن يهتك الشيطان شرف قلمه ليكذب على أهل الدين ويسخر منهم أمام القراء ، وتراه لا يتوقف عن اختراع الأباطيل واختلاق الأكاذيب من أجل أن يطبخ وليمة دسمة من السموم والإفتراءات ينهش بها في لحوم العلماء والدعاة ، الذين قضوا حياتهم وأفنوا أعمارهم وضحوا بأوقاتهم في تعليم الناس أمور الدين والحلال والحرام ، وتخليصهم من مظاهر الشرك والوثنية ، ونصحهم بما ينفعهم في دنياهم ويمكث معهم في أخراهم ، في الوقت الذي يعشق فيه الآخرون (التهجيص) على الناس ، وحشو السطور بما يثقل به موازين السيئات وصدق الله تعالى إذ يقول : (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَايَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ ) { الرعد : 17}.

ولو تابعت ما يُنشر في الصحف والمجلات الورقية والإليكترونية ، ستندهش من عدم قدرتهم على الجلوس في مائدة واحدة مشتركة للحوار ، لكنهم وبكل وقاحة لديهم قدرة عجيبة على تجميع الصفوف لشن حرب شعواء على الدين وأهله ، ويستهزئون بهم من خلال إسقاط بعض المصطلحات مثل (غزوة) على بعض الوقائع والأحداث لكي يسخرون من أفكارهم ، وهم الذين امتلأت روؤسهم بالأفكار العفنة ، وخطت أيدهم السطور النتنة.

وأنصح هؤلاء الجهلة الذين يكتبون بأقلامهم الحرة – زعموا – قبل أن يلوكوا في سيرة الناس بالغيبة والبهتان ، أن يتعلموا أولاً العلم الذي ينفعهم في حياتهم وينقذهم في الآخرة ، ثم بعد ذلك تتأدب أقلامهم بما تعلموه من الصفات المحمودة التي ينبغي عليهم اكتسابها ، والصفات المذمومة التي يجب عليهم اجتنابها.

والجاهل الذي يصر على رأي خاطئ ، هو في واقع الأمر يحتاج إلى أحد شخصين إما معلم يعلمه الصواب ويبتعد به عن الخطأ ، أو طبيب نفسي يعالج غروره وعناده ، لأن العلماء الأصوليون يقولون أن الجهل نوعان ، بسيط ومركب ، فالبسيط هو الشيء الذي لا تعلمه ولم تفهمه ، أما المركب فهو الشيء الذي علمته وفهمته بالخطأ.

والجاهل الذي يناطح العلماء وينتقدهم ، هو أحمق لا من جرأته على نقد العلماء فهم غير معصومين لكي نقدسهم ، ولكن حماقته لأنه دخل معركة خاسرة ، لا يجيد فنونها ولا يعرف أسلحتهم حتى يواجههم بها.

فالكلمة خطيرة ، ولخطورة الكلمة صان الإسلام حقوق الناس من أثرها على الفرد والمجتمع ، فبكلمة تدخل في الإسلام وتنتظرك الجنة ، وبكلمة تخرج منه وتنتظرك النار، وبكلمة تقام الحروب ، وبكلمة تحل الزوجة لزوجها ، وبكلمة تمنع منه بطلاقها ، وبكلمة تطبق الحدود على من يقذف المحصنات ، وبكلمة يرفعك الله إلى السماء ، وبكلمة يُخسف بك في الأرض ، وبكلمة يتذكرك الناس بالخير ، وبكلمة يتذكرك الناس بالشر .

فالكلمة لها شأن عظيم، فلربما كانت سببا من أسباب الرضوان أو كانت سببا من أسباب الحرمان ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه : (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات ،وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوى بها في جهنم) [متفق عليه].

وليست الكلمة في الإسلام حركات يؤديها الإنسان بلسانه دون شعور بالمسئولية الملقاة على عاتقه من تأثيراتها ، ونحن المسلمون مأمورن بالقول السديد ، قال تعالى : (: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ) { الأحزاب : 70} ، قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره : " وأن يقولوا قولاً سديداً ، أي مستقيما لا اعوجاج فيه ولا انحراف" .

بل أنت مأمور أن تكف لسانك عن الخوض في الناس بصفة عامة ومن باب أولى العلماء والدعاة تعد بذلك من خيار المسلمين وأفضلهم ، فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟ قال: (من سلم المسلمون من لسانه ويده) [متفق عليه]

وفي بيان خطر الكلمة على الإنسان ما لم ينضبط بالضوابط الشرعية ، خاطب النبي عليه الصلاة والسلام ثلاثة من أصحابه وهم سفيان بن عبد الله الثقفي،وعقبة بن عامر،ومعاذ بن جبل، فيقول لسفيان حين سأله يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به ، قال: ((قل ربي الله ثم استقم ،قلت: يا رسول الله ما أخوف ما تخاف عليّ فأخذ بلسان نفسه ثم قال: هذا)) ، وقال عقبة بن عامر: يا رسول الله ما النجاة؟ قال: ((أمسك عليك لسان وليسعك بيتك وابك على خطيئتك).

فهل يدرك هؤلاء أن هناك صحفيون سكوتهم من ( ذهب ) وكلامهم من (نحاس) ؟
هل يفطن أولئك الذين أبتلينا بأقلامهم وفضح الله ما تخفي صدورهم من حقد على الإسلام وأهله ؟ فيمسكون أقلامهم عن دين الله تعالى وأهل دعوته ؟
هل ينتهي هؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا بالأكاذيب والهراءات عن سب أهل الدين ؟
هل سيبكي هؤلاء الخراصون على خطيئتهم في حقهم ؟
هل سيكفون لسانهم عن التجريح في العلماء والدعاة ؟
على أي حال ، إن لم تكف لسانك عن الخوض في دعاة الدين ، فلا تلوم من سيقطعه .


ليست هناك تعليقات:

شارة فيسبوك

post

احدث مواضيعنا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة